• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سورة الصافات : قصَّة صاحب الحوت

 تمهيد

تتضمّن سورة «الصافّات» حزمةً من القصص ، منها ما يتّصل ببيئة الحياة الآخرة ، و هو ما ورد في بداياتها ، و لكن العنصر القصصي المكثّف يتمثّل في سلسلة أو مجموعة أقاصيص تتماثل في عرض مادّتها مع نصوص اُخرى متنوّعة تضطلع بتقديم سلسلة من الأبطال النبيّين و مجتمعاتهم مثل: نوح ، إبراهيم ، إلياس ، . . . إلى آخره ، و هذا ما نلحظه في سورة الصافات ، إلاّ أنّنا نكتفي الآن بدراسة واحدة منها و هي أطولها حجماً ، و نعني بها قصة يونس أو قصة صاحب الحوت تاركين الحكايات الاُخرى إلى مناسبات قد نتوفّر عليها إن شاءاللّه تعالى .

إذن لنتحدّث عن:

 تبدأ هذه القصة في سورة الصافّات على هذا النحو من البداية القصصية:

﴿وَ إِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ

﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ . . .

القارئ أو السامع يُفاجَأَ بهذه البداية القصصية عن شخصية يونس (عليه السلام) بصفته بطلا لاُقصوصة لا يحمل القارئ أو السامع عنها أيّة معلومات سابقة ، عدا كون يونس واحداً من المُرسَلين .

طبيعيّاً أنّ هدفنا من هذه الدراسات الفنّية عن قصص القرآن يظلّ منصبّاً على توضيح السمات الفنّية للقصة من خلال التذوّق الفنّي الخالص ، مشفوعاً ـ فيما بعد ـ بتفصيلات النصوص المفسّرة .

و هذا كما هو واضحٌ ، هو المسوّغ لخصيصة الفنّ القرآني . . . فالفنّ يميّزه عن التعبير العلمي الصرف ، أنّ الاستخلاص ، و الكشف ، و الاستنتاج ، و تقليب الوجوه ، و الاستيحاء . . . هذه الأدوات هي التي تميّز النص الفنّي عن النص العلمي الذي يعرض الحقائق بشكل مباشر ، و محدّد ، و واضح .

و السرّ في ذلك أنّ القارئ أو السامع عندما يُتاح له مجال أو فرصٌ متنوّعة لكشف بعض الحقائق ، . . . فلأنّ لِعملية الكشف هذه ، معطيات كثيرة تُثري و تُغني و تُعمّق من تجارب الإنسان و تجعله حيال خبرات جديدة في الحياة ، ما كانت لِتتأتّى لو لم يمارس الإنسان بنفسه كشف الحقائق .

ولو كان كشف الحقائق يتمّ في الحالات جميعاً عن طريق معلومات جاهزة:
مثل وجبة الأكل مثلا ، لتعطّلت عمليّات الذهن عن التحرّك و الإبداع ، . . . و لبقي الفكرُ سجيناً في دائرة محدّدة لا تسمن و لا تُغني .

نسوق هذه الحقائق و نحن حيال قصة يونس التي بدأت بمجرّد التلميح إلى أ نّه من المُرسلين ، و إلى أ نّه فرّ إلى سفينة مشحونة بالناس و الأحمال ، و إلى أ نّه قد ساقته القُرعة إلى أن يكون من نصيب البحر ، فيُلقى فيه دون غيره من ركّاب السفينة .

وثمة أسئلة تثار هي: لماذا فرّ يونس إلى السفينة ؟

ثمّ لماذا حدثت عمليةُ القُرعة لإلقاء أحد الاشخاص في البحر ؟

ثمّ لماذا كانت القرعة من نصيب يونس دون سواه من الركّاب ؟

هذه الأسئلة تتطلّب جواباً فنّياً قبل أن نقدّم الجواب العلمي عليها ، . . . مادام الفنّ القصصي في القرآن الكريم يستهدف أوّلا تحريك أذهاننا ، و منح فُرص الإمتاع لها ، . . . ثمّ بعد ذلك يُحيلنا القرآن الكريم إلى النصوص المفسّرة الواردة عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) ، حتّى نقف على حقيقة الأمر في نهاية المطاف ، و حتّى لا نفسّر برأينا نصوصاً إعجازية خالدة تحمل عدّة وجوه خصّ اللّه بها و بمعرفتها العترة الطاهرة (عليهم السلام) .

* * *

للمرة الجديدة نواجه عَرْضاً قصصيّاً بالغ المدى في الإمتاع ، . . . و في التشويق لمعرفة التفصيلات ، و الأسباب التي جعلت يونس يفرّ إلى السفينة ، و جعلته من نصيب القرعة التي نلقي به إلى أعماق البحر .

ما عسى أن يستخلص القارئ أو السامع من لجوء يونس إلى السفينة ؟
فيونس (عليه السلام)من المُرسلين و كونه من المُرسلين كاف بأن يُعرّفنا حجم شخصيته الكبيرة ، و إلى أنّها من الشخصيات التي اصطفتها السماء لإبلاغ رسالتها إلى الآدميين .

و من هنا من الزاوية الفنّية الخالصة ، فإنّ القصة عندما استهلّت العَرضَ القصصي بتعريف يونس بأ نّه من المرسلين ، إنّما وضعت في أذهاننا مفتاحاً لفكّ بعض الأسرار التي تُستغلق في أذهاننا نتيجةً للغموض الفنّي المُحبّب الذي يواجهنا عن أحداث و مواقف لا نعرف عنها شيئاً ، مثل هروب أحد المرسلين إلى السفينة ، و إجراء قُرعة يقوم بها ركّاب السفينة لإلقاء أحدهم في البحر ، . . . ثمّ وقوع القرعة على يونس بالذات .

إذن تعريف يونس (عليه السلام) بأ نّه من المُرسلين يحمل سمةً فنّية ، هي اعطاؤنا مفتاحاً لِفكِّ بعض المغاليق التي واكبت عَرْض الأحداث في القصة .

و لعلّ أوّل ما ينتبه السامعُ إليه ، هو أنّ يونس(عليه السلام) مادام من المرسلين ، فلابدّ أن يكون هروبُه إلى إحدى السفن عائداً إلى واحد من الأسباب الآتية:

1 ـ إنّ لدى يونس مهمّة خلافية ، اجتماعية ، اصلاحية . . . إلى آخره ، جعلته يتوجّه إلى السفينة .

غير أنّ هذا السبب لا يحمل القارئ أو السامع على قناعة تامّة مادام اللجوء إلى السفينة قد اقترن بوقوع يونس في البحر ، ممّا يتنافى مع تحقيق المهمّة الاصلاحية التي يستهدفها مثلا .

2 ـ الاستيحاء أو الاستخلاص الآخر الذي يمكن أن يتّجه السامع أو القارئ إليه ، هو أنّ يونس قد فرّ . . . قد هرَبَ من قومه و اتجه إلى السفينة بسبب من يأسه مثلا من الإصلاح .

أو غضَبَ عليهم ، كما غضب نوحٌ مثلا على قومه ذات يوم ، أو سائر الأنبياء و المرسلين .

أو أ نّه ـ و هذا استخلاصٌ ثالث ـ لم يُرد أن يواجه قومَه لبعض الأسباب التي نجهلها .

و هذا الاستخلاص الثالث من الوجهة الفنّية أقرب من سواه دون أدنى شك . بيد أنّ الأمر لا يزال ملفّعاً بالغموض .

لكن مع ذلك ، فإنّه يضع المفتاح في اليد ، أو على الأقل يُلقي بعض الإضاءة التي تسمح فيما بعد بمعرفة التفصيلات التي تذكرها نصوصُ التفسير .

و المهم ، نحن الآن في صدد توضيح سمة فنّية واحدة ، هي أهمية التعريف الذي بدأت القصةُ به ، . . . ألا و هو التعريف القائل بأنّ يونس من المرسلين .

و ما دمنا نعرف أ نّه كذلك ، . . . فحينئذ تبدأ القضية بشيء من الوضوح الذي سيواكب التفصيلات على نحو ما سنحدّده الآن .

إنّ أوّل حادثة بدأتها القصة هي: أنّ يونس أبَقَ إلى الفُلك المشحون ، أي هرب إلى سفينة مشحونة بالركّاب و الأحمال .

و مادام السامع أو القارئ متوقعاً ـ كما قلنا ـ أنّ هروب يونس إنّما كان بسبب من يأسه من إصلاح القوم ، أو لأسباب مُحرجة تمنعه من المواجهة ، فإنّ لجوءه إلى السفينة ، يعني هروبه من القوم و الاتّجاه نحو تخوم مجهولة ، تبدأ نصوص التفسير بتوضيحها .

و لكن قبل التوجّه إلى نصوص التفسير ، فإنّ نصوص القرآن نفسه تتكفّل بتوضيح بعض الدلالات . . . و هذا سرّ آخر من أسرار أو سمات الفنّ القصصي في القرآن الكريم . . . حيث تلقي قصةٌ مسرودة في سورة معيّنة إنارة على قصة مسرودة في سورة اُخرى .

و هذا ما نلحظه في سورة «يونس» التي تَحدّثنا عنها في دراسات سابقة ، حيث ورد فيها ما يلي:

﴿فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ

﴿لَمّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا

﴿وَ مَتَّعْناهُمْ إِلى حِين

هذه الشريحة القصصية تلقي بعض الإنارة على الموقف ، فيما تعني أنّ قوم يونس اتّجهوا نحو الدعاء إلى اللّه فكشف العذاب عنهم .

فإذا أضفنا إلى ذلك أنّ قصص يونس التي عُرضت في مواقع شتّى من القرآن ، قد أشارت إلى أ نّه ذهَبَ مُغاضباً لِقومه ، حينئذ نستخلص من مجموع القصص أنّ يونس دعا على القوم ، و أنّ القوم دعوا إلى اللّه ، و إلى أنّ الدعوتين قد استُجيبتا ، لكن وفق تفصيلات تتطلّب وقوفاً مليّاً عندها ، كما سنرى .

تقول النصوص المفسّرة: إنّ يونس (عليه السلام) دعا اللّه إلى إنزال العذاب على قومه ، بعد أن يئس من إصلاحهم سنين كثيرة .

و تضيف هذه النصوص: إنّ رجلا عالماً من أصحابه أشار إلى قوم يونس بالتضرّع إلى اللّه حتّى يكشف عنهم العذاب ، بعد أن وعدت السماءُ فعلا يونس بإجابة دعائه . و عندما كُشِفَ العذاب عن قوم يونس ، كان يونس فترتئذ أو قبلَها قد غادَرهم مُغاضباً لهم بسبب من مواقفهم ، و اتجه إلى البحر بعيداً عن العذاب الذي توقّعه لقومه .

و يُلاحَظ أنّ القصة لم تعرض لهجرة يونس ـ من حيث خلفياتها التي عرضت لها قصصٌ اُخرى من القرآن ـ ، بل بدأت القصةُ من حادثة الهجرة أو الرحلة نحو البحر .

و كانت الحادثة الاُولى التي بدأت القصةُ بها ، هي أنّ يونس قد هرب إلى سفينة مشحونة بالركّاب و بالأحمال:

﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

و السؤال هو:

ما هي السمةُ الفنّية التي سوّغت بأن تُعرض بيئةُ البحر و السفينة ، ثمّ رسم السفينة و هي مشحونةٌ بالركّاب و بالأحمال مثلا ؟

إنّ الأجزاء الاُخرى من القصة تقدّم الإجابة على السؤال المذكور ، تقول القصة:

﴿فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ

و هذا يعني أنّ هناك صلة بين المُساهمة ـ و هي: القُرعة ـ و بين وجود ركّاب و وجود بضائع مشحونة في السفينة ، تتطلّب قرعةً معينةً ، نظراً لحدوث طارئ أو حادث يهدّد السفينة .

لكنّ السؤال يُثار أيضاً: ما صلةُ القرعةُ بالحادث الذي يهدّد السفينة ؟

ثُمّ يُثار سؤال ثالث: لماذا كانت القرعةُ من نصيب يونس ؟

هذه الأسئلة الثلاثة تقترن الإجابةُ عنها بأكثر من دهشة ، و إثارة ، و تطلّع و تشوّق ، لمعرفة ظواهر ملفّعة بضباب فنّي مُمتع .

* * *

بالنسبة إلى بيئة السفينة و البحر ، . . . فإنّ يونس مادام في صدد رحلة بعيدة عن العذاب المتوقّع نزوله على القوم ، يظلّ أمراً مألوفاً مادام البحر و السفينة يقترنان بعملية السفر . و مع أنّ بعض النصوص المفسّرة تذهب إلى أنّ السماء ضيّقت الطريق على يونس حتّى لجأ إلى البحر ، إلاّ أنّ هناك نصوصاً اُخرى تذهب إلى أ نّه اتجه قاصداً بحر أيلة .

و لكن في الحالتين ، فإنّ ركوب البحر يقترن ـ طبيعياً ـ مع العزم على رحلة ما ، ممّا يشكّل ـ في منطق الفنّ ـ بيئةً قصصيةً لا مناص من رسمِها .

و أمّا رسمُ السفينة و هي مشحونة بالركّاب و البضائع ، فبالرغم من أنّها تُعدّ أمراً مألوفاً بالنسبة لأيّة سفينة تعتزم الإقلاع من مرفأها ، إلاّ أنّ هذا بمفرده لا يشكّل ضرورة كبيرة من وجهة نظر الفنّ ، ما لم يقترن بدلالات اُخرى في هذا الصدد . . .
على الأخص حينما نُدرك بأنّ القصة القرآنية العظيمة و هي تتميّز بالاقتصاد اللغوي ، و باختزال التفصيلات التي لا قوامَ لها في الهيكل القصصي ، لا ترسم أدنى تفصيل ما لم يُساهم هذا التفصيل في البناء العضوي للقصة ، بحيث ينطوي على دلالة معينة .

إذن ، لماذا رُسمت السفينة و هي مشحونة بالركاب و البضائع:

﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

و موضع الشاهد هنا هو كلمة المشحون .

إنّ هذا الرسم له صلة بحادثة القرعة التي سنتحدث عنها بعد قليل .

و لكن لماذا جاءت حادثةُ القرعة أيضاً ؟

النصوص المفسّرة تقدّم الإجابة على الأسئلة المتقدّمة بوضوح .

تقول هذه النصوص: إنّ خللا ما حَدَثَ في السفينة ، أو: أنّ حوتاً اعترضها خلال رحلتها في البحر ، أو أنّهم أشرفوا على الغرق بسبب أو بآخر .

و المهم أنّ خطراً دَاهَم السفينة و أنّ مثل هذا الخطر لابدّ أن يولّد لدى ركّابها ردود فعل حاسمة . . . هنا تذكر النصوصُ المفسّرة دلالة فكرية قد ألمحَ النصُّ القرآني إليها بإجمال ، حينما عَرضَ إلى القرعة . . . و الدلالةُ هي: أنّ ملاّحي السفينة و ركّابها كانت لديهم تجربة أو قناعة خاصة بأنّ السفينة حينما يداهمها أحَدُ الأخطار فهذا يعني أنّ شخصاً مطلوباً من بينهم هو المستهدَف من ذلك .

و قد أدرك يونس (عليه السلام) أنّ شخصيّته هي المستهدفة فعلا ، أو أنّ هناك مجموعة تقارعوا فيما بينهم . و هذا ما يأتلف مع ظاهر النص القرآني في قوله تعالى:
(فَساهَمَ) أي: تقارَعَ ، فكانت القرعةُ تتّجه إلى يونس ، و عندها اُلقي في البحر .

إذن تعرُّضُ السفينة لخَطر مُداهم ـ بما فيها من ركّاب و بضائع ـ مصحوباً بردود الفعل التي قادتهم إلى القرعة تخلّصاً من الخطر . . . كلّ ذلك يشكّل تفسيراً فنّياً لأن تُرسَم السفينة و هي مشحونة ، مادام الخطرُ يُداهِم أشخاصاً و بضائعَ يتطلّب حرصاً على أرواحهم و ممتلكاتهم .

و هذا كلّه فيما يتصل بالموقع الهندسي من بناء القصة لرسم السفينة و هي مشحونة بالركاب و البضائع .

و لكنّ السؤال الجديد هو: لماذا كان يونس هو المستهدف وراء العملية المذكورة ؟

* * *

إنّ القصة القرآنية تستهدف من عرضها للقصة المذكورة جملةً من الدلالات ، يتوقّع القارئ أو السامع استخلاص بعضها بوضوح ، منها: قضية الاختبار أو الامتحان الذي تجريه حتّى على المرسلين ، و منهم يونس (عليه السلام) .

فيونس عندما ذهبَ مغاضباً لقومه نحو البحر ، لم يكن ليُؤذَن له بعدُ .

و كانت السماء قد أجابت دعوتَه ـ وفقاً للنصوص المفسّرة ـ في إنزال العذاب ، غير أنّ طلائع العذاب ما أن بدأت فعلا ، حتّى كان قوم يونس قد تداركهم أحدُ الحُكماء مشيراً إليهم بالتوبة ، و رفع الأيدي بالدعاء لدفع العذاب و قد استُجيبت دعوتهم فعلا .

و المهمّ ، أنّ ذهابه مُغاضباً لِقومه سواء أكان ذلك لمجرّد الدعاء عليهم ، أو لمغادرته من غير أن يؤذن له ، أو لأسباب اُخرى تذكرها بعض نصوص التفسير من نحو خشيته أن يكذّبه القوم في نزول العذاب . . . و أيّاً كان السبب ، فإنّ تركه (عليه السلام) لممارسة مندوبة ـ كما التفت إلى ذلك أحدُ المفسّرين ـ فيما نوافقه على أنّ اللوم قد يُوجّهُ لِمن تَركَ فِعلا مُستحبّاً و منه: الرحلة من قبل أن يُؤذن ليونس . . . حينئذ ، فإنّ الاختبار يأخذ مساره في هذا الصدد ، بغية حملنا ـ نحن القرّاء أو السامعين ـ على الافادة من الدلالات التي تفرزها القصة حتّى في نطاق ما أوردته النصوص المفسّرة ، أو بعض ظواهر القرآن التي تشير ـ بمجموعها ـ إلى أنّ الدعاء يرد القضاء و قد أبرمَ إبراماً ، و إلى أنّ تحمّل الشدائد حيال المتمرّدين عبر الاضطلاع بالخلافة في الأرض و مهمّاتهم الإصلاحية ، ينبغي أن تظلّ في الصدارة من السلوك .

ذلك جميعاً يشكّل بعض الدلالات التي يمكن أن نفيدها من القصة في ضوء عملية الاختبار التي سنواصل تفصيلاتها المتصلة برحلة يونس (عليه السلام) .

* * *

لاتزال قصة يونس تلفّها بيئةُ البحر منذ اللحظة التي توجّه فيها إلى الساحل . . .
ثمّ إلى ركوب السفينة . . . ثمّ للخَطَر الذي دَاهَم السفينة . . . ثمّ إلى الاقتراع الذي قاده إلى أن يواجه بيئة جديدة كلّ الجدّة هي البحر نفسه عندما واجَه خياراً وحيداً ، هو إلقاؤه في البحر .

إلى هنا فإنّ الأحداث تبدو و كأنّها عادية ، لولا أنّ القُرعة نفسها تنطوي على دلالة في غاية الأهمية تتصل بشخصية يونس و تعرّضه لأزمة اختبار تُجريه السماءُ على شخصيته .

و مع أنّ النصوص المفسّرة تتراوح بين الذهاب إلى أنّ يونس استسلم لإرادة السماء ، بأن ألقى هو نفسَه في البحر بعد وقوع القرعة ، أو أنّ المقارعين هم الذين ألقوه في البحر . . . ففي الحالين فإنّ حدثاً رهيباً ، مُثيراً ، مُدهشاً سيواجه يونس و هو في غمرة الوقوع في أمواج البحر الرهيبة . . .

فنحن الآن حيال بيئة جديدة كلّ الجدّة ، بيئة البحر التي لا ينفع معها ـ في نطاق الظروف العادية ـ أيّ تكيّف ، بل يظلّ الأمر منحصراً في ممارسة واحدة ، هي الاستسلام لأمواج البحر ، تتلقّف الغريق و تطويه في أعماق البحر ، . . . و ينتهي كلّ شيء .

بيد أنّ حدثاً مُفاجئاً ظَهرَ في غمار هذه المشاعر التي لفّها اختبارُ السماء .

فالنصوص المفسّرة تسرد لنا أنّ حوتاً كان ينتظر السفينة على مقربة منها ، . . .
حتّى أنّ يونس فزع منه ـ و كان يونس قدّام السفينة ـ فاتجه إلى مؤخرتها ، . . . لكنّ الحوت دَارَ إلى يونس و فتح فاه ، فالتقمه .

إلى هنا ، فإنّ مشاعر يونس في غمرة التقام الحوت له ، تظلّ كما عبّرت القصةُ عنه:

﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَ هُوَ مُلِيمٌ

قد اقترنت باللوم على ما صدر منه .

بيد أنّ ذلك كلّه يظلّ من خلال مشاعر يونس ذاتِه .

و لكن ما هي استجابة القارئ أو السامع و هو يواجه عَرضاً لأغرب حادثة ، . . .
حادثة شخص يبتلعه الحوت .

ترى: ما هو حجم هذا الحوت الذي يبتلع كائناً آدمياً ؟

ثمّ: هل ازدرده الحوت ، بحيث أصبح يونُس طعاماً ، و انتهى كلّ شيء ؟

ذلك ما ستُجيب عليه الأحداث اللاحقة من القصة .

* * *

القسمُ الجديد من القصة يعرض لنا ما يلي:

﴿فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

إنّ القارئ أو السامع ، و هو منبهرٌ تلفّه الدهشة و التطّلع إلى معرفة المصير الحاسم ليونس و قد ازدرده الحوت ، سرعان ما تجيبه القصة على أسئلته ، . . .
و لكن توقعه في دهشة أشدّ ، تنقله من دهشة إلى دهشة أشدّ . فالقارئ بعد أن كان مبهوراً لا يعرف مصيراً ليونس ، . . . إذا به يواجه عَرضاً لبيئة جديدة لم يألفها على الإطلاق ـ في نطاق الظروف العادية ـ هذه البيئة هي ليست بيئة البحر ، بل بيئة حيوانات البحر . بيئة أعماق الحوت ، بيئة بطن الحوت ، فيما جعلته السماء يتكيّف معها ، و لكن بأيّة حالة من التكيّف ؟

هذا ما يجهله القارئ تماماً .

لكنّ الذي لا يجهله ، هو أنّ يونس كان يُسبّح في بطن الحوت . و لأنّه كان يمارس عمليّة التسبيح ، فإنّ السماء لم تتركه إلى يوم القيامة في بطن الحوت:

﴿فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

بل تركته إلى حين .

و هنا يُثار السؤال من جديد ، و تغمر الدهشةُ و الانبهار قارئ القصة و سامَعها .
إنّه يتساءل: ما هي مدّة اللبث ؟ ما هو زاد يونس ؟ كيف يمارس العبادة ؟

ثمّ يقف قارئُ القصة على دلالة فكرية ، هي التسبيح و سيستنتج لا محالة أنّ للتسبيح أهميّة كبيرة في تغيير مجرى الأحداث .

ألم يكن الدعاء قبل حادثة يونس في بطن الحوت عاملا حاسماً في تغيير مجرى الأحداث أيضاً ، و ذلك عندما توجّه قوم يونس بالدعاء إلى اللّه سبحانه برفع العذاب عنهم ، حيث رفع العذاب فعلا ، نتيجةً لأهميّة الدعاء ؟

لا شك أنّ القصة عبر هذه الطريقة الفنّية غير المباشرة ، قد أوحت لقارئ القصة و سامعها ، بأهمية الدعاء و بأهمية التسبيح و بأهمية ذكر اللّه بحيث أنّ الصواعق تصيب المؤمن و غير المؤمن ، و لكنّها لا تصيب الذاكر للّه سبحانه و تعالى .

و للمرّة الجديدة: كم لعملية التسبيح و الذكر و الدعاء من أهمية خطيرة ، ممّا ألفتت القصةُ انتباهَنا إليه ، حينما قالت لنا:

إنّ يونس لو لم يكن من المسبّحين ، للبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون .

* * *

و الآن لِنتّجه إلى نصوص التفسير لملاحظة الأضواء التي تُلقيها علينا في البيئة الجديدة التي يحياها يونس و هو في بطن الحوت .

تقول بعض النصوص: إنّ اللّه سبحانه و تعالى أوحى إلى الحوت بما يلي:

«إنّي لم أجعل عبدي رزقاً لك ، و لكنّي جعلت بطنك مسجداً له ، فلا تكسّرن له عظماً ، و لا تخدّشن له جلداً» .

و النصوص القرآنية الاُخرى ، تُلقي إنارة على هذا الجانب أيضاً ، حينما تنقل لنا فقرات من دعائه:

﴿فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ

هذا إلى أنّ النصوص المفسّرة تعرض لنا رحلة يونس في بطن الحوت ، . . .
و إلى أ نّه طاف بيونس البحارَ السبعة ، و إلى أ نّه مكث أيّاماً . . . حتّى انتهى به المطاف إلى أن قُذِفَ إلى الساحل ، . . . إلى الأرض ، على هذا النحو الذي يسرده القسمُ الجديد من القصة:

﴿فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَ هُوَ سَقِيمٌ وَ أَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِين

و ها نحن بعد أن عرضت لنا القصةُ جملة من البيئات التي اكتنفت يونس بدءً بالسفينة ، مروراً بالبحر ، فبطن الحوت ، و انتهاءً بالعودة إلى الأرض .

ها نحن بعد أن نواجه سلسلةً من العرض القصصي المُدهش في بيئات متنوعة ، . . . و في رحلات منظّمة تبدأ من الأرض ، و تعود إلى الأرض . . . تبدأ من الأرض ، و تطوف في البحار في بطن الحوت ، و تخرج من بطن الحوت ، لِتعود إلى الأرض من جديد .

ها نحن ، بعد أن نواجه هذه السلسلة من الرحلات المُدهشة ـ بما واكبها من دلالات فكرية لحظناها خلال ذلك ـ نعود مع الرحلة إلى الأرض و لكن في بيئة جديدة أيضاً . . . في بيئة مدهشة ، معجزة أيضاً . . . بيئة العود إلى الأرض بنحو يختلف تماماً عن بيئة الرحلة ، من الأرض إلى البحر . . . بيئة الهروب من القوم إلى بيئة العود إلى القوم . . . الهروب مُغاضِباً و العودة بنحو آخر . . . بيئة الذهاب في اُطُرِه الاعتيادية ، و العودة في اُطُر اُخرى

﴿فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَ هُوَ سَقِيمٌ وَ أَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِين

﴿وَ أَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِين

و لكن ما هي تفصيلات هذه البيئة الجديدة ، و دلالاتها الفكرية ؟

ذلك ما نبدأ بتوضيحه .

بعد الرحلة الإعجازية التي قطعها يونس (عليه السلام) في بطن الحوت ، ألهمت السماءُ الحوتَ بأن تطرحه بالمكان المقفر من وجه الأرض .

و قد اُلقي في الأرض و هو سقيم كما وصفته القصة .

و بعض النصوص المفسّرة تقول: إنّه قد ذهبَ جلدُه و لحمُهُ ، مع أنّ بعض النصوص ذهبت إلى القول بأنّ السماء أوحت للحوت بأن لا يمسّه بأذى .

و يُلاحظ ـ من حيث السمة الفنّية ـ أنّ الإعجاز الذي غلّف يونس في حياته داخل أعماق الحوت ، لم يعف السمات الجسدية من خضوعِها للمؤثرات الطبيعية ، مثل ذهاب الجلد و اللحم ، أو خروجه ـ كما تذهب بعض النصوص المفسّرة ـ بنحو يدفعه إلى أن يستظل بالشجر مثلا . . .

و فعلا فإنّ القصة تعرض هذا الجانبُ حين تصف بيئة الأرض التي اُلقي فيها يونس ، بقولها:

﴿وَ أَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِين

حيث كان يستظل بورقها و يمتصّها .

و حيال مثل هذه البيئة يواجه السامعَ أو القارئ سؤالٌ يحوم على الدلالة الفنّية لخروج يونس مريضاً ، ثمّ إنبات شجرة اليقطين عليه ، مع أنّ لبثه أياماً في بطن الحوت ، ملفّعٌ بالإعجاز ، كما أنّ إنبات الشجر عليه ، ملفّع بالإعجاز أيضاً .

مضافاً لذلك هناك سمة فنّية اُخرى تستدعي التأمّل أيضاً ، و هي أنّ النص سكتَ عن التفصيلات التي أنهت حياتَه في ظل شجرة اليقطين ، عندما اُرسلَ إلى مائة ألف أو يزيدون .

مثل هذه الأسئلة الفنّية يطرحها السامع أو القارئ منتظراً الإجابة عليها دون أدنى شك ، ما دمنا نقرّ بأنّ لكلّ رسم من القصة دلالة فكرية .

* * *

في تصوّرنا الفنّي الصرف ، أنّ كلاّ من الإعجاز و الاختبار يتراوحان رسمَ البيئة القصصية في هذا الصدد .

فالقصة في الآن الذي تُبرز ظاهرة الإعجاز ، تُبرزُ ظاهرة الاختبار أو الامتحان أيضاً ، مادام هدف القصة حائماً على طرحِ الدلالات المتصلة بهذا الجانب .

إنّ يونس (عليه السلام) ذهب مغاضباً قبل أن يؤذن له ، و هذا ما يسوّغ إجراء الاختبار أو الامتحان عليه .

و يونس في الآن ذاتِه من المُرسلين و المُرسلون محفوفون بعناية خاصة من السماء ، نظراً لاخلاصهم في الممارسة العبادية ، ممّا يستتلي التعامل معهم وفق ظواهر إعجازية لا تتاح للعاديّين من الناس .

لا عَجبَ حينئذ لو لحظنا إلى جانب ما هو معجزٌ مثل اللبث في بطن الحوت دون أن يفارق الحياة مثلا ، و دون أن يتناول المعتاد من الغذاء ، إلى جانب إنبات شجرة اليقطين عليه في بيئة الأرض . . . كما لا عَجبَ لو لحظنا إلى جانب ما هو معجزٌ مثلَ ما تقدّم ، ما هو اختبارٌ أيضاً ، كخروجه مريضاً و احتياجه إلى ما يستظل به و يتغذّى منه . و في بعض النصوص المفسّرة ، أنّ شجرة اليقطين يبست فيما بعد ممّا أحزنه كثيراً . . . .

و المهم ، أنّ أمثلة هذا الاختبار تزامَن مع العمليات الإعجازية أيضاً ، للسبب الذي أوضحناه توّاً .

و تنتهي قصة يونس بإرساله بعد العودة إلى بيئة الأرض:

﴿إِلى مِائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِين

و الملاحظ أنّ هذه القصة بدأت برحلة يونس دون أن يسبقها عرض لِتعامل يونس (عليه السلام) مع قومه ، فيما شكّل التعامل مع القوم سبباً لرحلته نحو البحر ، لكنّ القصة مع ذلك لم تتعرّض لحادثة يونس مع قومه .

و أمّا في سورة سابقة هي «الأنبياء» فإنّ القصة لم تذكر إلاّ موقف المغاضبة :

﴿وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ

﴿فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ

و الأمر كذلك في سورة «القلم»:

﴿إِذْ نادى وَ هُوَ مَكْظُومٌ . . .

و أمّا في سورة «يونس» فإنّها تكفّلت بعرض حادثة التوبة فيما يتصل بقوم يونس ، دون أن تعرض لشخصية يونس .

و يعنينا من ذلك كلّه ، أن نشير إلى أنّ القصة في سورة «يونس» كانت في صدد تبيين فاعلية الدعاء ، و ليست في صدد نمط ردّ الفعل عند يونس .

و أمّا في النصوص القصصية التي تعرّضت لردّ فعل يونس فحسب ، و نعني به المغاضبة ، فإنّها أيضاً في صدد تناول شخصية يونس لا في صدد فاعلية الدعاء ، بالرغم من أنّ أهمية الدعاء نستكشفها بنحو غير مباشر ، حتّى في هذه القصة التي نحن في صددها ، مادام النص القصصي نفسه يربط بين تسبيح يونس ، و بين إنقاذه من الحوت .

و أيّاً كان الأمر ، فإنّ اجتياز يونس لمرحلة الاختبار الذي تعرّض له ، قد قرنَه النص القصصي مع إرساله إلى مائة ألف أو يزيدون .

و بعض النصوص المفسّرة تُراوح بين الذهاب إلى أ نّه اُرسل إلى نفسِ قومه الأوّلين ، و بين الذهاب إلى أ نّه اُرسلَ إلى قوم جدد .

و أيّاً كان الصواب فإنّ مجرّد إرساله جديداً يحمل دلالة ذات أهمية كبيرة ، تتمثّل في أنّ خضوع بعض المرسلين لعمليات الاختبار لا يعني عدم عصمتهم ، أو صدور مفارقة منهم بقدر ما يَعني تركَ ما هو حَسَنٌ و مندوبٌ إليه في ضوء غضبهم للّه تعالى فحسب ، ممّا يستدعي مجرّد اللوم .

* * *

و بعامّة فإنّ القصة من حيث بناؤها الهندسي بدأت مع شخصية يونس هارباً من قومه و انتهت مع شخصيته عائداً إلى قومه .

في المرة الاُولى هرب منهم مُغاضباً . . . و في العودة إتجه نحوهم مُبلغاً . . . ذهب عنهم بوجه ، و عاد إليهم بوجه آخر . . .

و في ضوء هذا التناسق الهندسي بين الذهاب و العودة ، قطع يونس رحلة اختبارية خرجَ منها بمُحصّل جديد بعد أن تعرّض للأهوال الآتية:

غربةِ السَفَر .

مفاجأةِ القُرعة الهادفةِ إلى إلقائه في البحر .

فزعِهِ من الحوت الذي لاحقه من مقدّم السفينة إلى مؤخّرها .

وقوعِه في أعماق الحوت .

لبثِه أياماً ساقته إلى المرض .

نبذِه بالعراء .

تسربله و اقتياته النبات .

لكنّ الرحلة لم تمتدّ طويلا ، ربما كانت ثلاثة أيام أو اُسبوعاً ، و حسب بعض النصوص المفسّرة ، أنّ الرحلة ذهاباً و عودة ، برّاً و بحراً ، منذ بدء الهروب من القوم و حتّى العود إلى القوم كانت أربعة أسابيع . . . تمّ خلالها تفجير أكثر من حدث و موقف و مفاجأة ، سواء أكان متصلا بالقوم الذين أوشك العذاب أن يستأصلهم لولا أن تداركهم أحدُ الحكماء و اقترح عليهم بالإلحاح في الدعاء ، فيما تحقّق ذلك فعلا . . .

و عندها . . . سواء أرَجِعَ يونس إلى قومه بأعيانِهم ، أو إلى قوم جدد ، . . . فإنّ الدعاء أنقذهم من العذاب ، و آمَنهم إلى حين .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page