• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الخامس والعشرون سورة الدخان آیات40 الی 59


إِنَّ يَوْمَ الْفَصلِ مِيقَتُهُمْ أَجْمَعِينَ(40)
الإعراب
« من فرعون » أي من عذاب فرعون فحذف المضاف و يجوز أن يكون حالا من العذاب المهين أي ثابتا من فرعون فلا يكون على حذف المضاف .
« أ هم خير أم قوم تبع و الذين من قبلهم » يجوز أن يكون الذين من قبلهم مبتدأ و أهلكناهم خبره و يجوز أن يكون منتصبا بفعل مضمر دل عليه أهلكناهم و يجوز أن يكون رفعا بالعطف على قوم تبع فعلى هذا تقف على قبلهم و يكون أهلكناهم في تقدير و أهلكناهم أي و المهلكون من قبلهم .

المعنى
ثم أقسم سبحانه بقوله « و لقد نجينا بني إسرائيل » الذين آمنوا بموسى « من العذاب المهين » يعني قتل الأبناء و استخدام النساء و الاستعباد و تكليف المشاق « من فرعون إنه كان عاليا » أي متجبرا متكبرا متغلبا « من المسرفين » أي المجاوزين الحد في الطغيان وصفه بأنه عال و إن جاز أن يكون عال صفة مدح لأنه قيده بأنه عال في الإسراف
مجمع البيان ج : 9 ص : 100
لأن العالي في الإحسان ممدوح و العالي في الإساءة مذموم « و لقد اخترناهم » أي اخترنا موسى و قومه بني إسرائيل و فضلناهم بالتوراة و كثرة الأنبياء منهم « على علم » أي على بصيرة منا باستحقاقهم التفضيل و الاختيار « على العالمين » أي على عالمي زمانهم عن قتادة و الحسن و مجاهد و يدل عليه قوله تعالى لأمة نبينا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) كنتم خير أمة أخرجت للناس و قيل فضلناهم على جميع العالمين في أمر كانوا مخصوصين به و هو كثرة الأنبياء منهم « و آتيناهم » أي و أعطيناهم « من الآيات » يعني الدلالات و المعجزات مثل فلق البحر و تظليل الغمام و إنزال المن و السلوى « ما فيه بلاء مبين » أي ما فيه النعمة الظاهرة عن الحسن و قيل ما فيه شدة و امتحان مثل العصا و اليد البيضاء فالبلاء يكون بالشدة و الرخاء عن ابن زيد فيكون في الآيات نعمة على الأنبياء و قومهم و شدة على الكفار المكذبين بهم ثم أخبر سبحانه عن كفار قوم نبينا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) الذين ذكرهم في أول السورة فقال « إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى » أي ما الموتة إلا موتة نموتها في الدنيا ثم لا نبعث بعدها و هو قوله « و ما نحن بمنشرين » أي بمبعوثين و لا معادين « فأتوا ب آبائنا » الذين ماتوا قبلنا و أعيدوهم « إن كنتم صادقين » في أن الله تعالى يقدر على إعادة الأموات و إحيائهم و قيل إن قائل هذا أبو جهل بن هشام قال إن كنت صادقا فابعث جدك قصي بن كلاب فإنه كان رجلا صادقا لنسأله عما يكون بعد الموت و هذا القول جهل من أبي جهل من وجهين ( أحدهما ) أن الإعادة إنما هي للجزاء لا للتكليف و ليست هذه الدار بدار جزاء و لكنها دار تكليف فكأنه قال : إن كنت صادقا في إعادتهم للجزاء فأعدهم للتكليف ( و الثاني ) أن الإحياء في دار الدنيا إنما يكون للمصلحة فلا يقف ذلك على اقتراحهم لأنه ربما تعلق بذلك مفسدة و لما تركوا الحجة و عدلوا إلى الشبهة جهلا عدل سبحانه في إجابتهم إلى الوعيد و الوعظ فقال « أ هم خير أم قوم تبع » أي أ مشركو قريش أظهر نعمة و أكثر أموالا و أعز في القوة و القدرة أم قوم تبع الحميري الذي سار بالجيوش حتى حير الحيرة ثم أتى سمرقند فهدمها ثم بناها و كان إذا كتب كتب باسم الذي ملك برا و بحرا و ضحا و ريحا عن قتادة و سمي تبعا لكثرة أتباعه من الناس و قيل سمي تبعا لأنه تبع من قبله من ملوك اليمن و التبابعة اسم ملوك اليمن فتبع لقب له كما يقال خاقان لملك الترك و قيصر لملك الروم و اسمه أسعد أبو كرب و روى سهل بن سعد عن النبي


(صلى الله عليهوآلهوسلّم) أنه قال لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم و قال كعب نعم الرجل الصالح ذم الله قومه
مجمع البيان ج : 9 ص : 101
و لم يذمه و روى الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إن تبعا قال للأوس و الخزرج كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي أما أنا لو أدركته لخدمته و خرجت معه « و الذين من قبلهم » يعني من تقدمهم من قوم نوح و عاد و ثمود « أهلكناهم » معناه أنهم ليسوا بأفضل منهم و قد أهلكناهم بكفرهم و هؤلاء مثلهم بل أولئك كانوا أكثر قوة و عددا فإهلاك هؤلاء أيسر « إنهم كانوا مجرمين » أي كافرين فليحذر هؤلاء أن ينالهم مثل ما نال أولئك « و ما خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما لاعبين » أي لم نخلق ذلك لا لغرض حكمي بل خلقناهما لغرض حكمي و هو أن ننفع المكلفين بذلك و نعرضهم للثواب و ننفع سائر الحيوانات بضروب المنافع و اللذات و « ما خلقناهما إلا بالحق » أي إلا بالعلم الداعي إلى خلقهما و العلم لا يدعو إلا إلى الصواب و الحق و قيل معناه ما خلقناهما إلا للحق و هو الامتحان بالأمر و النهي و التمييز بين المحسن و المسيء لقوله ليجزي الذين أساءوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا الآية و قيل معناه ما خلقناهما إلا على الحق الذي يستحق به الحمد خلاف الباطل الذي يستحق به الذم « و لكن أكثرهم لا يعلمون » صحة ما قلناه لعدولهم عن النظر فيه و لا استدلال على صحته « إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين » يعني اليوم الذي يفصل فيه بين المحق و المبطل و هو يوم القيامة و قيل معناه يوم الحكم ميقات قوم فرعون و قوم تبع و من قبلهم و مشركي قريش و موعدهم .
يَوْمَ لا يُغْنى مَوْلىً عَن مَّوْلًى شيْئاً وَ لا هُمْ يُنصرُونَ(41) إِلا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(42) إِنَّ شجَرَت الزَّقُّومِ(43) طعَامُ الأَثِيمِ(44) كالْمُهْلِ يَغْلى فى الْبُطونِ(45) كَغَلىِ الْحَمِيمِ(46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سوَاءِ الجَْحِيمِ(47) ثمَّ صبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ(48) ذُقْ إِنَّك أَنت الْعَزِيزُ الْكرِيمُ(49) إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْترُونَ(50)
القراءة
قرأ أهل مكة و حفص و رويس « يغلي » بالياء و الباقون تغلي بالتاء و قرأ أهل الكوفة و أبو جعفر و أبو عمرو فاعتلوه بكسر التاء و الباقون بضمها و قرأ الكسائي وحده ذق أنك بفتح الهمزة و الباقون « إنك » بكسرها .

مجمع البيان ج : 9 ص : 102
الحجة
من قرأ تغلي بالتاء فعلى الشجرة كان الشجرة تغلي و من قرأ بالياء حمله على الطعام و هو الشجرة في المعنى و يعتل و يعتل مثل يعكف و يعكف و يفسق و يفسق في أنهما لغتان و معنى فاعتلوه قودوه بعنف و من قرأ « إنك » بالكسر فالمعنى إنك أنت العزيز الكريم في زعمك فأجرى ذلك على حسب ما كان يذكره أو يذكر به و من قرأ أنك بالفتح فالمعنى ذق بأنك .

المعنى
لما ذكر سبحانه أن يوم الفصل ميقات الخلق يحشرهم فيه بين أي يوم هو فقال « يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا » فالمولى الصاحب الذي من شأنه أن يتولى معونة صاحبه على أموره فيدخل في ذلك ابن العم و الناصر و الحليف و غيرهم ممن هذه صفته و المعنى أن ذلك اليوم يوم لا يغني فيه ولي عن ولي شيئا و لا يدفع عنه عذاب الله تعالى « و لا هم ينصرون » و هذا لا ينافي ما يذهب إليه أكثر الأمة من إثبات الشفاعة للنبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و الأئمة (عليهم السلام) و المؤمنين لأن الشفاعة لا تحصل إلا بأمر الله تعالى و إذنه و المراد بالآية أنه ليس لهم من يدفع عنهم عذاب الله و ينصرهم من غير أن يأذن الله له فيه و قد بين ما أشرنا إليه باستثنائه من رحمه منهم فقال « إلا من رحم الله » أي إلا الذين رحمهم الله من المؤمنين فإنه إما أن يسقط عقابهم ابتداء أو يأذن بالشفاعة فيهم لمن علت درجته عنده فيسقط عقاب المشفوع له لشفاعته « إنه هو العزيز » في انتقاله من أعدائه « الرحيم » بالمؤمنين ثم وصف سبحانه ما يفصل به بين الفريقين فقال « إن شجرت الزقوم » و قد مر تفسيره في سورة الصافات « طعام الأثيم » أي الآثم و هو أبو جهل و روي أن أبا جهل أتى بتمر و زبد فجمع بينهما و أكل و قال هذا هو الزقوم الذي يخوفنا محمد به نحن نتزقمه أي نملأ أفواهنا به فقال سبحانه « كالمهل » و هو المذاب من النحاس أو الرصاص أو الذهب أو الفضة و قيل هو دردي الزيت « يغلي في البطون كغلي الحميم » أي إذا حصلت في أجواف أهل النار تغلي كغلي الماء الحار الشديد الحرارة قال أبو علي الفارسي لا يجوز أن يكون المعنى يغلي المهل في البطون لأن المهل إنما ذكر للتشبيه به في الذوب أ لا ترى أن المهل لا يغلي في البطون و إنما يغلي ما شبع به « خذوه » أي يقال للزبانية خذوا الأثيم « فاعتلوه » أي زعزعوه و ادفعوه بعنف و منه قول الشاعر :
فيا ضيعة الفتيان إذ يعتلونه
ببطن الثرى مثل الفنيق المسدم
مجمع البيان ج : 9 ص : 103
و قيل معناه جروه على وجهه عن مجاهد « إلى سواء الجحيم » أي إلى وسط النار عن قتادة و سمي وسط الشيء سواء لاستواء المسافة بينه و بين أطرافه المحيطة به و السواء العدل « ثم صبوا فوق رأسه » قال مقاتل إن خازن النار يمر به على رأسه فيذهب رأسه عن دماغه ثم يصب فيه « من عذاب الحميم » و هو الماء الذي قد انتهى حره و يقول له « ذق إنك أنت العزيز الكريم » و ذلك أنه كان يقول أنا أعز أهل الوادي و أكرمهم فيقول له الملك ذق العذاب أيها المتعزز المتكرم في زعمك و فيما كنت تقول و قيل إنه على معنى النقيض فكأنه قيل إنك أنت الذليل المهين إلا أنه قيل على هذا الوجه للاستخفاف به و قيل معناه إنك أنت العزيز في قومك الكريم عليهم فما أغنى ذلك عنك « إن هذا ما كنتم به تمترون » أي ثم يقال لهم إن هذا لعذاب ما كنتم تشكون فيه في دار الدنيا .
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فى مَقَام أَمِين(51) فى جَنَّت وَ عُيُون(52) يَلْبَسونَ مِن سندُس وَ إِستَبرَق مُّتَقَبِلِينَ(53) كذَلِك وَ زَوَّجْنَهُم بحُور عِين(54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَكِهَة ءَامِنِينَ(55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْت إِلا الْمَوْتَةَ الأُولى وَ وَقَاهُمْ عَذَاب الجَْحِيمِ(56) فَضلاً مِّن رَّبِّك ذَلِك هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(57) فَإِنَّمَا يَسرْنَهُ بِلِسانِك لَعَلَّهُمْ يَتَذَكرُونَ(58) فَارْتَقِب إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ(59)
القراءة
قرأ أهل المدينة و ابن عامر في مقام بالضم و الباقون « في مقام » بالفتح .

الحجة
من فتح الميم أراد به المجلس و المشهد كما قال في مقعد صدق و وصفه بالأمن يقوي أن المراد به المكان و من ضم فإنه يحتمل أن يريد به المكان من أقام فيكون على هذا معنى القراءتين واحدا و يجوز أن يجعله مصدرا و يقدر المضاف محذوفا أي موضع إقامة .

مجمع البيان ج : 9 ص : 104
اللغة
السندس الحرير و الإستبرق الديباج الغليظ الصفيق قال الزجاج إنما قيل له استبرق لشدة بريقه و الحور جمع حوراء من الحور و هو شدة البياض و هن البيض الوجوه و قال أبو عبيدة الحوراء الشديدة بياض العين الشديدة سوادها و العين جمع العيناء و هي العظيمة العينين .

الإعراب
كذلك جار و مجرور في موضع رفع بأنه خبر المبتدأ التقدير الأمر كذلك متقابلين نصب على الحال من يلبسون و يلبسون يجوز أن يكون خبرا بعد خبر و يجوز أن يكون حالا من الظرف الذي هو قوله « في مقام » لأن التقدير أن المتقين ثبتوا في مقام و مفعول يلبسون محذوف و تقديره يلبسون ثيابا من سندس ف آمنين حال من يدعون الموتة الأولى نصب على الاستثناء قال الزجاج معناه سوى الموتة التي ذاقوها في الدنيا كقوله « و لا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف » المعنى سوى ما قد سلف و أقول إن سوى لا يكون إلا ظرفا و إلا حرف فكيف يكون بمعناه فالأولى أن يكون إلا هنا مع ما بعدها صفة أو بدلا بمعنى غير تقديره و لا يذوقون فيها الموت غير الموتة الأولى إذ الموتة الأولى و قد انقضت فلا يمكن أن يستثني من الموت الذي لا يذوقونه في الجنة إذ ليست بداخلة فيه و قوله « فضلا من ربك » مفعول له تقديره فعل الله ذلك بهم فضلا منه و تفضلا منه و يجوز أن يكون منصوبا بفعل مضمر تقديره و أعطاهم فضلا و يجوز أن يكون مصدرا مؤكدا لما قبله لأن ما ذكره قبله تفضل منه سبحانه كقول امرء القيس :
و رضت فذلت صعبة أي إذلال على معنى أذللته أي إذلال فاستغنى عن أذللته بذكر رضت .

المعنى
ثم عقب سبحانه الوعيد بذكر الوعد فقال « إن المتقين » الذين يجتنبون معاصي الله لكونها قبائح و يفعلون الطاعات لكونها طاعات « في مقام أمين » أمنوا فيه الغير من الموت و الحوادث و قيل أمنوا فيه من الشيطان و الأحزان عن قتادة « في جنات و عيون » أي بساتين و عيون ماء نابعة فيها « يلبسون من سندس و استبرق » خاطب العرب فوعدهم من الثياب بما عظم عندهم و اشتهته أنفسهم و قيل السندس ما يلبسونه و الإستبرق ما يفترشونه « متقابلين » في المجالس لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض بل يقابل بعضا و قيل معناه متقابلين بالمحبة لا متدابرين بالبغضة « كذلك » حال أهل الجنة « و زوجناهم بحور عين » قال الأخفش المراد به التزويج المعروف يقال زوجته امرأة و بامرأة و قال غيره لا يكون في الجنة
مجمع البيان ج : 9 ص : 105
تزويج و المعنى و قرناهم بحور عين « يدعون فيها بكل فاكهة آمنين » أي يستدعون فيها أي ثمرة شاءوا و اشتهوا غير خائفين فوتها آمنين من نفادها و مضرتها و قيل آمنين من التخم و الأسقام و الأوجاع « لا يذوقون فيها الموت » شبه الموت بالطعام الذي يذاق و يتكره عند المذاق ثم نفى أن يكون ذلك في الجنة و إنما خصهم بأنهم لا يذوقون الموت مع أن جميع أهل الآخرة لا يذوقون الموت لما في ذلك من البشارة لهم بالحياة الهنيئة في الجنة فأما من يكون فيما هو كالموت في الشدة فإنه لا يطلق له هذه الصفة لأنه يموت موتات كثيرة بما يقاسيه من العقوبة « إلا الموتة الأولى » قيل معناه بعد الموتة الأولى و قيل معناه لكن الموتة الأولى قد ذاقوها و قيل سوى الموتة الأولى و قد بينا ما عندنا فيه « و وقيهم عذاب الجحيم » أي فصرف عنهم عذاب النار .
استدلت المعتزلة بهذا على أن الفاسق الملي لا يخرج من النار لأنه يكون قد وقى النار و الجواب عن ذلك أن هذه الآية يجوز أن تكون مختصة بمن لا يستحق دخول النار فلا يدخلها أو بمن استحق النار فتفضل عليه بالعفو فلم يدخلها و يجوز أن يكون المراد و وقاهم عذاب الجحيم على وجه التأبيد أو على الوجه الذي يعذب عليه الكفار « فضلا من ربك » أي فعل الله ذلك بهم تفضلا منه لأنه سبحانه خلقهم و أنعم عليهم و ركب فيهم العقل و كلفهم و بين لهم من الآيات ما استدلوا به على وحدانية الله تعالى و حسن الطاعات فاستحقوا به النعم العظيمة ثم جزاهم بالحسنة عشر أمثالها فكان ذلك فضلا منه عز اسمه و قيل إنما سماه فضلا و إن كان مستحقا لأن سبب الاستحقاق هو التكليف و التمكين و هو فضل منه سبحانه « ذلك هو الفوز العظيم » أي الظفر بالمطلوب العظيم الشأن « فإنما يسرناه بلسانك » أي سهلنا القرآن فالهاء كناية عن غير مذكور و المعنى هونا القرآن على لسانك و يسرنا قراءته عليك و قيل معناه جعلنا القرآن عربيا ليسهل عليك و على قومك تفهمه « لعلهم يتذكرون » أي ليتذكروا ما فيه من الأمر و النهي و الوعد و الوعيد و يتفكروا فيه « فارتقب إنهم مرتقبون » أي فإن أعرضوا و لم يقبلوا فانتظر مجيء ما وعدناك به إنهم منتظرون لأنهم في حكم من ينتظر لأن المحسن يترقب عاقبة الإحسان و المسيء يترقب عاقبة الإساءة و قيل معناه انتظر بهم عذاب الله فإنهم ينتظرون بك الدوائر و قيل انتظر قهرهم و نصرك عليهم فإنهم منتظرون قهرك بزعمهم .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page