• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الطائفة الثالثة: التّحريف بالزيادة من السور والآيات في المصحف:

أ ـ زيادة سورتي المعوذتين والفاتحة على ما زعمه عبد الله بن مسعود.
قال السيوطي في الدّر المنثور:
أخرج أحمد والبزاز والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود، انه كان يحكّ المعوذتين من المصحف ويقول: "لا تخلطوا القرآن بما ليس منه، إنّهما ليستا من كتاب الله، إنّما أمر النبىّ أن يتعوذ بهما وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما"(1).
البزاز: الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو (ت: 292 هـ. ق.) له مسندان: كبير وصغير، انظر ترجمته في تاريخ بغداد: ج 4، ص 334 وتذكرة الحفاظ: ص 204.
وابن مردويه: الحافظ الثبت أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني صاحب تفسير المسند للقرآن والتاريخ وغير ذلك (ت: 410 هـ. ق.) انظر: تذكرة الحفاظ: ص 1051 وهدية العارفين: ج 1، ص 71.
وقال في الإتقان: مثله.
ثم قال:
"وقال ابن حجر في شرح البخاري: قد صح عن ابن مسعود انكار ذلك ـ أي انكار أنهما من القرآن ـ فأخرج أحمد وابن حبّان عنه أنه لا يكتب [أو يحكّ] المعوذتين في مصحفه... وأخرج البزاز والطبراني من وجه آخر عنه أنـّه كان يحك المعوذتين من المصحف... وأسانيدها صحيحة"(2).
وفي تفسير القرآن العظيم لابن كثير، فإنّه روى ذلك عن الحافظ أبي يعلى وعبد الله بن أحمد(3).
وفي فضائل القرآن لابن سلاّم بسنده عن ابن سيرين قال:
"كتب ابن كعب في مصحفه "فاتحة الكتاب" و"المعوذتين" و"اللهم إنّا نستعينك واللّهم إياك نعبد" وتركهن ابن مسعود، وكتب عثمان منهن: "فاتحة الكتاب" و"المعوذتين"(4).
وقال ابن الضريس بسنده عن زرّ بن حبيش:
"قال زرّ، قلت لأبي بن كعب: إنّ ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال: أشهد أنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم أخبرني أنّ جبريل قاله له: (قل أعوذ بربّ الفلق...) فقلتها ثمّ قال: (قل أعوذ بربّ الناس...) فقلتها فنحن نقول لكم كما قال رسول الله صلىّ عليه وسلم"(5).
وفي الإتقان أيضاً:
"أخرج أبو عبيد بسند صحيح أن ابن مسعود أسقط الفاتحة من مصحفه..."(6).
ب ـ زيادة آية بسم الله الرحمن الرحيم على حدّ زعم بعض الصحابة:
في صحيح مسلم وسنن النسائي ومسند أحمد عن قتادة عن أنس بن مالك، قال:
"صلّيت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يقرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم)."(7).
ومثل ما رواه الثلاثة ـ أيضاً ـ عن أنس أنه قال:
"صلّيت خلف النبىّ صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد للّه ربّ العالمين لا يذكرون (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول القراءة ولا في آخرها"(8).
ومثله ما رواه الترمذي في سننه وأحمد في مسنده عن يزيد بن عبد الله...(9).
هذا ونحن نجد في كتب الحديث روايات صحيحة وموثقة وصريحة تناقض تلك الرّوايات، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والخلفاء وجمعاً من الصحابة والتابعين جهروا بقراءة البسملة في الصلاة وقالوا إنها جزء من الحمد وأمروا بقراءتها إلى زمن فقهاء الحرمين، ومن هذه الروايات الصحيحة ما روي عن عبد الله بن عباس قال:
(بسم الله الرحمن الرحيم) آية(10).
وقال:
"استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن، وهي (بسم الله الرحمن الرحيم)"(11). وعن طلحة بن عبيد الله قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من ترك (بسم الله الرحمن الرحيم) فقد ترك آية من كتاب الله"(12).
بل قد روي عن الصحابي أنس نفسه، أنـّه قال:
"بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: اُنزلت عليّ آنفاً سورة، فقرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم * إِنّا أعطيناك الكوثر...)"(13).
وعن ابن عباس قال:
"كان المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتّى تنزل: (بسم الله الرحمن الرحيم)، فاذا نزلت عرفوا أن السورة قد انقضت"(14).
وعن أُمّ سلمة قالت:
"إنّ النبىّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد للّه ربّ العالمين * الرحمن الرحيم...) إلى آخر سورة الحمد"(15).
وعن عائشة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كان يجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)(16).
ومثله عن أبي الطفيل وأنس بن مالك وأبي هريرة(17).
والرّوايات في هذا الشأن كثيرة جداً إلى حد التواتر كما قال الرازي:
"أن النقل المتواتر ثابت بانّ (بسم الله...) كلام أنزله الله على محمّد صلّى الله عليه وسلّم وبأنه مثبت في المصحف بخط القرآن، وكل ما ليس من القرآن غير مكتوب بخط القرآن... ولمّا أجمعوا على كتابتها
بخط القرآن علمنا أنـّها من القرآن."(18)
بل أفرد عدّة من العلماء كتباً في وجوب قراءة البسملة(19).
ومع هذا يؤدي تناقض الرّوايات الآنفة في شأن البسملة إلى اختلاف أهل السنة في وجوب قراءة البسملة أو عدمه، وفي الجهر بها أو عدمه(20).
____________
1 ـ الدرّ المنثور للسيوطي: ج 8، ص 683.
2 ـ الإتقان: ج 1، ص 79 وفتح الباري: ج 8، ص 571 وعمدة القاري للعيني: ج 20، ص 11، ابن حبّان: الحافظ العلامة أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي، (ت: 354 هـ. ق.) انظر: تذكرة الحفاظ: ص 920.
3 ـ تفسير المعوذتين بتفسير ابن كثير: ج 4، ص 71. أبو يعلى: هو أحمد بن علي التميمي (ت: 307 هـ. ق.) الحافظ، الثقة. صاحب المسند الكبير، انظر: تذكرة الحفاظ: ص 707 ـ 709.
4 ـ فضائل القرآن: ص 189 ـ 190 وتأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: ص 42.
5 ـ فضائل القرآن: ص 124.
6 ـ الاتقان: ج 1، ص 80.
7 ـ صحيح مسلم: كتاب الصلاة، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة، الحديث رقم 50 و52 وسنن النسائي: باب ترك الجهر بالبسملة من كتاب افتتاح الصلاة: ج 1، ص 144 ومسند أحمد: ج 3، ص 177 و273 و278.
8 ـ صحيح مسلم: كتاب الصلاة، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة، الحديث رقم 52، وسنن النسائي، كتاب افتتاح الصلاة، باب 20 ومسند أحمد: ج 3، ص 230 و205 و223 و255 و278 و286 و289.
9 ـ سنن الترمذي: ج 2، ص 43 ومسند أحمد: ج 4، ص 85 والمصنف لعبد الرزاق: ج 2، ص 88.
10 ـ فضائل القرآن لابن الضريس: ص 39، رقم الحديث 28 ونقل عنه السيوطي في الدرّ المنثور: ج 1، ص 7.
11 ـ الإتقان: ج 1، ص 80 والدرّ المنثور: ج 1، ص 20 ومثله عن المصنف لعبد الرزاق: ج 2، ص 88.
12 ـ الدرّ المنثور: ج 1، ص 7. عن الثعلبي.
13 ـ صحيح مسلم: كتاب الصلاة، باب (حجة من قال: إنّ البسملة آية من كل سورة سوى براءة) الحديث 53، واللفظ له، وسنن النسائي: كتاب الافتتاح، باب قراءة البسملة وسنن أبي داود: كتاب الصلاة، باب من لم ير الجهر بالبسملة، ج 1، ص 208 ومسند أحمد: ج 3، ص 102 وسنن البيهقي: ج 1، ص 43.
14 ـ المستدرك للحاكم: ج 1، ص 231 ـ 232 وسنن البيهقي: ج 2، ص 43 والدرّ المنثور: ج 1، ص 7.
15 ـ المستدرك للحاكم وتلخيصه: ج 2، ص 232 ولفظه: يقرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد للّه ربّ العالمين...) يقطعها حرفاً حرفاً ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأيّده الذهبي في تلخيصه والرازي، فانه أخرجها بسندين في تفسيره: ج 1، ص 19.
16 ـ الدرّ المنثور: ج 1، ص 8 عن الدار قطني.
17 ـ راجع: الدرّ المنثور: ج 1، ص 8 ـ عن البزاز والدار قطني والبيهقي ـ والمستدرك للحاكم: ج 1، ص 232.
18 ـ تفسير الكبير: ج 1، ص 197.
19 ـ مثل كتاب البسملة لابن خزيمة (ت: 311 هـ.) وكتاب الجهر بالبسملة للخطيب البغدادي (ت: 463 هـ.) وكتاب الجهر بالبسملة لأبي سعيد البوشنجي (ت: 536 هـ.) وكتب الدارقطني (ت: 385 هـ.) جزءاً في البسملة وصحّحه.
20 ـ فقد قال الشافعي: إنها آية من أول سورة الفاتحة ويجب قراءتها معه. وقال مالك والاوزاعي: إنّه ليس من القرآن ولا يقرأ لا سرّاً ولا جهراً اِلاّ في قيام شهر رمضان وقال أبو حنيفة: تقرأ ويستر بها ولم يقل: إنّها آية من السورة أم لا.
راجع أقوال العلماء المذكورين في بحوث من التفسير الكبير: ج 1، ص 194 وكتاب الاُمّ للشافعي: ج 1، ص 107 والعُدّة للصنعاني: ج 2، ص 410 والبيان للسيد الخوئي: ط 3، ص 467 و468 و552، والمنتقى: ج 1، ص 151.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page