• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثالث عشر سورة ابراهيم آیات 6 الى 10


وَ إِذْ قَالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسومُونَكُمْ سوءَ الْعَذَابِ وَ يُذَبحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَ يَستَحْيُونَ نِساءَكمْ وَ فى ذَلِكم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكمْ عَظِيمٌ(6)
اللغة
التذكير التعريض للذكر الذي هو خلاف السهو و الصبار كثير الصبر .

الأعراب
أن أخرج يحتمل أن تكون أن بمعنى أي على وجه التفسير و يصلح أن تكون أن التي توصل بالأفعال إلا أنها وصلت هاهنا بالأمر و التأويل الخبر كما تقول أنت الذي فعلت و المعنى أنت الذي فعل « يسومونكم سوء العذاب » جملة في موضع الحال .

المعنى
ثم بين سبحانه أنه إنما يرسل الرسل إلى قومهم بلغتهم ليكون أقرب إلى الفهم و أقطع للعذر فقال « و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم » أي لم يرسل فيما مضى من الأزمان رسولا إلا بلغة قومه حتى إذا بين لهم فهموا عنه و لا يحتاجون إلى من يترجمه عنه و قد أرسل الله تعالى نبينا محمدا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) إلى الخلق كافة بلسان قومه و هم العرب بدلالة قوله « و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا » قال الحسن امتن الله على نبيه محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه لم يبعث رسولا إلا إلى قومه و بعثه خاصة إلى جميع الخلق و به قال مجاهد و قيل إن معناه أنا كما أرسلناك إلى العرب بلغتهم لتبين لهم الدين ثم أنهم يبينونه للناس كذلك أرسلنا كل رسول بلغة قومه ليظهر لهم الدين ثم استأنف فقال « فيضل الله من يشاء » عن طريق الجنة إذا كانوا مستحقين للعقاب « و يهدي من يشاء » إلى طريق الجنة و قيل يلطف لمن يشاء ممن له لطف و يضل عن ذلك من لا لطف فمن تفكر و تدبر اهتدى و ثبته الله و من أعرض عنه خذله الله « و هو العزيز الحكيم » ظاهر المعنى ثم ذكر سبحانه إرساله
مجمع البيان ج : 6 ص : 467
موسى فقال « و لقد أرسلنا موسى ب آياتنا » أي بالمعجزات و الدلالات « أن أخرج قومك » أي بأن أخرج قومك « من الظلمات إلى النور » مر معناه أي أمرناه بذلك و إنما أضاف الإخراج إليه لأنهم بسبب دعائه خرجوا من الكفر إلى الإيمان « و ذكرهم بأيام الله » قيل فيه أقوال ( أحدها ) أن معناه و أمرناه بأن يذكر قومه وقائع الله في الأمم الخالية و إهلاك من أهلك منهم ليحذروا ذلك عن ابن زيد و البلخي و يعضده قول عمرو بن كلثوم :
و أيام لنا غر طوال
عصينا الملك فيها أن ندينا فيكون المعنى الأيام التي انتقم الله فيها من القرون الأولى ( و الثاني ) أن المعنى ذكرهم بنعم الله سبحانه في سائر أيامه عن ابن عباس و أبي بن كعب و الحسن و مجاهد و قتادة و روي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) ( و الثالث ) أنه يريد بأيام الله سننه و أفعاله في عباده من إنعام و انتقام و كنى بالأيام عنهما لأنها ظرف لهما جامعة لكل منهما عن أبي مسلم و هذا جمع بين القولين المتقدمين « إن في ذلك » التذكير « لآيات لكل صبار شكور » أي دلالات لكل من كان عادته الصبر على بلاء الله و الشكر على نعمائه و إنما جمع بينهما لأن حال المؤمن لا يخلو من نعمة يجب شكرها أو محنة يجب الصبر عليها فالشكر و الصبر من خصال المؤمنين فكأنه قال لكل مؤمن و لأن التكليف لا يخلو من الصبر و الشكر « و إذ قال موسى لقومه » و التقدير و اذكر يا محمد إذ قال موسى لهم « اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجيكم » أي في الوقت الذي أنجاكم « من آل فرعون يسومونكم » أي يذيقونكم « سوء العذاب و يذبحون أبناءكم و يستحيون نساءكم » أي يستبقونهن أحياء للاسترقاق « و في ذلكم بلاء من ربكم عظيم » و الآية مفسرة في سورة البقرة قال الفراء : و إنما دخلت الواو هنا للعطف لأنهم كانوا يعذبون أنواعا من العذاب سوى الذبح فجاز العطف فإذا حذفت الواو كان يذبحون تفسيرا للعذاب .

مجمع البيان ج : 6 ص : 468
وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئن شكرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئن كفَرْتمْ إِنَّ عَذَابى لَشدِيدٌ(7) وَ قَالَ مُوسى إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَ مَن فى الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنىُّ حَمِيدٌ(8) أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِن قَبْلِكمْ قَوْمِ نُوح وَ عَاد وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسلُهُم بِالْبَيِّنَتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فى أَفْوَهِهِمْ وَ قَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَ إِنَّا لَفِى شك مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيب(9) * قَالَت رُسلُهُمْ أَ فى اللَّهِ شكُّ فَاطِرِ السمَوَتِ وَ الأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَ يُؤَخِّرَكمْ إِلى أَجَل مُّسمًّى قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلا بَشرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصدُّونَا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسلْطن مُّبِين(10)
اللغة
التأذن الإعلام يقال أذن و تأذن و مثله أوعد و توعد قال الحارث بن حلزة :
آذنتنا ببينها أسماء
رب ثاو يمل منه الثواء و النبأ الخبر عما يعظم شأنه لهذا الأمر نبأ عظيم أي شأن و نبأ الله محمدا و تنبأ مسيلمة الكذاب ادعى النبوة و الريب أخبث الشك و المريب المتهم و هو الذي يأتي بما فيه التهمة يقال أراب يريب إذا أتى بما يوجب الريبة .

الإعراب
قوم نوح و ما بعده مجرور بأنه بدل من قوله « الذين من قبلكم » و فاطر مجرور بأنه صفة لله في قوله « أ في الله شك » و من في قوله « من ذنوبكم » للتبعيض و قيل إن من زائدة عن أبي عبيدة و أنكر سيبويه زيادتها في الإيجاب .

المعنى
لما تقدم ذكر النعمة أتبعه سبحانه بذكر ما يلزم عليها من الشكر فقال « و إذ تأذن ربكم » التقدير و اذكر إذ أعلم ربكم عن الحسن و البلخي و قيل معناه و إذ قال لكم ربكم
مجمع البيان ج : 6 ص : 469
عن ابن عباس و قيل أخبر ربكم عن الجبائي « لئن شكرتم لأزيدنكم » أي لئن شكرتم لي على نعمتي لأزيدنكم في النعم « و لئن كفرتم » أي جحدتم نعمتي « إن عذابي لشديد » لمن كفر نعمتي و قال أبو عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية أيما عبد أنعمت عليه نعمة فأقر بها بقلبه و حمد الله عليها بلسانه لم ينفذ كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة « و قال موسى إن تكفروا » أي تجحدوا نعم الله سبحانه « أنتم و من في الأرض جميعا » من الخلق لم تضروا الله شيئا و إنما يضركم ذلك بأن تستحقوا عليه العقاب « فإن الله » سبحانه « لغني » عن شكركم « حميد » في أفعاله و قد يكون كفر النعمة بأن يشبه الله بخلقه أو يجور في حكمه أو يرد على نبي من أنبيائه فإن الله سبحانه قد أنعم على خلقه في جميع ذلك بأن أقام الحجج الواضحة و البراهين الساطعة على صحته و عرض بالنظر فيها للثواب الجزيل « أ لم يأتكم » قيل إن هذا الخطاب متوجه إلى أمة نبينا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فذكرت بأخبار من تقدمها من الأمم و قيل إنه من قول موسى (عليه السلام) لأنه متصل به في الآية المتقدمة و المعنى أ لم يجئكم « نبأ الذين من قبلكم » أي أخبار من تقدمكم « قوم نوح و عاد و ثمود و الذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله » أي لا يعلم تفاصيل أحوالهم و عددهم و ما فعلوه و فعل بهم من العقوبات إلا الله قال ابن الأنباري : إن الله تعالى أهلك أمما من العرب و غيرها فانقطعت أخبارهم و عفت آثارهم فليس يعرفهم أحد إلا الله و كان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال كذب النسابون و قيل إن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) كان لا يجاوز في انتسابه معد بن عدنان فعلى هذا يكون قوله « و الذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله » مبتدأ و خبرا « جاءتهم رسلهم بالبينات » أي بالأدلة و الحجج و الأحكام و الحلال و الحرام « فردوا أيديهم في أفواههم » اختلفوا في معناه على أقوال ( أحدها ) أن معناه عضوا على أصابعهم من شدة الغيظ لأنه ثقل عليهم مكان الرسل عن ابن مسعود و ابن عباس و الجبائي ( و ثانيها ) أن معناه جعلوا أيديهم في أفواه الأنبياء تكذيبا لهم و ردا لما جاءوا به فالضمير في أيديهم للكفار و في أفواههم للأنبياء فكأنهم لما سمعوا وعظ الأنبياء و كلامهم أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل تسكيتا لهم عن الحسن و مقاتل ( و ثالثها ) أن معناه وضعوا أيديهم على أفواههم مومين بذلك إلى الرسل أن اسكتوا عما تدعوننا إليه كما يفعل الواحد منا مع غيره إذا أراد تسكيته عن الكلبي فيكون على هذا القول الضميران للكفار ( و رابعها ) أن كلا الضميرين للرسل أي أخذوا أيدي الرسل فوضعوها على أفواههم ليسكتوهم و يقطعوا كلامهم فيسكتوا عنهم لما يئسوا منهم هذا كله إذا حمل معنى الأيدي و الأفواه على الحقيقة و من حملها على التوسع و المجاز فاختلفوا في معناه فقيل المراد باليد ما نطقت به الرسل من الحجج و المعنى فردوا حججهم من حيث جاءت لأن الحجج تخرج من الأفواه عن أبي مسلم و قيل إن المعنى ردوا
مجمع البيان ج : 6 ص : 470
ما جاءت به الرسل و كذبوهم عن مجاهد و قتادة و قيل معناه تركوا ما أمروا به و كفوا عن قبول الحق عن أبي عبيدة و الأخفش قال القتيبي : و لم يسمع أحد أن العرب تقول رد يده في فيه بمعنى ترك ما أمر به و إنما المعنى أنهم عضوا على الأيدي حنقا و غيظا كقول الشاعر :
يردون في فيه عشر الحسود يعني أنهم يغيظون الحسود حتى يعض على أصابعه العشر و قال آخر :
قد أفنى أنامله أزمة
فاضحى يعض على الوظيفا و قيل المعنى ردوا بأفواههم نعم الرسل أي وعظهم و بيانهم فوقع في موقع الباء عن مجاهد قال الفراء : أنشدني بعضهم :
و أرغب فيها عن لقيط و رهطه
و لكنني عن سنبس لست أرغب قال أراد أرغب بها يعني بنتا له يقول أرغب بها عن لقيط و قبيلته « و قالوا إنا كفرنا » أي جحدنا « بما أرسلتم به » أي برسالاتكم « و إنا لفي شك مما تدعوننا إليه » من الدين « مريب » متهم أي يوقعنا في الريب بكم أنكم تطلبون الرئاسة و تفترون الكذب « قالت رسلهم » حينئذ لهم « أ في الله شك » مع قيام الأدلة على وحدانيته و صفاته « فاطر السماوات و الأرض » أي خالقهما و منشئهما لا يقدر على ذلك غيره فوجب أن يعبد وحده و لا يشرك به من لا يقدر على اختراع الأجسام « يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم » أي يدعوكم إلى الإيمان به لينفعكم لا ليضركم و قال من ذنوبكم بمعنى ليغفر لكم بعض ذنوبكم لأنه يغفر ما دون الشرك و لا يغفر الشرك و قال الجبائي : دخلت من للتبعيض و وضع البعض موضع الجميع توسعا « و يؤخركم إلى أجل مسمى » أي يؤخركم إلى الوقت الذي ضربه الله لكم أن يميتكم فيه و لا يؤاخذكم بعاجل العقاب « قالوا » أي قال لهم قومهم « إن أنتم » أي ما أنتم « إلا بشر مثلنا » أي خلق مثلنا « تريدون أن تصدونا » أي تمنعونا « عما كان يعبد آباؤنا » من الأصنام و الأوثان « فأتونا بسلطان مبين » أي بحجة واضحة على صحة ما تدعونه و بطلان ما نحن فيه و إنما قالوا ذلك لأنهم اعتقدوا أن جميع ما جاءت به الرسل من المعجزات ليست بمعجزة و لا دلالة و قيل إنهم طلبوا معجزات مقترحات سوى ما ظهرت فيما بينهم و في هذه الآية دلالة على أنه سبحانه لا يريد الكفر و الشرك و إنما يريد الخير و الإيمان و أنه إنما بعث الرسل إلى الكفار رحمة و فضلا و إنعاما عليهم ليؤمنوا فإنه قال يدعوكم ليغفر لكم .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page