• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثاني والعشرون سورة فاطر آیات39الى44

هُوَ الَّذِى جَعَلَكمْ خَلَئف فى الأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَ لا يَزِيدُ الْكَفِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبهِمْ إِلا مَقْتاً وَ لا يَزِيدُ الْكَفِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلا خَساراً(39) قُلْ أَ رَءَيْتُمْ شرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونى مَا ذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لهَُمْ شِرْكٌ فى السمَوَتِ أَمْ ءَاتَيْنَهُمْ كِتَباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَت مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظلِمُونَ بَعْضهُم بَعْضاً إِلا غُرُوراً(40)
القراءة
قرأ أبو عمر و خلف وحده يجزي كل كفور على ما لم يسم فاعله و الباقون « نجزي » بالنون كل بالنصب و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و حمزة و حفص و خلف « على بينة » بالتوحيد و الباقون « بينات » بالجمع .

الحجة
من قرأ « نجزي » بالنون فإنه على وجه الإخبار من الله تعالى عن نفسه و من قرأ
مجمع البيان ج : 8 ص : 641
على بناء الفعل للمفعول به فحجته أن ما قبله « لا يقضى عليهم » و « لا يخفف عنهم » و الوجه في قراءة « بينة » على الإفراد أنه يجعل ما في الكتاب أو ما يأتي به النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) بينة كما قال أ رأيتم إن كنت على بينة من ربي و قد جاءتكم بينة من ربكم و من قرأ بالجمع فإن لكل نبي بينة فإذا جمعوا جمعت البينة بجمعهم على أن في الكتاب ضروبا من البينة فجمع لذلك .

اللغة
الاصطراخ الصياح و النداء بالاستغاثة افتعال من الصراخ قلبت التاء طاء لأجل الصاد الساكنة قبلها و إنما فعل ذلك لتعديل الحروف بحرف وسط بين حرفين يوافق الصاد في الاستعلاء و الإطباق و يوافق التاء في المخرج و المقت البغض مقته يمقته و هو ممقوت و مقيت .

الإعراب
« فيموتوا » جواب النفي و يموتوا منصوب بإضمار أن و علامة النصب سقوط النون « ما يتذكر فيه من تذكر » الموصول و الصلة في محل النصب على أنه ظرف زمان لأن المعنى أو لم نعمركم زمانا طويلا يتذكر فيه من تذكر و الهاء فيه يعود إلى ما و قل ما يجيء ما في معنى الظرف و هو اسم و إنما يجيء حرفا مصدريا .

المعنى
لما قدم سبحانه ذكر ما أعده لأهل الجنة من أنواع الثواب عقبه بذكر ما أعده للكفار من أليم العقاب فقال « و الذين كفروا » بوحدانية الله و جحدوا نبوة نبيه « لهم نار جهنم » جزاء على كفرهم « لا يقضى عليهم » بالموت « فيموتوا » فيستريحوا « و لا يخفف عنهم من عذابها » أي و لا يسهل عليهم عذاب النار « كذلك » أي و مثل هذا العذاب و نظيره « نجزي كل كفور » جاحد كثير الكفران مكذب لأنبياء الله « و هم يصطرخون فيها » أي يتصايحون بالاستغاثة يقولون « ربنا أخرجنا » من عذاب النار « نعمل صالحا » أي نؤمن بدل الكفر و نطع بدل المعصية و المعنى ردنا إلى الدنيا لنعمل بالطاعات التي تأمرنا بها « غير الذي كنا نعمل » من المعاصي فوبخهم الله تعالى فقال « أ و لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر » أي أ لم نعطكم من العمر مقدار ما يمكن أن يتفكر و يعتبر و ينظر في أمور دينه و عواقب حاله من يريد أن يتفكر و يتذكر و اختلف في هذا المقدار فقيل هو ستون سنة و هو المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة و هو إحدى الروايتين عن ابن عباس و روي عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أيضا مرفوعا أنه قال من عمره الله ستين سنة فقد أعذر إليه و قيل هو أربعون سنة عن ابن عباس و مسروق و قيل هو توبيخ لابن ثماني عشرة سنة عن وهب و قتادة و روي ذلك عن الصادق (عليه السلام) « و جاءكم النذير » أي المخوف من عذاب الله و هو محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) عن ابن زيد و الجبائي و جماعة و قيل النذير القرآن عن زيد بن علي و قيل النذير الشيب عن عكرمة و سفيان بن عيينة و منه قيل :
مجمع البيان ج : 8 ص : 642

رأيت الشيب من نذر المنايا
لصاحبه و حسبك من نذير
و قائلة تبيض و الغواني
نوافر عن معاينة القتير
فقلت لها المشيب نذير عمري
و لست مسودا وجه النذير و قال عدي بن زيد :
و ابيضاض السواد من نذر الموت
و هل بعده يجيء نذير و قيل النذير موت الأهل و الأقارب و قيل كمال العقل « فذوقوا » أي فذوقوا العذاب و حسرة الندم « فما للظالمين من نصير » يدفع عنهم العذاب « إن الله عالم غيب السماوات و الأرض » فلا يخفى عليه شيء مما يغيب عن الخلائق علمه « إنه عليم بذات الصدور » أي فلا تضمروا في أنفسكم ما يكرهه سبحانه فإنه عالم به « هو الذي جعلكم خلائف في الأرض » أي جعلكم معاشر الكفار أمة بعد أمة و قرنا بعد قرن عن قتادة و قيل جعلكم خلائف القرون الماضية بأن أحدثكم بعدهم و أورثكم ما كان لهم « فمن كفر فعليه كفره » أي فعليه ضرر كفره و عقاب كفره « و لا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا » أي أشد البغض « و لا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا » أي خسرانا و هلاكا « قل » يا محمد « أ رأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ما ذا خلقوا من الأرض » معناه أخبروني أيها المشركون عن الأوثان الذين أشركتموهم مع الله في العبادة أروني ما ذا خلقوا من الأرض أي بأي شيء أوجبتم له شركا مع الله تعالى في العبادة أ بشيء خلقوه من الأرض « أم لهم شرك في السماوات » أي شركة في خلقها ثم ترك هذا النظم فقال « أم آتيناهم كتابا » أي أم أنزلنا عليهم كتابا يصدق دعواهم فيما هم عليه من الشرك « فهم على بينة » أي فهم على دلالات واضحات « منه » أي من ذلك الكتاب أراد فإن جميع ذلك محال لا يمكنهم إقامة حجة و لا شبهة على شيء منه و قيل أم آتيناهم كتابا بأن الله لا يعذبهم على كفرهم فهم واثقون به « بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا » معناه ليس شيء من ذلك لكن ليس يعد بعض الظالمين بعضا إلا غرورا لا حقيقة له يغرونهم يقال غره يغره غرورا إذا أطمعه فيما لا يطمع فيه .

النظم
اتصال قوله « إن الله عالم غيب السماوات و الأرض » الآية بما قبله إن المعنى يعلم الله إنه لو ردكم إلى الدنيا لعدتم إلى كفركم فاتصل بقوله « نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل » و اتصل قوله « هو الذي جعلكم خلائف في الأرض » بما قبله على معنى أنه

بعدی
مجمع البيان ج : 8 ص : 643
كما أورثكم الكتاب أورثكم الأرض لتشكروه على نعمه و تعتبروا بمن سلف من الأمم .
* إِنَّ اللَّهَ يُمْسِك السمَوَتِ وَ الأَرْض أَن تَزُولا وَ لَئن زَالَتَا إِنْ أَمْسكَهُمَا مِنْ أَحَد مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً(41) وَ أَقْسمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَنهِمْ لَئن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلا نُفُوراً(42) استِكْبَاراً فى الأَرْضِ وَ مَكْرَ السيى وَ لا يحِيقُ الْمَكْرُ السيىُ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظرُونَ إِلا سنَّت الأَوَّلِينَ فَلَن تجِدَ لِسنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَ لَن تجِدَ لِسنَّتِ اللَّهِ تحْوِيلاً(43) أَ وَ لَمْ يَسِيرُوا فى الأَرْضِ فَيَنظرُوا كَيْف كانَ عَقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَ كانُوا أَشدَّ مِنهُمْ قُوَّةً وَ مَا كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شىْء فى السمَوَتِ وَ لا فى الأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً(44)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page