نقلوا في ترجمة ابن تيمية أنه تراجع عن رأيه عندما سجنوه في مصر وحاكموه على آرائه الشاذة، ومنها تحريم التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال السقاف في رسالته البشارة والإتحاف: (أما مسألة التوسل فقد اختلفت آراء دعاة السلفية فيها بشكل ملحوظ، مع أن الموجودين في الساحة منهم اليوم يقولون بأن هذه المسألة من مسائل العقائد، وليست كذلك قطعاً.
أما ابن تيمية فقد أنكر في كتابه (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) التوسل ومرادنا التوسل بالذوات، ثم رجع عن ذلك كما نقل تلميذه ابن كثير في البداية والنهاية:14/45، حيث قال: قال البرزالي: وفي شوال منها شكى الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين، وكلموه في ابن عربي وغيره إلى الدولة فردوا الأمر في ذلك إلى القاضي الشافعي، فعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شئ، لكنه قال: لايستغاث إلا بالله لايستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله. فبعض الحاضرين قال ليس عليه في هذا شئ، ورأى القاضي بدر الدين بن جماعة أن هذا فيه قلة أدب). انتهى.
ويؤيد ذلك ظاهر كلام ابن تيمية في رسالته التي كتبها من سجنه، وهي في مجموعة رسائله،
قال في ص16: (وكذلك مما يشرع التوسل به في الدعاء كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه أن النبي (ص) علم شخصاً أن يقول: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها. اللهم فشفعه فيَّ. فهذا التوسل به حسن، وأما دعاؤه والإستغاثة به فحرام! والفرق بين هذين متفق عليه بين المسلمين. المتوسل إنما يدعو الله ويخاطبه ويطلب منه لايدعو غيره إلا على سبيل استحضاره لا على سبيل الطلب منه. وأما الداعي والمستغيث فهو الذي يسأل المدعو ويطلب منه ويستغيثه ويتوكل عليه). انتهى.
لكن المتأمل يجد أن ابن تيمية لفَّ كلامه بلفافة، حيث جوَّز التوسل لأنه دعاء لله وليس للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبهذا كذب نفسه عندما قال إن التوسل بالميت دائماً دعاء له وهو شرك! لكنه جعل التوسل قسماً في مقابل الإستغاثة مع أنهما شئ واحد! ثم جعل الإستغاثة دعاءً النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من دون الله تعالى وعبادةً وتوكلاً عليه من دون الله تعالى!
وهذا ما لايقصده أحدٌ من المسلمين بتوسله بنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)!!
الأسئلة
1 ـ ألا ترون أن إمامكم ابن تيمية قد تراجع عن رأيه في أن التوسل بالميت شرك، وأفتى بالعمل بحديث الترمذي في التوسل حتى بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: (لايستغاث إلا بالله، لايستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله.... فهذا التوسل به حسن، وأما دعاؤه والإستغاثة به فحرام). فماذا بقي لكم؟!
2- أنتم بين أمرين، إما أن تقولوا إن ابن تيمية تراجع عن رأيه في التوسل، وإما أن أنه استعمل التقية مع قضاة المذاهب الربعة! فأيهما تختارون؟!
سيد احسان الغريفي
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com
» سيرة المعصومين (ع) / اصحاب اهل البيت (ع) » حول اهل البيت (عليهم الاسلام) » الأدعية الصوتي / أدعية فلاشية |
|