• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء السابع والعشرون سورة الذاریات آیات 31 الی 51

* قَالَ فَمَا خَطبُكمْ أَيهَا الْمُرْسلُونَ(31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلى قَوْم مجْرِمِينَ(32) لِنرْسِلَ عَلَيهِمْ حِجَارَةً مِّن طِين(33) مُّسوَّمَةً عِندَ رَبِّك لِلْمُسرِفِينَ(34) فَأَخْرَجْنَا مَن كانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيرَ بَيْت مِّنَ الْمُسلِمِينَ(36) وَ تَرَكْنَا فِيهَا ءَايَةً لِّلَّذِينَ يخَافُونَ الْعَذَاب الأَلِيمَ(37)
اللغة
الروغ الذهاب إلى الشيء في خفية يقال راغ يروغ روغا و روغانا و هو أروغ من ثعلب و الصرة شدة الصياح و هو من صرير الباب و يقال للجماعة صرة أيضا قال امرؤ القيس :
فألحقنا بالهاديات و دونه
جواحرها في صرة لم تزيل
مجمع البيان ج : 9 ص : 237
و الصك الضرب باعتماد شديد و هو أن تصتك ركبتا الرجل و العقيم العاقر و أصل العقم الشد و جاء في الحديث تعقم أصلاب المشركين فلا يستطيعون السجود أي تشد و داء عقام إذا اشتد حتى إذا يأس منه أن يبرأ و معاقم الفرس مفاصله يشد بعضها ببعض و العقيم و العقمة ثياب معلمة أي شدت بها الأعلام و عقمت المرأة فهي معقومة و عقيم من نساء عقم و عقمت أيضا و رجل عقيم من قوم عقمى قال الشاعر :
عقم النساء فما يلدن شبيهه
إن النساء بمثله عقم و الريح العقيم التي لا تنشىء السحاب للمطر و الملك عقيم يقطع الولادة لأن الأب يقتل الابن على الملك و الخطب الأمر الجليل و منه الخطبة لأنها كلام بليغ لعقد أمر جليل يستفتح بالتحميد و التمجيد و الخطاب أجل من الإبلاغ .

المعنى
لما قدم سبحانه الوعد و الوعيد عقب ذلك بذكر بشارة إبراهيم و مهلك قوم لوط تخويفا للكفار أن ينزل بهم مثل ما أنزل بأولئك فقال « هل أتيك » يا محمد و هذا اللفظ يستعمل إذا أخبر الإنسان بخبر ماض فيقال هل أتاك خبر كذا و إن علم أنه لم يأته « حديث ضيف إبراهيم المكرمين » عند الله و ذلك أنهم كانوا ملائكة كراما و نظيره قوله بل عباد مكرمون و قيل أكرمهم إبراهيم فرفع مجالسهم و خدمهم بنفسه عن مجاهد لأن أضياف الكرام مكرمون و كان إبراهيم أكرم الناس و أظهرهم فتوة و سماهم ضيفا من غير أن أكلوا من طعامه لأنهم دخلوا مدخل الأضياف و اختلف في عددهم فقيل كانوا اثني عشر ملكا عن ابن عباس و مقاتل و قيل كان جبرائيل و معه سبعة أملاك عن محمد بن كعب و قيل كانوا ثلاثة جبرائيل و ميكائيل و ملك آخر « إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما » أي حين دخلوا على إبراهيم فقالوا له على وجه التحية سلاما أي أسلم سلاما ف « قال » لهم جوابا عن ذلك « سلام » و قرىء سلم و هذا مفسر في سورة هود « قوم منكرون » أي قال في نفسه هؤلاء قوم لا نعرفهم و ذلك أنه ظنهم من الإنس و لم يعرفهم عن ابن عباس و الإنكار نفي صحة الأمر و نقيضه الإقرار و الاعتراف « فراغ إلى أهله » أي ذهب إليهم خفيا و إنما راغ مخافة أن يمنعوه من تكلف مأكول كعادة الظرفاء « فجاء بعجل سمين » و كان مشويا لقوله في آية أخرى حينئذ قال قتادة و كان عامة مال إبراهيم (عليه السلام) البقر « فقربه إليهم » ليأكلوا فلم يأكلوا فلما رآهم لا يأكلون عرض عليهم ف « قال أ لا تأكلون » و في الكلام حذف كما ترى « فأوجس منهم خفية » أي
مجمع البيان ج : 9 ص : 238
فلما امتنعوا من الأكل أوجس منهم خيفة و المعنى خاف منهم و ظن أنهم يريدون به سوءا « قالوا » أي قالت الملائكة « لا تخف » يا إبراهيم « و بشروه بغلام عليم » أي يكون عالما إذا كبر و بلغ و الغلام المبشر به هو إسماعيل عن مجاهد و قيل هو إسحاق لأنه من سارة و هذه القصة لها عن أكثر المفسرين و هذا كله مفسر فيما مضى « فأقبلت امرأته في صرة » أي فلما سمعت البشارة امرأته سارة أقبلت في ضجة عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و قيل في جماعة عن الصادق (عليه السلام) و قيل في رفقة عن سفيان و المعنى أخذت تصيح و تولول كما قالت يا ويلتي « فصكت وجهها » أي جمعت أصابعها فضربت جبينها تعجبا عن مقاتل و الكلبي و قيل لطمت وجهها عن ابن عباس و الصك ضرب الشيء بالشيء العريض « و قالت عجوز عقيم » أي أنا عجوز عاقر فكيف ألد « قالوا كذلك قال ربك » أي كما قلنا لك قال ربك إنك ستلدين غلاما فلا تشكي فيه « إنه هو الحكيم العليم » بخفايا الأمور « قال » إبراهيم (عليه السلام) لهم « فما خطبكم » أي فما شأنكم و لأي أمر جئتم « أيها المرسلون » و كأنه قال قد جئتم لأمر عظيم فما هو « قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين » أي عاصين لله كافرين لنعمه استحقوا العذاب و الهلاك و أصل الجرم القطع فالمجرم القاطع للواجب بالباطل فهؤلاء أجرموا بأن قطعوا الإيمان بالكفر « لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك » هذا مفسر في سورة هود « للمسرفين » أي للمكثرين من المعاصي المتجاوزين الحد فيها و قيل أرسلت الحجارة على الغائبين و قلبت القرية بالحاضرين « فأخرجنا من كان فيها » أي في قرى قوم لوط « من المؤمنين » و ذلك قوله فأسر بأهلك الآية و ذلك أن الله تعالى أمر لوطا بأن يخرج هو و من معه من المؤمنين لئلا يصيبهم العذاب « فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين » أي غير أهل بيت من المسلمين يعني لوطا و بنتيه وصفهم الله بالإيمان و الإسلام جميعا لأنه ما من مؤمن إلا و هو مسلم و الإيمان هو التصديق بجميع ما أوجب الله التصديق به و الإسلام هو الاستسلام لوجوب عمل الفرض الذي أوجبه الله و ألزمه و وجدان الضالة هو إدراكها بعد طلبها « و تركنا فيها » أي و أبقينا في مدينة قوم لوط « آية » أي علامة « للذين يخافون العذاب الأليم » أي تدلهم على أن الله أهلكهم فيخافون مثل عذابهم و الترك في الأصل ضد الفعل ينافي الأخذ في محل القدرة عليه و القدرة عليه قدرة على الأخذ و على هذا فالترك غير داخل في أفعال الله تعالى فالمعنى هنا أنا أبقينا فيها عبرة و مثله قوله و تركهم في ظلمات و قيل إنه الانقلاب لأن اقتلاع البلدان لا يقدر عليه إلا الله تعالى .

مجمع البيان ج : 9 ص : 239
وَ فى مُوسى إِذْ أَرْسلْنَهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسلْطن مُّبِين(38) فَتَوَلى بِرُكْنِهِ وَ قَالَ سحِرٌ أَوْ مجْنُونٌ(39) فَأَخَذْنَهُ وَ جُنُودَهُ فَنَبَذْنَهُمْ فى الْيَمِّ وَ هُوَ مُلِيمٌ(40) وَ فى عَاد إِذْ أَرْسلْنَا عَلَيهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ(41) مَا تَذَرُ مِن شىْء أَتَت عَلَيْهِ إِلا جَعَلَتْهُ كالرَّمِيمِ(42) وَ فى ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لهَُمْ تَمَتَّعُوا حَتى حِين(43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصعِقَةُ وَ هُمْ يَنظرُونَ(44) فَمَا استَطعُوا مِن قِيَام وَ مَا كانُوا مُنتَصِرِينَ(45) وَ قَوْمَ نُوح مِّن قَبْلُ إِنهُمْ كانُوا قَوْماً فَسِقِينَ(46)
القراءة
قرأ الكسائي الصعقة و الباقون « الصاعقة » بالألف و قرأ أبو عمرو و أهل الكوفة غير عاصم و قوم نوح بالجر و الباقون « قوم نوح » بالنصب .

الحجة
قال أبو علي قال أبو زيد الصاعقة التي تقع من السماء و الصاقعة التي تصقع الرؤوس و قال الأصمعي الصاعقة و الصاقعة سواء و أنشد الأصمعي :
يحكون بالمصقولة القواطع
تشقق البرق من الصواقع و أما الصعقة فقيل إنها مثل الزجرة و هو الصوت الذي يكون عن الصاعقة قال بعض الرجاز :
لاح سحاب فرأينا برقه
ثم تدانى فسمعنا صعقه و من جر قوم نوح حمله على قوله و في موسى أي و في قوم نوح و قوله « و في موسى إذ أرسلناه » عطف على أحد شيئين إما أن يكون على و تركنا فيها آية و « في موسى » أو على قوله و في الأرض آيات للموقنين و « في موسى » أي و في إرسال موسى آيات واضحة و في قوم نوح آية و من نصب فقال « و قوم نوح » جاز في نصبه أيضا أمران كلاهما حمل على المعنى ( أحدهما ) أن
مجمع البيان ج : 9 ص : 240
قوله « أخذتهم الصعقة » يدل على أهلكناهم فكأنه قال و أهلكنا قوم نوح ( و الآخر ) أن قوله « فأخذناه و جنوده فنبذناهم في اليم » يدل على أغرقناهم فكأنه قال أغرقناهم و أغرقنا قوم نوح .

اللغة
الركن الجانب الذي يعتمد عليه يقال ركن يركن و ركن يركن أيضا مثل نصر ينصر .
و المليم الذي أتى بما يلام عليه و الملوم الذي وقع به اللوم و في المثل رب لائم مليم و رب ملوم لا ذنب له و العتو و التجبر و التكبر واحد و جمع الريح أرواح و رياح و منه راح الرجل إلى منزله أي رجع كالريح و الرميم الذي انتفى رمه بانتفاء ملائمة بعضه لبعض و أما رمه يرمه رما و الشيء مرموم أي مصلح بملائمة بعضه لبعض و أصل الرميم السحيق البالي من العظم .

المعنى
ثم بين سبحانه ما نزل بالأمم فقال « و في موسى » أي و في موسى أيضا آية « إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين » أي بحجة ظاهرة و هي العصا « فتولي بركنه » أي فأعرض فرعون عن قبول الحق بما كان يتقوى به من جنده و قومه كالركن الذي يقوى به البنيان و الباء في قوله « بركنه » للتعدية أي جعلهم يتولون « و قال » لموسى « ساحر أو مجنون » أي هو ساحر أو مجنون و في ذلك دلالة على جهل فرعون لأن الساحر هو اللطيف الحيلة و ذلك ينافي صفة المجنون المختلط العقل فكيف يوصف شخص واحد بهاتين الصفتين « فأخذناه و جنوده فنبذناهم في اليم » أي فطرحناهم في البحر كما يلقى الشيء في البر « و هو مليم » أتى بما يلام عليه من الكفر و الجحود و العتو « و في عاد » عطف على ما تقدم أي و في عاد أيضا آية أي دلالة فيها عظة و عبرة « إذ أرسلنا عليهم » أي حين أطلقنا عليهم « الريح العقيم » و هي التي عقمت عن أن تأتي بخير من تنشئة سحاب أو تلقيح شجر أو تذرية طعام أو نفع حيوان فهي كالمرأة الممنوعة عن الولادة إذ هي ريح الإهلاك ثم وصفها فقال « ما تذر من شيء أتت عليه » أي لم تترك هذه الريح شيئا تمر عليه « إلا جعلته كالرميم » أي كالشيء الهالك البالي و هو نبات الأرض إذا يبس و ديس و قيل الرميم العظم البالي السحيق « و في ثمود » أيضا آية « إذ قيل لهم تمتعوا » و ذلك أنهم لما عقروا الناقة قال لهم صالح تمتعوا ثلاثة أيام و هو قوله « تمتعوا حتى حين فعتوا عن أمر ربهم » أي فخرجوا عن أمر ربهم ترفعا عنه و استكبارا « فأخذتهم الصاعقة » بعد مضي الأيام الثلاثة و هو الموت عن ابن عباس و قيل هو العذاب و الصاعقة كل عذاب مهلك عن مقاتل « و هم ينظرون » إليها جهارا لا يقدرون على دفعها « فما استطاعوا من قيام » أي من نهوض و المعنى أنهم لم ينهضوا من تلك الصرعة « و ما كانوا منتصرين » أي ممتنعين من العذاب و قيل معناه ما كانوا طالبين ناصرا يمنعهم من عذاب الله « و قوم نوح » أي و أهلكنا قوم نوح « من قبل » أي من
مجمع البيان ج : 9 ص : 241
قبل عاد و ثمود « إنهم كانوا قوما فاسقين » أي خارجين عن طاعة الله إلى معاصيه و عن الإيمان إلى الكفر فاستحقوا لذلك الإهلاك .
وَ السمَاءَ بَنَيْنَهَا بِأَيْيد وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ(47) وَ الأَرْض فَرَشنَهَا فَنِعْمَ الْمَهِدُونَ(48) وَ مِن كلِّ شىْء خَلَقْنَا زَوْجَينِ لَعَلَّكمْ تَذَكَّرُونَ(49) فَفِرُّوا إِلى اللَّهِ إِنى لَكم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(50) وَ لا تجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً ءَاخَرَ إِنى لَكم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(51)



أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page