• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثامن سورة الأنعام 143 الی 146


ثَمَنِيَةَ أَزْوَج مِّنَ الضأْنِ اثْنَينِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَينِ قُلْ ءَالذَّكرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَينِ أَمَّا اشتَمَلَت عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَينِ نَبِّئُونى بِعِلْم إِن كنتُمْ صدِقِينَ(143) وَ مِنَ الابِلِ اثْنَينِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَينِ قُلْ ءَالذَّكرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَينِ أَمَّا اشتَمَلَت عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَينِ أَمْ كنتُمْ شهَدَاءَ إِذْ وَصامُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظلَمُ مِمَّنِ افْترَى عَلى اللَّهِ كذِباً لِّيُضِلَّ النَّاس بِغَيرِ عِلْم إِنَّ اللَّهَ لا يهْدِى الْقَوْمَ الظلِمِينَ(144)

القراءة
قرأ ابن كثير و ابن فليح و ابن عامر و أهل البصرة المعز بفتح العين و الباقون بسكونها .

الحجة
قال أبو علي من قرأ المعز فإنه جمع ماعز مثل خادم و خدم و حارس و حرس و طالب و طلب و قال أبو الحسن هو جمع على غير واحد و كذلك المعزى و حكى أبو زيد
مجمع البيان ج : 4 ص : 580
الأمعوز و قالوا المعيز كالكليب و الضئين و من قرأ « المعز » فإنه جمع أيضا مثل صاحب و صحب و تاجر و تجر و راكب و ركب و أبو الحسن يرى هذا الجمع مستمرا و يرده في التصغير إلى الواحد فيقول في تحقير ركب رويكبون و في تجر تويجرون و سيبويه يراه اسما من أسماء الجموع و أنشد أبو عثمان في الاحتجاج لسيبويه :
أخشى ركيبا أو رجيلا عاديا فتحقيره له على لفظه يدل على أنه اسم للجمع و أنشد :
و أين ركيب واضعون رحالهم .

اللغة
الحمولة الإبل يحمل عليه الأثقال و لا واحد لها من لفظها كالركوبة و الجزورة و الحمولة بضم الحاء هي الأحمال و هي الحمول أيضا و إنما قيل للصغار فرش لأمرين ( أحدهما ) لاستواء أسنانها في الصغر و الانحطاط كاستواء ما يفرش ( و الثاني ) أنه من الفرش و هو الأرض المستوية التي يتوطاها الناس و الزوج يقع على الواحد الذي يكون معه آخر و على الاثنين كما يقال للواحد و الاثنين خصم و عدل و الاشتمال أصله الشمول يقال شملهم الأمر يشملهم و شملهم الأمر يشملهم شمولا إذا عمهم و منه الشمال لشمولها على ظاهر الشيء و باطنه بقوتها و لطفها و من ذلك الشمول للخمر لاشتمالها على العقل و قيل لأن لها عصفة كعصفة الشمال .

الإعراب
حمولة عطف على جنات أي و أنشأ من الأنعام حمولة و اثنين محمول على أنشأ أيضا أي ثمانية أزواج اثنين من كذا و اثنين من كذا فثمانية أزواج بدل من حمولة و فرشا و اثنين من كذا و اثنين من كذا بدل من ثمانية أو عطف بيان و قوله « آلذكرين حرم » دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل و فصل بينهما بالألف و لم تسقط همزة الوصل لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر و لو أسقطت لجاز لأن أم تدل على الاستفهام و على هذا الوجه أجاز سيبويه أن يكون قول الشاعر :
فو الله ما أدري و إن كنت داريا
شعيث بن سهم أو شعيث بن منقر استفهاما فيكون تقديره أ شعيث و ما في قوله « أما » اشتملت في موضع نصب بكونه عطفا على الأنثيين و إنما قال الأنثيين فثنى لأنه أراد من الضأن و المعز .

المعنى
ثم عطف سبحانه على ما عده فيما تقدم من عظيم الأنعام ببيان نعمته في

بعدی
مجمع البيان ج : 4 ص : 581
إنشاء الأنعام فقال « و من الأنعام » أي و أنشأ من الأنعام « حمولة و فرشا » قد قيل فيه أقوال ( أحدها ) أن الحمولة كبار الإبل و الفرش صغارها عن ابن عباس و ابن مسعود بخلاف و الحسن بخلاف و مجاهد ( و ثانيها ) أن الحمولة ما يحمل عليه من الإبل و البقر و الفرش الغنم عن الحسن في رواية أخرى و قتادة و الربيع و السدي و الضحاك و ابن زيد ( و ثالثها ) أن الحمولة كل ما حمل من الإبل و البقر و الخيل و البغال و الحمير و الفرش الغنم عن ابن عباس في رواية أخرى فكأنه ذهب إلى أنه يدخل في الأنعام الحافر على وجه التبع ( رابعها ) أن معناه ما ينتفعون به في الحمل و ما يفترشونه في الذبح فمعنى الافتراش الاضطجاع للذبح عن أبي مسلم قال و هو كقوله فإذا وجبت جنوبها و روي عن الربيع بن أنس أيضا أن الفرش ما يفرش للذبح أيضا ( و خامسها ) أن الفرش ما يفرش من أصوافها و أوبارها و يرجع الصفتان إلى الأنعام أي من الأنعام ما يحمل عليه و منها ما يتخذ من أوبارها و أصوافها ما يفرش و يبسط عن أبي علي الجبائي « كلوا مما رزقكم الله » أي استحلوا الأكل مما أعطاكم الله و لا تحرموا شيئا منها كما فعله أهل الجاهلية في الحرث و الأنعام و على هذا يكون الأمر على ظاهره و يمكن أن يكون أراد نفس الأكل فيكون بمعنى الإباحة « و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين » مضى تفسيره في سورة البقرة ثم فسر تعالى الحمولة و الفرش فقال « ثمانية أزواج » و تقديره و أنشأ ثمانية أزواج أنشأ « من الضأن اثنين و من المعز اثنين » و من الإبل اثنين و من البقر اثنين و إنما أجمل ثم فصل المجمل لأنه أراد أن يقرر على شيء شيء منه ليكون أشد في التوبيخ من أن يذكر ذلك دفعة واحدة و معناه ثمانية أفراد لأن كل واحد من ذلك يسمى زوجا فالذكر زوج الأنثى و الأنثى زوج الذكر كما قال تعالى « أمسك عليك زوجك » و قيل معناه ثمانية أصناف من الضأن اثنين يعني الذكر و الأنثى و من المعز اثنين الذكر و الأنثى و الضأن ذوات الصوف من الغنم و المعز ذوات الشعر منه و واحد الضأن ضائن كقولهم تاجر و تجر و الأنثى ضائنة و واحد المعز ماعز و قيل أن المراد بالاثنين الأهلي و الوحشي من الضأن و المعز و البقر و المراد بالاثنين من الإبل العراب و البخاتي و هو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) و إنما خص هذه الثمانية لأنها جميع الأنعام التي كانوا يحرمون منها ما يحرمونه على ما تقدم ذكره « قل » يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يحرمون ما أحل الله تعالى « آلذكرين » من الضأن و المعز « حرم » الله « أم الأنثيين » منهما « أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين » أي أم حرم ما اشتمل عليه رحم الأنثى من الضأن و الأنثى من
مجمع البيان ج : 4 ص : 582
المعز و إنما ذكر الله سبحانه هذا على وجه الاحتجاج عليهم بين به فريتهم و كذبهم على الله تعالى فيما ادعوا من أن ما في بطون الأنعام حلال للذكور و حرام على الإناث و غير ذلك مما حرموه فإنهم لو قالوا حرم الذكرين لزمهم أن يكون كل ذكر حراما و لو قالوا حرم الأنثيين لزمهم أن يكون كل أنثى حراما و لو قالوا حرم ما اشتمل عليه رحم الأنثى من الضأن و المعز لزمهم تحريم الذكور و الإناث فإن أرحام الإناث تشتمل على الذكور و الإناث فيلزمهم بزعمهم تحريم هذا الجنس صغارا و كبارا و ذكورا و إناثا و لم يكونوا يفعلون ذلك بل كان يخصون بالتحريم بعضا دون بعض فقد لزمتهم الحجة ثم قال « نبئوني بعلم إن كنتم صادقين » معناه أخبروني بعلم عما ذكرتموه من تحريم ما حرمتموه و تحليل ما حللتموه إن كنتم صادقين في ذلك « و من الإبل اثنين و من البقر اثنين » هذا تفصيل لتمام الأزواج الثمانية « قل » يا محمد « آلذكرين حرم » الله منهما « أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين » قد تقدم معناه « أم كنتم شهداء » أي حضورا « إذ وصاكم الله بهذا » أي أمركم به و حرمه عليكم حتى تضيفوه إليه و إنما ذكر ذلك لأن طريق العلم إما الدليل الذي يشترك العقلاء في إدراك الحق به أو المشاهدة التي يختص بها بعضهم دون بعض فإذا لم يكن واحد من الأمرين سقط المذهب و المراد بذلك أعلمتموه بالسمع و الكتب المنزلة و أنتم لا تقرون بذلك أم شافهكم الله تعالى به فعلمتموه و إذا لم يكن واحد منهما فقد علم بطلان ما ذهبتم إليه « فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا » أي من أظلم لنفسه ممن كذب على الله و أضاف إليه تحريم ما لم يحرمه و تحليل ما لم يحلله « ليضل الناس بغير علم » أي يعمل عمل القاصد إلى إضلالهم من أجل دعائه إياهم إلى ما لا يثق بصحته مما لا يأمن من أن يكون فيه هلاكهم و إن لم يقصد إضلالهم « إن الله لا يهدي القوم الظالمين » إلى الثواب لأنهم مستحقون العقاب الدائم بكفرهم و ضلالهم .
قُل لا أَجِدُ فى مَا أُوحِىَ إِلىَّ محَرَّماً عَلى طاعِم يَطعَمُهُ إِلا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِير فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسقاً أُهِلَّ لِغَيرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضطرَّ غَيرَ بَاغ وَ لا عَاد فَإِنَّ رَبَّك غَفُورٌ رَّحِيمٌ(145)

مجمع البيان ج : 4 ص : 583
القراءة
قرأ ابن كثير و حمزة تكون بالتاء « ميتة » بالنصب و قرأ أبو جعفر و ابن عامر تكون بالتاء ميتة بالرفع و الباقون بالياء و نصب « ميتة » و كلهم خففوا « ميتة » غير أبي جعفر فإنه شددها .

الحجة
قال أبو علي قراءة ابن كثير و حمزة محمولة على المعنى كأنه قال إلا أن تكون العين و النفس ميتة أ لا ترى أن المحرم لا يخلو من جواز العبارة عنه بأحد هذه الأشياء و ليس قوله « إلا أن يكون » كقولك جاءني القوم لا يكون زيدا و ليس زيدا في أن الضمير الذي يتضمنه من الاستثناء لا يظهر و لا يدخل الفعل علامة التأنيث لأن الفعل إنما يكون عاريا من علامة التأنيث و من أن يظهر معه الضمير إذا لم يدخل عليه أن فأما إذا دخله أن فعلى حكم سائر الأفعال و من قرأ بالياء و نصب « ميتة » فإنه جعل فيه ضميرا مما تقدم و هو أقيس مما تقدم ذكره أي إلا أن يكون الموجود ميتة و من قرأ إلا أن تكون ميتة فألحق علامة التأنيث الفعل كما ألحق في قوله قد جاءتكم موعظة و تقديره إلا أن تقع ميتة .

المعنى
لما قدم سبحانه ذكر ما حرمه المشركون عقبه ببيان المحرمات فقال « قل » يا محمد لهؤلاء الكفار « لا أجد فيما أوحي إلي » أي أوحاه الله تعالى إلي شيئا « محرما على طاعم يطعمه » أي على أكل يأكله « إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا » أي مصبوبا و إنما خص المصبوب بالذكر لأن ما يختلط باللحم منه مما لا يمكن تخليصه منه معفو عنه مباح « أو لحم خنزير » إنما خص الأشياء الثلاثة هنا بذكر التحريم مع أن غيرها محرم فإنه سبحانه ذكر في المائدة تحريم المتخنقة و الموقوذة و المتردية و غيرها لأن جميع ذلك يقع عليه اسم الميتة فيكون في حكمها فأجمل هاهنا و فصل هناك و أجود من هذا أن يقال أنه سبحانه خص هذه الأشياء بالتحريم تعظيما لحرمتها و بين تحريم ما عداها في مواضع أخر إما بنص القرآن و إما بوحي غير القرآن و أيضا فإن هذه السورة مكية و المائدة مدنية فيجوز أن يكون غير ما في الآية من المحرمات إنما حرم فيما بعد و الميتة عبادة عما كان فيه حياة فقدت من غير تذكية شرعية « فإنه رجس » أي نجس و الرجس اسم لكل شيء مستقذر منفور عنه و الرجس أيضا العذاب و الهاء في قوله « فإنه » عائد إلى ما تقدم ذكره فلذلك ذكره « أو فسقا » عطف على قوله « أو لحم خنزير » فلذلك نصبه « أهل لغير الله به » أي ذكر عليه اسم الأصنام و الأوثان و لم يذكر اسم الله عليه و سمي ما ذكر عليه اسم الصنم فسقا لخروجه عن أمر الله و أصل الإهلال رفع الصوت بالشيء و قد ذكرناه في سورة المائدة « فمن اضطر » إلى تناول شيء مما ذكرناه « غير باغ و لا عاد » قد سبق معناه في سورة
مجمع البيان ج : 4 ص : 584
البقرة « فإن ربك غفور رحيم » حكم بالرخصة كما حكم بالمغفرة و الرحمة .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page