• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثالث والعشرون سورة ص84 الى 88 سورة الزمرآیات 1الی 5


قَالَ فَالحَْقُّ وَ الحَْقَّ أَقُولُ(84) لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنك وَ مِمَّن تَبِعَك مِنهُمْ أَجْمَعِينَ(85) قُلْ مَا أَسئَلُكمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر وَ مَا أَنَا مِنَ المُْتَكلِّفِينَ(86) إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِّلْعَلَمِينَ(87) وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ(88)
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير الكسائي و هبيرة و روح و زيد عن يعقوب « قال فالحق » بالرفع و الباقون بالنصب .

مجمع البيان ج : 8 ص : 759
الحجة
قال أبو علي من نصب الحق الأول كان منصوبا بفعل مضمر يدل انتصاب الحق عليه و ذلك الفعل هو ما ظهر في قوله و يحق الله الحق بكلماته و يجوز أن ينتصب على التشبيه بالقسم فيكون الناصب له ما ينصب القسم من نحو الله لأفعلن فيكون التقدير الحق لأملأن و قد يجوز أن يكون الحق الثاني الأول و كرر على وجه التأكيد و من رفع كان محتملا لوجهين ( أحدهما ) أن يكون خبر مبتدإ محذوف تقديره أنا الحق ( و الآخر ) أن يكون مبتدأ محذوف الخبر تقديره فالحق مني كما قال الحق من ربك .

المعنى
ثم حكى سبحانه ما أجاب به إبليس و أنه « قال » له « فالحق و الحق أقول » أي حقا « لأملأن » و الحق أقول اعتراض بين القسم و المقسم عليه و جاز ذلك لأنه مما يؤكد القصة كما قال الشاعر :
أراني و لا كفران لله آية
لنفسي لقد طالبت غير منيل فاعترض بقوله و لا كفران لله بين المفعول الأول و الثاني و من رفع فعلى معنى فأنا الحق أو الحق مني و أقول الحق « لأملأن جهنم منك و ممن تبعك » و قبل قولك « منهم » أي من بني آدم « أجمعين » ثم خاطب النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال « قل » يا محمد لكفار مكة « ما أسألكم عليه » أي على تبليغ الوحي و القرآن و الدعاء إلى الله سبحانه « من أجر » أي مال تعطونيه « و ما أنا من المتكلفين » لهذا القرآن من تلقاء نفسي و قيل معناه إني ما أتيتكم رسولا من قبل نفسي و لم أتكلف هذا الإتيان بل أمرت به و قيل معناه لست ممن يتعسف في طلب الأمر الذي لا يقتضيه العقل و روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال يا أيها الناس من علم شيئا فليقل و من لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم فإن الله تعالى قال لنبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) « قل ما أسألكم عليه من أجر و ما أنا من المتكلفين » أورده البخاري في الصحيح « إن هو إلا ذكر للعالمين » أي ما القرآن إلا موعظة للخلق أجمعين و قيل ما القرآن إلا شرف لمن آمن به « و لتعلمن نبأه بعد حين » أي و لتعلمن يا كفار مكة خبر صدقه بعد الموت عن ابن عباس و قتادة و قيل بعد يوم بدر عن السدي و قيل من عاش علم ذلك إذا ظهر أمره و علا دينه و من مات علمه بعد الموت عن الكلبي .

مجمع البيان ج : 8 ص : 760
( 39 ) سورة الزمر مكية و آياتها خمس و سبعون ( 75 )
و تسمى أيضا سورة الغرف و هي مكية كلها عن مجاهد و قتادة و الحسن و قيل سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة في وحشي قاتل حمزة « قل يا عبادي » إلى آخرهن و قيل غير آية قل يا عبادي .

عدد آيها
خمس و سبعون آية كوفي ثلاث شامي اثنتان في الباقين .

اختلافها
سبع آيات « فيما هم فيه يختلفون » غير الكوفي « مخلصا له الدين » الثاني و « مخلصا له ديني » و « من هاد » الثاني و « سوف تعلمون » أربعهن كوفي « فبشر عباد » عراقي شامي و المدني الأخير « من تحتها الأنهار » مكي شامي و المدني الأول .

فضلها
أبي بن كعب عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال من قرأ سورة الزمر لم يقطع الله رجاه و أعطاه ثواب الخائفين الذين خافوا الله تعالى و روى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من قرأ سورة الزمر أعطاه الله شرف الدنيا و الآخرة و أعزه بلا مال و لا عشيرة حتى يهابه من يراه و حرم جسده على النار و يبني له في الجنة ألف مدينة في كل مدينة ألف قصر في كل قصر مائة حوراء و له مع ذلك عينان تجريان و عينان نضاختان و جنتان مدهامتان و حور مقصورات في الخيام .

تفسيرها
ختم الله سبحانه سورة ص بذكر القرآن و افتتح هذه السورة أيضا به فقال : .
سورة الزمر
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الحَْكِيمِ(1) إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْك الْكتَب بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ(2) أَلا للَّهِ الدِّينُ الخَْالِص وَ الَّذِينَ اتخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يحْكُمُ بَيْنَهُمْ فى مَا هُمْ فِيهِ يخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِى مَنْ هُوَ كَذِبٌ كفَّارٌ(3) لَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاصطفَى مِمَّا يخْلُقُ مَا يَشاءُ سبْحَنَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَحِدُ الْقَهَّارُ(4) خَلَقَ السمَوَتِ وَ الأَرْض بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ الَّيْلَ عَلى النهَارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلى الَّيْلِ وَ سخَّرَ الشمْس وَ الْقَمَرَ كلُّ يجْرِى لأَجَل مُّسمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّرُ(5)

مجمع البيان ج : 8 ص : 761
اللغة
التكوير طرح الشيء بعضه على بعض يقال كرر المتاع إذا ألقى بعضه على بعض و منه كور العمامة .

الإعراب
تنزيل مبتدأ و خبره من الله أي تنزيل الكتاب من الله لا من غيره كما تقول استقامة الناس من الأنبياء أي أنها لا تكون إلا منهم و يجوز أن يكون « تنزيل الكتاب » خبر مبتدإ محذوف و التقدير هذا تنزيل الكتاب فعلى هذا يجوز أن يكون من الله خبرا بعد خبر و يجوز أن يكون في موضع نصب لأنه يتعلق بتنزيل .
بالحق مفعول أنزلنا و يجوز أن يكون في موضع الحال و التقدير أنزلنا الكتاب محقين أو محقا فيكون ذو الحال نا من أنزلنا أو الكتاب .
زلفى في موضع نصب على المصدر و التقدير ليقربونا قربى و التقدير يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا فيكون يقولون خبر الذين اتخذوا لأنه مبتدأ أو يكون حالا من الضمير في اتخذوا و يكون الخبر قوله « إن الله يحكم بينهم » يكور يحتمل أن يكون حالا و يحتمل أن يكون استئناف كلام فلا يكون له محل .

المعنى
عظم الله سبحانه أمر القرآن و حث المكلفين على القيام بما فيه و اتباع أوامره و نواهيه بأن قال « تنزيل الكتاب من الله العزيز » المتعال عن المثل و الشبه
مجمع البيان ج : 8 ص : 762
« الحكيم » في أفعاله و أقواله فوصف هنا نفسه بالعزة تحذيرا من مخالفة كتابه و بالحكمة إعلاما بأنه يحفظه حتى يصل إلى المكلفين من غير تغيير لشيء منه « إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق » أي لم ننزله باطلا بغير غرض و قيل معناه بالأمر الحق أي بالدين الصحيح « فاعبد الله » أي توجه بعبادتك إلى الله وحده « مخلصا له الدين » من شرك الأوثان و الأصنام و الإخلاص أن يقصد العبد بنيته و عمله إلى خالقه لا يجعل ذلك لغرض الدنيا « ألا لله الدين الخالص » و الخالص هو الذي لا يشوبه الرياء و السمعة و لا وجه من وجوه الدنيا و الدين الخالص الإسلام عن الحسن و قيل هو شهادة أن لا إله إلا الله عن قتادة و قيل معناه إلا لله الطاعة بالعبادة التي يستحق بها الجزاء فهذا لله وحده لا يجوز أن يكون لغيره و قيل هو الاعتقاد الواجب في التوحيد و العدل و النبوة و الشرائع و الإقرار بها و العمل بموجبها و البراءة من كل دين سواها فهذا تفصيل قول الحسن أنه الإسلام « و الذين اتخذوا من دونه أولياء » أي زعموا أن لهم من دون الله مالكا يملكهم و هاهنا حذف يدل الكلام عليه أي يقولون « ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى » أي ليشفعوا لنا إلى الله و الزلفى القربى و هو اسم أقيم مقام المصدر « إن الله يحكم بينهم » يوم القيامة « فيما هم فيه يختلفون » من أمور الدين فيعاقب كلا منهم على قدر استحقاقه « إن الله لا يهدي » إلى طريق الجنة أو لا يحكم بهدايته إلى الحق « من هو كاذب » على الله و على رسوله « كفار » بما أنعم الله عليه جاحد لإخلاص العبادة لله و لم يرد به الهداية إلى الإيمان لقوله سبحانه و أما ثمود فهديناهم « لو أراد الله أن يتخذ ولدا » على ما يقوله هؤلاء من أن الملائكة بنات الله أو ما يقوله النصارى من أن المسيح ابن الله أو اليهود أن عزيرا ابن الله « لاصطفى » أي لاختار « مما يخلق ما يشاء » أي ما كان يتخذ الولد باختيارهم حتى يضيفوا إليه من شاءوا بل كان يختص من خلقه ما يشاء لذلك لأنه غير ممنوع من مراده و مثله قوله « لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا » ثم أخبر سبحانه أنه منزه عن اتخاذ الأولاد بقوله « سبحانه » أي تنزيها له عن ذلك « هو الله الواحد » لا شريك له و لا صاحبة و لا ولد « القهار » لخلقه بالموت و هو حي لا يموت ثم نبه سبحانه على كمال قدرته فقال « خلق السماوات و الأرض بالحق » أي لم يخلقهما باطلا لغير غرض بل خلقهما للغرض الحكمي « يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل » أي يدخل كل واحد منهما على صاحبه بالزيادة و النقصان فما يزيد في أحدهما ينقص من الآخر عن الحسن و جماعة من المفسرين و قيل يغشى هذا هذا كما قال يغشي الليل النهار و يولج الليل في النهار عن قتادة « و سخر الشمس و القمر » بأن أجراهما على وتيرة واحدة « كل يجري لأجل مسمى » أي إلى مدة قدرها الله لهما أن يجريا إليها
مجمع البيان ج : 8 ص : 763
و قيل إلى قيام الساعة و قيل لأجل مسمى أي لوقت معلوم في الشتاء و الصيف هو المطلع و المغرب لكل واحد منهما « ألا هو العزيز الغفار » مر معناه و فائدة الآية أن من قدر على خلق السماوات و الأرض و تسخير الشمس و القمر و إدخال الليل في النهار فهو منزه عن اتخاذ الولد و الشريك فإن ذلك من صفة المحتاجين .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page