• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثالث عشر سورة الرعد آیات 19 الى 28


* أَ فَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْك مِن رَّبِّك الحَْقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَبِ(19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ لا يَنقُضونَ الْمِيثَقَ(20) وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصلَ وَ يخْشوْنَ رَبهُمْ وَ يخَافُونَ سوءَ الحِْسابِ(21) وَ الَّذِينَ صبرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبهِمْ وَ أَقَامُوا الصلَوةَ وَ أَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَءُونَ بِالحَْسنَةِ السيِّئَةَ أُولَئك لهَُمْ عُقْبى الدَّارِ(22) جَنَّت عَدْن يَدْخُلُونهَا وَ مَن صلَحَ مِنْ ءَابَائهِمْ وَ أَزْوَجِهِمْ وَ ذُرِّيَّتهِمْ وَ الْمَلَئكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيهِم مِّن كلِّ بَاب(23) سلَمٌ عَلَيْكم بِمَا صبرْتمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ(24)
اللغة
الألباب العقول و لب الشيء أجل ما فيه و أخلصه و أجوده و لب الإنسان عقله لأنه أجل ما فيه و لب الخلة قلبها و الميثاق العهد الواقع على إحكام و الوصل ضم الثاني إلى
مجمع البيان ج : 6 ص : 443
الأول من غير فاصلة و الخوف و الخشية و الفزع نظائر و هو انزعاج النفس بما لا يأمن منه من الضرر و السوء ورود ما يشق على النفس و الحساب إحصاء ما على العامل و له و هو هاهنا إحصاء ما على المجازي و له و السر هو إخفاء المعنى في النفس و منه السرور لأنه لذة تحصل للنفس و منه السرير لأنه مجلس سرور و الدرء الدفع و العدن الإقامة الطويلة و عدن بالمكان يعدن عدنا و منه المعدن و الصلاح استقامة الحال و المصلح من فعل الصلاح الذي يدعو إليه العقل و الشرع و الصالح المستقيم الحال في نفسه و العقبي فعلى من العاقبة و هو الانتهاء الذي يؤدي إليه الابتداء من خير أو شر .

الإعراب
موضع الذين يوفون رفع لأنه صفة لقوله أولوا الألباب و قيل إنه صفة لمن يعلم و ابتغاء نصب لأنه مفعول له و جنات عدن بدل من عقبى و من صلح موضعه رفع عطفا على الواو في قوله « يدخلونها » و جائز أن يكون نصبا بأنه مفعول معه كما تقول قد دخلوا و زيدا أي مع زيد و الباء في قوله « بما صبرتم » يتعلق بمعنى سلام لأنه دل على السلامة لكم بما صبرتم و يحتمل أن يتعلق بمحذوف على تقدير هذه الكرامة لكم بما صبرتم و ما في قوله « بما صبرتم » مصدرية تقديره بصبركم و قيل إنه بمعنى الذي كأنه قال بالذي صبرتم على فعل طاعاته و تجنب معاصيه .

المعنى
ثم بين سبحانه الفرق بين المؤمن و الكافر فقال « أ فمن يعلم أنما أنزل إليك » يا محمد « من ربك الحق كمن هو أعمى » عنه أخرج الكلام مخرج الاستفهام و المراد به الإنكار أي لا يكونان مستويين فإن الفرق بينهما هو الفرق بين الأعمى و البصير لأن المؤمن يبصر ما فيه رشده فيتبعه و الكافر يتعامى عن الحق فيتبع ما فيه هلاكه « إنما يتذكر أولوا الألباب » أي إنما يتفكر فيه و يستدل به ذوو العقول و المعرفة قال علي بن عيسى و في هذا حث على طلب العلم و إلزام له لأنه إذا كانت حال الجاهل كحال الأعمى و حال العالم كحال البصير و أمكن هذا الأعمى أن يستفيد بصرا فما الذي يقعده عن طلب العلم الذي يخرجه عن حال العمى بالجهل إلى حال البصير « الذين يوفون بعهد الله و لا ينقضون الميثاق » أي يؤدون ما عهد الله إليه و ألزمهم إياه عقلا و سمعا فالعهد العقلي ما جعله في عقولهم من اقتضاء صحة أمور و فساد أمور أخر كاقتضاء الفعل للفاعل و إن الصنائع لا بد أن ترجع إلى صانع غير مصنوع و إلا أدى إلى ما لا يتناهى و إن للعالم مدبرا لا يشبهه و العهد الشرعي ما أخذه النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) على المؤمنين من الميثاق المؤكد باليمين أن يطيعوه و لا يعصوه و لا يرجعوا عما التزموه من أوامر شرعه و نواهيه و إنما كرر ذكر الميثاق و إن دخل جميع الأوامر و النواهي في لفظ العهد لئلا يظن ظان أن ذلك خاص فيما بين العبد و ربه فأخبر أن ما بينه و بين العباد من المواثيق كذلك في الوجوب و اللزوم و قيل إنه كرره تأكيدا « و الذين يصلون ما
مجمع البيان ج : 6 ص : 444
أمر الله به أن يوصل » قيل المراد به الإيمان بجميع الرسل و الكتب كما في قوله « لا نفرق بين أحد من رسله » و قيل هو صلة محمد و موازرته و معاونته و الجهاد معه عن الحسن و قيل هو صلة الرحم عن ابن عباس و روى أصحابنا أن أبا عبد الله (عليه السلام) لما حضرته الوفاة قال أعطوا الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين و هو الأفطس سبعين دينارا فقالت له أم ولد له أ تعطي رجلا حمل عليك بالشفرة فقال لها ويحك أ ما تقرئين قوله تعالى « و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل » الآية و قيل هو ما يلزم من صلة المؤمنين بأن يتولوهم و ينصروهم و يذبوا عنهم و يدخل فيه صلة الرحم و غير ذلك عن الجبائي و أبي مسلم و روى جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) بر الوالدين و صلة الرحم يهونان الحساب ثم تلا هذه الآية روى محمد بن الفضيل عن موسى بن جعفر الكاظم (عليهماالسلام) في هذه الآية قال صلة آل محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي تجري في كل رحم و روى الوليد بن أبان عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال قلت له هل على الرجل في ماله سوى الزكاة قال نعم أين ما قال الله « و الذين يصلون » الآية « و يخشون ربهم » أي و يخافون عقاب ربهم في قطعها « و يخافون سوء الحساب » قد بينا ما قيل فيه و روى هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سوء الحساب أن يحسب عليهم السيئات و لا يحسب لهم الحسنات و هو الاستعصاء و روى حماد بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لرجل يا فلأن ما لك و لأخيك قلت جعلت فداك لي عليه شيء فاستقصيت حقي عنه قال أبو عبد الله (عليه السلام) أخبرني عن قول الله سبحانه « و يخافون سوء الحساب » أ تراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم لا و الله و لكن خافوا الاستقصاء و المداقة « و الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم » أي الذين صبروا على القيام بما أوجبه الله عليهم و على بلاء الله من الأمراض و العقوبة و غير ذلك و عن معاصي الله سبحانه لطلب ثواب الله تعالى لأن ابتغاء وجه الله هو ابتغاء الله و ابتغاء الله يكون ابتغاء ثوابه تقول العرب في تعظيم الشيء هذا وجه الرأي و هذا نفس الرأي للرأي المعظم فكذلك وجه ربهم هو نفسه المعظم فلا شيء أعظم منه و لا شيء يساويه في العظم و قيل إن ذكر الوجه هنا عبارة عن الإخلاص و ترك الرياء « و أقاموا الصلاة » أي أدوها بحدودها و قيل داموا على فعلها « و أنفقوا مما رزقناهم سرا و علانية » أي ظاهرا و باطنا « و يدرءون بالحسنة السيئة » أي يدفعون بفعل الطاعة المعصية قال ابن عباس يدفعون بالعمل الصالح السيىء من العمل كما روي عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه قال لمعاذ بن جبل إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها و قيل معناه يدفعون إساءة من أساء إليهم بالإحسان و العفو و لا يكافئون كقوله سبحانه « ادفع بالتي هي أحسن السيئة » عن قتادة و ابن زيد و القتيبي قال الحسن إذا حرموا أعطوا و إذا
مجمع البيان ج : 6 ص : 445
ظلموا عفوا و إذا قطعوا وصلوا و قيل معناه يدفعون بالتوبة معرة الذنب عن ابن كيسان « أولئك » يعني أن هؤلاء الذين هذه صفاتهم « لهم عقبى الدار » أي ثواب الجنة فالدار الجنة و ثوابها عقباها التي هي العاقبة المحمودة عن ابن عباس و الحسن ثم وصف الدار فقال « جنات عدن » أي بساتين إقامة تدوم و لا تفنى و قيل هي الدرجة العليا و سكانها الشهداء و الصديقون عن ابن عباس و قيل هي مدينة في الجنة فيها الأنبياء و الأئمة و الشهداء عن الضحاك و قيل قصر من ذهب لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حاكم عدل عن الحسن و عبد الله بن عمر ثم بين سبحانه ما يتكامل به سرورهم من اجتماع قومهم معهم فقال « يدخلونها و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم » أي أولادهم يعني من آمن منهم و صدق بما صدقوا به و ذلك أن الله سبحانه جعل من ثواب المطيع سروره بما يراه في أهله من إلحاقهم به في الجنة كرامة له كما قال ألحقنا بهم ذريتهم عن ابن عباس و مجاهد « و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب » من أبواب الجنة الثمانية و قيل من كل باب من أبواب البر كالصلاة و الزكاة و الصوم و قيل من أبواب قصورهم و بساتينهم بالتحية من الله سبحانه و التحف و الهدايا عن ابن عباس و يقولون « سلام عليكم بما صبرتم » و القول محذوف لدلالة الكلام عليه و السلام و التحية و البشارة منهم بالسلامة و الكرامة و انتفاء كل أمر تشوبه مضرة أي سلمكم الله من الأهوال و المكاره بصبركم على شدائد الدنيا و محنها في طاعة الله تعالى « فنعم عقبى الدار » أي نعم عاقبة الدار ما أنتم فيه من الكرامة .

مجمع البيان ج : 6 ص : 446
وَ الَّذِينَ يَنقُضونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَقِهِ وَ يَقْطعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصلَ وَ يُفْسِدُونَ فى الأَرْضِ أُولَئك لهَُمُ اللَّعْنَةُ وَ لهَُمْ سوءُ الدَّارِ(25) اللَّهُ يَبْسط الرِّزْقَ لِمَن يَشاءُ وَ يَقْدِرُ وَ فَرِحُوا بِالحَْيَوةِ الدُّنْيَا وَ مَا الحَْيَوةُ الدُّنْيَا فى الاَخِرَةِ إِلا مَتَعٌ(26) وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَ يهْدِى إِلَيْهِ مَنْ أَنَاب(27) الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ تَطمَئنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئنُّ الْقُلُوب(28)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page