• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء التاسع عشر سورة النمل آیات45 الی55


وَ لَقَدْ أَرْسلْنَا إِلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صلِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يخْتَصِمُونَ(45) قَالَ يَقَوْمِ لِمَ تَستَعْجِلُونَ بِالسيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسنَةِ لَوْ لا تَستَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكمْ تُرْحَمُونَ(46) قَالُوا اطيرْنَا بِك وَ بِمَن مَّعَك قَالَ طئرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ(47) وَ كانَ فى الْمَدِينَةِ تِسعَةُ رَهْط يُفْسِدُونَ فى الأَرْضِ وَ لا يُصلِحُونَ(48) قَالُوا تَقَاسمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَ أَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شهِدْنَا مَهْلِك أَهْلِهِ وَ إِنَّا لَصدِقُونَ(49) وَ مَكَرُوا مَكراً وَ مَكَرْنَا مَكراً وَ هُمْ لا يَشعُرُونَ(50) فَانظرْ كَيْف كانَ عَقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَهُمْ وَ قَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ(51) فَتِلْك بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةَ بِمَا ظلَمُوا إِنَّ فى ذَلِك لاَيَةً لِّقَوْم يَعْلَمُونَ(52) وَ أَنجَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ(53)
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير عاصم لتبيتنه بالتاء و ضم التاء الثانية ثم لتقولن بالتاء
مجمع البيان ج : 7 ص : 353
أيضا و ضم اللام و الباقون « لنبيتنه » بالنون و فتح التاء « ثم لنقولن » أيضا بالنون و فتح اللام و قرأ أهل الحجاز و أبو عمرو و سهل و ابن عامر إنا دمرناهم بكسر الألف و الباقون بفتح الألف و روي عن روح و زيد عن يعقوب بكسر الألف أيضا .

الحجة
قال أبو علي قوله « تقاسموا » لا يخلو من أن يراد به مثال الماضي أو مثال الآتي الذي يراد به الأمر فمن أراد به الأمر جعل « لنبيتنه » جوابا لتقاسموا فكأنه قال حلفوا لنبيتنه لأن هذه الألفاظ التي تكون من ألفاظ القسم تتلقى بما يتلقى به الإيمان كقوله تعالى « و أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن » « و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت » فكذلك « تقاسموا بالله لنبيتنه » ملقاة باللام و النون الثقيلة و أدخل المتكلمون أنفسهم مع المقسمين كما دخلوا في قوله « قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم » و من قال تقاسموا لنبيتنه أراد ليقسم بعضكم لبعض لنبيتنه فتقاسموا على هذا أمر كما كان فيمن قال لنبيتنه أمرا و من قال تقاسموا لتبيتنه بالتاء فتقاسموا على هذا مثال ماض و لا يجوز مع هذا إلا بالتاء لأن مثال الماضي للغيبة و لتبيتنه للخطاب و من كسر أنا دمرناهم جاز أن يكون كان في قوله « كيف كان عاقبة مكرهم » تامة و أن تكون ناقصة فإن جعلتها تامة بمعنى وقع كان قوله « كيف كان عاقبة » في موضع حال تقديره على أي حال وقع عاقبة مكرهم أي أحسنا وقع عاقبة مكرهم أو سيئا أو يكون في كيف ضمير من ذي الحال كما إنك إذا قلت في الدار حدث الأمر فجعلته في موضع الحال كان كذلك و حكم كيف على ذا أن يكون متعلقا بمحذوف كما أنك إذا قلت في الدار وقع زيد فتقديره وقع زيد مستقرا في هذه الحال فإن جعلته ظرفا للفعل تعلق بكان الذي بمعنى الحدث و قوله أنا دمرناهم فيمن كسر استئناف و هو تفسير للعاقبة كما أن قوله لهم مغفرة و أجر عظيم تفسير للموعد و من قرأ « أنا دمرناهم » جاز أن يكون كان على ضربيها و إذا حملته على وقع كان كيف في موضع حال و جاز في قوله « أنا دمرناهم » أمران ( أحدهما ) أن يكون بدلا من قوله « عاقبة مكرهم » و جاز أن يكون محمولا على مبتدإ مضمر كأنه قال هو أنا دمرناهم أو ذاك أنا دمرناهم فإذا حملتها على المقتضية للخبر جاز في قوله أنا دمرناهم قولان ( أحدهما ) أن يكون بدلا من اسم كان الذي هو العاقبة فإذا حملته على ذلك كان كيف في موضع خبر كان ( و الآخر ) أن يكون خبر كان و يكون موضعه نصبا بأنه خبر كان كأنه كان عاقبة أمرهم تدميرهم و يكون كيف في موضع حال و يجوز أن يكون العامل في كيف أحد شيئين إما أن يكون كان لأنه فعل كما كان العامل في الظرف في قوله « أ كان للناس عجبا أن أوحينا » أ لا ترى أنه لا يجوز أن يتصل قوله للناس بواحد من المصدرين إلا أن تجعله صفة لعجب فتقدمه فيصير في موضع حال فالعامل فيه

بعدی
مجمع البيان ج : 7 ص : 354
على هذا أيضا كان و يجوز أن يكون العامل فيه ما في الكلام من الدلالة على الفعل لأن قوله « أنا دمرناهم » بما دله تدميرنا و تدميرنا يدل على دمرنا فيصير العامل فيه هذا المعنى الذي دل عليه ما في الكلام من معنى الفعل و زعموا أن في حرف أبي أن دمرناهم فهذا يقوي الفتح في أنا .

المعنى
ثم عطف سبحانه على قصة سليمان قصة صالح فقال « و لقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم » في النسب « صالحا أن اعبدوا الله » أي أرسلناه بأن اعبدوا الله وحده لا شريك له « فإذا هم فريقان يختصمون » أي مؤمنون و كافرون يقول كل فريق الحق معي « قال » صالح للفريق المكذب « يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة » أي بالعذاب قبل الرحمة أي لم قلتم إن كان ما أتينا به حقا فأتنا بالعذاب و سمي العذاب سيئة لما فيه من الآلام و لأنه جزاء على السيئة لأن السيئة هي الخصلة التي تسوء صاحبها « لو لا » أي هلا « تستغفرون الله » أي تطلبون مغفرته من الشرك بأن تؤمنوا « لعلكم ترحمون » فلا تعذبون في الدنيا « قالوا اطيرنا بك و بمن معك » أي تشأمنا بك و بمن على دينك و ذلك أنهم قحط المطر عنهم و جاعوا فقالوا أصابنا هذا الشر من شؤمك و شؤم أصحابك « قال » لهم صالح « طائركم عند الله » أي الشؤم أتاكم من عند الله بكفركم و هذا كقوله يطيروا بموسى و من معه إلا إنما طائرهم عند الله « بل أنتم قوم تفتنون » أي تختبرون بالخير و الشر عن ابن عباس و قيل تعذبون بسوء أعمالكم عن محمد بن كعب و قيل تبتلون و تمتحنون بطاعة الله و معصيته « و كان في المدينة » يعني التي بها صالح و هي الحجر « تسعة رهط يفسدون في الأرض » كانت هذه التسعة النفر من أشرافهم و هم غواة قوم صالح و هم الذين سعوا في عقر الناقة « و لا يصلحون » أي لا يطيعون الله تعالى و ذكر ابن عباس أسماءهم و قال هم قدار بن سالف و مصدع و دهمي و دهيم و دعمي و دعيم و أسلم و قتال و صداف « قالوا تقاسموا بالله » أي قالوا فيما بينهم احلفوا بالله « لنبيتنه » أي لنقتلن صالحا « و أهله » بياتا و من قرأ بالنون فكأنهم قالوا أقسموا لنفعلن و الأمر بالقسم في القراءتين داخل في الفعل منهم « ثم لنقولن لوليه » أي لذي رحم صالح أن سألنا عنه « ما شهدنا مهلك أهله » أي ما قتلناه و ما ندري من قتله و أهلكه و قد ذكرنا اختلاف القراء فيه في سورة الكهف « و إنا لصادقون » في هذا القول قال الزجاج كان هؤلاء النفر تحالفوا أن يبيتوا صالحا و أهله ثم ينكروا عند أوليائه أن يكونوا فعلوا ذلك أو رأوه و كان هذا مكرا عزموا عليه قال الله تعالى « و مكروا مكرا و مكرنا مكرا » أي جازيناهم جزاء مكرهم بتعجيل عقوبتهم « و هم لا يشعرون » بمكر الله بهم فإنهم دخلوا على صالح ليقتلوه فأنزل الله سبحانه الملائكة فرموا كل واحد منهم بحجر
مجمع البيان ج : 7 ص : 355
حتى قتلوهم و سلم صالح من مكرهم عن ابن عباس و قيل إن الله أمر صالحا بالخروج من بينهم ثم استأصلهم بالعذاب و قيل نزلوا في سفح جبل ينظر بعضهم بعضا ليأتوا صالحا فخر عليهم الجبل عن مقاتل « فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم » أي أهلكناهم بما ذكرناه من العذاب « و قومهم أجمعين » بصيحة جبرائيل « فتلك بيوتهم » أشار إلى بيوتهم و المعنى فانظر إليها « خاوية » نصب على الحال أي فارغة خالية « بما ظلموا » أي بظلمهم و شركهم بالله تعالى « إن في ذلك » أي في إهلاكهم « لآية لقوم يعلمون » أي لعبرة لمن نظر إليها و اعتبر بها و في هذه الآية دلالة على أن الظلم يعقب خراب الدور و روي عن ابن عباس أنه قال أجد في كتاب الله أن الظلم يخرب البيوت و تلا هذه الآية و قيل إن هذه البيوت بوادي القرى بين المدينة و الشام « و أنجينا الذين آمنوا » به « و كانوا يتقون » قالوا أنهم أربعة آلاف خرج بهم صالح إلى حضرموت و سمي حضرموت لأن صالحا لما دخلها مات .
وَ لُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفَحِشةَ وَ أَنتُمْ تُبْصِرُونَ(54) أَ ئنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شهْوَةً مِّن دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تجْهَلُونَ(55)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page