قال النوري:
"إن أكثر العامة وجماعة من الخاصة ذكروا في أقسام الآيات المنسوخة ما نسخت تلاوتها دون حكمها وما نسخت تلاوتها وحكمها معاً... وحيث إن نسخ التلاوة غير واقع عندنا فهذه الآيات والكلمات لا بدّ أن تكون ممّا سقطت من الكتاب جهلا أو عمداً لا بإذن الله ورسوله وهو المطلوب"(1).
والجواب عن ذلك:
أولاً: لا يوجد في روايات الإمامية آية منسوخة التلاوة إلاّ آية الرجم، وهي خبر واحد سنداً، معارض للروايات الأخرى متناً كما سيأتي تفصيله(2).
ثانياً: إن نظرية نسخ التلاوة دون الحكم أو مع الحكم سراب لا حقيقة له، كما سترون واعترف به بعض علماء أهل السنة قديماً وحديثاً وفنّدها بأدلة قويمة، لكن هذا لا يعني أن تلك الآيات والكلمات المنسوخة مما سقط أو كان سقوطه من الكتاب جهلا أو عمداً، بل إن نفس الروايات التي حملت هذه المضامين ساقطة لا ينبغي الركون إليها، وسيأتي تفصيل هذه النكتة إن شاء الله تعالى في مبحث "دراسة أحاديث التحريف في مصادر أهل السنة".
________________________________________
1 ـ فصل الخطاب: ص 95.
2 ـ في مبحث: "وقفة قصيرة مع الدكتور القفاري" في المقام الثاني.
الزعم الثالث: منسوخ التلاوة وبطلانها
- الزيارات: 2894