• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الخامس سورة النساء آیات75 الی79


وَ مَا لَكمْ لا تُقَتِلُونَ فى سبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُستَضعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدَنِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظالِمِ أَهْلُهَا وَ اجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنك وَلِيًّا وَ اجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنك نَصِيراً(75)
اللغة
الولدان جمع ولد و ولد و ولدان مثل خرب و خربان و برق و برقان و ورل و ورلان و الأغلب على بابه فعال نحو جبال و جمال و قد ذكرنا القرية في سورة البقرة .

الإعراب
ما للاستفهام في موضع رفع بالابتداء و لا تقاتلون في موضع نصب على الحال و تقديره أي شيء لكم تاركين للقتال و المستضعفين جر بالعطف على ما عملت فيه ( في ) أي و في المستضعفين و قال المبرد هو عطف على اسم الله و إنما جاز أن يجري الظالم صفة على القرية و هو في المعنى للأهل لأنها قوية على العمل لقربها من الفعل و تمكنها في الوصفية بأنها تؤنث و تذكر و تثنى و تجمع بخلاف باب أفعل منك فلذلك جاز مررت برجل الظالم أبوه و لم يجز مررت برجل خير منه أبوه بل يقال مررت برجل منه خير منه أبوه لتكون الجملة في موضع الجر .

المعنى
ثم حث سبحانه على تخليص المستضعفين فقال « و ما لكم » أيها المؤمنون « لا تقاتلون » أي أي عذر لكم في ترك القتال مع اجتماع الأسباب الموجبة للقتال « في سبيل الله » أي في طاعة الله و يقال في دين الله و يقال في نصرة دين الله و يقال في إعزاز دين الله و إعلاء كلمته « و المستضعفين » أي و في المستضعفين أو في سبيل
مجمع البيان ج : 3 ص : 117
المستضعفين أي نصرة المستضعفين و قيل في إعزاز المستضعفين و في الذب عن المستضعفين « من الرجال و النساء و الولدان » قيل يريد بذلك قوما من المسلمين بقوا بمكة و لم يستطيعوا الهجرة منهم سلمة بن هشام و الوليد بن الوليد و عياش بن أبي ربيعة و أبو جندل ابن سهيل جماعة كانوا يدعون الله إن يخلصهم من أيدي المشركين و يخرجهم من مكة و هم « الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها » أي يقولون في دعائهم ربنا سهل لنا الخروج من هذه القرية يعني مكة عن ابن عباس و الحسن و السدي و غيرهم « الظالم أهلها » أي التي ظلم أهلها بافتتان المؤمنين عن دينهم و منعهم عن الهجرة « و اجعل لنا » بألطافك و تأييدك « من لدنك » أي من عندك « وليا » يلي أمرنا بالكفاية حتى ينقذنا من أيدي الظلمة « و اجعل لنا من لدنك نصيرا » ينصرنا على من ظلمنا فاستجاب الله تعالى دعاءهم فلما فتح رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) مكة جعل الله نبيه لهم وليا فاستعمل على مكة عتاب بن أسيد فجعله الله لهم نصيرا فكان ينصف الضعيف من الشديد فأغاثهم الله فكانوا أعز بها من الظلمة قبل ذلك و في هذه الآية دلالة على عظم موقع الدعاء من الله إبطال قول من يزعم أن العبد لا يستفيد بالدعاء شيئا لأن الله حكى عنهم أنهم دعوا و أجابهم الله و آتاهم سؤلهم و لو لا أنه استجاب دعاءهم لما كان لذكر دعائهم معنى .
الَّذِينَ ءَامَنُوا يُقَتِلُونَ فى سبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا يُقَتِلُونَ فى سبِيلِ الطغُوتِ فَقَتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشيْطنِ إِنَّ كَيْدَ الشيْطنِ كانَ ضعِيفاً(76)
اللغة
الطاغوت قد مر ذكره و الكيد السعي في فساد الحال على وجه الاحتيال تقول كاد يكيد كيدا فهو كائد إذا عمل في إيقاع الضرر به على وجه الحيلة فيه .

المعنى
ثم شجع المجاهدين و رغبهم في الجهاد بقوله « الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله » أي في طاعة الله و في نصرة دينه و إعلاء كلمته و ابتغاء مرضاته بلا عجب و لا صلف و لا طمع في غنيمة « و الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت » و طاعته « فقاتلوا
مجمع البيان ج : 3 ص : 118
أولياء الشيطان » يعني جميع الكفار و هذا يقوي قول من قال إن الطاغوت الشيطان « إن كيد الشيطان كان ضعيفا » دخلت كان هاهنا مؤكدة لتدل على أن الضعف لكيد الشيطان لازم في جميع الأحوال و الأوقات ما مضى منها و ما يستقبل و ليس هو عارضا في حال دون حال و إنما وصف سبحانه كيد الشيطان بالضعف بالإضافة إلى نصرة الله المؤمنين عن الجبائي و قيل لأنه أخبر بأنه سيظهر عليهم المؤمنين عن الحسن و قيل لضعف دواعي أولياء الشيطان إلى القتال إذ لا بصيرة لهم و إنما يقاتلون بما تدعو إليه الشبهة و المؤمنون يقاتلون بما تدعو إليه الحجة .
أَ لَمْ تَرَ إِلى الَّذِينَ قِيلَ لهَُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصلَوةَ وَ ءَاتُوا الزَّكَوةَ فَلَمَّا كُتِب عَلَيهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنهُمْ يخْشوْنَ النَّاس كَخَشيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشدَّ خَشيَةً وَ قَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْت عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنَا إِلى أَجَل قَرِيب قُلْ مَتَعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَ الاَخِرَةُ خَيرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَ لا تُظلَمُونَ فَتِيلاً(77)
القراءة
لا يظلمون بالياء مكي كوفي غير عاصم و الباقون بالتاء .

الحجة
من قرأ بالياء فلما تقدم من ذكر الغيبة من قوله « أ لم تر إلى الذين قيل لهم » و من قرأ بالتاء فلأنه ضم إليهم في الخطاب المسلمين فغلب الخطاب على الغيبة .

الإعراب
« إذا فريق منهم » إذا هذه ظرف مكان و هي بمنزلة الفاء في تعليقة الجملة بالشرط و تسمى ظرف المكان كما في قول الشاعر :
و كنت أرى زيدا كما قيل سيدا
إذا إنه عبد القفا و اللهازم فهي في محل النصب بيخشون و الكاف في خشية الله في محل النصب للمصدر و أشد معطوف عليه و خشية منصوب على التمييز و هو مما انتصب بعد تمام الاسم للمصدر و لو لا
مجمع البيان ج : 3 ص : 119
معناه التحضيض و لا تدخل إلا على الفعل .

النزول
قال الكلبي نزلت في عبد الرحمن بن عوف الزهري و المقداد بن الأسود الكندي و قدامة بن مظعون الجمحي و سعد بن أبي وقاص كانوا يلقون من المشركين أذى شديدا و هم بمكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة فيشكون إلى رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و يقولون يا رسول الله ائذن لنا في قتال هؤلاء فإنهم قد آذونا فلما أمروا بالقتال و بالمسير إلى بدر شق على بعضهم فنزلت هذه الآية .

المعنى
ثم عاد سبحانه إلى ذكر القتال و من كرهه فقال « أ لم تر إلى الذين قيل لهم » و هم بمكة « كفوا أيديكم » أي أمسكوا عن قتال الكفار فإني لم أومر بقتالهم « و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة فلما كتب » أي فرض « عليهم القتال » و هم بالمدينة « إذا فريق منهم » أي جماعة منهم « يخشون الناس كخشية الله » أي يخافون القتل من الناس كما يخافون الموت من الله و قيل يخافون الناس أن يقتلوهم كما يخافون الله أن يتوفاهم و قيل يخافون عقوبة الناس بالقتل كما يخافون عقوبة الله « أو أشد خشية » قيل إن أو هنا بمعنى الواو أي أشد خشية و قيل إن أو هنا لإيهام الأمر على المخاطب و قد ذكرنا الوجوه في مثل هذا عند ذكر قوله سبحانه أو أشد قسوة في سورة البقرة « و قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال » قال الحسن لم يقولوا ذلك كراهية لأمر الله و لكن لدخول الخوف عليهم بذلك على ما يكون من طبع البشر و يحتمل أن يكونوا قالوا ذلك استفهاما لا إنكارا و قال إنما قالوا ذلك لأنهم ركنوا إلى الدنيا و آثروا نعيمها و على الأقوال كلها فلو لم يقولوا ذلك لكان خيرا لهم « لو لا أخرتنا » أي هلا أخرتنا « إلى أجل قريب » و هو إلى أن نموت و على ألا نموت ب آجالنا ثم أعلم الله تعالى أن الدنيا بما فيها من وجوه المنافع قليل فقال « قل » يا محمد لهؤلاء « متاع الدنيا » أي ما يستمتع به من منافع الدنيا « قليل » لا يبقى « و الآخرة خير لمن اتقى و لا تظلمون فتيلا » أي و لا تبخسون هذا القدر فكيف ما زاد عليه و الفتيل ما تفتله بيدك من الوسخ ثم تلقيه عن ابن عباس و قيل و ما في شق النواة لأنه كالخيط المفتول .

مجمع البيان ج : 3 ص : 120
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْت وَ لَوْ كُنتُمْ فى بُرُوج مُّشيَّدَة وَ إِن تُصِبْهُمْ حَسنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَ إِن تُصِبْهُمْ سيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِك قُلْ كلُّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَا لِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً(78)
القراءة
روي في الشواذ أن طلحة بن سليمان قرأ يدرككم الموت برفع الكاف .

الحجة
هذه القراءة ضعيفة على أن لها وجها و هو أن يكون على حذف الفاء فكأنه قال فيدرككم الموت و مثله بيت الكتاب :
من يفعل الحسنات الله يشكرها
و الشر بالشر عند الله مثلان أي فالله يشكرها .

اللغة
البروج جمع برج و أصله من الظهور يقال تبرجت المرأة إذا أظهرت محاسنها و البرج اتساع في العين لظهور العين بالاتساع و المشيدة المزينة بالشيد و هو الجص و الشيد رفع البناء يقال شاد بناءه يشيده إذا رفعه و إنما قيل للجص شيد لأنه مما يرتفع به البناء و يجوز أشاد الرجل بناءه إذا رفعه فأما في الذكر فإنه أشاد بذكره لا غير و الفقه الفهم يقال فقه الرجل يفقه فقها و الاسم الفقيه و صار بعرف الاستعمال علما على علم الفقهاء من علوم الدين و فقه الرجل يفقه فقاهة إذا صار فقيها و التفقه تعلم الفقه .

الإعراب
أين من الظروف التي يجازى بها بتضمنها معنى إن و لا يلزمه ما تقول أين تكن أكن و أينما تكن أكن و هي تستغرق الأمكنة كما أن متى تستغرق الأزمنة و كتبت أينما هنا موصولة و في قوله أين ما كنتم تدعون مفصولة لأن ما هاهنا مزيدة و هنالك بمعنى الذي فوصلت هذه كما توصل الحروف و فصلت تيك كما تفصل الأسماء و « ما لهؤلاء » كثرت في الكلام حتى توهموا أن اللام متصلة بها و إنهما حرف واحد ففصلوا اللام مما بعده في بعض المواضع و وصلوها في بعضها و لا يجوز الوقف على اللام لأنها اللام الجارة .

المعنى
ثم خاطبهم تعالى فقال « أينما تكونوا يدرككم الموت » أينما كنتم من المواضع و الأماكن ينزل بكم الموت و يلحقكم « و لو كنتم في بروج مشيدة » قيل يعني بالبروج القصور عن مجاهد و قتادة و ابن جريج و قيل قصور في السماء بأعيانها عن السدي و الربيع و قيل المراد به بروج السماء و قيل البيوت التي فوق الحصون عن الجبائي و قيل الحصون و القلاع عن ابن عباس فهذه خمسة أقوال و المشيدة المجصصة عن عكرمة و قيل المزينة عن
مجمع البيان ج : 3 ص : 121
أبي عبيدة و قيل المطولة في ارتفاع عن الزجاج و غيره « و إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله » اختلف في من حكى عنهم هذه المقالة فقيل هم اليهود قالوا ما زلنا نعرف النقص في أثمارنا و مزارعنا منذ قدم علينا هذا الرجل عن الزجاج و الفراء فعلى هذا يكون معناه و إن أصابهم خصب و مطر قالوا هذا من عند الله و إن أصابهم قحط و جدب قالوا هذا من شؤم محمد كما حكى عن قوم موسى و إن تصبهم سيئة يطيروا بموسى و من معه ذكره البلخي و الجبائي و هو المروي عن الحسن و ابن زيد و قيل هم المنافقون عبد الله بن أبي و أصحابه الذين تخلفوا عن القتال يوم أحد و قالوا للذين قتلوا في الجهاد لو كانوا عندنا ما ماتوا و ما قتلوا فعلى هذا يكون معناه إن يصبهم ظفر و غنيمة قالوا هذا من عند الله و إن يصبهم مكروه و هزيمة قالوا هذه من عندك يا محمد بسوء تدبيرك و هو المروي عن ابن عباس و قتادة و قيل هو عام في اليهود و المنافقين و هو الأصح و قيل هو حكاية عمن سبق ذكره قبل الآية و هم الذين يقولون ربنا لم كتبت علينا القتال و تقديره و إن تصب هؤلاء حسنة يقولوا هذه من عند الله « و إن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك » قال ابن عباس و قتادة الحسنة و السيئة السراء و الضراء و البؤس و الرخاء و النعم و المصيبة و الخصب و الجدب و قال الحسن و ابن زيد هو القتل و الهزيمة و الظفر و الغنيمة « قل » يا محمد « كل من عند الله » أي جميع ما مضى ذكره من الموت و الحياة و الخصب و الجدب من عند الله و بقضائه و قدره و لا يقدر أحد على رده و دفعه ابتلى بذلك عباده ليعرضهم لثوابه بالشكر عند العطية و الصبر على البلية « فما لهؤلاء القوم » أي ما شأن هؤلاء المنافقين « لا يكادون يفقهون حديثا » أي لا يقربون فقه معنى الحديث الذي هو القرآن لأنهم يبعدون منه بإعراضهم عنه و كفرهم به و قيل معناه لا يفقهون حديثا أي لا يعلمون حقيقة ما يخبرهم به أنه من عند الله من السراء و الضراء على ما وصفناه .
مَا أَصابَك مِنْ حَسنَة فَمِنَ اللَّهِ وَ مَا أَصابَك مِن سيِّئَة فَمِن نَّفْسِك وَ أَرْسلْنَك لِلنَّاسِ رَسولاً وَ كَفَى بِاللَّهِ شهِيداً(79)
الإعراب
رسولا منصوب بأرسلناك و إنما ذكره تأكيدا لأن أرسلناك دل على أنه رسول و شهيدا نصب على التمييز و معنى من في قوله « من حسنة » و « من سيئة » التبيين و لو قال إن أصابك من حسنة كانت من زائدة لا معنى لها .

مجمع البيان ج : 3 ص : 122
المعنى
« ما أصابك من حسنة فمن الله » قيل هذا خطاب للنبي و المراد به الأمة عن الزجاج و قيل خطاب للإنسان أي ما أصابك أيها الإنسان عن قتادة و الجبائي قال و عنى بقوله « من حسنة » من نعمة في الدين و الدنيا فإنها من الله « و ما أصابك من سيئة » أي من المعاصي « فمن نفسك » و قيل عنى بالحسنة ما أصابهم يوم بدر من الغنيمة و بالسيئة ما أصابهم يوم أحد من الهزيمة عن ابن عباس قال أبو مسلم معناه لما جدوا في القتال يوم بدر و أطاعوا الله آتاهم النصر و لما خالفوا يوم أحد خلى بينهم فهزموا و قيل الحسنة الطاعة و السيئة المعصية عن أبي العالية قال أبو القسم و هذا كقوله و جزاء سيئة سيئة مثلها و قيل الحسنة النعمة و الرخاء و السيئة القحط و المرض و البلاء و المكاره و اللأواء و الشدائد التي تصيبهم في الدنيا بسبب المعاصي التي يفعلونها و ربما يكون لطفا و ربما يكون على سبيل العقوبة و إنما سماها « سيئة » مجازا لأن الطبع ينفر عنها و إن كانت أفعالا حسنة غير قبيحة فيكون المعنى على هذا ما أصابك من الصحة و السلامة و سعة الرزق و جميع نعم الدين و الدنيا فمن الله و ما أصابك من المحن و الشدائد و الآلام و المصائب فبسبب ما تكسبه من الذنوب كما قال و ما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم و قوله « فمن نفسك » معناه فبذنبك عن الحسن و جماعة من المفسرين و فسره أبو القسم البلخي فقال ما أصاب المكلف من مصيبة فهي كفارة ذنب صغير أو عقوبة ذنب كبير أو تأديب وقع لأجل تفريط و قد قال النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) ما من خدش بعود و لا اختلاج عرق و لا عثرة قدم إلا بذنب و ما يعفو الله عنه أكثر و قيل « فمن نفسك » أي من فعلك و قال علي بن عيسى و في الآية دلالة على أن الله لا يفعل الألم إلا على وجه اللطف أو العقاب دون مجرد العوض لأن المصائب إذا كانت كلها من قبل ذنب العبد فهي إما أن تكون عقوبة و إما أن تكون من قبل تأديب للمصلحة و قوله « و أرسلناك للناس رسولا » معناه و من الحسنة إرسالك يا محمد و من السيئة خلافك يا محمد « و كفى بالله شهيدا » لك و عليك و قيل في معنى اتصاله بما قبلها أن ما أصابهم فبشؤم ذنوبهم و إنما أنت رسول طاعتك طاعة الله و معصيتك معصية الله لا يطير بك بل الخير كله فيك « و كفى بالله شهيدا » أي كفى الله و معناه حسبك الله شاهدا لك على رسالتك و قيل معناه كفى بالله شهيدا على عباده بما يعملون من خير و شر فعلى هذا يكون متضمنا للترغيب في الخير و التحذير عن الشر .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page