موقفنا
فإن كان الشيخ المفيد رحمه الله يعتقد بمضمون هذا الكلام، ولم يورده على سبيل المجاراة في البحث، وإرسال الكلام وفق ما يرضاه من هو بصدد مناظرته ومحاورته، فإننا نقول:
إننا لا نوافقه على ما قاله، ولا نراه قريباً إلى الصواب، خصوصاً بالنسبة لتزوج عثمان من زينب بعد وفاة أبي العاص بن الربيع، وكذا بالنسبة لكون البنتين اللتين تزوجهما عثمان بنتين لرسول الله صلى الله عليه وآله على الحقيقة.
ولبيان ذلك نقول:
عثمان لم يتزوج بزينب
فأما بالنسبة لقول الشيخ المفيد رحمه الله:
"وهاتان هما اللتان تزوجهما عثمان بن عفان، بعد هلاك عتبة، وموت أبي العاص". فنقول:
إن من الواضح: أن التي تزوجها أبي العاص بن الربيع اسمها زينب. وعثمان لم يتزوج بها أصلاً. وقد توفيت زينب في سنة ثمان من الهجرة كما ذكره كل من ترجم لها، وكل من كتب في السيرة النبوية الشريفة.
أما وفاة زوجها أبي العاص بن الربيع، فقد كانت بعد وفاتها بأربع سنوات، أي في السنة الثانية عشرة، في خلافة أبي بكر(1).
وعثمان إنما تزوج رقية في مكة، ثم ماتت في المدينة مرجع المسلمين من غزوة بدر، فتزوج بعدها أم كلثوم، وماتت في سنة ثمان. وقيل: ماتت ولم يبن بها عثمان(2).
والخلاصة:
أن زينب لم تتزوج عثمان قطعاً.
ونظير ما وقع من الاشتباه هنا: ما قاله البعض، وهو يتحدث عن بنات النبي: ".. وأم كلثوم خرجت إلى أبي العاص، بن الربيع، بن عبد العزى بن عبد شمس، وزينب خرجت إلى عثمان أيضاً"(3).
مع أن العكس هو الصحيح، فإن زينب تزوجها أبو العاص، وأم كلثوم تزوجها عثمان كما هو معلوم.
_________________
(1) راجع: سير أعلام النبلاء ج1 ص335 وسائر كتب السيرة والتراجم.
(2) راجع هذا القول: تنقيح المقال ج3 ص73/74 عن قرب الإسناد، وقاموس الرجال ج10 ص406 وقريب منه ما في الخصال ص407.
(3) المجدي في أنساب الطالبيين ص7.
عثمان لم يتزوج بزينب
- الزيارات: 2221