• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثاني والعشرون سورة فاطر آیات19الى 30


وَ مَا يَستَوِى الأَعْمَى وَ الْبَصِيرُ(19) وَ لا الظلُمَت وَ لا النُّورُ(20) وَ لا الظلُّ وَ لا الحَْرُورُ(21) وَ مَا يَستَوِى الأَحْيَاءُ وَ لا الأَمْوَت إِنَّ اللَّهَ يُسمِعُ مَن يَشاءُ وَ مَا أَنت بِمُسمِع مَّن فى الْقُبُورِ(22) إِنْ أَنت إِلا نَذِيرٌ(23) إِنَّا أَرْسلْنَك بِالحَْقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ إِن مِّنْ أُمَّة إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ(24) وَ إِن يُكَذِّبُوك فَقَدْ كَذَّب الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءَتهُمْ رُسلُهُم بِالْبَيِّنَتِ وَ بِالزُّبُرِ وَ بِالْكِتَبِ الْمُنِيرِ(25) ثُمَّ أَخَذْت الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْف كانَ نَكِيرِ(26)
اللغة
الحرور السموم و هي الريح الحارة قال الفراء السموم لا يكون إلا بالنهار و الحرور يكون بالليل و النهار و الاستواء حصول أحد الشيئين على مقدار الآخر و منه الاستواء في العود و الطريق خلاف الاعوجاج لممره على مقدار وضع له من غير انعدال و الأسماع إيجاد المسموع بحيث يدركه السامع .

مجمع البيان ج : 8 ص : 633
المعنى
ثم أخبر سبحانه عن عدله في حكمه فقال « و لا تزر وازرة وزر أخرى » أي لا تحمل نفس حاملة حمل نفس أخرى أي لا يؤاخذ أحد بذنب غيره و إنما يؤاخذ كل بما يقترفه من الآثام « و أن تدع مثقلة إلى حملها » أي و أن تدع نفس مثقلة بالآثام غيرها إلى أن يتحمل عنها شيئا من إثمها « لا يحمل منه شيء » أي لا يحمل غيرها شيئا من ذلك الحمل « و لو كان ذا قربى » أي و لو كان المدعو إلى التحمل ذا قرابة منها و أقرب الناس إليها ما حمل عنها شيئا فكل نفس بما كسبت رهينة قال ابن عباس يقول الأب و الأم يا بني احمل عني فيقول حسبي ما علي « إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب » أي و هم غائبون عن أحكام الآخرة و أهوالها و هذا كقوله إنما أنت منذر من يخشاها و المعنى إن إنذارك لا ينفع إلا الذين يخشون ربهم فكأنك تنذرهم دون غيرهم ممن لا ينفعهم الإنذار و قيل الذين يخشون ربهم في خلواتهم و غيبتهم عن الخلق « و أقاموا الصلاة » أي أداموها و قاموا بشرائطها و إنما عطف الماضي على المستقبل إشعارا باختلاف المعنى لأن الخشية لازمة في كل وقت و الصلاة لها أوقات مخصوصة « و من تزكى » أي فعل الطاعات و قام بما يجب عليه من الزكاة و غيرها من الواجبات و قيل تطهر من الآثام « فإنما يتزكى لنفسه » لأن جزاء ذلك يصل إليه دون غيره « و إلى الله المصير » أي مرجع الخلق كلهم إلى حيث لا يملك الحكم إلا الله سبحانه فيجازي كلا على قدر عمله « و ما يستوي الأعمى و البصير » أي لا يتساوى الأعمى عن طريق الحق و الذي اهتدى إليه قط و قيل المشرك و المؤمن « و لا الظلمات » أي ظلمات الشرك و الضلال « و لا النور » أي نور الإيمان و الهداية و في قوله « و لا النور » و ما بعده من الزيادة لا قولان ( أحدهما ) أنها زائدة مؤكدة للنفي ( و الثاني ) إنها نافية لاستواء كل واحد منهما لصاحبه على التفصيل « و لا الظل و لا الحرور » يعني الجنة و النار عن الكلبي و قيل يعني ظل الليل و السموم بالنهار « و ما يستوي الأحياء و لا الأموات » يعني المؤمنين و الكافرين و قيل يعني العلماء و الجهال و قال بعضهم أراد نفس الأعمى و البصير و الظل و الحرور و الظلمات و النور على طريق ضرب المثل أي كما لا يستوي هذه الأشياء و لا يتماثل و لا يتشاكل فكذلك عبادة الله لا تشبه عبادة غيره و لا يستوي المؤمن و الكافر و الحق و الباطل و العالم و الجاهل « إن الله يسمع من يشاء » أي ينفع بالأسماع من يشاء أن يلطف له و يوفقه و لم يرد به نفي حقيقة السماع لأنهم كانوا يسمعون آيات الله « و ما أنت بمسمع من في القبور » أي إنك لا تقدر على أن تنفع الكفار بإسماعك إياهم إذ لم يقبلوا كما لا تسمع من في القبور من الأموات « إن أنت إلا نذير » أي ما أنت إلا مخوف لهم بالله « إنا أرسلناك بالحق » أي بالدين الصحيح « بشيرا و نذيرا » أي مبشرا للمؤمنين و نذيرا للكافرين
مجمع البيان ج : 8 ص : 634
« و إن من أمة » أي و ما من أمة من الأمم الماضية « إلا خلا فيها نذير » أي مضى فيها مخوف يخوفهم و ينذرهم فأنت مثلهم نذير لمن جحد بشير لمن وحد قال الجبائي و في هذا دلالة على أنه لا أحد من المكلفين إلا و قد بعث إليه الرسول و إنه سبحانه أقام الحجة على جميع الأمم ثم قال تعالى تسلية لنبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) « و إن يكذبوك » يا محمد و لم يصدقوك « فقد كذب الذين من قبلهم » من الكفار أنبياء أرسلهم الله إليهم « جاءتهم رسلهم بالبينات » أي بالمعجزات الباهرات و الحجج الواضحات « و بالزبر » أي و بالكتب « و بالكتاب المنير » أي الواضح البين و إنما كرر ذكر الكتاب و عطفه على الزبر لاختلاف الصفتين فإن الزبور أثبت في الكتاب من الكتاب لأنه يكون منقرا منقشا فيه كالنقر في الحجر « ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير » أي فلما كذبوا رسلهم و لم يعترفوا بنبوتهم أخذتهم بالعذاب و أهلكتهم و دمرت عليهم فكيف كان تعييري و إنكاري عليهم و إنزالي العقاب بهم .
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَت مخْتَلِفاً أَلْوَنهَا وَ مِنَ الْجِبَالِ جُدَدُ بِيضٌ وَ حُمْرٌ مخْتَلِفٌ أَلْوَنهَا وَ غَرَابِيب سودٌ(27) وَ مِنَ النَّاسِ وَ الدَّوَاب وَ الأَنْعَمِ مخْتَلِفٌ أَلْوَنُهُ كَذَلِك إِنَّمَا يخْشى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَؤُا إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(28) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَب اللَّهِ وَ أَقَامُوا الصلَوةَ وَ أَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً يَرْجُونَ تجَرَةً لَّن تَبُورَ(29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ يَزِيدَهُم مِّن فَضلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شكورٌ(30)
اللغة
واحد الجدد جدة و أما الجدد فجمع جديد قال المبرد الجدد الطرائق و الخطوط قال امرؤ القيس :
مجمع البيان ج : 8 ص : 635

كان سراته و جدة متنه
كنائن يجري بينهن دليص يعني الخطة السوداء في ظهر حمار الوحش و كل طريقة جدة و جادة و قال الفراء هي الطرائق تكون في الجبال كالعروق بيض و سود و حمر و الغربيب الشديد السواد الذي يشبه لون الغراب .

الإعراب
« مختلفا » صفة لثمرات و « ألوانها » مرفوع بأنه فاعله « مختلف ألوانه » خبر مبتدإ محذوف تقديره ما هو مختلف ألوانه فالهاء في ألوانه عائد إلى هو و يجوز أن يكون الهاء عائدا إلى موصوف لمختلف تقديره جنس مختلف ألوانه و هو الأصح « سرا و علانية » يجوز أن يكون نصبهما على الحال على تقدير أنفقوا مسرين و معلنين و يجوز أن يكون على صفة مصدر أنفق تقديره أنفقوا إنفاقا مسرا و معلنا و « يرجون » في موضع نصب على الحال .

المعنى
ثم عاد الكلام إلى ذكر دلائل التوحيد فقال سبحانه « أ لم تر أن الله أنزل من السماء ماء » أي غيثا و مطرا « فأخرجنا » أخبر عن نفسه بنون الكبرياء و العظمة « به » أي بذلك الماء « ثمرات » جمع ثمرة و هي ما تجتنى من الشجر « مختلفا ألوانها » و طعومها و روائحها اقتصر على ذكر الألوان لأنها أظهر و لدلالة الكلام على الطعوم و الروائح « و من الجبال جدد » أي و مما خلقنا من الجبال جدد « بيض و حمر » أي طرق بيض و طرق حمر « مختلف ألوانها و غرابيب سود » أي و من الجبال غرابيب سود على لون واحد لا خطط فيها قال الفراء و هذا على التقديم و التأخير تقديره و سود غرابيب لأنه يقال أسود غربيب و أسود حالك و أقول ينبغي أن يكون سود عطف بيان يبين غرابيب به و الأجود أن يكون تأكيدا إذ الغرابيب لا تكون إلا سودا فيكون كقولك رأيت زيدا زيدا و هذا أولى من أن يحمل على التقديم و التأخير « و من الناس » أيضا « و الدواب » التي تدب على وجه الأرض « و الأنعام » كالإبل و الغنم و البقر خلق « مختلف ألوانه كذلك » أي كاختلاف الثمرات و الجبال و تم الكلام ثم قال « إنما يخشى الله من عباده العلماء » أي ليس يخاف الله حق خوفه و لا يحذر معاصيه خوفا من نقمته إلا العلماء الذين يعرفونه حق معرفته و روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال يعني بالعلماء من صدق قوله فعله و من لم يصدق فعله قوله فليس بعالم و عن ابن عباس قال يريد إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي و عزتي و سلطاني و في الحديث أعلمكم بالله أخوفكم لله قال مسروق كفى بالمرء علما أن يخشى الله و كفى بالمرء
مجمع البيان ج : 8 ص : 636
جهلا أن يعجب بعلمه و إنما خص سبحانه العلماء بالخشية لأن العالم أحذر لعقاب الله من الجاهل حيث يختص بمعرفة التوحيد و العدل و يصدق بالبعث و الحساب و الجنة و النار و متى قيل فقد نرى من العلماء من لا يخاف الله و يرتكب المعاصي ( فالجواب ) أنه لا بد من أن يخافه مع العلم به و إن كان يؤثر المعصية عند غلبة الشهوة لعاجل اللذة « إن الله » تعالى « عزيز » في انتقامه من أعدائه « غفور » لزلات أوليائه ثم وصف سبحانه العلماء فقال « إن الذين يتلون كتاب الله » أي يقرءون القرآن في الصلاة و غيرها أثنى سبحانه عليهم بقراءة القرآن قال مطرف بن عبد الله الشخير هذه آية القراء « و أقاموا الصلاة و أنفقوا مما رزقناهم » أي ملكناهم التصرف فيه « سرا و علانية » أي في حال سرهم و في حال علانيتهم و عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي قال قام رجل إلى رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال يا رسول الله ما لي لا أحب الموت قال أ لك مال قال نعم قال فقدمه قال لا أستطيع قال فإن قلب الرجل مع ماله إن قدمه أحب أن يلحق به و إن أخره أحب أن يتأخر معه « يرجون تجارة لن تبور » أي راجين بذلك تجارة لن تكسد و لن تفسد و لن تهلك « ليوفيهم أجورهم » أي قصدوا بأعمالهم الصالحة و فعلوها لأن يوفيهم الله أجورهم بالثواب « و يزيدهم » على قدر استحقاقهم « من فضله أنه غفور » لذنوبهم « شكور » لحسناتهم عن الزجاج و قال الفراء خبر إن قوله « يرجون تجارة لن تبور » و روى ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه قال في قوله « و يزيدهم من فضله » هو الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليه معروفا في الدنيا و عن الضحاك قال يفسح لهم في قبورهم و قيل معنى شكور أنه يقبل اليسير و يثيب عليه الكثير تقول العرب أشكر من بروقة و تزعم أنها شجرة عارية من الورق تغيم السماء فوقها فتخضر و تورق من غير مطر .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page