وثمة دليل آخر على أن أحداً غير علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام لم يكن صهراً لرسول الله(ص)، لا عثمان بن عفان، ولا أبو العاص بن الربيع، ولا غيرهما.
وهو ما روي عن أبي الحمراء، قال:
"قال النبي(ص): يا علي، أوتيت ثلاثاً لم يؤتهن أحد ولا أنا:
أوتيت صهراً مثلي، ولم أوت أنا مثلي.
وأوتيت صدّيقة مثل ابنتي، ولم أوت مثلها [زوجة].
وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما، ولكنكم مني، وأنا منكم"(1).
فلو كان عثمان أو أبو العاص قد تزوجا بنات رسول الله(ص) لم يصح منه (ص) ذلك القول، لاسيما وأن هذا الكلام قد صدر منه (ص) بعد ولادة الحسنين عليهما السلام.
إذن، فلا مجال حتى لدعوى: أن عثمان قد يكون تزوج بإحدى بناته (ص) بعد صدور هذا القول منه (ص).
لأنهم يقولون: أن عثمان قد تزوج أم كثلوم بعد وفاة رقية بقليل، أي في سنة ثلاث(2).
وربما يمكن أن يؤيد ذلك بما روي عن أبي ذر الغفاري(ره)، مرفوعاً:
"إن الله تعالى اطلع إلى الأرض إطلاعة من عرشه – بلا كيف ولا زوال – فاختارني، واختار علياً صهراً، وأعطى له فاطمة العذراء البتول، ولم يعط ذلك أحداً من النبيين.
وأعطي الحسن والحسين، ولم يعط أحداً مثلهما.
وأعطي صهراً مثلي.
وأعطي الحوض.
وجعل إليه قسمة الجنة والنار.
ولم يعط ذلك الملائكة الخ.."(3).
حيث ذكرت الرواية عدة أمور اختص بها علي عليه السلام دون سواه، ولم يعط احد مثلها، وذكر من ضمنها اختيار علي عليه السلام صهراً له صلى الله عليه وآله.
___________________________
(1) إحقاق الحق (قسم الملحقات) للمرعشي النجفي ج5 ص74 وج4 ص444 عن المناقب لعبد الله الشافعي ص50 (مخطوط) وعن مناقب الكاشي ص72 (مخطوط أيضاً).
والحديث موجود أيضاً في كتاب نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص114. ولا بأس بمراجعة ص113 ومراجعة مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص109.
(2) راجع: الإصابة ج4 ص489، والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص487.
(3) ينابيع المودة ص255 وإحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص18 عنه.
نفي النبي(ص) مصاهرة غير علي(ع)
- الزيارات: 2251