إبراهيم بن الحصين
قال الدربندي في أسرار الشهادة : برز إبراهيم بن الحصين ] هكذا دون أن ينسبه [وأنشأ يقول
أقدِم حسين اليوم نلقى أحمدا***ثمّ أباك الطاهر المسدّدا
والحسن المسموم ذاك الأسعدا***وذا الجناحين حليف الشهدا
وحمزة الليث الكمي السيّدا***في جنّة الفردوس فازوا أسعدا ([1])*** إلاّ أنّ ابن شهرآشوب نسبه إلى بني أسد، فقال :
إبراهيم بن الحصين الأسدي :
ونسب إليه رجزاً يختلف عمّا ذكره الدربندي الذي اعتمد على اللهوف، والأبيات هكذا :
أضرب منكم مفصلاً وساقاً***ليهرق اليوم دمي إهراقا
ويرزق الموت أبو إسحاقا***أعني بني الفاجرة الفساقا
فقتل منهم أربعة وثمانين رجلاً([2]) .
وذكر هذا الرجز كذلك في القمقام الزخّار([3]) .
أبو عمرو النهشلي :
حدث مهران مولى بني كاهل، قال : شهدت كربلاء مع الحسين (عليه السلام)، فرأيت رجلاً يقاتل قتالاً شديداً، لا يحمل على قوم إلاّ كشفهم، ثمّ يرجع إلى الحسين (عليه السلام)، ويرتجز ويقول :
أبشر هديت الرشد تلقى أحمدا***في جنّةِ الفردوس تعلو صعدا
فقلت : مَن هذا ؟ فقالوا : أبو عمر والنهشلي، وقيل : الخثعمي، فاعترضه عامر بن نهشل أحد بني تيم اللات من ثعلبة فقتله واحتزّ رأسه .
وكان أبو عمر وهذا متهجّداً، كثير الصلاة([4]) .
أحمد بن محمّد الهاشمي :
ذكره ابن شهرآشوب، وروى له رجزاً :
اليوم أبلو حسبي وديني***بصارم تحمله يميني
أحمي به يوم الوغى عن ديني([5])
ولم يعدّه في شهداء الهاشميّين، فبعد أن أورد رجزه قال : « وأوّل مَن تقدّم من بني هاشم عبدالله بن مسلم » . بعد أن أورد ذكره أشار إلى أوّل مَن تقدّم من بني هاشم، وظاهر عبارته عدم عدّ أحمد بن محمّد الهاشمي من الهاشميّين .
فهل هذا يعني عدم عدّه من الهاشميّين، مع أنّ رجزه ينبئ عن حسبه الشريف، فقوله : « اليوم أبلو حسبي وديني » إشارة إلى رفيع حسبه بسبب انتسابه إلى بيت كريم، ومقام رفيع، ولا يتمّ هذا إلاّ لانتسابه الهاشمي الكريم .
والعجيب أنـّه لم يذكره سوى ابن شهرآشوب، وسكت عنه الباقون، ولعلّه أحد بني هاشم الشهداء، ورجزه منسوب لأحدهم، والله العالم .
الأدهم بن اُميّة العبدي :
هو ابن اُميّة العبدي البصري . عن ابن سعد في محكيّ الطبقات : أنّ أبا اُميّة صحب النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ثمّ سكن البصرة وأعقب بها ([6]).
تاريخ جهاده :
عن أبي جعفر : أنّ الأدهم بن اُميّة كان من شيعة البصرة الذين يجتمعون عند مارية، وكانت مارية ابنة منقذ أو سعيد العبديّة تتشيّع، وكانت دارها مألفاً للشيعة يتحدّثون فيها، وقد كان ابن زياد بلغه إقبال الحسين (عليه السلام) ومكاتبة أهل العراق له، فأمر عامله أن يضع المناظر ويأخذ الطريق، فأجمع يزيد بن ثبيط على الخروج إلى الحسين (عليه السلام)، وكان له بنون عشرة، فدعاهم إلى الخروج معه، وخرج الأدهم بن اُميّة مع يزيد بن ثبيط وابناه عبدالله وعبيدالله حتّى انتهى إلى الحسين (عليه السلام)وهو بالأبطح من مكّة، فاستراح في رحله، ثمّ ضمّ رحله إلى رحل الحسين (عليه السلام)، وما زال معه حتّى أتى كربلاء([7]) .
مصرعه :
قال صاحب الحدائق الورديّة : إنـّه لمّا كان يوم الطفّ وشبّ القتال، تقدّم بين يدي الحسين (عليه السلام)، وقُتل في الحملة الاُولى مع مَن قُتل من أصحاب الحسين (عليه السلام)رضوان الله عليهم([8]) .
أسلم ( مولى كلب ) :
أسلم مولى كلب كما عدّه الفضيل بن الزبير فيمن استشهد مع الإمام الحسين (عليه السلام) . والشيخ في رجاله عدّه من أصحاب الحسين (عليه السلام)، إلاّ أنّ العلاّمة المامقاني (رحمه الله)وصفه بأنـّه مولى ابن المدنية، ولم يقف له على ترجمة، كما ادّعاه رضوان الله عليه([9]) . ولعلّ ابن المدنية المذكور متّحد مع أسلم مولى كلب، فلا تنافي في الكلام .
اُميّة بن سعد الطائي :
كان اُميّة من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) تابعيّاً نازلاً في الكوفة، سمع بقدوم الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء، فخرج إليه أيّام المهادنة وقتل بين يديه .
قال صاحب الحدائق الورديّة : قُتل في أوّل الحرب، يعني في الحملة الاُولى([10]) .
أنس بن الحارث الكاهلي :
نسبه رضوان الله عليه :
هو : أنس بن الحارث ـ أو الحرث ـ ابن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي الكاهلي .
انتسابه :
وكان أنس بن الحارث عداده في أهل الكوفة، وهو من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وكان قد سمع النبيّ يقول : إنّ ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يُقتل بأرض من العراق، فمن أدركه منكم فلينصره، فكان بانتظار هذااليوم حتّى خرج الإمام فصحبه إلى كربلاء .
تاريخ جهاده :
روى لوط بن يحيى الأزدي : أنّ أنس بن الحرث الكاهلي كان شيخاً كبيراً قد شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بدر وحنين([11]) .
مصرعه :
ولمّا كان يوم العاشر طلب الإذن من الحسين (عليه السلام)، فأذن له، فخرج وهو يرتجز ويقول :
قد علمت ما لك والدودان***والخندفيّون وقيس عيلان
بأنّ قومي آفة الأقران***لسنا نرى العجز عن الطِّعانِ
آل عليّ شيعة الرحمانِ***آل زياد شيعة الشيطان
وحمل عليهم فقاتل حتّى قُتل (رحمه الله)([12]) .
وروى ابن أعثم الكوفي رجزه هكذا :
قد علمت ما لك وذودان***والخندفيّون ومن قيس غيلان
بأنّ قومي آفة الأقران***لدى الوغى وسادة الفرسان
فباشروا الموت بطعن آن***لسنا نرى العجز عن الطعان
آل عليّ شيعة الرحمن***آل زياد شيعة الشيطان([13])
وعنونه المجلسي بــ « مالك بن أنس المالكي »([14]) .
أنس يروي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) :
وأثبته العلاّمة السماوي بــ (أنس بن الحرث الأسدي الكاهلي)([15]) .
قال ابن حجر في الإصابة : « أنس بن الحرث بن نبيه . . قال ابن مندة : عداده في أهل الكوفة، وقال البخاري : أنس بن الحرث قتل مع الحسين بن عليّ سمع النبيّ (صلى الله عليه وآله)قاله محمّد عن سعيد بن عبدالملك الحراني، عن عطاء بن مسلم، حدّثنا أشعث بن سحم، عن أبيه، سمعت أنس بن الحرث ورواه البغوي وابن السكنى وغيرهما من هذا الوجه ومتنه : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : « إنّ ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلينصره »، قال : فخرج أنس بن الحرث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين([16]) .
دلالة الرواية :
على أنّ هذه الرواية تعني شيئاً خطيراً، فأمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) بنصرة الحسين (عليه السلام)على مَن شهد ذلك، أي من أبلغه ذلك ولم ينصره فهو منافق إن لم نقل غير ذلك، فما بالك بمن يقتله أو يأمر بقتله ؟ وهل تبقى لدى البعض مندوحةً في التوقّف بلعن يزيد بن معاوية فضلاً عن الحكم بكفره ؟ !
وجاء في تنقيح المقال : إنـّه كان شيخاً كبيراً، قد شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر وحنين، وأنـّه لمّا أذن له الحسين (عليه السلام) في القتال شدّ وسطه بعمامته، ثمّ دعى بعصابة عصّب بها حاجبيه رفعهما عن عينيه، والحسين (عليه السلام)ينظر إليه ويبكي ويقول : « شكر الله لك يا شيخ »([17]) .
إلاّ أنّ ابن شهرآشوب عنونه بــ(مالك بن أنس الكاهلي) ([18]) . والصحيح ما أثبتناه لما عليه الأكثريّة من أرباب السير والتواريخ .
أنيس بن معقل الأصبحي :
ذكره الخوارزمي في مقتله فيمن تقدّم وقاتل، ثمّ قُتل رضوان الله عليه، وأنشد :
أنا أنيس وأنا ابن معقل***وفي يميني نصل سيف فيصل
أعلو به الهامات بين القسطل***حتّى اُزيل خطبه فينجلي
عن الحسين الفاضل المفضّل***ابن رسول الله خير مرسلِ([19])
الاختلاف في رواية رجزه رضوان الله عليه :
وروى الأبيات ابن أعثم في تاريخه هكذا :
أنا أنيس وأنا ابن معقل***وفي يميني نصل سيف مصقلِ
أضرب به في الحرب حتّى ينجلي***أعلُ به الهامات وسط القسطلِ
من الحسين الماجد المفضّلِ***ابن رسول الله خير مرسلِ([20])
وابن شهرآشوب روى هكذا :
أنا أنيس وأنا ابن معقل***وفي يميني نصل سيف مصقلِ
أعلو بها الهامات وسط القسطل***عن الحسين الماجد المفضل
ابن رسول الله خير مرسلِ([21])***
--------------------------------------------------------------------------------
[1]. أسرار الشهادة / الدربندي : 297 .
[2]. المناقب / ابن شهرآشوب : 4/114 .
[3]. القمقام الزخّار 1 : 587 .
[4]. مثير الأحزان / ابن نما الحلّي : 42 .
[5]. المناقب / ابن شهرآشوب : 4/114 .
[6]. تنقيح المقال : 1/106 .
[7] و 2. تنقيح المقال : 1/106 .
[9]. تنقيح المقال : 1/126 .
[10]. إبصار العين : 150 .
[11]. تنقيح المقال : 1/154، أشار إليه البخاري في التاريخ الكبير : 2/30، وذكره العجلي في معرفة الثقات : 1/17، والرازي في الجرح والتعديل : 2/287، وابن حيان في الثقات : 4/49، وتاريخ دمشق لابن عساكر : 4/224، واُسد الغابة : 1/232 .
[12]. القمقام الزخّار : 1/583 .
[13]. مقتل الحسين (عليه السلام) من تاريخ ابن أعثم : 131 .
[14]. بحار الأنوار : 45/24 .
[15]. إبصار العين : 74 .
[16]. الإصابة في تمييز الصحابة : 1/68 .
[17]. تنقيح المقال : 1/154 .
[18]. مناقب / ابن شهرآشوب : 4/111 .
[19]. مقتل الحسين (عليه السلام) / الخوارزمي : 23 .
[20]. تاريخ ابن أعثم : 131 .
[21]. المناقب / ابن شهرآشوب : 4/113 .
