• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثامن سورة الأعراف68 الی 73


أُبَلِّغُكمْ رِسلَتِ رَبى وَ أَنَا لَكمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ(68) أَ وَ عجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلى رَجُل مِّنكُمْ لِيُنذِرَكمْ وَ اذْكرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوح وَ زَادَكُمْ فى الْخَلْقِ بَصطةً فَاذْكرُوا ءَالاءَ اللَّهِ لَعَلَّكمْ تُفْلِحُونَ(69) قَالُوا أَ جِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَ نَذَرَ مَا كانَ يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنت مِنَ الصدِقِينَ(70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَ غَضبٌ أَ تُجَدِلُونَنى فى أَسمَاء سمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَ ءَابَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سلْطن فَانتَظِرُوا إِنى مَعَكم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ(71) فَأَنجَيْنَهُ وَ الَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَة مِّنَّا وَ قَطعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كذَّبُوا بِئَايَتِنَا وَ مَا كانُوا مُؤْمِنِينَ(72)
اللغة
السفاهة خفة الحلم و ثوب سفيه إذا كان خفيفا قال مؤرج السفاهة الجنون بلغة حمير و الفرق بين العجب و العجب أن العجب بضم العين عقد النفس على فضيلة لها ينبغي أن يعجب منها و ليس كذلك العجب بفتح العين و الجيم لأنه قد يكون حسنا و في المثل لا خير فيمن لا يتعجب من العجب و أرذل منه المتعجب من غير عجب و خلفاء جمع خليفة و هو الكائن بدل غيره ليقوم مقامه في تدبيره و هذا الجمع على التذكير لا على اللفظ مثل ظريف و ظرفاء و جائز أن يجمع على خلائف على اللفظ مثل ظريفة و ظرائف و الآلاء النعم و في واحدها أربع لغات إلى مثل معي مثل قفا و ألى مثل رمى و إلى مثل حسي قال الأعشى :

بعدی
مجمع البيان ج : 4 ص : 673

أبيض لا يرهب الهزال و لا
يقطع رحما و لا يخون إلى و روي إلي أيضا و قيل أنه أراد بقوله إلا إلا بالتشديد فخففه و هو العهد و القرابة و الوقوع و السقوط و النزول نظائر و الرجس العذاب و قيل الرجس الرجز قلبت الزاي سينا كما قلبت السين تاء في قول الشاعر :
ألا لحى الله بني السعلات
عمرو بن يربوع شرار النات أي الناس :
ليسوا بأعفاف و لا أكيات يريد أكياس .

الإعراب
انتصب « أخاهم هودا » بقوله أرسلنا في أول الكلام لأن تفصيل القصص يقتضي ذلك و التقدير و أرسلنا إلى عاد أخاهم هودا و صرف هود لخفته كما صرفت جمل لخفتها « يا قوم » موضع قوم نصب لأنه نداء مضاف و لو وصفته لم يجز في صفته إلا النصب قوله « و لكني رسول » استدرك بلكن لأن فيه معنى ما دعاني إلى أمركم السفه و لكن دعاني إليه أني رسول .

المعنى
ثم عطف سبحانه على قصة نوح قصة هود فقال « و إلى عاد » و هو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح « أخاهم » يعني في النسب لا في الدين « هودا » و هو هود بن شالخ بن أرفحشد بن سام بن نوح (عليه السلام) عن محمد بن إسحاق و قيل هو هود بن عبد الله بن رياح بن جلوث بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عن غيره و كذا هو في كتاب النبوة و إنما قال أخاهم لأنه أبلغ في الحجة عليهم إذا اختار الرسالة إليهم من هو من قبيلتهم ليكونوا إليه أسكن و به آنس و عنه أفهم « قال » هود « يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره » قد مر تفسيره « أ فلا تتقون » استفهام يراد به التقرير « قال الملأ الذين كفروا من قومه » قد مر تفسيره « إنا لنراك » يا هود « في سفاهة » أي جهالة و معناه نراك سفيها إلا أنه قال في سفاهة على جهة المبالغة أي نراك منغمسا في سفاهة « و إنا لنظنك من الكاذبين » أي كذبوه ظانين لا متيقنين عن الحسن و الزجاج و قيل إن المراد بالظن هنا العلم كما في قول الشاعر :
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج
سراتهم في الفارسي المسرد و معناه أيقنوا « قال » هود « يا قوم ليس بي سفاهة » أي لم يحملني على هذا الإخبار
مجمع البيان ج : 4 ص : 674
السفاهة « و لكني رسول من رب العالمين » هذا تعليم من الله تعالى بأن لا يقابل السفهاء بالكلام القبيح و لكن يقتصر الإنسان على نفي ما أضيف إليه عن النفس « أبلغكم رسالات ربي » أي نبوات ربي إنما قال رسالات هنا و فيما تقدم بلفظ الجمع لأن الرسالة متضمنة لأشياء كثيرة من الأمر و النهي و الترغيب و الترهيب و الوعد و الوعيد و غير ذلك فأتى بلفظ يدل عليها و إذا قال رسالة ربي بلفظ الواحد أتى بلفظة مشتملة على هذه الأشياء بطريق الإجمال « و أنا لكم ناصح » فيما أدعوكم إليه من طاعة الله و توحيده « أمين » أي ثقة مأمون في تأدية الرسالة فلا أكذب و لا أغير عن الضحاك و الجبائي و قيل معناه كنت مأمونا فيكم فكيف تكذبونني عن الكلبي « أ و عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم » أي لا عجب في أن جاءكم نبوة و قيل معجزة و بيان « على رجل منكم » في النسب نشأ بينكم و قيل إن معناه كيف تتعجبون من بعثة رجل منكم و لا تتعجبون من عبادة حجر « لينذركم » ليخوفكم « و اذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح » معناه و اذكروا نعمة الله عليكم بأن جعلكم سكان الأرض من بعد قوم نوح و هلاكهم بالعصيان « و زادكم في الخلق بصطة » أي طولا و قوة عن ابن عباس و جماعة قال الكلبي كان أطولهم مائة ذراع و أقصرهم ستين ذراعا و قيل كان أقصرهم اثني عشر ذراعا و قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) كانوا كأنهم النخل الطوال و كان الرجل منهم ينحو الجبل بيديه فيهدم منه قطعة و قيل معناه و زاد في خلقكم بسطة فكانوا أطول من غيرهم بمقدار أن يمد الإنسان يده فوق رأسه باسطا « فاذكروا آلاء الله » أي نعم الله « لعلكم تفلحون » أي لكي تفوزوا بنعيم الدنيا و الآخرة « قالوا أ جئتنا » يا هود « لنعبد الله وحده و نذر » عبادة « ما كان يعبد آباؤنا » من الأصنام « فأتنا بما تعدنا » من العذاب « إن كنت من الصادقين » في أنك رسول الله إلينا و في نزول العذاب بنا لو لم نترك عبادة الأصنام « قال » هود لقومه جوابا عما قالوه « قد وقع عليكم » أي وجب عليكم و حل بكم لا محالة فهو كالواقع « من ربكم رجس » أي عذاب « و غضب » و الغضب من الله إرادة العذاب بمستحقيه و مثله السخط « أ تجادلونني » أي أ تناظرونني و تخاصمونني « في أسماء سميتموها أنتم و آباؤكم » أي في أصنام صنعتموها أنتم و آباؤكم و اخترعتم لها أسماء سميتموها آلهة و ما فيها من معنى الإلهية شيء و قيل معناه تسميتهم لبعضها أنه يسقيهم المطر و لآخر أنه يأتيهم بالرزق و لآخر أنه يشفي المرضى و الآخر أنه يصحبهم في السفر « ما نزل الله بها من سلطان » أي حجة و برهان و بينة و عليكم البينة بما ادعيتم و سميتم و ليس علي أن آتيكم بالبينة على ما تعبدون من دون الله بل ذلك عليكم و علي أن آتيكم بسلطان مبين إن الله تعالى هو المعبود و لا معبود
مجمع البيان ج : 4 ص : 675
سواه و إني رسوله « فانتظروا » عذاب الله فإنه نازل بكم « إني معكم من المنتظرين » لنزوله بكم عن الحسن و الجبائي و المفسرين « فأنجيناه و الذين معه برحمة منا » أي فخلصنا هودا و الذين كانوا آمنوا معه من العذاب بإخراجنا إياهم من بينهم قبل إنزال العذاب بهم « و قطعنا دابر الذين كذبوا ب آياتنا » أي و استأصلنا الذين كذبوا بحججنا بعذاب الاستئصال فلم يبق لهم نسل و لا ذرية « و ما كانوا مؤمنين » بالله و رسوله و إنما قال ذلك ليبين أنه كان المعلوم من حالهم أنه لو لم يهلكهم ما كانوا ليؤمنوا كما قال في موضع آخر و لقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا و جاءتهم رسلهم بالبينات و ما كانوا ليؤمنوا و في هذه الآية دلالة على أن قوم هود استؤصلوا فلا عقب لهم .

] قصة هود [
جملة ما ذكره السدي و محمد بن إسحاق و غيرهما من المفسرين في قصة هود أن عادا كانوا ينزلون اليمن و كانت مساكنهم منها بالشحر و الأحقاف و هي رمال يقال لها رمل عالج و الدهناء و يبرين ما بين عمان إلى حضرموت و كان لهم زرع و نخل و لهم أعمار طويلة و أجساد عظيمة و كانوا أصحاب أصنام يعبدونها فبعث الله تعالى إليهم هودا نبيا و كان من أوسطهم نسبا و أفضلهم حسبا فدعاهم إلى التوحيد و خلع الأنداد فأبوا عليه و كذبوه و آذوه فأمسك الله عنهم المطر سبع سنين و قيل ثلاث سنين حتى قحطوا و كان الناس في ذلك الزمان إذا نزل بهم بلاء أو جهد التجئوا إلى بيت الله الحرام بمكة مسلمهم و كافرهم و أهل مكة يومئذ العماليق من ولد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح و كان سيد العماليق إذ ذاك بمكة رجلا يقال له معاوية بن بكر و كانت أمه من عاد فبعث عاد وفدا إلى مكة ليستسقوا لهم فنزلوا على معاوية بن بكر و هو بظاهر مكة خارجا من الحرم فأكرمهم و أنزلهم و أقاموا عنده شهرا يشربون الخمر فلما رأى معاوية طول مقامهم و قد بعثهم قومهم يتغوثون من البلاء الذي نزل بهم شق ذلك عليه و قال هلك أخوالي و هؤلاء مقيمون عندي و هم ضيفي أستحي أن آمرهم بالخروج إلى ما بعثوا إليه و شكا ذلك إلى قينتيه اللتين كانتا تغنيانهم و هما الجرادتان فقالتا قل شعرا نغنيهم به لا يدرون من قاله فقال معاوية بن بكر :
أ لا يا قيل ويحك قم فهينم
لعل الله يصبحنا غماما

مجمع البيان ج : 4 ص : 676

فيسقي أرض عاد إن عادا
قد أمسوا ما يبينون الكلاما
و إن الوحش تأتيهم جهارا
و لا تخشى لعادي سهاما
و أنتم هاهنا فيما اشتهيتم
نهاركم و ليلكم التماما
فقبح وفدكم من وفد قوم
و لا لقوا التحية و السلاما فلما غنتهم الجرادتان بهذا قال بعضهم لبعض إنما بعثكم قومكم يتغوثون بكم من هذا البلاء فادخلوا هذا الحرم و استسقوا لهم فقال رجل منهم قد آمن يهود سرا و الله لا تسقون بدعائكم و لكن إن أطعتم نبيكم سقيتم فزجروه و خرجوا إلى مكة يستسقون بها لعاد و كان قيل بن عنزر رأس وفد عاد فقال يا إلهنا إن كان هود صادقا فاسقنا فإنا قد هلكنا فأنشأ الله سبحانه سحابا ثلاثا بيضاء و حمراء و سوداء ثم ناداه مناد من السماء يا قيل اختر لنفسك و لقومك فاختار السحابة السوداء التي فيها العذاب فساق الله سبحانه تلك السحابة بما فيها من النقمة إلى عاد فلما رأوها استبشروا بها و قالوا هذا عارض ممطرنا يقول الله عز و جل « بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم » فسخرها الله تعالى عليهم سبع ليال و ثمانية أيام حسوما أي دائمة فلم تدع من عاد أحدا إلا هلك و اعتزل هود و من معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه و من معه إلا ما تلين عليه الجلود و تلتذ النفوس و إنها لتمر من عاد بالظعن ما بين السماء و الأرض و تدمغهم بالحجارة فأهلكتهم و روى أبو حمزة الثمالي عن سالم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال إن الله تبارك و تعالى بيت ريح مقفل عليه لو فتح لأذرت ما بين السماء و الأرض ما أرسل على قوم عاد إلا قدر الخاتم و كان هود و صالح و شعيب و إسماعيل و نبينا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) يتكلمون بالعربية .

مجمع البيان ج : 4 ص : 677
وَ إِلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صلِحاً قَالَ يَقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكم مِّنْ إِلَه غَيرُهُ قَدْ جَاءَتْكم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكلْ فى أَرْضِ اللَّهِ وَ لا تَمَسوهَا بِسوء فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page