• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ما ذكره البلاذري

الثاني عشر: ماذا عند البلاذري (ت 279 هـ)، في كتاب أنساب الأشراف(1)؟
النص الأوّل: بسنده عن ابن عباس قال: خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) عاصباً رأسه، حتى جلس على المنبر، وكان الناس قد تكلموا في أمره _ يعني أسامة _ حين أراد توجيههم إلى مؤتة، فكان أشدّهم قولاً في ذلك عياش بن أبي ربيعة، فقال: أيها الناس، أنفذوا بعث أسامة، فلعمري لئن قلتم في إمرته، لقد قلتم في إمرة أبيه من قبله، ولقد كان أبوه للإمارة خليقاً، وأنه لخليق بها، وكان في جيش أسامة: أبو بكر وعمر، ووجوه من المهاجرين والأنصار، وخرج فعسكر بالجرف، فلما قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) واستخلف أبو بكر، أتى أسامة فقال له: قد ترى موضعي من خلافة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأنا إلى حضور عمر ورأيه محتاج، فأنا أسألك تخليفه، ففعل، ومضى أسامة حتى قدم سالماً غانماً، فسر الناس بذلك.
النص الثاني(2): بسنده عن ابن عباس أنه قال: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟ اشتدّ فيه وجع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وبكى ابن عباس طويلاً، ثم قال: فلما اشتد وجعه قال(صلى الله عليه وآله): ((إئتوني بالدواة والكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلون معه بعدي أبداً))، فقالوا: أتراه يهجر, وتكلموا ولغطوا، فغم ذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأضجره، وقال: ((إليكم عنّي)). ولم يكتب شيئاً.
النص الثالث(3): بسنده عن جابر انّ النبي(صلى الله عليه وآله) دعا بصحيفة أراد أن يكتب فيها كتاباً لاُمته، فكان في البيت لغط، فرفضها.
النص الرابع(4): بسنده عن ابن عباس قال: توفي رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم الإثنين، فترك بقية يومه ومن الغد ودفن ليلاً، فتكلم عمر فقال: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يمت، وإنّما عُرج بروحه كما عُرج بروح موسى بن عمران، والله لا يموت حتى يقطع أيدي رجال وألسنتهم، وتكلّم حتى أزبد شدقاه، فقام العباس فقال: يا قوم إنّ النبي قد مات فادفنوا صاحبكم، فإنّه ليس يعزّ على الله إن كان كما يقولون أن ينحي عنه التراب، فوالله ما مات رسول الله حتى ترك السبيل نهجاً واضحاً, أحلّ الحلال وحرّم الحرام، ونكح وطلّق، وحارب وسالم، والله ما كان راعي غنم يخبط عليها العصاة بمخبطه، ويمد رحوضها بيده بأدأب من رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيكم، ولا أتعب... .
النص الخامس(5): بسنده عن القاسم بن محمد: لما توفي رسول الله(صلى الله عليه وآله)... فلما اجتمع الناس على أبي بكر قسّم بينهم قسماً، فبعث إلى عجوز من بني عدي بن النجار بقسمها مع زيد بن ثابت فقالت: ما هذا؟ قال: قسم قسّمه أبو بكر, فقالت: أتراشونني عن ديني؟ قال: لا، قالت: أتخافوني أن أدع ما أنا عليه؟ قال: لا، قالت: فوالله لا آخذ منه شيئاً، فرجع زيد إلى أبي بكر، فأخبره بما قالت.
النص السادس(6): بسنده عن ابن عباس قال: بلغني أنّ عمر بن الخطاب أراد الخطبة يوم الجمعة, فعجلت الرواح حين صارت الشمس صكّة عُمّي، فلما سكت المؤذنون خطب فقال:... بلغني أنّ الزبير قال: لو قد مات عمر بايعنا علياً, وإنما كانت بيعة أبي بكر فلتة, فكذب والله.
النص السابع(7): بسنده عن ابن شهاب الزهري ...: وأتي بأبي بكر المسجد فبايعوه، وسمع العباس وعلي التكبير في المسجد ولم يفرغوا من غسل رسول الله(صلى الله عليه وآله), فقال علي: ما هذا؟ فقال العباس: ما رده مثل هذا قط، لهذا ما قلت لك الذي قلت، قال: فخرج علي فقال: يا أبا بكر ألم تر لنا حقاً في هذا الأمر؟ قال: بلى، ولكني خشيت الفتنة، وقد قُلّدت أمراً عظيماً, فقال علي: وقد علمت أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمرك بالصلاة، وإنّك ثاني اثنين في الغار، وكان لنا حق ولم نستشر، والله يغفر لك، وبايعه.
النص الثامن(8): بسنده عن الزهري قال: لما قبض النبي(صلى الله عليه وآله) انحاز الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، واعتزل علي والزبير وطلحة في بيت فاطمة، وانحاز المهاجرون إلى أبي بكر ومعهم أسيد بن حضير في بني عبد الأشهل، ورسول الله(صلى الله عليه وآله) في بيته لم يفرغ من أمره... .
النص التاسع(9): بسنده عن جابر بن عبد الله قال: قال العباس لعلي: ما قدمتك إلى شيء إلاّ تأخّرت عنه، وكان قال له لما قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله): أخرج حتى أبايعك على أعين الناس، فلا يختلف عليك اثنان، فأبى وقال: أومنهم من ينكر حقنا ويستبد علينا؟ فقال العباس: سترى أنّ ذلك سيكون، فلما بويع أبو بكر قال له العباس: ألم أقل لك يا علي؟
النص العاشر(10): بسنده قال: إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة، فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة، فتلقته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: ((يا ابن الخطاب أتراك محرقاً عليّ بابي؟)) قال: نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك, وجاء علي فبايع؛ وقال: ((كنت عزمت أن لا أخرح من منـزلي حتى أجمع القرآن)).

النص الحادي عشر(11): بسنده عن عائشة قالت: لم يبايع علي أبا بكر حتى ماتت فاطمة بعد ستة أشهر، فلمّا ماتت ضرع إلى صلح أبي بكر.
النص الثاني عشر(12): بسنده عن ابن عباس قال: بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي (رضي الله عنهم) حين قعد عن بيعته وقال: إئتني به بأعنف العنف، فلما أتاه جرى بينهما كلام، فقال: أحلب حلباً لك شطره، والله ما حرصك على إمارته اليوم إلا ليؤثرك غداً.
النص الثالث عشر(13): بسنده عن أبي عون قال: لما ارتدت العرب مشى عثمان إلى علي فقال: يابن عم إنّه لا يخرج أحد إلى هذا العدو وأنت لم تبايع، فلم يزل به حتى مشى إلى أبي بكر, فقام أبو بكر إليه فاعتنقا وبكى كل واحد إلى صاحبه، فبايعه فسرّ المسلمون وجدّ الناس في القتال، وقطعت البعوث.
النص الرابع عشر(14): بسنده عن محمد بن المنكدر قال: جاء أبو سفيان إلى علي فقال: أترضون أن يلي أمركم ابن أبي قحافة؟ أما والله لئن شئتم لأملأنّها عليه خيلاً ورجلاً، فقال: لست أشاء ذلك.
النص الخامس عشر(15): بسنده قال: إن أبا سفيان جاء إلى علي(عليه السلام) فقال: ياعلي بايعتم رجلاً من أذلّ قبيلة من قريش، أما والله لئن شئت لأضرمنّها عليه من أقطارها, ولأملأنّها عليه خيلاً ورجالاً، فقال له علي: ((إنّك طال ما غششت الله ورسوله والإسلام فلم ينقصه ذلك شيئاً)).
النص السادس عشر(16):، بسنده عن أبي هريرة قال: إنّ أبا سفيان كان حين قبض النبي(صلى الله عليه وآله) غائباً، بعث به مصدقاً، فلما بلغته وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) قال: من قام بالأمر بعده؟ قيل: أبو بكر, قال: أبو الفصيل؟ إنّي لأرى فتقاً لا يرتقه إلا الدم.
النص السابع عشر(17): بسنده عن الزهري قال: خطب أبو بكر حين بويع واستخلف فقال:... ألا وإنّي قد وليتكم ولست بخيركم، ألا وقد كانت بيعتي فلتة وذلك إنّي خشيت فتنة... .
النص الثامن عشر(18): بسنده عن أبي عمرو الجوني قال: قال سلمان الفارسي حين بويع أبو بكر (كرداد وناكر داد)(19)، أي عملتم وما عملتم، لو بايعوا علياً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم.
هذه جملة مقتطفات مما رواه البلاذري في كتاب أنساب الأشراف، وفيها من التهافت في الروايات ما يلفت النظر، لكن الذي لا شك فيه هو ما ساقه بإسناده, وساعد عليه الاعتماد والاشتهار نحو ما يلي:
1 _ أمر النبي(صلى الله عليه وآله) ببعث أسامة, وجعل فيه أبا بكر وعمر ووجوهاً من المهاجرين والأنصار, وقد تخلفوا جميعاً فخالفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث كان يقول: نفذوا جيش أسامة, وقد قال الله تعالى: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّـلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أمْرِهِ أنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ}(20).
بل روى الشهرستاني في الملل والنحل(21)، والعضد الإيجي كما في شرح المواقف للشريف الجرجاني(22)، قوله (صلى الله عليه وآله): ((جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلّف عنه)).
2 _ أراد (صلى الله عليه وآله) أن يكتب كتاباً لأمته لا يضلون بعده، فقالوا: أتراه يهجر، ولغطوا فغمّ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأضجره، فطردهم وقال: ((إليكم عنّي)).
3 _ تصنّع عمر في بلبلة الموقف حتى يأتي أبو بكر, وكان غائباً بالسنح، فقال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يمت، وردّ العباس على ذلك.
4 _ استعمال الرشوة في تثبيت الموقف لأبي بكر على حساب الدين, ورفض العجوز الأنصارية ومصارحتها بذلك.
5 _ إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة باعتراف نفسه، واعتراف عمر أيضاً بذلك، ومثل ذلك ما قاله الزبير بن العوام في اُخريات عهد عمر, وهذا يعني أنّ المسلمين حتى ذلك اليوم لم يكونوا جميعاً يرون صحة خلافة أبي بكر ولا شرعيتها، وإنّما هي فلتة، وقد سماها أحمد أمين (غلطة)(23).
6 _ إنّ العباس حاول مبايعة الإمام قبل أن يتم أمر السقيفة، إلا أنّ الإمام(عليه السلام) رفض ذلك العرض لاشتغاله بتجهيز النبي(صلى الله عليه وآله).
7 _ إنّ أبا بكر أرسل عمر لإحضار الإمام ليبايعه وأن يجيئ به بأعنف العنف، وانّ عمر جاء بفتيلة فتلقته فاطمة(عليها السلام)، وقالت له: ((يابن الخطاب أتراك محرقاً عليّ بابي؟))، قال: نعم، وذاك أقوى فيما جاء به أبوك, فكان هذا منه بمنتهى الفظاظة والعنجهية.
8 _ إنّ علياً لم يبايع أبا بكر إلا بعد موت فاطمة(عليها السلام) وذلك بعد ستة أشهر, فضرع للبيعة.
9 _ وإنّه لم يضرع لو لم ير الردة قد تفشت في العرب، ولم يخرج أحد إلى العدو ما دام هو لم يبايع، وكلّمه عثمان في ذلك، ومع ذلك فقد روى أنّه بايع أول يوم, وله كلام دل على قناعته بأولوية أبي بكر مما نسجه الأفّاكون؟!
10 _ وإنّ أبا سفيان أعلن سخطه على تولي أبي بكر الخلافة, وأعجب كيف لم يراعي له حقاً وجميلاً سابقاً له عليه، وذلك فيما رواه البلاذري (24) قال: كان بلال وصهيب وسلمان جلوساً فمرّ بهم أبو سفيان بن حرب، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها بعدُ، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ ثم انطلق أبو بكر إلى النبي(صلى الله عليه وآله) فأخبره، فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، قال: فأتاهم أبو بكر فقال: يا أخوتي لعلكم غضبتم؟ فقالوا: يغفر الله لك يا أبا بكر.
أقول: وليتني أدري ماذا كان يقول أبو بكر في نفسه حين يأمر بجلب علي بأعنف العنف، وتهديد عمر باحراق باب فاطمة، أليس ذلك مما اغضبها؟ وهل غضبها دون غضب الصحابة الثلاثة؟ أوليس صح قوله (صلى الله عليه وآله): ((فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني، ومن أغضبني فقد أغضب الله)).
النص التاسع عشر: قال أيضاً البلاذري في فتوح البلدان(25):
(فدك) قالوا بعث رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى أهل فدك منصرفه من خيبر, محيصة بن مسعود الأنصاري يدعوهم إلى الإسلام, ورئيسهم رجل منهم يقال له يوشع بن نون اليهودي, فصالحوا رسول الله(صلى الله عليه وآله) على نصف الأرض بتربتها, فقبل ذلك منهم, فكان نصف فدك خالصاً لرسول الله(صلى الله عليه وآله) لأنه لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، وكان يصرف ما يأتيه منها إلى أبناء السبيل.
النص العشرون: في فتوح البلدان(26) قال: وحدثنا عبد الله بن ميمون المكتب، قال: أخبرنا الفضيل بن عياض، عن مالك بن جعونة، عن أبيه قال: قالت فاطمة لأبي بكر: انّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) جعل لي فدك فأعطني إيّاها, وشهد لها علي بن أبي طالب فسألها شاهداً آخر فشهدت لها أم أيمن, فقال: قد علمت يا بنت رسول الله انّه لا تجوز إلاّ شهادة رجلين أو رجل وامرأتين، فانصرفت.
النص الحادي والعشرون: في فتوح البلدان(27) بسنده عن أم هانئ انّ فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) أتت أبا بكر، فقالت له: من يرثك إذا مت؟ قال: ولدي وأهلي, قالت: فما بالك ورثت رسول الله(صلى الله عليه وآله) دوننا؟ قال: يا بنت رسول الله والله ما ورثت أباك ذهباً ولا فضة ولا كذا ولا كذا, فقالت: سهمنا بخيبر وصدقتنا بفدك، فقال: يا بنت رسول الله سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: إنّما هي طعمة أطعمنيها الله في حياتي، فإذا مت فهي بين المسلمين.
النص الثاني والعشرون: في فتوح البلدان(28) بسنده عن الكلبي انّ بني أمية اصطفوا فدك, وغيّروا سنّة رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيها, فلما ولي عمر بن عبد العزيز ردّها إلى ما كانت عليه.
النص الثالث والعشرون: في فتوح البلدان(29) بسنده عن أبي برقان انّ عمر بن عبد العزيز لما ولى الخلافة خطب فقال: انّ فدك كانت ممّا أفاء الله على رسوله، ولم يوجف المسلمون عليها بخيل ولا ركاب، فسألته فاطمة رحمها الله تعالى فقال: ما كان لكِ أن تسأليني, وما كان لي أن أعطيك، فكان يضع ما يأتيه منها في أبناء السبيل.
ثم ولي أبو بكر وعمر وعثمان وعلي, فوضعوا ذلك بحيث وضعه رسول الله(صلى الله عليه وآله) , ثم ولي معاوية فقطعها مروان بن الحكم، فوهبها مروان لأبي ولعبد الملك, فصارت لي وللوليد وسليمان, فلما ولي الوليد سألته حصته منها فوهبها لي, وسألت سليمان حصته فوهبها لي, فاستجمعتها, وما كان لي من مال أحب إليَّ منها, فاشهدوا أنّي قد رددتها إلى ما كانت عليه.
ولما كانت سنة 210 أمر أمير المؤمنين المأمون عبد الله بن هارون الرشيد، فدفعها إلى بني فاطمة، وكتب بذلك إلى قثم بن جعفر عامله على المدينة: ((أما بعد فإنّ أمير المؤمنين بمكانه من دين الله وخلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والقرابة به أولى من استنّ سننه, ونفذ أمره, وسلّم لمن منحه منحة وتصدّق عليه بصدقة منحته وصدقته, وبالله توفيق أمير المؤمنين وعصمته، واليه في العمل بما يقرّبه إليه رغبته.
وقد كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) أعطى فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدك، وتصدّق بها عليها, وكان ذلك أمراً ظاهراً معروفاً لا اختلاف فيه بين آل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولم تزل تدعي منه ما هو أولى به من صدّق عليه, فرأى أمير المؤمنين أن يردّها إلى ورثتها، ويسلمها إليهم تقرّباً إلى الله تعالى بإقامة حقه وعدله, وإلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بتنفيذ أمره وصدقته.
فأمر باثبات ذلك في دواوينه والكتاب إلى عمّاله, فلأن كان ينادى في كل موسم بعد أن قبض الله نبيه(صلى الله عليه وآله) أن يذكر كل من كانت له صدقة أو هبة أو عدة ذلك فيقبل قوله وينفذ عدته, انّ فاطمة (رضي الله عنها) لأولى بأن يصدّق قولها فيما جعل رسول الله(صلى الله عليه وآله) لها.
وقد كتب أمير المؤمنين إلى المبارك الطبري مولى أمير المؤمنين يأمره برد فدك على ورثة فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) بحدودها وجميع حقوقها المنسوبة إليها, وما فيها من الرقيق والغلاّت وغير ذلك، وتسليمها إلى محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب, ومحمد بن عبد الله ابن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب, لتولية أمير المؤمنين إياهما القيام بها لأهلها.
فاعلم ذلك من رأي أمير المؤمنين، وما ألهمه الله من طاعته ووفقه له من التقرب إليه وإلى رسوله(صلى الله عليه وآله)، وأعلمه مَن قبلك وعامل محمد بن يحيى، ومحمد بن عبد الله بما كنت تعامل به المبارك الطبري، وأعنهما على ما فيه عمارتها ومصلحتها ووفور غلاتها إن شاء الله، والسلام.
وكتب يوم الأربعاء لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة 210.
فلما استخلف المتوكل على الله... أمر بردها إلى ما كانت عليه قبل المأمون.
___________
1- أنساب الأشراف 1: 474.
2- المصدر نفسه 1: 562.
3- المصدر نفسه 1: 562.
4- المصدر نفسه 1: 567.
5- المصدر نفسه 1: 580.
6- المصدر نفسه 1: 581 .
7- المصدر نفسه 1: 582 .
8- المصدر نفسه 1: 583 .
9- المصدر نفسه 1: 583 .
10- المصدر نفسه 1: 586 .
11- المصدر نفسه 1: 586 .
12- المصدر نفسه 1: 587 .
13- المصدر نفسه 1: 587 .
14- المصدر نفسه 1: 588 .
15- المصدر نفسه 1: 588 .
16- المصدر نفسه 1: 589 .
17- المصدر نفسه 1: 590 .
18- المصدر نفسه 1: 590 .
19- كلام فارسي يكتب باللغة العصرية (كرديد ونه كرديد) وتلفظ الألف (كرداد) بالإمالة، وذكر هذا الكلام الفارسي أيضاً الجاحظ في الرسالة العثمانية (هامش المصدر).
20- النور: 63.
21- الملل والنحل 1: 23 .
22- شرح المواقف للجرجاني 8: 408.
23- يوم الإسلام: 53، قال: ولذلك قال عمر: إنّها غلطة وقى الله المسلمين شرّها. وكذلك كانت غلطة بيعة أبي بكر لعمر.
24- أنساب الأشراف 1: 488.
25- فتوح البلدان: 36.
26- المصدر نفسه: 38.
27- المصدر نفسه: 38.
28- المصدر نفسه: 37.
29- المصدر نفسه: 39.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page