ثم إن ما ذكروه من تزوج رقية وأم كلثوم بابني أبي لهب يتوقف على أن تكون خديجة قد تزوجت برسول الله في وقت مبكر قبل البعثة.
ونحن وإن كنا نجدهم يروون: أنها رحمها الله قد تزوجت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة بخمس عشرة سنة، أو ست عشرة، أو حتى عشرين سنة، كما في بعض الأقوال الشاذة(1).
إلا أننا نجد أقوالاً أخرى تفيد: أنها رحمها الله قد تزوجت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة بعشر سنين(2).
وقال البعض: تزوجته قبل البعثة بخمس سنين(3).
وبعض آخر يقول: إنها قد تزوجته قبل البعثة بثلاث سنين(4).
وربما يرجح هذا القول الأخير ما نقله البيهقي من أنها رحمها الله قد توفيت وعمرها خمسون سنة على الأصح(5).
ويرجحه أيضاً قولهم المتقدم: أنها رحمها الله لم تلد في الجاهلية سوى عبد مناف.
وبذلك يتضح: أن القول بأنها قد ولدت رقية، وأم كلثوم في الجاهلية، ثم كبرتا، وتزوجتا بابني أبي لهب، ثم بعثمان، يصبح موضع شك وريب. ويزيد هذا الريب حتى يصل إلى درجة اليقين بكذب ذلك، بملاحظة سائر الدلائل والشواهد التي أوردناها ونوردها في هذا البحث.
______________________
(1) راجع هذه الأقوال – كلاً أو بعضاً – في: تاريخ الخميس ج12 ص264 ومجمع الزوائد ج9 ص219 ومختصر تاريخ دمشق ج2 ص275 والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص280 وسيرة مغلطاي ص12 والمواهب اللدنية ج1 ص38و202 والروض الآنف 1 ص216.
(2) راجع الروض الآنف ج1 ص216 والمواهب اللدنية جت1 ص38و202 وسيرة مغلطاي ص12 ومختصر تاريخ دمشق ج2 ص275.
(3) الأوائل ج1 ص161.
(4) راجع: سيرة مغلطاي ص12 عن ابن جريج، وكذا في مجمع الزوائد ج9 ص219 والأوائل ج1 ص161.
(5) دلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج1 ص71.
متى تزوجت خديجة برسول الله(ص)؟!
- الزيارات: 1850