قلنا: إنّ قصة إبراهيم تنفرد في سورة «الأنبياء» بالصياغة القصصية المفصّلة ، لذلك ما انتهى النص القرآني من القصة المذكورة حتّى بدأ بعرض سلسلة من الحكايات السريعة التي تعتمد السرد أو المحاورة الخاطفة ، و هذا مثل الانتقال من قصة إبراهيم إلى لوط ، حيث قلنا ـ عبر حديثنا عن تواشج شخصيتَي إبراهيم و لوط ـ : إنّ قصتهما تبدأ بإبراهيم ، ثمّ بـ لوط ، و هكذا أنهى النصّ القصصي قصة إبراهيم بقوله:
﴿وَ نَجَّيْناهُ وَ لُوطاً﴾
و ما أن وصل إلى هذه الشريحة حتّى بدأ يتحدّث عن لوط و سواه من نحو:
﴿وَ نُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ . . .﴾ .
و نحو: ﴿وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ﴾ .
و نحو: ﴿وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ . . .﴾.
و نحوآ ﴿وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ . . .﴾ إلى آخره .
حيث لا تتجاوز هذه الحكايات الإشارة الإجمالية إلى السمة أو الممارسة التي تطبع سلوك هذه الشخصية أو تلك ، ممّا لا يشكل نصاً مطوّلا .