• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

زينب تتحدى طغيان يزيد

زينب تتحدى طغيان يزيد

السيدة زينب سلام الله عليها

سبحان الله ؛ كم هي قدرات الانسان اذا توكل على الله واستعان به ؟

امرأة اسيرة مفجوعة قد اثكلت بثمانية عشر رجلا مالهم على وجه الارض من نظير ، وقد سيقت على محامل بلا وطاء ولا غطاء وضربت واهينت واتعبت وارهقت واؤذيت بابداء وجهها وهي اعظم المخدرات امام جماهير المصفقين و .. و ..

وتدخل اليوم على السلطان القاهر ، والعدو الساخر ، والطاغــوت المنتــصر ، والسفاك المجرم .. تدخل عليه مقيدة هي وابن اخيها العليل واختها وسائر الاسرى المنهوكين بالرحلة المرهقة .

وقد زينت الشام كأي عيد كبير استبشارا بانتصار يزيد ، واحتفل الطاغوت الارعن في قصره فجمع الملأ من قومه لعلهم يرهبون هذه الثلة الباقية من بعد اعظم فاجعة في التاريخ .

هل هناك عامل مادي واحد من عوامل القهر والاذلال بقي خارج المسرح ؟ كلا .. كل الحتميات المادية حسبما يعبرون كانت تدعم طغيان يزيد .

ولكن الله اكبر ، وقوة الروح الايمانية تقهر كل العوامل المادية ، والحق اعلى واعز ، وزينب تمثل اليوم الحق بكل قوته وعزته وجبروته .

وقفت الاسيرة تنظر الى ذلك العرش الزائف بسخرية ، وتنظر الى رأس سيد الشهداء في طست من ذهب بكل فخر واعتزاز ، واخذ يزيد لعنه الله يضرب ثنايا ابي عبد الله بمخصرة كانت في يده وهو يتمثل بأشعار ابن الزجوي وبعد ان اضاف اليه بعض الابيات ويقول :

ليت اشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج عن وقع الاسل

لأهلوا واستهلوا فرحا ولقالوا يا يزيد لاتشل

فجزيناهم ببدر مثلها واقمنا مثل بدر فاعتدل

لست من خندق ان لم انتقم من بني احمد ما كان فعل

فقامت زينب وقالت :

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على جدي سيد المرسلين ، صــدق الله سبحانه كذلك يقول :

" ثم كان عاقبة الذين اساؤوا السوئى ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون "

( الروم / 10 )

ثم هشمت رأس الحية بالإستهزاء بسلطانه الزائف والتسامي عن قدراته المادية ببيان قدرة الله التي لا تحد فقالت :

" أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض ، وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار فان اليك سوقا في قطار ، وانت علينا ذو اقتدار . ان بنا من الله هوانا ، وعليك منه كرامة وامتنانا ؟ وان ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك تضرب اصدريك فرحا (28) وتنفض مدرويك مرحا (29)

حين رأيت الدينا لك مستوسقة ، والامور لديك متسقة وحين صفي لك ملكنا وخلص لك سلطاننا فمهلا مهلا لا تطش جهلا انسيت قول الله . " ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما " . ( آل عمران / 178)

هكذا جاء اول الخطاب في صورة هجمات متلاحقة لا هوادة فيها ضد شخص الطاغوت ، فيها الاستخفاف بسلطانه والاستهزاء بجبروته والتذكير بعظمة الله ، وان معيار القرب منه ليس الحصول على حطام الدنيا او شيء من متاعها الزائل .

ثم ذكرت يزيد بذنبه العظيم الذي لا يمكنه الفرار منه وهو سوق بنات رسول الله سبايا ، واقرعته بأنه ابن الطلقاء وان رسول الله قد عفى عن آبائه بعد فتح مكة بعد ان قدر عليهم وقال لهم كلمته المعروفه : اذهبوا فانتم الطلقاء . فهل من العدل ان يسوق بنات هذا الرسول الكريم عبر عشرات المنازل هاتكا ستورهن وبلا اي حمي ؟

فقالت سلام الله عليها : أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن يحدوا بهن الاعداء من بلد الى بلد ويستشرفهن اهل المناقل ، ويبرزن لأهل المناهل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والغائب والشهيد والشريف والوضيع والدني والرفيع ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي ( حميم ) عتوا منك على الله وجحودا لرسول الله ودفعا لما جاء به من عند الله .

وهكذا قرعته بما يؤنب ضميره بعد ان ازالت عن عينه حجاب السلطــة الزائلة التي يفتخر بها ، ثم عرته امام امراء جيشه وولاة حكومته وبينت له انه لا يمت الى الاسلام الذي يحكم باسمه بأية صلة ، ثم قالت :

الا انها نتيجة خلال الكفر ، وضب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر فلا يستبطىء في بغضنا اهل البيت من كان نظره الينا شنفا وشنآنا واحنا وضغنا يظهر كفره برسوله ، ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول فرحا بقتل ولده وسبي ذريته غير متحوب ولا مستعظم .

لاهلوا واستهلوا فرحا ولقالوا : يا يزيد لا تشل منتحيا على ثنايا ابي عبد الله ، وكان مقبل رسول الله ينكثها بمخصرته قد التمع السرور بوجهه .

لقد كان يزيد يحكم باسم الاسلام وها هي الصديقة زينب تفضحه وتبين انه ليس بمسلم ان في قلبه اضغان يوم بدر حين انتصر الدين على الكفر . وهكذا تكون من واجب الخطباء في عصر الردة مسؤولية فضح النفاق وتبصير الامة بحقيقة السلطات الحاكمة ، وفصل ظاهر دينهم القشري عن جوهر الدين الحق .

فأين تقبيل رسول الله لثنايا ابي عبد الله عليه السلام ، واين نكثها بالمخصرة بنشوة القاتل المحترف ؟

ثم اضافت السيدة وهي تبين عظم المصاب :

لعمري لقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة باراقتك دم سيد شباب اهل الجنة ، وابن يعسوب العرب وشمس آل عبد المطلب ، وهتفت باشياخك وتقربت بدمه الى الكفرة من اسلافك ثم صرخت بندائك . ولعمري قد ناديتهم لو شهدوك (29) ووشيكا تشهدهم ويشهدوك ، ولتود يمينك - كما زعمت - شلت بك عن مرفقها ، واحببت امك لم تحملك واباك لم يلدك حين تصير الى سخط الله ومخاصمتك رسول الله .

وهكذا انذرته السيدة زينب بسوء العاقبة ، و نسفت قاعدة العصبية الجاهلية التي نادى بها ، و بينت ان العصبية في النار لان جذورها المتمثلة في تلك الارواح الشريرة وتلك الاعظم البالية الان تحترق في النار وسوف يلحق الله بها كل الذين ينادون بها .

ثم توجهت بالدعاء الى الله بقلب كسير ، وضراعة بلا نظير قائلة :

" اللهم خذ بحقنا ، وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا ، ونقض ذمامنا ، وقتل حماتنا وهتك عنا سدولنا .

وعادت بعد هذا الدعاء القصير والمؤثر الى يزيد توبخه على فعلته الشنيعة غير آبهة بطغيانه وصولجانه فقالت :

" وفعلت فعلتك التي فعلت ، وما فريت الا جلدك ، وما جززت الا لحمك (30) ، وسترد على رسول الله بما تحملت من ذريته وانتهكت من حرمته وسفكت من دماء عترته ولحمته حيث يجمع به شملهم ، ويلم به شعثهم ، و ينتقم من ظالمهم وياخذ لهم بحقهم من اعدائهم "

بهذه الكلمات بينت السيدة زينب مقام سيد الشهداء في عترة الرسول واظهرت ان قتل الامام الحسين كان بمثابة اعدام العترة كلها لأنه قائدهم وجامع شملهم وحاميهم و .. و ..

ثم جابهته بأقوى كلمات التقريع وقالت سلام الله عليها :

" ولا يستفزنك الفرح بقتله "

" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله " ( آل عمران / 169 )

" وحسبك بالله وليا وحاكما ، و برسول الله خصيما وبجبرئيل ظهيرا وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين (ان ) بئس للظالمين بدلا وانكم شر مكانا واضل سبيلا "

وهكذا ذكرت السيدة زينب سلام الله عليها بمسؤولية القادة والاشراف ( الذين كان كثير منهم حاضرين يستمعون اليها ) وحذرتهم من ان تسلط مثل يزيد عليهم نذير شؤم عليهم وانه البديل الاسوء .

زينب سبط الرسالة ، وشبلة علي الطهر ، و بنت الصديقة فاطمة .. و يزيد الفاجر العاهر و مثلها لا تتكلم مع مثله ، ولكنها بينت عذرها في الحديث مع يزيد وقالت :

" وما استصغاري قدرك ، ولا استعظامي تقريعك توهما لانتجاع الخطاب فيك (31) بعد ان تركت عيون المسلمين به عبرى ، و صدورهم عند ذكره حرى فتلك قلوب قاسية ، و نفوس طاغية ، واجسام محشوة بسخط الله ولعنة الرسول قد عشعش فيه الشيطان وفرخ ومن هناك مثلك ما درج ونهض . (32)

فالعجب كل العجب لقتل الاتقياء واسباط الانبياء وسليل الاوصياء بايدي الطلقاء الخبيثة ونسل العهرة الفجرة تنطف اكفهم من دمائنا ، وتتحلب افواههم من لحومنا (33) ، و للجثث الزاكية على الجيوب الضاحية (34) تنتابها العواسل وتعفرها الفراعل "

هكذا كشفت السيدة عن جوانب من مأساة السبط الشهيد في كلمات مختصرة ولكنها ذات نبرة قوية ثم قالت فلأن اتخذتنا مغنما لتتخذنا وشيكا مغرما حين لاتجد الا ما قدمت يداك وما الله بظلام للعبيد والى الله المشتكى والمعول واليه الملجأ والمؤمل " .

المرة بعد الاخرى تذكر الصديقة زينب خصمها الطاغي بالله واليوم الاخر وانه سوف يرى جزاء افعاله فاذا بمكاسب الانتصار في الدنيا تصبح عوامل الهزيمة والعذاب ، في الاخرة ، اما دنياه فانها زائلة لا محالة وانما يبقى الحق الذي يتمثل في الرسالة ومن انتسب اليها الرسول واهل بيته الطاهرين فقالت سلام الله :

" ثم كد كيدك ، واجهد جهدك ، فوالذي شرفنا بالوحي والكتاب ، والنبوة والانتجاب لا تدرك امدنا ، ولا تبلغ غايتنا ولا تمحو ذكرنا ، ولا ترحض عنك عارنا ، وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد ، و جمعك الا بدد يوم ينادي المنادي الا لعن الظالم العادي " .

وفي الختام توجهت الى الله سبحانه بالدعاء قائلة :

" والحمد لله الذي حكم لاولياءه بالسعادة ، وختم لاوصياءه ببلوغ الارادة . نقلهم الى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة ، ولم يشق بهم غيرك ، ولا ابتلي بهم سواك ، ونسأله ان يكمل لهــم الاجر ، ويجزل لهم الثواب والذخر ، ونسأله حسن الخلافة وجميل الانابـــة انه رحيم ودود " .

فقال يزيد مجيبا لها شعرا :

يا صيحة تحمد من صوائح ما اهون الموت على النوائح (35)

لقد هزت زينب ليس عرش بني امية فقط ، و انما هزت فؤاد يزيد الطاغية ، وجعلته يقول بعد فترة :

لعن الله ( ابن مرجانة ) فانه اخرجه ( يعني الحسين ) واضطره ثم قتله فبغضني بقتله الى المسلمين وزرع لي في قلوبهم العداوة بما استعظموه من قتلي حسينا . مالي ولابن مرجانة لعنه الله . (36)

لقد اهتز يزيد ، واهتز العرش ، وزلزلت الارض تحت اقدام بني امية ، ولكن ذلك لم يكن كافيا . ان فاجعة الطف اعمق اثرا من ذلك ، وان الهدف منها اعظم واخطر . لابد ان تبقى هذه المأساة وخزا في ضمير المتقاعسين ، ونورا لدرب المجاهدين ، وحبا للشهادة في نفوس المؤمنين .

وهكذا نصبت زينب سلام الله عليها مجلس العزاء في الشام ، ثم لما عادت الى المدينة دخلتها هي والامام زين العابدين عليهما السلام وسائر الاسارى بصورة فجيعة ، ثم نصبت السيدة زينب مجالس العزاء ، واخذت النساء يدخلن عليها وهي تصف لهن ما جرى عليهم وتحرض الناس على سلطة يزيد حتى كتب والي المدينة ( عمرو بن سعد الاشدق ) الى يزيد يقول :

ان وجودها بين أهل المدينة مهيج للخواطر ، وانها فصيحة عاقلة لبيبة وقد عزمت هي ومن معها على القيام للاخذ بثأر الحسين .

فكتب اليه يزيد :

فرق بينها وبين اهل المدينة !

وهكذا طلب الوالي من السيدة مغادرة المدينة الى اي جهة شاءت ، فأبت و تحدت اوامر يزيد قائلة : " قد علم والله ما صار الينا ، قتل خيرنا وسيق الباقون كما تساق الانعام وحملنا على الاقتاب ، فوالله لا خرجنا وان اريقت دماؤنا " .

الا ان نسوة من الهاشميات تلطفن معها حتى اقتنعت بالخروج من المدينة ، ولعلها سلام الله عليها رأت في الخروج من المدينة فائدة للنهضة . وهكذا اختارت مصر حسب التواريخ حيث الارضية المناسبة لحب اهل البيت ، وقيل ذهبت الى الشام ، وقال البعض انما خرجت بطلب من الامام زين العابدين عليه السلام .

----------------------------------------------------------

(28) المدروان جانبا الاليتين او انهما جانبا كل شيء ، ونفضهما دلالة على البغي والتوعد او على المرح والتكبر

(29) لعل مرادها انهم اموات غير احياء فكيف يسمعونك ، بلى حين تلتحق بهم يسمعونك وهناك تندم لانهم واياك في النار .

(30) اي انك ما فعلت الذي فعلته الا بنفسك لانه مجزي به .

(31) في بعض النسخ هكذا : ولان جرت علي الدواهي مخاطبتك اني لاستصغر قدرك ، واستعظم تقريعك واستكبر توبيخك ، لكن العيون عبرى والصدور حرى . ( بحار الانوار / ج 45 - ص 134 عن الملهوف ) وهذا النص يوضح ما في المتن حيث يدل على ان زينب بينت انها ارفع مقاما من مخاطبة يزيد ، ولكنها مفجوعة وهي بالتالي لا تنتظر من يزيد التوبة لانه قد انغمس في الجريمة .

(32) هذا مثل يدل على ان من تربى في بيت السوء لا يرجى صلاحه .

(33) اي تقطر من ايديهم دمائنا وتأكل افواههم لحومنا .

(34) الجيوب : اي الارض الغليظة ( وتقصد وادي كربلاء حيث الفاجعة ) .

(35) موسوعة بحار الانوار / ج 45 - ص 157 - 160 .

(36) السيدة زينب ( بنت الشاطىء ) ص 158 نقلا عن الطبري وابن الاثير .

(37) الكامل لابن اثير / ج 2 - ص 625 .

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page