الرحلة الاخيرة
وهنا تختلف الروايات التاريخية ؛ هل ذهبت الصديقة الى مصر حيث وافتها المنية أم الى الشام حيث مرقدها اليوم ؟ وانى كانت فان رسالة زينب التاريخية قد اكتملت ، وها هي تحس بثقل الفجائع على قلبها . لقد ضاقت الدنيا بها واشتاقت الى اسلافها .
دعنا نرافق سيدتنا الى مثواها حيث الاخير تقول احدى الروايات التاريخية :
انها خرجت في لمة من نساءها قاصدة مصر حيث شيعة ابيها وحيث الوالي الانصاري مسلمة بن مخلد الانصاري الذي يحترم آل البيت اشد الاحترام .
وحينما بلغ الخبر الوالي خرج في جمع من اشراف مصر يستقبلها ، فلما بدا الركب لهم في غرة شعبان لعام 61 هـ وهي ذات السنة التي استشهد الامام الحسين عليه السلام في مستهلة العاشر من محرم ، استقبلها اشراف مصر بالبكاء والنحيب فها هي زينب ام المصائب والتي اصبح اسمها شعيرة من شعائر البكاء والنياحة .
وسكنت زينب في بيت الوالي وانشغلت بالعبادة وتلاوة القرآن .
ومرت الايام وازدادت الصديقة توغلا في الابتهال والتهجد حتى كان اليوم الرابع عشر من شهر رجب من العام (62) على هذه الرواية ، حيث وافتها المنية ودفنت حيث مرقدها الشريف مزار الشعب المصري . وقبل وفاتها جاءها الوالي وطلب منها ان توصي له بنسخة القرآن التي تقرء فيها فقالت له : انك لا تستفيد منها فلم يعرف سر هذا الكلام ، الا ان الوالي مات في اليوم الثاني من وفاة الصديقة ، و عرف سر كلامها ثم دفن بجوارها حيث اوصى بذلك .
وتقول الرواية الثانية :
ان عبد الله بن جعفر زوج الصديقة لما رأها قد انهد ركنها ، وضعف جسمها رحل بها الى بلاد الشام حيث كانت له ضيعة في اطراف دمشق ، فسكنت هناك برهة من الزمان ثم توفيت ، حيث مرقدها اليوم .
وسواء صحت هذه او تلك الرواية التي تبدو عند اكثر المؤرخين الاصح ، فان مقام السيدة يوجد اليوم في اكثر من بقعة ، والوافدون على هذه المقامات يطلبون الاجر والثواب ، والله سبحانه مجازيهم خير الجزاء في الاخرة ، كما ان استجابة دعواتهم في كل موقع دليل على قبول طاعاتهم .