• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الخامس والعشرون سورة الجاثیة آیات1 الی 13

مجمع البيان ج : 9 ص : 106
( 45 ) سورة الجاثية مكية إلا آية 14 فمدنية و آياتها سبع و ثلاثون ( 37 )
نزلت بعد الدخان و تسمى أيضا سورة الشريعة لقوله فيها « ثم جعلناك على شريعة من الأمر » و هي مكية قال قتادة إلا آية منها نزلت بالمدينة « قل للذين آمنوا يغفروا » الآية .

عدد آيها
سبع و ثلاثون آية كوفي ست في الباقين .

اختلافها
آية « حم » كوفي .

فضلها
أبي بن كعب عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال و من قرأ حم الجاثية ستر الله عورته و سكن روعته عند الحساب و روى أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من قرأ سورة الجاثية كان ثوابها أن لا يرى النار أبدا و لا يسمع زفير جهنم و لا شهيقها و هو مع محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) .


تفسيرها
لما ختم الله سبحانه سورة الدخان بذكر القرآن افتتح هذه السورة بذكره أيضا فقال سبحانه :
مجمع البيان ج : 9 ص : 107
سورة الجاثية
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم(1) تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الحَْكِيمِ(2) إِنَّ فى السمَوَتِ وَ الأَرْضِ لاَيَت لِّلْمُؤْمِنِينَ(3) وَ فى خَلْقِكمْ وَ مَا يَبُث مِن دَابَّة ءَايَتٌ لِّقَوْم يُوقِنُونَ(4) وَ اخْتِلَفِ الَّيْلِ وَ النهَارِ وَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السمَاءِ مِن رِّزْق فَأَحْيَا بِهِ الأَرْض بَعْدَ مَوْتهَا وَ تَصرِيفِ الرِّيَح ءَايَتٌ لِّقَوْم يَعْقِلُونَ(5)
القراءة
قرأ حمزة و الكسائي و يعقوب آيات في الموضعين على النصب و الباقون « آيات » على الرفع فيهما .

الحجة
قال أبو علي قوله « و في خلقكم و ما يبث من دابة آيات » جاز الرفع في قوله « آيات » من وجهين ( أحدهما ) العطف على موضع إن و ما عملت فيه فإنه رفع بالابتداء فيحتمل الرفع فيه على الموضع ( و الآخر ) أن يكون مستأنفا و يكون الكلام جملة معطوفة على جملة فيكون قوله « آيات » على هذا مرتفعا بالظرف فهذا وجه من رفع آيات في الموضعين قال أبو الحسن « من دابة آيات » قراءة الناس بالرفع و هي أجود و بها نقرأ لأنه قد صار على كلام آخر نحو إن في الدار زيدا و في البيت عمرو لأنك إنما تعطف الكلام كله على الكلام كله قال و قد قرىء بالنصب و هو عربي انتهت الحكاية عنه و أما قوله « و اختلاف الليل و النهار » إلى آخره آيات فإنك إن تركت الكلام على ظاهره فإن فيه عطفا على عاملين أحد العاملين الجار الذي هو في من قوله « و في خلقكم و ما يبث من دابة » و العامل الآخر إن نصبت آيات و إن رفعت فالعامل المعطوف عليه الابتداء أو الظرف و وجه قراءة من قرأ آيات بالنصب أنه لم يحمل على موضع إن كما حمل من و رفع آيات في الموضعين أو قطعه و استأنف و لكن حمل على لفظ أن دون موضعها فحمل آيات في الموضعين على نصب إن في قوله « إن في السماوات و الأرض لآيات للمؤمنين » فإن قلت إنه يعرض في هذه القراءة العطف على عاملين و ذلك في قوله و اختلاف الليل و النهار آيات و سيبويه و كثير من النحويين لا يجيزونه قيل يجوز أن يقدر في قوله و اختلاف الليل و النهار آيات و إن كانت محذوفة من اللفظ و ذلك أن ذكره قد تقدم في قوله « إن في السماوات » و قوله « و في خلقكم » فلما تقدم ذكر الجار في هذين قدر فيه الإثبات في اللفظ و إن كان محذوفا منه كما قدر سيبويه في قوله :
أ كل امرء تحسبين امرءا
و نار تأجج بالليل نارا أن كل في حكم الملفوظ به و استغني عن إظهاره بتقدم ذكره و مما يؤكد هذه القراءة في أن آيات محمولة على أن ما ذكر عن أبي أنه قرأ في المواضع الثلاثة لآيات فدخول اللامات تدل على أن الكلام محمول على أن و إذا كان محمولا عليها حسن النصب و صار كل موضع من ذلك كان أن مذكورة فيه بدلالة دخول اللام لأن هذه اللام إنما تدخل على خبر إن أو على اسمها و مما يجوز أن يتأول على ما ذكرنا قول الفرزدق :
مجمع البيان ج : 9 ص : 108

و باشر راعيها الصلا بلبانه
و كفيه حر النار ما يتحرف فهذا إن حملت الكلام على ظاهره كان عطفا على عاملين على الفعل و الباء إن قدرت أن الباء ملفوظ بها لتقدم ذكرها صارت في حكم الثبات في اللفظ و إذا صار كذلك كان العطف على عامل واحد و هو الفعل دون الجار و كذلك قول الآخر :
أوصيت من برة قلبا حرا
بالكلب خيرا و الحماة شرا فإن قدرت الجار في حكم المذكور لدلالة المتقدم عليه لم يكن عطفا على عاملين كما لم يكن قوله و اختلاف الليل و النهار لآيات كذلك و قد يخرج قوله و اختلاف الليل و النهار آيات من أن يكون عطفا على عاملين من وجه آخر و هو أن تقدر قوله « و اختلاف الليل و النهار » على في المتقدم ذكرها و تجعل « آيات » متكررة كررتها لما تراخى الكلام و طال كما قال بعض شيوخنا في قوله تعالى أ لم يعلموا أنه من يحادد الله و رسوله فإن له نار جهنم أن أنهي الأولى كررت و كما جاء فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به لما تراخى عن قوله و لما جاءهم كتاب من عند الله و هذا النحو في كلامهم غير ضيق .

المعنى
« حم » قد بينا ما قيل فيه و أجود الأقوال إنه اسم للسورة قال علي بن عيسى و في تسمية السورة بحم دلالة على أن هذا القرآن المعجز كله من حروف المعجم لأنه سمي به ليدل عليه بأوصافه و من أوصافه أنه معجز و أنه مفصل قد فصلت كل سورة من أختها و أنه هدى و نور فكأنه قيل هذا اسمه الدال عليه بأوصافه « تنزيل الكتاب من الله » أضاف التنزيل إلى نفسه في مواضع من السور استفتاحا بتعظيم شأنه و تفخيم قدره بإضافته إلى نفسه من أكرم الوجوه و أجلها و ما اقتضى هذا المعنى لم يكن تكريرا فقد يقول القائل اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم عافني اللهم وسع علي في رزقي فيأتي بما يؤذن أن تعظيمه لربه منعقد بكل ما يدعو به و قوله « من الله » يدل على أن ابتداءه من الله تعالى « العزيز » أي القادر الذي لا يغالب « الحكيم » العالم الذي أفعاله كلها حكمة و صواب « إن في السماوات و الأرض لآيات للمؤمنين » الذين يصدقون بالله و بأنبيائه لأنهم المنتفعون بالآيات و هي الدلالات و الحجج الدالة على أن لهما مدبرا صانعا قادرا عالما « و في خلقكم و ما يبث من
مجمع البيان ج : 9 ص : 109
دابة آيات » معناه و في خلقه إياكم بما فيكم من بدائع الصنعة و عجائب الخلقة و ما يتعاقب عليكم من الأحوال من مبتدإ خلقكم في بطون الأمهات إلى انقضاء الآجال و في خلق ما يفرق على وجه الأرض من الحيوانات على اختلاف أجناسها و منافعها و المقاصد المطلوبة منها دلالات واضحات على ما ذكرناه « لقوم يوقنون » أي يطلبون علم اليقين بالتدبر و التفكر « و اختلاف الليل و النهار » أي و في ذهاب الليل و النهار و مجيئها على وتيرة واحدة و قيل معناه و في اختلاف حالهما من الطول و القصر و قيل اختلافهما في أن أحدهما نور و الآخر ظلمة « و ما أنزل الله من السماء من رزق » أراد به المطر الذي ينبت به النبات الذي هو رزق الخلائق فسماه رزقا لأنه سبب الرزق « فأحيا به الأرض بعد موتها » أي فأحيا بذلك المطر الأرض بعد يبسها و جفافها « و تصريف الرياح » أي و في تصريف الرياح يجعلها مرة جنوبا و أخرى شمالا و مرة صبا و أخرى دبورا عن الحسن و قيل يجعلها تارة رحمة و تارة عذابا عن قتادة « آيات لقوم يعقلون » وجوه الأدلة و يتدبرونها فيعلمون أن لهذه الأشياء مدبرا حكيما قادرا عليما حيا غنيا قديما لا يشبهه شيء .
تِلْك ءَايَت اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْك بِالْحَقِّ فَبِأَى حَدِيثِ بَعْدَ اللَّهِ وَ ءَايَتِهِ يُؤْمِنُونَ(6) وَيْلٌ لِّكلِّ أَفَّاك أَثِيم(7) يَسمَعُ ءَايَتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثمَّ يُصِرُّ مُستَكْبراً كَأَن لَّمْ يَسمَعْهَا فَبَشرْهُ بِعَذَاب أَلِيم(8) وَ إِذَا عَلِمَ مِنْ ءَايَتِنَا شيْئاً اتخَذَهَا هُزُواً أُولَئك لهَُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ(9) مِّن وَرَائهِمْ جَهَنَّمُ وَ لا يُغْنى عَنهُم مَّا كَسبُوا شيْئاً وَ لا مَا اتخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَ لهَُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(10)
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير حفص و الأعشى و البرجمي و ابن عامر و يعقوب تؤمنون بالتاء و الباقون بالياء .

مجمع البيان ج : 9 ص : 110
الحجة
قال أبو علي حجة من قرأ بالياء أن قبله غيبة و هو قوله لقوم يعقلون و من قرأ بالتاء فالتقدير قل لهم فبأي حديث بعد ذلك تؤمنون .

المعنى
لما قدم سبحانه ذكر الأدلة عقب ذلك بالوعيد لمن أعرض عنها و لم يتفكر فيها فقال « تلك آيات الله » أي ما ذكرناه أدلة الله التي نصبها لخلقه المكلفين « نتلوها عليك » أي نقرأها عليك يا محمد لتقرأها عليهم « بالحق » دون الباطل و التلاوة الإتيان بالثاني في أثر الأول في القراءة و الحق الذي تتلى به الآيات هو كلام مدلوله على ما هو به في جميع أنواعه « فبأي حديث بعد الله و آياته يؤمنون » معناه إن هؤلاء الكفار إن لم يصدقوا بما تلوناه عليك فبأي حديث بعد حديث الله و هو القرآن و آياته يصدقون و بأي كلام ينتفعون و هذا إشارة إلى أن المعاند لا حيلة له و الفرق بين الحديث الذي هو القرآن و بين الآيات أن الحديث قصص يستخرج منه الحق من الباطل و الآيات هي الأدلة الفاصلة بين الصحيح و الفاسد « ويل لكل أفاك أثيم » الأفاك الفعال من الإفك و هو الكذب و يطلق ذلك على من يكثر كذبه أو يعظم كذبه و إن كان في خبر واحد ككذب مسيلمة في ادعاء النبوة و الأثيم ذو الإثم و هو صاحب المعصية التي يستحق بها العقاب و الويل كلمة وعيد يتلقى بها الكفار و قيل هو واد سائل من صديد جهنم ثم وصف سبحانه الأفاك الأثيم بقوله « يسمع آيات الله تتلى عليه » أي يسمع آيات القرآن التي فيها الحجة تقرأ عليه « ثم يصر مستكبرا » أي يقيم على كفره و باطله متعظما عند نفسه عن الانقياد للحق « كأن لم يسمعها » أصلا في عدم القبول لها و الاعتبار بها « فبشره بعذاب أليم » أي مؤلم « و إذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا » أي و إذا علم هذا الأفاك الأثيم من حججنا و أدلتنا شيئا استهزأ بها ليري العوام أنه لا حقيقة لها كما فعله أبو جهل حين سمع قوله إن شجرة الزقوم طعام الأثيم أو كما فعله النضر بن الحارث حين كان يقابل القرآن بأحاديث الفرس « أولئك لهم عذاب مهين » أي مذل مخز مع ما فيه من الألم « من ورائهم جهنم » أي من وراء ما هم فيه من التعزز بالمال و الدنيا جهنم و معناه قدامهم و من بين أيديهم كقوله و كان وراءهم ملك و وراء اسم يقع على القدام و الخلف فيما توارى عنك فهو وراؤك خلفك كان أو أمامك « و لا يغني عنهم ما كسبوا شيئا » أي لا يغني عنهم ما حصلوا و جمعوه من المال و الولد شيئا من عذاب الله تعالى « و لا ما اتخذوا من دون الله أولياء » من الآلهة التي عبدوها لتكون شفعاءهم عند الله « و لهم » مع ذلك « عذاب عظيم » .

مجمع البيان ج : 9 ص : 111
هَذَا هُدًى وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِئَايَتِ رَبهِمْ لهَُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْز أَلِيمٌ(11) * اللَّهُ الَّذِى سخَّرَ لَكمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِى الْفُلْك فِيهِ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضلِهِ وَ لَعَلَّكمْ تَشكُرُونَ(12) وَ سخَّرَ لَكم مَّا فى السمَوَتِ وَ مَا فى الأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فى ذَلِك لاَيَت لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ(13)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page