اتفق المؤرخون ورواة السير أن معاوية كان يصعد المنبر ويلعن عليّاً (ع)، وأنّه فعل ذلك لتقتدي به الأمة وتلعن الإمام كما لعنه (انظر: العقد الفريد لابن عبد ربة الأندلسي 4: 366، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 356، 3: 258).
ولم يكتف معاوية بما فعل بل أصدر أوامره لرعيّته بأن يسبّوا عليّاً(ع) (أنظر: صحيح مسلم 7: 12 كتاب الفضائل، باب من فضائل علي، سنن الترمذي 5: 3 1، المستدرك على الصحيحين 3: 1 9 وصححه).
وهكذا صار سب أمير المؤمنين(ع) سنّة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير.
قال المسعودي في (مروج الذهب) عند ذكره لأتباع معاوية واشتدادهم في طاعته: ثم أرتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن عليّ سنّة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير (أنظر: مروج الذهب 3: 42).
وقال ابن حجر في (فتح الباري): ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنّة، ووافقتهم الخوارج على بغضه. (7: 57).
وقال الزمخشري في (ربيع الأبرار): أنّه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنّه لهم معاوية من ذلك (نقله الأميني في الغدير 2: 12 عن الزمخشري والسيوطي).
وقال الحموي في (معجم البلدان): لعن علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) على منابر الشرق والغرب (انظر: معجم البلدان 3: 191).
وروى الجاحظ ـ فيما نقله عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ـ أن قوماً من بني أمية قالوا لمعاوية: يا أمير المؤمنين أنك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن لعن هذا الرجل، فقال: لا والله حتى يربو عليها الصغير ويهرم عليها الكبير ولا يذكر له ذاكر فضلاً (انظر: شرح نهج البلاغة للمعتزلي 4: 57).
محمد قاسم
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com
» السب و لعن | |