• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثالث والعشرون سورة ص62 الى 83


وَ قَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الأَشرَارِ(62) أَتخَذْنَهُمْ سِخْرِياًّ أَمْ زَاغَت عَنهُمُ الأَبْصرُ(63) إِنَّ ذَلِك لحََقُّ تخَاصمُ أَهْلِ النَّارِ(64) قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَ مَا مِنْ إِلَه إِلا اللَّهُ الْوَحِدُ الْقَهَّارُ(65) رَب السمَوَتِ وَ الأَرْضِ وَ مَا بَيْنهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّرُ(66) قُلْ هُوَ نَبَؤٌا عَظِيمٌ(67) أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضونَ(68) مَا كانَ لىَ مِنْ عِلْمِ بِالْمَلا الأَعْلى إِذْ يخْتَصِمُونَ(69) إِن يُوحَى إِلىَّ إِلا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ(70)
القراءة
قرأ أهل العراق غير عاصم اتخذناهم موصولة الهمزة و الباقون « اتخذناهم » بقطع الهمزة و قرأ أهل المدينة و الكوفة غير عاصم سخريا بضم السين و الباقون بكسرها و قرأ أبو جعفر إن يوحى إلي إلا إنما بكسر الألف و الباقون « أنما » بالفتح .

الحجة
قال أبو علي في إلحاق همزة الاستفهام في قوله « اتخذناهم سخريا » بعض البعد لأنهم قد علموا أنهم اتخذوهم سخريا و كيف يستقيم أن يستفهم عنه و يدل على علمهم بذلك أنه قد أخبر عنهم بذلك في قوله فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري فالجملة التي هي « اتخذناهم سخريا » صفة للنكرة فأما وجه فتح الهمزة فإنه يكون على التقرير و عودلت بأم لأنها على لفظ الاستفهام كما عودلت بأم في قوله سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم و إن لم يكن استفهاما في المعنى و كذلك قولهم ما أبالي أ زيدا ضربت أم عمرا فإن قلت فما الجملة المعادلة بقوله « أم زاغت عنهم الأبصار » في قول من كسر الهمزة في قوله

بعدی
مجمع البيان ج : 8 ص : 755
« اتخذناهم » فالقول فيه أن الجملة المعادلة لأم محذوفة و المعنى أ تراهم أم زاغت عنهم الأبصار و كذلك قوله أم كان من الغائبين لأن المعنى أخبروني عن الهدهد أ حاضر هو أم كان من الغائبين هذا قول أبي الحسن و يجوز عندي في قوله تعالى « قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار أم من هو قانت آناء الليل » أن تكون المعادلة لأم محذوفة تقديره أ فأصحاب النار خير أم من هو قانت و حكي عن أبي عمر و أنه قال ما كان من مثل العبودية فسخري مضموم و ما كان من مثل الهزء فسخري مكسور السين و قد تقدم ذكر هذا قال ابن جني من قرأ إنما فعلى الحكاية فكأنه قال إن يقال لي إلا إنما أنا نذير مبين و هذا كما تقول لصاحبك أنت قلت أنك شجاع و نحو ذلك قول الشاعر :
تنادوا بالرحيل غدا
و في ترحالهم نفسي قال و أجاز أبو علي ثلاثة أضرب من الإعراب بالرحيل و الرحيل و الرحيل رفعا و نصبا و جرا فمن رفع أو نصب فقد وفى الحكاية اللفظ المقول البتة فكأنهم قالوا الرحيل غدا فأما الجر فعلى إعمال الباء فيه و هو معنى ما قالوه و لكن حكيت منه قولك غدا وحده و هو خبر المبتدأ أو في موضع رفع لأنه خبر المبتدأ و لا يكون ظرفا لتنادوا لأن الفعل الماضي لا يعمل في الزمان الآتي و إذا قال بالرحيل غدا فإن غدا يجوز أن يكون ظرفا لنفس الرحيل و يجوز أن يكون ظرفا لفعل آخر نصب الرحيل أي يحدث الرحيل غدا .

المعنى
ثم حكى سبحانه عن أهل النار أيضا بقوله « و قالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار » أي يقولون ذلك حين ينظرون في النار فلا يرون من كان يخالفهم فيها معهم و هم المؤمنون عن الكلبي و قيل نزلت في أبي جهل و الوليد بن المغيرة و ذويهما يقولون ما لنا لا نرى عمارا و خبابا و صهيبا و بلالا الذين كنا نعدهم في الدنيا من جملة الذين يفعلون الشر و القبيح و لا يفعلون الخير عن مجاهد و روى العياشي بالإسناد عن جابر عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال أن أهل النار يقولون « ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار » يعنونكم لا يرونكم في النار لا يرون و الله أحدا منكم في النار « اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار » معناه أنهم يقولون لما لم يروهم في النار اتخذناهم هزوءا في الدنيا فأخطأنا أم عدلت عنهم أبصارنا فلا نراهم و هم معنا في النار « إن ذلك لحق » أي إن ما ذكر قبل هذا لحق أي كائن لا محالة ثم بين ما هو فقال « تخاصم أهل النار » يعني تخاصم الأتباع
مجمع البيان ج : 8 ص : 756
و القادة أو مجادلة أهل النار بعضهم لبعض على ما أخبر عنهم ثم خاطب نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال « قل » يا محمد « إنما أنا منذر » أي مخوف من معاصي الله و محذر من عقابه « و ما من إله » يحق له العبادة « إلا الله الواحد القهار » لجميع خلقه المتعالي بسعة مقدوراته فلا يقدر أحد على الخلاص من عقوبته إذا أراد عقابه « رب السماوات و الأرض و ما بينهما » من الإنس و الجن و كل خلق « العزيز » الذي لا يغلبه شيء و لا يمتنع منه شيء « الغفار » لذنوب عباده مع قدرته على عقابهم « قل » يا محمد « هو نبأ عظيم » اختلف فيه فقيل يعني القرآن هو حديث عظيم لأنه كلام الله المعجز و لأن فيه أنباء الأولين « أنتم عنه » أي عن تدبره و العمل به « معرضون » عن ابن عباس و قتادة و مجاهد و السدي و قيل خبر القيامة خبر عظيم أنتم عنه معرضون أي عن الاستعداد لها غافلون و بها مكذبون عن الحسن و قيل معناه النبأ الذي أنبأتكم به عن الله نبأ عظيم عن الزجاج يعني ما أنبأهم به من قصص الأولين أنهم عنه معرضون لا يتفكرون فيه فيعلموا صدقي في نبوتي قال و يدل على صحة هذا المعنى قوله « ما كان لي من علم بالملأ الأعلى » يعني الملائكة « إذ يختصمون » يعني ما ذكر من قوله إني جاعل في الأرض خليفة إلى آخر القصة و هو قول ابن عباس و قتادة و السدي أي فما علمت ما كانوا فيه إلا بوحي من الله تعالى و روى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال قال لي ربي أ تدري فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت لا قال اختصموا في الكفارات و الدرجات فأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات و نقل الأقدام إلى الجماعات و انتظار الصلاة بعد الصلاة و أما الدرجات فإفشاء السلام و إطعام الطعام و الصلاة بالليل و الناس نيام « إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين » معناه ما كان لي من علم باختصام الملائكة فيما ذكرنا لو لا أن الله تعالى أخبرني به لم يمكنني إخباركم و لكن ما يوحى إلي إلا الإنذار البين الواضح و قيل معناه ليس يوحى إلي إلا إني نذير مبين مخوف مظهر للحق .
إِذْ قَالَ رَبُّك لِلْمَلَئكَةِ إِنى خَلِقُ بَشراً مِّن طِين(71) فَإِذَا سوَّيْتُهُ وَ نَفَخْت فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُوا لَهُ سجِدِينَ(72) فَسجَدَ الْمَلَئكَةُ كلُّهُمْ أَجْمَعُونَ(73) إِلا إِبْلِيس استَكْبرَ وَ كانَ مِنَ الْكَفِرِينَ(74) قَالَ يَإِبْلِيس مَا مَنَعَك أَن تَسجُدَ لِمَا خَلَقْت بِيَدَى أَستَكْبرْت أَمْ كُنت مِنَ الْعَالِينَ(75) قَالَ أَنَا خَيرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنى مِن نَّار وَ خَلَقْتَهُ مِن طِين(76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنهَا فَإِنَّك رَجِيمٌ(77) وَ إِنَّ عَلَيْك لَعْنَتى إِلى يَوْمِ الدِّينِ(78) قَالَ رَب فَأَنظِرْنى إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(79) قَالَ فَإِنَّك مِنَ الْمُنظرِينَ(80) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ(81) قَالَ فَبِعِزَّتِك لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(82) إِلا عِبَادَك مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ(83)

مجمع البيان ج : 8 ص : 757
المعنى
ثم دل سبحانه على أن اختصام الملائكة كان في أمر آدم (عليه السلام) بقوله « إذ قال ربك للملائكة » بالظاهر أن إذ يتعلق بقوله يختصمون و إن اعترض بينهما كلام « إني خالق بشرا من طين » يعني آدم « فإذا سويته » أي فإذا سويت خلق هذا البشر و تممت أعضاءه و صورته « و نفخت فيه من روحي » أي أحييته و جعلت فيه الروح و أضاف الروح إلى نفسه تشريفا له و معنى نفخت فيه أي توليت فعله من غير سبب و واسطة كالولادة المؤدية إلى ذلك فإن الله شرف آدم و كرمه بهذه الحالة « فقعوا له ساجدين » أي فاسجدوا له أجمعين و في الكلام حذف و التقدير ثم إن الله تعالى خلق ذلك البشر الذي وعدهم بخلقه « فسجد » له « الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر و كان من الكافرين » مفسر في سورة البقرة « قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي » هذا سؤال توبيخ و تعريف للملائكة أنه لا عذر له في الامتناع عن السجود و معنى قوله « لما خلقت بيدي » توليت خلقه بنفسي من غير واسطة عن الجبائي و مثله مما عملت أيدينا و ذكر اليدين لتحقيق الإضافة لخلقه إلى نفسه و هو قول مجاهد و مثله قوله و يبقى وجه ربك أي ربك و قيل معناه خلقته بقدرتي عن أبي مسلم و غيره و العرب كما تطلق لفظ اليد للقدرة و القوة فقد تطلق لفظة اليدين قال :
مجمع البيان ج : 8 ص : 758

تحملت من ذلفاء ما ليس لي به
و لا للجبال الراسيات يدان و قال آخر :
أ نابغ إنكم لم تبلغونا
و ما لكم بذلكم يدان و قال عروة بن حزام :
فإن تحملي ودي و ودك تفدحي
و ما لك بالحمل الثقيل يدان « أستكبرت أم كنت من العالين » أي أرفعت نفسك فوق قدرك و تعظمت عن امتثال أمري أم كنت من الذين تعلو أقدارهم عن السجود فتعاليت عنه « قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين » فضل النار على الطين « قال فاخرج منها » أي من الجنة « فإنك رجيم » أي طريد مبعد « و إن عليك لعنتي إلى يوم الدين قال » إبليس عند ذلك « رب فانظرني إلى يوم يبعثون » أي أخرني إلى يوم يحشرون للحساب و هو يوم القيامة « قال » الله تعالى له « فإنك من المنظرين » أي المؤخرين « إلى يوم الوقت المعلوم » و قد فسرنا جميع ذلك فيما تقدم « قال » إبليس « فبعزتك » أي أقسم بقدرتك التي تقهر بها جميع خلقك « لأغوينهم » يعني بني آدم كلهم « أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين » أي أدعوهم إلى الغي و أزين لهم القبائح إلا عبادك الذين استخلصتهم و آثرتهم و عصمتهم فلا سبيل لي عليهم .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page