وإذا كان عثمان قد تزوج رقية ربيبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الإسلام، فإن ما يلفت نظرنا هو أنهم يذكرون أن رقية كانت ذات جمال رائع(1).
وقد قال البعض: إن عثمان "تعاهد مع أبي بكر: لو زوَّج مني رقية لأسلمت"، وذلك بعد أن بشرته كاهنة بنبوة رسول الله(ص)(2).
ومعنى ذلك هو أن النبي(ص) قد زوّج عثمان برقية تألفاً له على الإسلام. وقد روي أنه لما طلب سعد بن معاذ من علي أن يخطب فاطمة قال (ع) في جملة ما قال:
".. وما أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه، يعني بتألفه، إني لأول من أسلم"(3).
وقال (ع) في جواب أسماء بنت عميس، حينما اقترحت عليه الزواج بفاطمة عليها السلام:
"مالي صفراء، ولا بيضاء، ولست بمأبور – يعني غير الصحيح في الدين – ولا المتهم في الإسلام"(4).
فلعل هذا الكلام قد جاء تعريضاً لعثمان الذي زوجه النبي(ص) لكي يجره إلى قبول هذا الدين. وفقاً للنص المتقدم. لاسيما وأن أبا العاص زوج زينب كان لا يزال على شركه حتى عام الحديبية وهو: إنما زوج زينب في الجاهلية(5).
وقد تقدم قول النبي(ص) لعلي: هي لك يا علي لست بدجال.
وقد حاول البزار وابن سعد جل التاء في (لست) مضمومة، قال ابن سعد:
"وذلك أنه كان قد وعد علياً بها قبل أن يخطب إليه أبو بكر وعمر"(6).
ونقول:
لو صح ذلك لم يكن (ص) قد اعتذر عن تزويجها لأبي بكر وعمر بصغرها، بل كان اعتذر لهما بالوعد الذي كان قد قطعه على نفسه لعلي عليه الصلاة والسلام.
_______________
(1) راجع: ذخائر العقبى ص162 والمواهب اللدنية ج1 ص197 وراجع التبيين في أنساب القرشيين ص89 وراجع: نور الأبصار ص44.
(2) مناقب آل أبي طالب ج1 ص22.
(3) مجمع الزوائد ج9 ص207 والمصنف للصنعاني ج5 ص486 والمناقب للخوارزمي ص243 وثمة مصادر كثيرة ذكرناها في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج4 ص26و27 حين الكلام حول زواج علي بفاطمة عليها السلام.
(4) السيرة الحلبية ج1 ص207 وراجع: المصنف للصنعاني ج5 ص486 والنهاية في اللغة ج1 ص14.
(5) الطبقات الكبرى ج8 ص31/30 وراجع سير أعلام النبلاء ج2 ص246.
(6) طبقات ابن سعد ج8 ص12 ط ليدن ومجمع الزوائد ج9 ص204.
سرّ تزويج رقية لعثمان
- الزيارات: 2419