• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الخامس والعشرون سورة الجاثیة آیات14 الی 22


قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِى قَوْمَا بِمَا كانُوا يَكْسِبُونَ(14) مَنْ عَمِلَ صلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيهَا ثمَّ إِلى رَبِّكمْ تُرْجَعُونَ(15)
القراءة
قرأ ابن كثير و حفص « من رجز أليم » بالرفع و الباقون أليم بالجر و قرأ أبو جعفر ليجز بضم الياء و فتح الزاي و قرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف لنجزي بالنون و كسر الزاي و النصب و قرأ الباقون « ليجزي » بفتح الياء و كسر الزاي .

الحجة
قال أبو علي الرجز العذاب فمن جر فالتقدير بهم من عذاب أليم و من رفع فالمعنى عذاب أليم من عذاب و فيه قولان ( أحدهما ) أن الصفة قد تجيء على وجه التأكيد كما أن الحال قد تجيء كذلك و ذلك نحو قوله نفخة واحدة و مناة الثالثة الأخرى و قولهم أمس الدابر قال :
و أبي الذي ترك الملوك و جمعهم
بفعال هامدة كأمس الدابر ( و الآخر ) أنه محمول على أنه بمعنى الرجس الذي هو النجاسة على البدل للمقاربة و معنى النجاسة فيه قوله و يسقى من ماء صديد يتجرعه و لا يكاد يسيغه فكان المعنى لهم عذاب من تجرع رجس أو شرب رجس فتكون من تبيينا للعذاب مم هو و من قرأ « ليجزي » بالياء فحجته أن ذكر الله قد تقدم في قوله « لا يرجون أيام الله » فيكون فاعل يجزي و من قرأ بالنون فالنون في معنى الياء و إن كانت الياء أشد مطابقة لما في اللفظ و من قرأ « ليجزي قوما »
مجمع البيان ج : 9 ص : 112
فقال أبو عمرو إنه لحسن ظاهر و ذكر أن الكسائي قال إن معناه ليجزي الجزاء قوما قال الجامع البصير معناه ليجزي الخير قوما فأضمر الخير لدلالة الكلام عليه و ليس التقدير ليجزي الجزاء قوما لأن المصدر لا يقوم مقام الفاعل و معك مفعول صحيح فإذا الخبر مضمر كما أضمر الشمس في قوله حتى توارت بالحجاب لأن قوله إذ عرض عليه بالعشي يدل على تواري الشمس .

المعنى
ثم قال سبحانه « هذا هدى » أي هذا القرآن الذي تلوناه و الحديث الذي ذكرناه هدى أي دلالة موصلة إلى الفرق بين الحق و الباطل من أمور الدين و الدنيا « و الذين كفروا ب آيات ربهم » و جحدوها « لهم عذاب من رجز أليم » مر معناه ثم نبه سبحانه خلقه على وجه الدلالة على توحيده فقال « الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره » أي جعله على هيئته لتجري السفن فيه « و لتبتغوا من فضله » أي و لتطلبوا بركوبه في أسفاركم من الأرباح بالتجارات « و لعلكم تشكرون » له هذه النعمة « و سخر لكم ما في السماوات و ما في الأرض » أي سخر لكم مع ذلك معاشر الخلق ما في السماوات من الشمس و القمر و النجوم و المطر و الثلج و البرد و ما في الأرض من الدواب و الأشجار و النبات و الأثمار و الأنهار و معنى تسخيرها لنا أنه تعالى خلقها جميعا لانتفاعنا بها فهي مسخرة لنا من حيث أنا ننتفع بها على الوجه الذي نريده و قوله « جميعا منه » قال ابن عباس أي كل ذلك رحمة منه لكم قال الزجاج كل ذلك منه تفضل و إحسان و يحسن الوقف على قوله « جميعا » ثم يقول منه أي ذلك التسخير منه لا من غيره فهو فضله و إحسانه و روي عن ابن عباس و عبد الله بن عمر و الجحدري أنهم قرءوا منة منصوبة و منونة و على هذا فيكون من باب تبسمت و ميض البرق فكأنه قال من عليهم منة و روي عن سلمة أنه قرأ منة بالرفع و على هذا فيكون خبر مبتدإ محذوف أي ذلك منة أو هو منة أو يكون على معنى سخر لكم ذلك منة « إن في ذلك لآيات » أي دلالات « لقوم يتفكرون » ثم خاطب سبحانه نبيه (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فقال « قل » يا محمد « للذين آمنوا يغفروا » هذا جواب أمر محذوف دل عليه الكلام و تقديره قل لهم اغفروا يغفروا فصار قل لهم على هذا الوجه يغني عنه عن علي بن عيسى و قيل معناه قل للذين آمنوا اغفروا و لكنه شبه بالشرط و الجزاء كقوله قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة عن الفراء و قيل يغفروا تقديره يا هؤلاء اغفروا فحذف المنادي كقوله ألا يا اسجدوا لله و قول الشاعر :
ألا يا أسلمي ذات الدماليج و العقد « للذين لا يرجون أيام الله » أي لا يخافون عذاب الله إذا
مجمع البيان ج : 9 ص : 113
نالوكم بالأذى و المكروه و لا يرجون ثوابه بالكف عنكم و قد مر تفسير أيام الله عند قوله و ذكرهم بأيام الله و معنى يغفروا هاهنا يتركوا مجازاتهم على أذاهم و لا يكافئوهم ليتولى الله مجازاتهم « ليجزي قوما بما كانوا يكسبون » بيان هذا الجزاء في الآية التي تليها و هو قوله « من عمل صالحا » أي طاعة و خيرا و برا « فلنفسه » لأن ثواب ذلك يعود عليه « و من أساء فعليها » أي فوبال إساءته على نفسه « ثم إلى ربكم ترجعون » يوم القيامة أي إلى حيث لا يملك أحد النفع و الضر و النهي و الأمر غيره سبحانه فيجازي كل إنسان على قدر عمله .
وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا بَنى إِسرءِيلَ الْكِتَب وَ الحُْكمَ وَ النُّبُوَّةَ وَ رَزَقْنَهُم مِّنَ الطيِّبَتِ وَ فَضلْنَهُمْ عَلى الْعَلَمِينَ(16) وَ ءَاتَيْنَهُم بَيِّنَت مِّنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيَا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّك يَقْضى بَيْنهُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ فِيمَا كانُوا فِيهِ يخْتَلِفُونَ(17) ثُمَّ جَعَلْنَك عَلى شرِيعَة مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَ لا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ(18) إِنهُمْ لَن يُغْنُوا عَنك مِنَ اللَّهِ شيْئاً وَ إِنَّ الظلِمِينَ بَعْضهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض وَ اللَّهُ وَلىُّ الْمُتَّقِينَ(19) هَذَا بَصئرُ لِلنَّاسِ وَ هُدًى وَ رَحْمَةٌ لِّقَوْم يُوقِنُونَ(20)
المعنى
لما تقدم ذكر النعمة و مقابلتهم إياها بالكفر و الطغيان بين عقيب ذلك ذكر ما كان من بني إسرائيل أيضا في مقابلة النعم من الكفران فقال : « و لقد آتينا بني إسرائيل الكتاب » يعني التوراة « و الحكم » يعني العلم بالدين و قيل العلم بالفصل بين الخصمين و بين المحق و المبطل « و النبوة » أي و جعلنا فيهم البنوة حتى روي أنه كان فيهم ألف نبي « و رزقناهم من الطيبات » أي و أعطيناهم من أنواع الطيبات « و فضلناهم على العالمين » أي عالمي زمانهم و قيل فضلناهم في كثرة الأنبياء منهم على سائر الأمم و إن كانت أمة محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أفضل منهم في كثرة المطيعين لله و كثرة العلماء منهم كما يقال هذا أفضل في علم النحو
مجمع البيان ج : 9 ص : 114
و ذاك في علم الفقه فأمة محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أفضل في علو منزلة نبيها عند الله على سائر الأنبياء و كثرة المجتبين الأخيار من آله و أمته و الفضل الخير الزائد على غيره فأمة محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أفضل بفضل محمد و آله « و آتيناهم بينات من الأمر » أي أعطيناهم دلالات و براهين واضحات من العلم بمبعث محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و ما بين لهم من أمره و قيل يريد بالأمر أحكام التوراة « فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم » أي من بعد ما أنزل الله الكتب على أنبيائهم و أعلمهم بما فيها « بغيا بينهم » أي طلبا للرئاسة و أنفة من الإذعان للحق و قيل بغيا على محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) في جحود ما في كتابهم من نبوته و صفته « إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون » ظاهر المعنى « ثم جعلناك على شريعة من الأمر » أي ثم جعلناك يا محمد على دين و منهاج و طريقة يعني بعد موسى و قومه و الشريعة السنة التي من سلك طريقها أدته إلى البغية كالشريعة التي هي طريق إلى الماء فهي علامة منصوبة على الطريق من الأمر و النهي يؤدي إلى الجنة كما يؤدي ذلك إلى الوصول إلى الماء « فاتبعها » أي اعمل بهذه الشريعة « و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون » الحق و لا يفصلون بينه و بين الباطل من أهل الكتاب الذين غيروا التوراة اتباعا لهواهم و حبا للرئاسة و استتباعا للعوام و لا المشركين الذين اتبعوا أهواءهم في عبادة الأصنام « إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا » أي لن يدفعوا عنك شيئا من عذاب الله إن اتبعت أهواءهم « و إن الظالمين بعضهم أولياء بعض » يعني أن الكفار بأجمعهم متفقون على معاداتك و بعضهم أنصار بعض عليك « و الله ولي المتقين » أي ناصرهم و حافظهم فلا تشغل قلبك بتناصرهم و تعاونهم عليك فإن الله ينصرك عليهم و يحفظك « هذا بصائر للناس » أي هذا الذي أنزلته عليك من القرآن بصائر أي معالم في الدين و عظات و عبر للناس يبصرون بها من أمور دينهم « و هدى » أي دلالة واضحة « و رحمة » أي و نعمة من الله « لقوم يوقنون » بثواب الله و عقابه لأنهم هم المنتفعون به .

مجمع البيان ج : 9 ص : 115
أَمْ حَسِب الَّذِينَ اجْترَحُوا السيِّئَاتِ أَن نجْعَلَهُمْ كالَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ سوَاءً محْيَاهُمْ وَ مَمَاتهُمْ ساءَ مَا يحْكُمُونَ(21) وَ خَلَقَ اللَّهُ السمَوَتِ وَ الأَرْض بِالحَْقِّ وَ لِتُجْزَى كلُّ نَفْسِ بِمَا كسبَت وَ هُمْ لا يُظلَمُونَ(22)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page