إن احترام العظماء والصلحاء وعلى رأسهم الأنبياء والأولياء نشأت عليها جميع الشعوب والأمم على مدى التاريخ، فهل من المعقول أن يقابله الدين الحنيف مع ما فيه من تعظيم وتركيز للاسس والمفاهيم الدينيّة؟!
فهذا القرآن الكريم في نقله لقصّة أصحاب الكهف يذكر بناء مسجد على قبورهم مع تأييده لهذا العمل لعدم ردعهم عنه (( قال الّذين غلبوا على أمرهم لنتّخذنّ عليهم مسجداً )) (الكهف:21) فهل هذا حرام؟! أو على العكس فهو إحياءٌ لذكرى هؤلاء واشارة واضحة لتأييد عملهم ؟!
وأيضاً يقول تبارك وتعالى: (( في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال )) (النور:36). ففي تفسير (روح المعاني 18/ 174) وردت رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بانّ هذه البيوت بيوت الأنبياء وحتّى بيت علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) ؛ ومن المعلوم انّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) دفن في بيته فزيارته والصّلاة والدّعاء عند قبره يعتبر مشمولاً للنصّ القرآني.
وأمّا الروايتان الّتي أشرتم اليها فمع غضّ النظر عن سندها فهما محمولتان على صورة عبادة القبر أو صاحبه ؛ فيا ترى هل يوجد شخص مسلم ـ حتى مع الوعي القليل ـ ينوي العبادة للقبور ؟!
مضافاً إلى انّه توجد هناك روايات كثيرة بألفاظ متقاربة تحثّ على زيارة القبور (صحيح مسلم 2/ 366 ـ سنن الترمذي 3/ 37 ـ سنن ابن ماجة 1/ 485 ـ مسند أحمد 3/ 186) وغيرها.
صلاح الدين بادي
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com
» سيرة المعصومين (ع) / اصحاب اهل البيت (ع) » حول اهل البيت (عليهم الاسلام) » الأدعية الصوتي / أدعية فلاشية |
|