عن أبي سعيد الخُدري قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلّى, فأوّل شيء يبدأ به الصلاة, ثمّ ينصرف فيقوم مقابل الناس, والناس جلوس على صفوفهم, فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم, فإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثمّ ينصرف.
قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتّى خرجت مع مروان ـ وهو أمير المدينة ـ في أضحى أو فطر, فلمّا أتينا المصلّى إذا منبر بناه كثير بن الصلت, فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلّي, فجذبت بثوبه, فجذبني, فارتفع, فخطب قبل أن يصلّي, فقلت له: غيّرتم والله؟!
فقال: أبا سعيد قد ذهب ما تعلم.
فقلت: ما أعلم والله خير ممّا لا أعلم.
فقال: إنّ الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة
- صحيح البخاري 1:134, كتاب مواقيت الصلاة, الصلوات الخمس, تعليق التعليق 2:25 التعديل والتجريح 2:1 16, البداية والنهاية 9:1 6.
قال أنس بن مالك: ما عرفت شيئاً ممّا كان على عهد النبي (صلى الله عليه وآله)!
قيل: الصلاة,
قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها.
وقال الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي, فقلت: ما يبكيك؟
فقال: لا أعرف شيئاً ممّا أدركت إلاّ هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت
وحتى لا يتوهّم أحد أنّ التابعين هم الذين غيّروا ما غيروا بعد تلك الفتن والحروب أود أن أذكّر بأنّ أوّل من غيّر سنّة الرسول في الصلاة هو خليفة المسلمين نفسه عثمان بن عفّان, وكذلك أم المؤمنين عائشة, فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله), صلّى بمنى ركعتين, وأبو بكر بعده, وعمر بعد أبي بكر, وعثمان صدراً من خلافته, ثمّ إنّ عثمان صلى بعد أربعاً
صحيح البخاري 2:4, كتاب العيدين, باب الخروج إلى المصلّى بغير منبر, المصنف للصنعاني 3:284, الاستذكار 2:383, إرواء الغليل 3:98, الاصابة في تمييز الصحابة 6: 2 3, وكذلك ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمته, وأثبتا له الرؤية والصحبة
وهناك اكثر واكثرانظر الى هذا:
وعن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب ـ رضي الله عنهما ـ فقلت: طوبى لك, صحبت النبي (صلى الله عليه وآله) وبايعته تحت الشجرة, فقال: يا ابن أخي إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده
صحيح البخاري 5: 56 باب غزوة الحديبية, وفي الاصابة 3: 67, وتاريخ دمشق 2 : 391, عن أبي سعيد الخدري.
وإذا كان هذا الصحابي من السابقين الأوّلين الذين بايعوا النبي (صلى الله عليه وآله)تحت الشجرة, ورضي الله عنهم وعلم ما في قلوبهم فأثابهم فتحاً قريباً, يشهد على نفسه وعلى أصحابه بأنّهم أحدثوا بعد النبي, وهذه الشهادة هي مصداق ما أخبر به (صلى الله عليه وآله) وتنبأ به من أنّ أصحابه سيحدثون بعده ويرتدون على أدبارهم, فهل يمكن لعاقل بعد هذا أن يصدّق بعدالة الصحابة كُلّهم أجمعين ـ أكتعين أبصعين ـ على ما يقول به أهل السنّة والجماعة؟
والذي يقول هذا القول, فإنّه يخالف العقل والنقل, ولا يبقى للباحث أيّ مقاييس فكريّة يعتمدها للوصول إلى الحقيقة.
وكذلك:
روى أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال للأنصار: (( إنكم سترون بعدي إثرة شديدة, فاصبروا حتّى تلقوا الله ورسوله على الحوض )).
قال أنس: فلم نصبر
مهدي
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com