• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الخامس والعشرون سورة الشوری آیات52 و51 سورة الزخرف آیات 1الی10

وَ كَذَلِك أَوْحَيْنَا إِلَيْك رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنت تَدْرِى مَا الْكِتَب وَ لا الايمَنُ وَ لَكِن جَعَلْنَهُ نُوراً نهْدِى بِهِ مَن نَّشاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَ إِنَّك لَتهْدِى إِلى صِرَط مُّستَقِيم(52) صِرَطِ اللَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فى السمَوَتِ وَ مَا فى الأَرْضِ أَلا إِلى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ(53)
القراءة
قرأ نافع أو يرسل بالرفع فيوحي بسكون الياء و الباقون « أو يرسل » « فيوحي » بالنصب .

الحجة
قال أبو علي من نصب « أو يرسل » فلا يخلو من أن يكون محمولا على أن في قوله « أن يكلمه الله » أو على غيره فلا يجوز أن يكون محمولا عليه لأنه يصير تقديره ما كان لبشر أن يكلمه الله أو أن يرسل رسولا إليه و لم يخل قوله « أو يرسل رسولا » من أن يكون المراد أو يرسله رسولا أو يكون أو يرسل إليه رسولا و التقديران جميعا فاسدان أ لا ترى أن كثيرا من البشر قد أرسل رسولا و كثيرا منهم قد أرسل إليه الرسل فإذا لم يخل من هذين التقديرين و لم يصح واحد منهما علمت أن المعنى ليس عليه و التقدير على غيره فالذي عليه المعنى و التقدير الصحيح ما ذهب إليه الخليل من أن يحمل يرسل على أن يوحي الذي يدل عليه وحيا فصار التقدير ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا أن يوحي وحيا أو يرسل رسولا فيوحي و يجوز في قوله « إلا وحيا » أمران ( أحدهما ) أن يكون استثناء منقطعا ( و الآخر ) أن يكون حالا فإن قدرته استثناء منقطعا لم يكن في الكلام شيء يوصل بمن لأن ما قبل الاستثناء لا يعمل فيما
مجمع البيان ج : 9 ص : 56
بعده لأن حرف الاستثناء في معنى حرف النفي أ لا ترى أنك إذا قلت قام القوم إلا زيدا فالمعنى قام القوم لا زيد فكما لا يعمل ما قبل حرف النفي فيما بعده كذلك لا يعمل ما قبل الاستثناء إذا كان كلاما تاما فيما بعده إذ كان بمعنى النفي و كذلك لا يجوز أن يعمل ما بعد إلا فيما قبلها نحو ما أنا الخبز إلا آكل كما لم يعمل ما بعد حرف ماضي فيما قبله فإذا كان كذلك لم يتصل الجار بما قبل إلا و يمتنع أن يتصل به الجار من وجه آخر و هو أن قوله « أو من وراء حجاب » في صلة وحي الذي هو بمعنى أن يوحي فإذا كان كذلك لم يجز أن يحمل الجار الذي هو من قوله « أو من وراء حجاب » علي « أو يرسل » لأنك تفصل بين الصلة و الموصول بما ليس منهما أ لا ترى أن المعطوف على الصلة في الصلة فإذا حملت على العطف على ما ليس في الصلة فصلت بين الصلة و الموصول بالأجنبي الذي ليس منهما فإذا لم يجز حمله على يكلمه من قوله « ما كان لبشر أن يكلمه الله » و لم يكن بد من أن يعلق الجار بشيء و لم يكن في اللفظ شيء تحمله عليه أضمرت يكلم و جعلت الجار في قوله « أو من وراء حجاب » متعلقا بفعل مراد في الصلة محذوف منها للدلالة عليه و قد يحذف من الصلة أشياء للدلالة عليها و يكون في المعنى معطوفا على الفعل المقدر صلة لأن الموصولة و هي يوحي فيكون التقدير ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا أن يوحي إليه أو يكلمه من وراء حجاب فحذف يكلم من الصلة لأن ذكره قد جرى و إن كان خارجا من الصلة فحسن ذلك حذفه من الصلة و سوغه أ لا ترى أن ما قبل حرف الاستفهام مثل ما قبل الصلة في أنه لا يعمل في الصلة كما لا يعمل ما قبل الاستفهام فيما كان من حيز الاستفهام و قد جاء الآن و قد عصيت قبل و المعنى الآن آمنت و قد عصيت قبل فلما كان ذكر الفعل قد جرى في الكلام أضمر و لا يجوز أن يقدر عطف « أو من وراء حجاب » على الفعل الخارج من الصلة فيفصل بين الصلة و الموصول بالأجنبي منهما كما فصل في قوله « إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس » ثم قال « أو فسقا أهل لغير الله به » فعطف بأو على ما في الصلة بعد ما فصل بين الصلة و الموصول بقوله « فإنه رجس » لأن قوله فإنه رجس من الاعتراض الذي يسدد ما في الصلة و يوضحه فصار بذلك بمنزلة الصفة لما في الصفة من التبيين و التخصيص و مثل هذا في الفصل في الصلة قوله تعالى « و الذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها و ترهقهم ذلة » و فصل بقوله جزاء بمثلها و عطف عليه قوله « و ترهقهم ذلة » على الصلة مع هذا الفصل من حيث قوله « جزاء سيئة بمثلها » يسدد ما الصلة و أما من رفع فقال أو يرسل رسولا
مجمع البيان ج : 9 ص : 57
فجعل يرسل حالا فإن الجار في قوله « أو من وراء حجاب » متعلق بمحذوف و يكون في الظرف ذكر من ذي الحال فيكون قوله « إلا وحيا » على هذا التقدير مصدرا وقع موقع الحال كقولك جئت ركضا و أتيت عدوا و يكون من في أنه مع ما انجر به في موضع الحال كقوله « و من الصالحين » بعد قوله « و يكلم الناس في المهد و كهلا » و معنى « أو من وراء حجاب » فمن قدر الكلام استثناء منقطعا أو حالا ، يكلمهم غير مجاهر لهم بكلامه يريد أن كلامه يسمع و يحدث من حيث لا يرى كما يرى سائر المتكلمين و ليس أن ثم حجابا يفصل موضعا من موضع فيدل ذلك على تحديد المحجوب و من رفع يرسل كان في موضع نصب على الحال و المعنى هذا كلامه إياهم كما يقول تحيتك الضرب و عتابك السيف .

المعنى
ثم ذكر سبحانه أجل النعم و هي النبوة فقال « و ما كان لبشر أن يكلمه الله » أي ليس لأحد من البشر أن يكلمه الله « إلا » أن يوحي إليه « وحيا » و هو داود أوحي في صدره فزبر الزبور « أو من وراء حجاب » أي و يكلمه من وراء حجاب و هو موسى (عليه السلام) « أو يرسل رسولا » و هو جبرائيل أرسل إلى محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) عن مجاهد و قيل معناه ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا بمثل ما يكلم به عباده من الأمر بطاعته و النهي عن معاصيه و تنبيه إياهم على ذلك من جهة الخاطر أو المنام و ما أشبه ذلك على سبيل الوحي و سماه وحيا لأن الوحي في اللغة ما جرى مجرى الإيماء و التنبيه على الشيء من غير أن يفصح به « أو من وراء حجاب » و هو أن يحجب ذلك الكلام عن جميع خلقه إلا من يريد أن يكلمه به نحو كلامه لموسى (عليه السلام) لأنه حجب ذلك عن جميع الخلق إلا عن موسى (عليه السلام) وحده و في المرة الثانية حجبه عن جميع الخلق إلا عن موسى و السبعين الذين كانوا معه و قد يقال أنه حجب عنهم موضع الكلام الذي أقام الكلام فيه فلم يكونوا يدرون من أين يسمعونه لأن الكلام عرض لا يقوم إلا في جسم و لا يجوز أن يكون أراد بقوله أن الله تعالى كان من وراء حجاب يكلم عباده لأن الحجاب لا يجوز إلا على الأجسام المحدودة و عنى بقوله « أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء » إرساله ملائكته بكتبه و كلامه إلى أنبيائه ليبلغوا ذلك عنه عباده فهذا أيضا ضرب من الكلام الذي يكلم الله به عباده و يأمرهم فيه و ينهاهم من غير أن يكلمهم على سبيل ما كلم به موسى و هو خلاف الوحي الذي ذكر في أول الآية لأنه تنبيه خاطر و ليس فيه إفصاح عن أبي علي الجبائي و قال الزجاج معناه أن كلام الله للبشر إما أن يكون بإلهام يلهمهم أو بكلام من وراء حجاب كما كلم موسى أو برسالة ملك إليهم فيوحي ذلك الرسول إلى المرسل إليه بإذن الله ما يشاء الله « إنه علي » عن الإدراك بالأبصار « حكيم » في
مجمع البيان ج : 9 ص : 58
جميع أفعاله « و كذلك أوحينا إليك » و أي مثل ما أوحينا إلى الأنبياء قبلك أوحينا إليك « روحا من أمرنا » يعني الوحي بأمرنا و معناه القرآن لأنه يهتدي به ففيه حياة من موت الكفر عن قتادة و الجبائي و غيرهما و قيل هو روح القدس عن السدي و قيل هو ملك أعظم من جبرائيل و ميكائيل كان مع رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام) قالا و لم يصعد إلى السماء و أنه لفينا « ما كنت تدري » يا محمد قبل الوحي « ما الكتاب و لا الإيمان » أي ما القرآن و لا الشرائع و معالم الإيمان و قيل معناه و لا أهل الإيمان أي من الذي يؤمن و من الذي لا يؤمن و هذا من باب حذف المضاف « و لكن جعلناه نورا » أي جعلنا الروح الذي هو القرآن نورا لأن فيه معالم الدين عن السدي و قيل جعلنا الإيمان نورا لأنه طريق النجاة عن ابن عباس « نهدي به من نشاء من عبادنا » أي نرشده إلى الجنة « و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم » أي ترشد و تدعو إلى طريق مفض إلى الحق و هو الإيمان ثم فسر ذلك الصراط بقوله « صراط الله الذي له ما في السماوات و ما في الأرض » ملكا و خلقا « ألا إلى الله تصير الأمور » أي إليه ترجع الأمور و التدبير يوم القيامة فلا يملك ذلك غيره .

مجمع البيان ج : 9 ص : 59
( 43 ) سورة الزخرف مكية و آياتها تسع و ثمانون ( 89 )
مكية كلها و قيل إلا آية منها « و اسأل من أرسلنا » الآية نزلت ببيت المقدس عن مقاتل .

عدد آيها
ثمان و ثمانون آية شامي تسع في الباقين .

اختلافها
آيتان « حم » كوفي « هو مهين » حجازي بصري .

فضلها
أبي بن كعب عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال و من قرأ سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة « يا عباد لا خوف عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون » أدخلوا الجنة بغير حساب و عن أبي بصير قال قال أبو جعفر (عليه السلام) من أدمن قراءة حم الزخرف آمنه الله في قبره من هوام الأرض و من ضمة القبر حتى يقف بين يدي الله عز و جل ثم جاءت حتى تكون هي التي تدخله الجنة بأمر الله عز و جل .

تفسيرها
لما ختم الله سورة حمعسق بذكر القرآن و الوحي افتتح هذه السورة بذلك أيضا فقال :
مجمع البيان ج : 9 ص : 60
سورة الزخرف
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم(1) وَ الْكِتَبِ الْمُبِينِ(2) إِنَّا جَعَلْنَهُ قُرْءَناً عَرَبِيًّا لَّعَلَّكمْ تَعْقِلُونَ(3) وَ إِنَّهُ فى أُمِّ الْكِتَبِ لَدَيْنَا لَعَلىُّ حَكِيمٌ(4) أَ فَنَضرِب عَنكُمُ الذِّكرَ صفْحاً أَن كنتُمْ قَوْماً مُّسرِفِينَ(5)
القراءة
قرأ أهل المدينة و الكوفة غير عاصم إن كنتم بكسر الهمزة و الباقون بفتحها .

الحجة
قال أبو علي من قال « أن كنتم » فالمعنى لأن كنتم فأما صفحا فانتصابه من باب صنع الله لأن قوله « أ فنضرب عنكم الذكر » يدل على أن نصفح عنكم صفحا و كان قولهم صفحت عنه أي أعرضت عنه و وليته صفحة العنق فالمعنى أ فنضرب عنكم ذكر الانتقام منكم و العقوبة لكم لأن كنتم قوما مسرفين و هذا يقرب من قوله « أ يحسب الإنسان أن يترك سدى » و الكسر على أنه جزاء استغني عن جوابه بما تقدمه مثل أنت ظالم إن فعلت كذا كأنه قال : إن كنتم مسرفين نضرب .

اللغة
يقال ضربت عنه و أضربت عنه أي تركته و أمسكت عنه و يقال صفح عني بوجهه قال كثير و ذكر امرأة :
صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة
فمن مل منها ذلك الوصل ملت أي معرضة بوجهها و الصفوح في صفات الله تعالى معناه العفو عن الذنب كأنه أعرض عن مجازاته تفضلا يقال صفح عن ذنبه إذا عفا و الإسراف مجاوزة الحد في العصيان .

المعنى
« حم » مر معناه « و الكتاب المبين » أقسم بالقرآن المبين للحلال و الحرام المبين ما يحتاج إليه الأنام من شرائع الإسلام « إنا جعلناه » أي أنزلناه عن السدي و قيل قلناه عن مجاهد و نظيره و يجعلون لله البنات أي يقولون « قرآنا عربيا » أي بلسان العرب و المعنى جعلناه على طريقة العرب في مذاهبهم في الحروف و المفهوم و مع ذلك فإنه لا يتمكن أحد منهم من إنشاء مثله و الابتداء بما يقاربه من علو طبقته في البلاغة و الفصاحة إما لعدم علمهم بذلك أو لأنهم صرفوا عنه على الخلاف بين العلماء فيه « لعلكم تعقلون » أي لكي تعقلوا و تتفكروا فيه فتعلموا صدق من ظهر على يده و في هذه الآية دلالة على حدوث القرآن لأن المجعول هو المحدث بعينه « و إنه » يعني القرآن « في أم الكتاب » أي في اللوح المحفوظ و إنما سمي أما لأن سائر الكتب تنسخ منه و قيل لأن أصل كل شيء أمه و القرآن مثبت عند الله في اللوح المحفوظ كما قال بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ عن الزجاج و هو الكتاب الذي كتب الله فيه ما يكون إلى يوم القيامة لما رأى في ذلك من صلاح
مجمع البيان ج : 9 ص : 61
ملائكته بالنظر فيه و علم فيه من لطف المكلفين بالإخبار عنه « لدينا » أي الذي عندنا عن ابن عباس « لعلي » أي عال في البلاغة مظهر ما بالعباد إليه من الحاجة و قيل : معناه يعلو كل كتاب بما اختص به من كونه معجزا و ناسخا للكتب و بوجوب إدامة العمل به و بما تضمنه من الفوائد و قيل علي أن عظيم الشأن رفيع الدرجة تعظمه الملائكة و المؤمنون « حكيم » أي مظهر للحكمة البالغة و قيل حكيم دلالة على كل حق و صواب فهو بمنزلة الحكيم الذي لا ينطق إلا بالحق وصف الله تعالى القرآن بهاتين الصفتين على سبيل التوسع لأنهما من صفات الحي ثم خاطب سبحانه من لم يعتبر بالقرآن و جحد ما فيه من الحكمة و البيان فقال « أ فنضرب عنكم الذكر صفحا » و المراد بالذكر هنا القرآن أي أ فنترك عنكم الوحي صفحا فلا نأمركم و لا ننهاكم و لا نرسل إليكم رسولا « أن كنتم قوما مسرفين » أي لأن كنتم و المعنى أ فنمسك عن إنزال القرآن و نهملكم فلا نعرفكم ما يجب عليكم من أجل إنكم أسرفتم في كفركم و هذا استفهام إنكار و معناه إنا لا نفعل ذلك و أصل ضربت عنه الذكر أن الراكب إذا ركب دابة فأراد أن يصرفه عن جهة ضربه بعصى أو سوط ليعدل به إلى جهة أخرى ثم وضع الضرب موضع الصرف و العدل و قيل أن الذكر بمعنى العذاب و معناه أ حسبتم أنا لا نعذبكم أبدا عن السدي .
وَ كَمْ أَرْسلْنَا مِن نَّبىّ فى الأَوَّلِينَ(6) وَ مَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبى إِلا كانُوا بِهِ يَستهْزِءُونَ(7) فَأَهْلَكْنَا أَشدَّ مِنهُم بَطشاً وَ مَضى مَثَلُ الأَوَّلِينَ(8) وَ لَئن سأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السمَوَتِ وَ الأَرْض لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ(9) الَّذِى جَعَلَ لَكمُ الأَرْض مَهْداً وَ جَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(10)
المعنى
ثم عزى سبحانه نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) بقوله « و كم أرسلنا من نبي في الأولين » أي في الأمم الماضية « و ما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزءؤن » يعني أن الأمم الخالية التي ذكرناها كفرت بالأنبياء و سخرت منهم لفرط جهالتهم و غباوتهم و استهزأت بهم كما استهزأ قومك بك أي فلم نضرب عنهم صفحا لاستهزائهم برسلهم بل كررنا الحجج و أعدنا الرسل « فأهلكنا أشد منهم بطشا » أي فأهلكنا من أولئك الأمم بأنواع العذاب من كان أشد قوة
مجمع البيان ج : 9 ص : 62
و منعة من قومك فلا يغتر هؤلاء المشركون بالقوة و النجدة « و مضى مثل الأولين » أي سبق فيما أنزلنا إليك شبه حال الكفار الماضية بحال هؤلاء في التكذيب و لما أهلكوا أولئك بتكذيبهم رسلهم فعاقبة هؤلاء أيضا الإهلاك « و لئن سألتهم » أي إن سألت قومك يا محمد « من خلق السماوات و الأرض » أي أنشأهما و اخترعهما « ليقولن خلقهن العزيز العليم » أي لم يكن جوابهم في ذلك إلا أن يقولوا خلقهن يعني السماوات و الأرض العزيز القادر الذي لا يقهر ، العليم بمصالح الخلق و هو الله تعالى لأنهم لا يمكنهم أن يحيلوا في ذلك على الأصنام و الأوثان و هذا إخبار عن غاية جهلهم إذ اعترفوا بأن الله خلق السماوات و الأرض ثم عبدوا معه غيره و أنكروا قدرته على البعث ثم وصف سبحانه نفسه فقال « الذي جعل لكم الأرض مهدا » و قرىء مهادا و قد مضى ذكره في طه « و جعل لكم فيها سبلا » تسلكونها « لعلكم تهتدون » لكي تهتدوا إلى مقاصدكم في أسفاركم و قيل معناه لتهتدوا إلى الحق في الدين بالاعتبار الذي حصل لكم بالنظر فيها .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page