وإذا كانت رقية وأم كلثوم اللتان تزوجهما عثمان إنما كانتا ربيبتين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ويطلق على ربيبة الرجل: إنها ابنته. فإنه يصح أن يقال لمن يتزوج تلك الربيبة: إنه صهر لذلك الرجل.
ومن هنا يتضح لنا الوجه فيما نسب إلى أمير المؤمنين عليه السلام، من أنه قد قرّر لعثمان: أن نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من نسبة سلفيه أبي بكر وعمر إليه، حيث قال له فيما روي:
"وقد نلت من صهره ما لم ينالا"(1) ولكن يبقى البحث حول أن ذلك الصهر على البنتين الربيبتين، هل قام بواجبه تجاه ذلك الرجل الذي أكرمه بتزوج ربيبتيه له، وتجاه نفس تينك البنتين، فذلك يحتاج إلى مراجعة حياته وسيرته معهما، وما جرى له مع النبي(ص) حين وفاتهما، فراجع كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم(ص) أول الجزء الرابع وآخره، لتقف على بعض ما قيل في ذلك.
_____________________
(1) نهج البلاغة ج2 ص85 وأنساب الأشراف ج5 ص60 والعقد الفريد ج3 ص376 ط الاستقامة، والجمل ص100 عن المدائني والغدير ج9 ص74 عن بعض من تقدم، وعن الكامل في التاريخ ج3 ص63 وعن البداية والنهاية ج7 ص168.
صهر رسول الله!
- الزيارات: 2466