• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

صغرى بنات النبي(ص)

قال الجرجاني إنه قد صح عنده: أن رقية كانت أصغر بنات النبي(ص)، حتى من فاطمة عليها السلام(1).
ويرى بعض آخر: أن أم كلثوم كانت هي الأصغر من الكل(2).
قال أبو عمر: كانت فاطمة هي وأختها أم كلثوم أصغر بنات رسول الله(ص)، واختلف في الصغرى منهما. وقال ابن سراج: سمعت عبيد الله الهاشمي يقول: ولدت فاطمة في سنة إحدى وأربعين من مولد النبي(3) أضاف في الاستيعاب: وقد قيل: إن رقية أصغر منها(4).
وقال فريق آخر: " الأكثر على أن فاطمة أصغرهن سناً ".
ورآه بعض آخر: أنه هو الصحيح(5).
فإذا صح أن رقية أو أم كلثوم كانت أصغر من فاطمة، فلابد من الرجوع إلى تاريخ ولادة فاطمة عليها السلام، فبينما نرى البعض يذكر: أنها قد ولدت قبل البعثة(6)، فإن البعض الآخر يقول: إنها ولدت في سنة البعثة(7).
والبعض الآخر يقول: ولدت سنة إحدى وأربعين(8).
وثمة من يقول: ولدت في السنة الثانية من البعثة(9).
أما نحن فنقول:
أنها عليها السلام قد ولدت في السنة الخامسة من البعثة النبوية الشريفة فيكف تكون رقية قد تزوجت في الجاهلية من أبي لهب، ثم لما بعث رسول الله أسلمت، فطلقها زوجها ليتزوجها عثمان، فتحمل، وتسقط في السفينة حين الهجرة إلى الحبشة في السنة الخامسة بعد البعثة؟!
وقد وافقنا على ما نذهب إليه في تاريخ ميلاد فاطمة عليها السلام جماعة، فقالوا: إن فاطمة قد ولدت في السنة الخامسة من البعثة(10).
ألف ـ ما قدمناه في أوائل هذا البحث من أن غير واحد قد نصوا على أن أولاد النبي(ص) كلهم قد ولدوا بعد النبوة، باستثناء عبد مناف عند بعضهم.
فراجع ما نقلناه عن مصعب الزبيري، والسهيلي، والمقدسي والقسطلاني وغيرهم.
ب ـ هناك روايات كثيرة أوردها جماعة من الحفاظ والعلماء على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، كلها تدل على أن نطفة فاطمة عليها الصلاة والسلام قد انعقدت من ثمر جاء به جبرائيل من الجنة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حين الإسراء والمعراج، الذي كان في السنة الثانية، أو الثالثة من البعثة على ما هو الأظهر والأرجح(11).
وقد رويت هذه الروايات عن جماعة من الصحابة مثل: سعد بن أبي وقاص، وعائشة، وعمر بن الخطاب، وسعد بن مالك، وابن عباس، وغيرهم وروي ذلك عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً(12)
ومهما أمكنت المناقشة في بعض تلك الروايات، فإن بعضها الآخر، لا مجال للنقاش فيه، كما لا يخفى على من راجعها، ودقق النظر فيها.
ج ـ ومما يدل على ذلك: ما روي من أن نساء قريش قد هجرن خديجة، فلما حملت بفاطمة عليها السلام كانت تحدثها من بطنها، وتصبِّرها. وكانت تكتم ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله يوماً، فسمع خديجة تحدث فاطمة، فقال لها: يا خديجة، من تحدثين؟!
قالت: الجنين الذي يحدثني ويؤنسني.
قال: يا خديجة! هذا جبرائيل يخبرني: أنها أنثى الخ..(13).
فهذا الحديث يدل على أن الحمل بفاطمة قد كان حينما كان جبرائيل يلتقي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد كان ذلك بعد أن نُبِّئ (ص).
كما أنه يدل على أن الحمل بفاطمة قد كان بعد عدة سنوات من البعثة، أي بعد إظهار قريش لعدائها مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وحينما هجرت نساء قريش خديجة رحمها الله. ولم يكن ذلك إلا بعد البعثة بعدة سنوات، أي بعد انتهاء الدعوة غير المعلنة، ثم الدخول في مرحلة جديدة كما هو ظاهر.
د ـ ما روي من أن أبا بكر خطب فاطمة، فرده (ص). ثم خطبها عمر فرده رسول الله(ص)، وقال لهما: إنها صغيرة، فخطبها علي عليه السلام فزوجه(14).
فلما عاتب الخاطبون رسول الله(ص) على منعهم وتزوج علي عليه السلام، قال (ص): والله ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه(15).
ومن الواضح: أن تزويج فاطمة قد كان في السنة الثانية بعد الهجرة، فالتعليل لردهما بكونها صغيرة، يشير إلى أن ولادتها قد كانت بعد البعثة بعدة سنوات إذ لو كانت قد ولدت قبل البعثة بخمس سنوات كما يدعون، لكان عمرها حين زواجها حوالي عشرين سنة، ولا يقال لمن تكون بهذه السنة: إنها صغيرة!!
ومما يدل على أن خطبة أبي بكر وعمر لها قد كانت بعد الهجرة، قولهم: خطب أبو بكر فاطمة إلى رسول الله(ص)، فقال النبي(ص): هي لك يا علي لست بدجّال(16).
حيث إن ظاهر في أن تزويجها لعلي قد أعقب خطبة أبي بكر وعمر لها، من دون فصل.



__________________
(1) راجع: الإصابة ج4 ص304 والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص299و282 ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص70 وتاريخ الخميس ج1 ص273 وراجع: الوفاء ص656 ومختصر تاريخ دمشق ج2 ص262.
(2) راجع: زاد المعاد لابن القيم ج1 ص25 والطبقات الكبرى ج1 ص133 والوفاء ص655 والسيرة الحلبية ج3 ص308 وجمهرة أنساب العرب ص16 ونور الأبصار ص43 وإسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار) ص82 ومحاضرة الأوائل ص88.
(3) نهاية الإرب ج18 ص213 وراجع: الاستيعاب (بهامش الإصابة) ج4 ص373وم374.
(4) الاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص373 والسيرة الحلبية ج3 ص308.
(5) راجع: تاريخ الخميس ج1 ص272 وبهجة المحافل ج2 ص137 والوفاء ص656 وراجع: الأوائل للعسكري ج1 ص166 والروض الآنف ج1 ص215 والسيرة الحلبية ج3 ص308 وذخائر العقبى ص153.
(6) راجع المصادر لذلك في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج1 حين الحديث حول ولادة فاطمة عليها السلام.
(7) البحار ج43 ص8 عن إقبال الأعمال، وعن حدائق الرياض للشيخ المفيد، وتاريخ الخلفاء ص75، وهو مقتضى كلام العسقلاني في تهذيب التهذيب ج2 ص441 حيث قال: إنها تزوجت في السنة الثانية من الهجرة وعمرها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفاً.
(8) راجع: مستدرك الحاكم ج3 ص163 ونهاية الإرب ج18 ص213 وسيرة مغلطاي ص17 ودلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج2 ص71 والبحار ج43 ص8 وملحقات إحقاق الحق للمرعشي ج10 ص11 عن الثغور الباسمة للسيوطي، وراجع: البصائر والذخائر ج1 ص193 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص20 والتبيين في أنساب القرشيين ص91 ومختصر تاريخ دمشق ج2 ص269 والمواهب اللدنية ج1 ص198 والاستيعاب (بهامش الإصابة) ج4 ص374.
(9) راجع: البحار ج43 ص9 وراجع: نهاية الإرب ج18 ص213.
(10) راجع المصادر التالية: البحار ج43 ص1ـ10 عن الكافي بسند صحيح، والمصباح الكبير، ودلائل الإمامة، ومصباح الكفعمي، والروضة، ومناقب ابن شهرآشوب.
وفي هذين الأخيرين: أنها عليها السلام ولدت بعد البعثة بخمس سنين، وبعد الإسراء بثلاث سنين.
وراجع: مروج الذهب ج2 ص289 وكشف الغمة ج2 ص75 وإثبات الوصية للمسعودي، وذخائر العقبى ص52 وتاريخ الخميس ج1 ص287 عن الإمام أبي بكر أحمد بن نصر، بن عبد الله الدراع في كتاب: تاريخ مواليد أهل البيت.
(11) راجع ذلك في كتابا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم(ص).
(12) تجد بعض هذه الروايات في كتب الشيعة في: علل الشرايع ص72 والبحار ج18 ص315 و350 و364 وج43 ص4 و5 و6 عن تفسير القمي، وعن الأمالي للصدوق، وعيون أخبار الرضا، ومعاني الأخبار، والاحتجاج، والأنوار النعمانية ج1 ص80 وغير ذلك.
وتجده في كتب غير الشيعة في: المستدرك على الصحيحين ج3 ص165 وتلخيصه للذهبي (مطبوع بهامشه) ونزل الأبرار ص88 والدر المنثور ج4 ص153 عن الحاكم والطبراني وتاريخ بغداد ج5 ص87 ومناقب الإمام علي(ع) لابن المغازلي ص357 وتاريخ الخميس ج1 ص277 ونظم درر السمطين ص176 وذخائر العقبى ص36 ومحاضرة الأوائل ص88. ونور الأبصار ص44و45 ولسان الميزان ج1 ص134 واللآلي المصنوعة ج1 ص392و394 والمواهب اللدنية ج2 ص29 ومقتل الحسين للخوارزمي ص63/64 وميزان الاعتدال ج2 ص297و160 ومجمع الزوائد ج9 ص202 وينابيع المودة ص97 ونزهة المجالس ج2 ص179 وإحقاق الحق (الملحقات للمرعشي) ج10 ص1ـ11 عن بعض من تقدم وعن: أرجح المطالب ص239 وعن وسيلة المآل ص78/79 وعن إعراب ثلاثين سورة ص120 وعن مفتاح النجاص ص98 (مخطوط) وعن أخبار الدول ص87 وعن ميزان الاعتدال ج1 ص38و253 وج2 ص26و84 وعن كنز العمال.
(13) البحار ج43 ص2.
(14) خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للنسائي ص114 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص345 وتذكرة الخواص ص306/307 ومستدرك الحاكم على الصحيحين ج2 ص167و168 وتلخيص المستدرك للذهبي (مطبوع بهامشه) وسكت عنه، وسنن النسائي ج6 ص62.
وقد ذكرنا لحديث الخطبة والرد، ثم التزويج لعلي عليه السلام مصادر كثيرة في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم(ص) ج4 ص26/27.
(15) راجع: بحار الأنوار ج43 ص92 وغير ذلك.
(16) طبقات ابن سعد ط ليدن ج8 ص12 ومجمع الزوائد ج9 ص204 عن البزار واللآلي المصنوعة ج1 ص365 عن العقيلي والطبراني وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أن أبا العنبس لم يسمع من النبي.

ولنا كلام مطول مع المنتقدين للرواية فراجع الصحيح من سيرة النبي ج4 ص30 وما بعدها.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page