• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء التاسع سورة الأنفال26 الی 33


وَ اذْكرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّستَضعَفُونَ فى الأَرْضِ تخَافُونَ أَن يَتَخَطفَكُمُ النَّاس فَئَاوَاكُمْ وَ أَيَّدَكُم بِنَصرِهِ وَ رَزَقَكُم مِّنَ الطيِّبَتِ لَعَلَّكمْ تَشكُرُونَ(26)
اللغة
الذكر ضد السهو و هو إحضار المعنى للنفس و الاستضعاف طلب ضعف الشيء بتهوين حاله و التخطف الأخذ بسرعة انتزاع يقال تخطف و خطف و اختطف .

المعنى
ثم ذكر سبحانه حالتهم السالفة في القلة و الضعف و إنعامه عليهم بالنصر و التأييد و التكثير فقال « و اذكروا » معشر المهاجرين « إذ أنتم قليل » في العدد و كانوا كذلك قبل الهجرة في ابتداء الإسلام « مستضعفون » يطلب ضعفكم بتوهين أمركم « في الأرض » أي في مكة عن ابن عباس و الحسن « تخافون أن يتخطفكم الناس » أي يستلبكم المشركون من العرب إن خرجتم منها و قيل أنه يعني بالناس كفار قريش عن قتادة و عكرمة و قيل فارس و الروم عن وهب « ف آواكم » أي جعل لكم مأوى ترجعون إليه يعني المدينة دار الهجرة « و أيدكم بنصره » أي قواكم « و رزقكم من الطيبات » يعني الغنائم أحلها لكم و لم يحلها لأحد قبلكم و قيل هي عامة في جميع ما أعطاهم من الأطعمة اللذيذة « لعلكم تشكرون » أي لكي تشكروا و المعنى قابلوا حالكم التي أنتم عليها الآن بتلك الحال المتقدمة ليتبين لكم موضع النعمة فتشكروا عليها .

مجمع البيان ج : 4 ص : 823
يَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسولَ وَ تخُونُوا أَمَنَتِكُمْ وَ أَنتُمْ تَعْلَمُونَ(27) وَ اعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَلُكمْ وَ أَوْلَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَ أَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(28)
اللغة
الخيانة منع الحق الذي قد ضمن التأدية فيه و هي ضد الأمانة و أصلها أن تنقص من ائتمنك أمانته قال زهير :
بارزة الفقارة لم يخنها
قطاف في الركاب و لا خلاء أي لم ينقص من فراهتها .

الإعراب
و تخونوا مجزوم على النهي و تقديره و لا تخونوا عن الأخفش و هو في معنى قول ابن عباس و قيل أنه نصب على الظرف مثل قول الشاعر :
لا تنه عن خلق و تأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم و هو في معنى قول السدي .

النزول
قال عطا سمعت جابر بن عبد الله يقول أن أبا سفيان خرج من مكة فأتى جبرائيل (عليه السلام) النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال أن أبا سفيان في مكان كذا و كذا فاخرجوا إليه و اكتموا قال فكتب إليه رجل من المنافقين أن محمدا يريدكم فخذوا حذركم فأنزل الله هذه الآية و قال السدي كانوا يسمعون الشيء من النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فيفشونه حتى يبلغ المشركين و قال الكلبي و الزهري نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري و ذلك أن رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) حاصر يهود قريظة إحدى و عشرين ليلة فسألوا رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) الصلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النضير على أن يسيروا إلى إخوانهم إلى أذرعات و أريحا من أرض الشام فأبى أن يعطيهم ذلك رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فقالوا أرسل إلينا أبا لبابة و كان مناصحا لهم لأن عياله و ماله و ولده كانت عندهم فبعثه رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم)
مجمع البيان ج : 4 ص : 824
فأتاهم فقالوا ما ترى يا أبا لبابة أ تنزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه أنه الذبح فلا تفعلوا فأتاه جبرائيل (عليه السلام) فأخبره بذلك قال أبو لبابة فو الله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت الله و رسوله فنزلت الآية فيه فلما نزلت شد نفسه على سارية من سواري المسجد و قال و الله لا أذوق طعاما و لا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما و لا شرابا حتى خر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له يا أبا لبابة قد تيب عليك فقال لا و الله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) هو الذي يحلني فجاءه فحله بيده ثم قال أبو لبابة أن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب و إن انخلع من مالي فقال النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) يجزئك الثلث أن تصدق به و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام) .

المعنى
ثم أمرهم الله سبحانه بترك الخيانة فقال « يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول » أي لا تخونوا الله بترك فرائضه و الرسول بترك سننه و شرائعه عن ابن عباس و قيل إن من ترك شيئا من الدين و ضيعه فقد خان الله و رسوله عن الحسن « و تخونوا أماناتكم » يعني الأعمال التي ائتمن الله عليها العباد يعني الفرائض التي يقول لا تنقصوها عن ابن عباس و قيل أنهم إذا خانوا الله و الرسول فقد خانوا أماناتهم عن السدي « و أنتم تعلمون » ما في الخيانة من الذم و العقاب و قيل و أنتم تعلمون أنها أمانة من غير شبهة « و اعلموا » أي و تحققوا و أيقنوا « أنما أموالكم و أولادكم فتنة » أي بلية عليكم ابتلاكم الله تعالى بها فإن أبا لبابة حمله على ما فعله ماله الذي كان في أيديهم و أولاده الذين كانوا بين ظهرانيهم « و أن الله عنده أجر عظيم » لمن أطاعه و خرج إلى الجهاد و لم يخن الله و رسوله و ذلك خير من الأموال و الأولاد بين سبحانه بهذه الآية أنه يختبر خلقه بالأموال و الأولاد ليتبين الراضي بقسمه ممن لا يرضى به و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم و لكن ليظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب و العقاب و إلى هذا أشار أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في قوله لا يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة لأنه ليس أحد إلا و هو مشتمل على فتنة و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن فإن الله تعالى يقول « و اعلموا أنما أموالكم و أولادكم فتنة » و قد روي هذا المعنى عن ابن مسعود أيضا .

مجمع البيان ج : 4 ص : 825
يَأَيهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَ يُكَفِّرْ عَنكمْ سيِّئَاتِكمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضلِ الْعَظِيمِ(29)
المعنى
« يا أيها الذين آمنوا » أي يا أيها المؤمنون « إن تتقوا الله » أي إن تتقوا عقاب الله باتقاء معاصيه و أداء فرائضه « يجعل لكم فرقانا » أي هداية و نورا في قلوبكم تفرقون بها بين الحق و الباطل عن ابن جريج و ابن زيد و قيل معناه يجعل لكم مخرجا في الدنيا و الآخرة عن مجاهد و قيل يجعل لكم نجاة عن السدي و قيل يجعل لكم فتحا و نصرا كما قال يوم الفرقان يوم التقى الجمعان عن الفراء و قيل يجعل لكم عزا في الدنيا و ثوابا في الآخرة و عقوبة و خذلانا لأعدائكم و ذلا و عقابا كل ذلك يفرق بينكم و بينهم في الدنيا و الآخرة عن الجبائي « و يكفر عنكم سيئاتكم » التي عملتموها « و يغفر لكم » ذنوبكم « و الله ذو الفضل العظيم » على خلقه بما أنعم عليهم من أنواع النعم فإذا ابتدأهم بالفضل العظيم من غير استحقاق كرما منه و جودا فإنه لا يمنعهم ما استحقوه بطاعاتهم له و قيل معناه إذا ابتدأ بنعيم الدنيا من غير استحقاق فعليه إتمام ذلك بنعيم الآخرة باستحقاق و غير استحقاق .

النظم
قيل اتصلت الآية بأول السورة من الأمر بالجهاد و تقديره أن تتقوا الله و لم تخالفوه فيما أمركم به من الجهاد يجعل لكم فرقانا و قيل أنه لم أمر بالطاعة و ترك الخيانة بين بعده ما أعده لمن امتثل أمره في الدنيا و الآخرة .
وَ إِذْ يَمْكُرُ بِك الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوك أَوْ يَقْتُلُوك أَوْ يخْرِجُوك وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيرُ الْمَكرِينَ(30)
اللغة
المكر الميل إلى جهة الشر في خفية قال الأزهري المكر من الناس خب و خداع و من الله جزاء و أصل المكر الالتفاف من قولهم جارية ممكورة قال ذو الرمة :
عجزاء ممكورة خمصانة قلق
عنها الوشاح و تم الجسم و القصب أي ملتفة و الفرق بين المكر و الغدر أن الغدر نقض العهد الذي يجب الوفاء به و المكر قد يكون ابتداء من غير عقد و الإثبات الحبس يقال رماه فأثبته أي حبسه مكانه و أثبته في
مجمع البيان ج : 4 ص : 826
الحرب إذا جرحه جراحة مثقلة .

النزول
قال المفسرون أنها نزلت في قصة دار الندوة و ذلك أن نفرا من قريش اجتمعوا فيها و هي دار قصي بن كلاب و تأمروا في أمر النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال عروة بن هشام نتربص به ريب المنون و قال أبو البختري أخرجوه عنكم تستريحوا من أذاه و قال أبو جهل ما هذا برأي و لكن اقتلوه بأن يجتمع عليه من كل بطن رجل فيضربوه بأسيافهم ضربة رجل واحد فيرضى حينئذ بنو هاشم بالدية فصوب إبليس هذا الرأي و كان قد جاءهم في صورة شيخ كبير من أهل نجد و خطأ الأولين فاتفقوا على هذا الرأي و أعدوا الرجال و السلاح و جاء جبرائيل (عليه السلام) فأخبر رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فخرج إلى الغار و أمر عليا (عليه السلام) فبات على فراشه فلما أصبحوا و فتشوا عن الفراش وجدوا عليا و قد رد الله مكرهم فقالوا أين محمد فقال لا أدري فاقتصوا أثره و أرسلوا في طلبه فلما بلغوا الجبل و مروا بالغار رأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو كان هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاثا ثم قدم المدينة .

المعنى
« و إذ يمكر بك الذين كفروا » أي و أذكره إذ يحتال الكفار في إبطال أمرك و يدبرون في هلاكك و هم مشركو العرب منهم عتبة و شيبة ابنا ربيعة و النضر بن الحارث و أبو جهل بن هشام و أبو البختري بن هشام و زمعة بن الأسود و حكيم بن حزام و أمية بن خلف و غيره « ليثبتوك » أي ليقيدوك و يثبتوك في الوثاق عن ابن عباس و الحسن و مجاهد و قتادة و قيل ليثبتوك في الحبس و يسجنوك في بيت عن عطا و السدي و قيل معناه ليثخنوك بالجراحة و الضرب عن أبان بن تغلب و الجبائي و أبو حاتم و أنشد :
فقلت ويحك ما ذا في صحيفتكم
قالوا الخليفة أمسى مثبتا وجعا « أو يقتلوك أو يخرجوك » من مكة إلى طرف من أطراف الأرض و قيل أو يخرجوك على بعير و يطردونه حتى يذهب في وجهه « و يمكرون و يمكر الله » أي و يدبرون في أمرك و يدبر الله في أمرهم عن أبي مسلم و قيل و يحتالون في أمرك من حيث لا تشعر فأحل الله بهم ما أراد من عذابه من حيث لا يشعرون عن الجبائي و قيل يمكرون و الله تعالى يجازيهم على مكرهم كما قال سبحانه و جزاء سيئة سيئة مثلها « و الله خير الماكرين » لأنه لا يمكر إلا ما هو حق و صواب و هو إنزال المكروه بمن يستحقه و العباد قد يمكرون مكرا هو ظلم و باطل
مجمع البيان ج : 4 ص : 827
و مكرهم الذي هو عدل لا يبلغ في المنفعة للمؤمنين مبلغ مكر الله فلذلك قال خير الماكرين و قيل معناه خير المجازين على المكر .

النظم
الآية اتصلت بقوله « و اذكروا إذ أنتم قليل » فتقديره و اذكروا تلك الحال و اذكروا ما مكر الكفار بمكة عن أبي مسلم و غيره و قيل إنها يتصل بما قبلها من قوله « أن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا » يعني يجعل لكم نجاة كما جعل للنبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و أصحابه النجاة من مكر مشركي قريش فاذكروا ذلك .
وَ إِذَا تُتْلى عَلَيْهِمْ ءَايَتُنَا قَالُوا قَدْ سمِعْنَا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسطِيرُ الأَوَّلِينَ(31) وَ إِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِك فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَاب أَلِيم(32) وَ مَا كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنت فِيهِمْ وَ مَا كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَستَغْفِرُونَ(33)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page