التاريخ: 2010/03/17
حديث: (العيون؛ مصائد الشيطان).
نص الحديث
قال الامام علي ّ بن ابي طالب (عليه السَّلام): العيون؛ مصائد الشيطان.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم، هو صورة بلاغية، نطلق عليها مصطلح (التمثيل) مقابل الصور المماثلة لها: كالاستعارة ونحوها. والمهّم هو ملاحظة الصورة من حيث دلالتها اولاً، فماذا تعني؟
من البيّن، ان النظر الی الجنس الآخر، يستوي في ذلك ان يكون الناظر رجلاً والمقابل امرأة او العكس، ففي الحالتين يشكل كل واحد منهما مثيراً جنسياً للآخر، ولذلك فإن الله تعالی طالبنا بعدم النظر بشبهة وريبة الی الجنس الآخر، المرأة والرجل.
«قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ» وقال تعالی ايضاً: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ».
وهذا يعني انه لا يحق للرجل ان ينظر الی المرأة الاجنبية، ولا للمرأة ان تنظر الی الرجل الأجنبي.
والمهم هو ما يترتب علی النظر، حيث اوضح الامام (عليه السَّلام) ان النظر الی المرأة او العكس: يفضي الی الوقوع في حبائل ومصائد الشيطان، وقد استخدم الإمام (عليه السَّلام) الصياغة الفنية لهذا الجانب، وقدّم لنا صورة تمثيلية هي: العيون مصائد الشيطان.
بلاغة الحديث
لقد رمز الامام (عليه السَّلام) الی النظرة الجنسية بعبارة (مصائد) الشيطان، بمعنی ان العين هي السبيل الذي يستخدمه الشيطان لإيقاع الشخصية فيما هو محّرم شرعاً، وبالفعل، فإن شباك الصائد طالما يصيد الحيوان فيقع فيه، ولعل انتخاب (المصائد)، وهي تستخدم لإصطياد الحيوان كالفأرة مثلاً أو غيرها يظل علی صلة بحيوانية الشهوة الجنسية في حالة استخدامها فيما هو غير المشروع، حيث ان النظرة المشروعة تنحصر لدی الزوجين فحسب، من هنا، تكتسب هذه الصورة التمثيلية قيمة بلاغية لها اهميتها وطرافتها بالنحو الذي اوضحناه.
*******
بقلم : الدکتور محمود البستانی
المأخذ : arabic.irib.ir