• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ب ـ الأحاديث

استدلّ العلماء بطوائف من الأحاديث لنفي تحريف القرآن:
1 ـ أحاديث الثقلين: الثقلان هما الكتاب والعترة اللّذان خلّفهما النبىّ صلى الله عليه وآله وسلّم في أُمته وأخبر أنـّهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض وأمر الأمة بالتمسك بهما. وهذه الأخبار متظافرة من طرق الفريقين(1).
والاستدلال بها على عدم التّحريف في الكتاب هو: إنّ القول بالتحريف يستلزم عدم وجوب التمسك بالكتاب المنزل، لضياعه على الاُمّة بسبب وقوع التّحريف، ولكن وجوب التمسك بالكتاب باق إلى يوم القيامة لصريح أخبار الثقلين، فيكون القول بالتحريف باطلاً جزماً(2).
2 ـ أحاديث كثيرة مأثورة عن أهل البيت عليهم السلام، تدلّ على صيانة القرآن من التّحريف إمّا تصريحاً أو تلميحاً; فمنها ما جاء في أدعية كتاب "الصحيفة السجادية" وهذا بلا نزاع أول كتاب في الإسلام وصل إلينا بعد القرآن من سيد الساجدين الإمام علىّ بن الحسين عليهما السلام (استشهد الإمام سنة 94 هـ.) وفيه وصف الإمام القرآن بأوصاف(3) لا يمكنها أن تتعلّق بقرآن محرَّف. وشهادة الإمام  أبي عبد الله الصادق عليه السلام بقوله عليه السلام:
"... ما بين الدفتين قرآن [لا زيادة فيه ولا نقصان]"(4). وأيضاً قول الإمام أبي الحسن علىّ بن محمّد العسكري عليهما السلام في رسالته إلى أهل الأهواز، فقد كتب عليه السلام:
"اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أنّ القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون..."(5). ومنها ما جاء في رسالة الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام إلى سعد الخير:
"... وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده..."(6).
قال الاستاذ محمّد هادي معرفة:
"وهذا التصريح بأنّ الكتاب العزيز لم ينله تحريف في نصّه; لأنّه قال عليه السلام "أقاموا حروفه" وإن كانوا قد غيّروا من أحكامه "حرفوا حدوده" والمراد من "تحريف الحدود" هو تضييعها، كما ورد في الحديث "... ورجل قرأ القرآن فحفظ حدوده..."(7).
وعليه فالمراد من إقامة الحروف هو حفظها عن التغيير والتبديل كما في هذا الحديث أيضاً"(8).

ومنها صحيحة أبي بصير قال:
"سألت الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم...) وما يقوله الناس: ما باله لم يُسمّ عليّاً وأهل بيته. قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ لهم ثلاثاً ولا أربعاً حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هو الذي فسّر لهم ذلك..."(9).
فقد قرّر عليه السلام أنـّه لم يأت ذكرهم في الكتاب نصّاً وإنْ كانوا مقصودين بالذات من العمومات الواردة في القرآن كثيراً، وقد نبّه على ذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في كثير من المواقف أوّلها حديث يوم الإنذار، وآخرها حديث الغدير، والآيات في جميع هذه الموارد كثيرة، جمع جلّها الحاكم الحسكاني في كتابه "شواهد التنزيل" وغيره، وهذه الصحيحة حاكمة على جميع الرّوايات الّتي تدلّ على ذكرهم في الكتاب. ونحن نعلم أنّ ذكرهم عليهم السلام في الكتاب بالنعوت والأوصاف لا بالتسمية المتعارفة.
3 ـ الرّوايات الّتي بصدد بيان علوّ القرآن ومقامه ومعرفة شأنه في حياة الإنسان. منها ما عن الإمام الحسن عليه السلام عن جدّه الأطهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:
"... هو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم... وهو الفصل ليس بالهزل..."(10).
وعن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام:
"فالقرآن آمرٌ زاجر وصامت ناطق، حجّة الله على خلقه..."(11). وفي خطبة فاطمة عليها السلام في أمر فدك:
"... ومعنا كتاب الله بيّنة بصائره، وآي فينا منكشفة سرائره، وبرهان منجلية ظواهره... فيه بيان حجج الله المنورة، وعزائمه المفسرة ومحارمه المحذرة وبيّنانه الجالية و..."(12). وعن الإمام الحسن بن علي عليهما السّلام:
"إنّ هذا القرآن فيه مصابيح النّور وشفاء الصدور..."(13).
وعن أبي عبد الله عليه السلام:
"إنّ هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدّجى و..."(14).
وروايات اُخرى عن أهل البيت عليهم السلام وهي كثيرة جداً تركناها خوف الإطالة(15).
4 ـ الرّوايات الواردة في عرض الأخبار على الكتاب مطلقاً وترك العمل بما لم يوافقه أو لم يشبهه وستأتي جملة منها.
5 ـ الرّوايات المتظافرة في أبواب الفقه وغيره في آداب تلاوة القرآن وغيرها الّتي جمعت في أبواب عديدة كروايات "باب الاستشفاء بالقرآن"، "باب التوسل بالقرآن"، "باب حفظ القرآن"، "باب حملة القرآن"، "باب قراءة القرآن"، "باب استماع القرآن"، "باب كتابة القرآن"، "باب الحلف بالقرآن" و... ويشمل كلّ باب منها عشرات الرّوايات(16).
فمجموع هذه الرّوايات على اختلاف أصنافها يدلّ دلالة قاطعة على أنّ القرآن الموجود هو القرآن النازل على النبىّ صلى الله عليه وآله وسلّم من دون أي تغيير أو تحريف. ولو كان القرآن الموجود محرّفاً ـ نعوذ بالله ـ لما بقي أثر لهذه الأبواب وما شابهها. فعلماء الإمامية من المتقدّمين والمتأخرين قد استدلّوا بالطوائف المذكورة من الرّوايات التي قد تَنُوف على الآلاف من الأحاديث المعتبرة لجهتين:

الجهة الاولى:
إثبات صيانة القرآن عن التّحريف.

الجهة الثانية:
إسقاط الرّوايات الّتي تدلّ بظاهرها على التّحريف إذ لم يوجد لها تأويل صحيح، لأنّ في مقام تعارض الرّوايات، يسقط ما هو أضعف دلالة وسنداً وما هو مخالف للقرآن الكريم ـ وهي روايات موهمة لتحريف القرآن ـ لا محالة، وإليك أسماء جماعة منهم:

فمن المتقدمين:
# الشيخ أبو جعفر الصدوق (ت 381 هـ.)(17).
# شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي (ت 460 هـ.)(18).
# أبو المكارم قوام الدين الحسني (توفي في القرن السابع)(19).
# المحقق الثاني علي بن عبد العالي الكركي (ت 940 هـ.)(20).
# محمّد بن إبراهيم صدر الدين الشيرازي الملقب بصدر المتألّهين (ت 1050 هـ.)(21).
# السيد محمّد مهدي الطباطبائي (ت 1212 هـ.)(22).
# الشيخ جعفر الكبير (ت 1228 هـ.)(23).
# السيد حسين الكوه كمري (ت 1299 هـ.)(24).
ومن المتأخرين:
# العلاّمة السيد محمّد حسين الطباطبائي (ت 1402 هـ.)(25).
# آية الله السيد أبو القاسم الخوئي (ت 1413 هـ.)(26).
# الاستاذ مير محمّدي زرندي "مُدَّ ظلُّه"(27).
# الاستاذ محمّد هادي معرفة "مُدَّ ظلُّه"(28).

وغيرهم(29).
قال العلامة الطباطبائي في عِداد أدلة عدم تحريف القرآن:
"ويدل على عدم وقوع التّحريف الأخبار الكثيرة المروية عن النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من طرق الفريقين الآمرة بالرجوع إلى القرآن عند الفتن، وفي حلّ عقد المشكلات.
وكذا حديث الثقلين المتواتر من طرق الفريقين.
وكذا الأخبار الكثيرة الواردة عن النبىّ والأئمة عليهم السلام الآمرة بعرض الأخبار على الكتاب... وأخبار العرض كالصريح أو هو الصريح في أنّ الأمر بالعرض إنّما هو لتمييز الصدق عن الكذب والحقّ عن الباطل مطلقاً ولا يختص برواية دون رواية.
وكذا الأخبار التي تتضمن تمسك أئمة أهل البيت بمختلف الآيات القرآنية في كلّ باب على ما يوافق القرآن الموجود عندنا...
وكذا الرّوايات الواردة عن الإمام أمير المؤمنين وسائر الأئمة من ذريّتهم عليهم السلام في أنّ ما في أيدي الناس قرآن نازل من عند الله سبحانه...
فمجموع هذه الرّوايات على اختلاف أصنافها يدلّ دلالة قاطعة على أنّ الّذي في أيدينا من القرآن هو القرآن النازل على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم من غير أن يفقد شيئاً من أوصافه الكريمة وآثارها وبركاتها"(30).
____________
1 ـ انظر مصادر هذه الرواية في: كتاب "كتاب الله وأهل البيت في حديث الثقلين من مصادر أهل السنة" والهوامش التحقيقية لكتاب المراجعات (للامام عبد الحسين شرف الدين) للشيخ حسين الراضي: ص 327، فقد أنهى طرق اسناده إلى خمسة وثلاثين صحابياً من رواة حديث الثقلين مع ذكر مصادر الرواية من الصحاح والسنن والتفسير وغيره كسنن الترمذي (الجامع الصغير: ج 5، ص 621، ح 3786) قال الترمذي: "وفي الباب عن أبي ذرّ وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد" ومصابيح السنة للبغوي: ج 2، ص 278 ومسند أحمد: ج 3، ص 17، 26، 59، 14 وج 4، ص 118، ح 11561، وص 54، ح 11211 ومسند عبد بن حميد: ص 108، ح 204 ومستدرك الحاكم: ج 3، ص 533 و...
2 ـ لمزيد من التفصيل حول الاستدلال بحديث الثقلين في نفي التّحريف وإبطال الشبهات راجع كتاب: البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي: ص 211 وما بعدها.
3 ـ كالدعاء الثاني والأربعين.
4 ـ الأصول الستة عشر: ص 111.
5 ـ بحار الأنوار: ج 2، ص 225 وج 5، ص 68.
6 ـ فقد أوردها الكليني باسناد صحيح، الكافي: ج 8، ص 53 رقم 16. وبمعناه في كتاب فضائل القرآن لابن الضريس: ص 26.
7 ـ الكافي: ج 2، ص 627 رقم 1.
8 ـ صيانة القرآن عن التّحريف: ص 50 وما بعدها.
9 ـ الكافي: ج 1، ص 286 والآية 59 من سورة النساء.
10 ـ تفسير العياشي: ج 1، ص 3، رقم 2 وص 6 رقم 11.
11 ـ نهج البلاغة: الخطبة 181.
12ـ كتاب بلاغات النساء: ص 28، وكتاب السقيفة، للجوهري، كما عنه في كشف الغمة: ص 483.
13 ـ الكافي: ج 2، ص 600.
14 ـ نفس المصدر.
15 ـ كما ورد في عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 2، ص 87 وما بعده والأمالي (للطوسي): ج 2، ص 193 وما بعده. وقد جمع كثير منها في كتاب "عدّة الداعي" لابن فهد الحلي: ص 327 ـ 364 وكتاب "الحياة": الباب السادس: ج 2، ص 41 وما بعدها.
16 ـ انظر: بحار الأنوار; كتاب القرآن: ج 92، ص 13 ـ 34 وص 175 ـ 372 وأيضاً ج 93 كتاب القرآن، والحياة: الباب السادس: ج 2، ص 41 وما بعدها.
17 ـ الاعتقادات: ص 103.
18 ـ التبيان في تفسير القرآن: ج 1، ص 3 و4.
19 ـ تفسير البلابل والقلاقل: ج 1، ص 244 و258.
20 ـ عن آلاء الرحمن: ص 26.
21 ـ شرح الكافي: ص 199 و202 و205.
22 ـ الفوائد في علم الاصول، مبحث حجية الكتاب، عن التحقيق في نفي التّحريف: ص 25.
23 ـ كشف الغطاء; كتاب القرآن: ص 229.
24 ـ بشرى الوصول إلى أسرار علم الاصول عن التحقيق في نفي التّحريف: ص 27.
25 ـ الميزان في تفسير القرآن: ج 12، ص 107.
26 ـ البيان في تفسير القرآن: ص 221 وما بعدها.
27 ـ بحوث في تاريخ القرآن وعلومه: ص 30.
28 ـ صيانة القرآن عن التّحريف: ص 51 وما بعدها.
29 ـ راجع آراء حول القرآن الكريم (للفاني): ص 113 وحقائق هامة حول القرآن الكريم (للسيد جعفر مرتضى): ص 95 وما بعدها وتدوين القرآن (للشيخ علي الكوراني): ص 446 ومابعدها.
30 ـ الميزان في تفسير القرآن: ج 12، ص 107 ـ 108.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page