• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

دراسة ونقد آراء آخرين

في البداية كنت قد قررت التحقيق في كلّ الكتب التي بحثت مسألة "تحريف القرآن" من وجهة نظر الشيعة ـ بشكل مستقل أو ضمني ـ من حيث المنهجية والمحتوى، ومناقشتها ونقدها، وهذه الكتب ـ حسب علمي ـ هي:
1 ـ "الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن" لمحمد عبد الرحمن السيف الذي انهمك فيه ببحث مسألة تحريف القرآن عند الشيعة بشكل مستقل.
2 ـ "الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في ميزان الإسلام" لربيع بن محمد السعودي.
3 ـ "دراسة عن الفرق وتاريخ المسلمين" للدكتور أحمد محمد جلي.
4 ـ "التشيع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي" لمحمد البنداري.
5 ـ "رجال الشيعة في الميزان" لعبد الرحمن عبد الله الزرعي.
6 ـ "موقف الرافضة من القرآن الكريم" لمامادوا كار امبيرى.
وهذه الكتب بحثت الأمر بشكل ضمني، ولكنني بعد مطالعتي لهذه الكتب لم أجد ضرورة لمناقشتها ونقدها بشكل مفصل، لأنني بالبحث والتحقيق المفصلين
الذين أجريتهما في الكتب الثلاثة المسبقة أعني:
"اصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية" للدكتور القفاري و"الشيعة والقرآن" لإحسان إلهي ظهير و"الشيعة وتحريف القرآن" لمحمد مال الله.
ومقايسة مواضيعها بمواضيع الكتب السابقة، لاحظت أن مواضيع هذه مماثلة لتلك الكتب التي نقدتها وتكراراً لها، وليس فيها كلام جديد يستحق المناقشة والنقد غير أن اسلوبهم المعروف في النقد والمناقشة هو عدم الأمانة في النقل وتقطيع العبارات وعدم الانصاف في اصدار الأحكام والتزام جانب التعصب المخرب وكيل الشتائم والإهانات للشيعة كما هو ديدنهم في هذا المجال.
ويصفون أنفسهم بأنّهم منصفين ومدققين في هذا الأمر، وأنّ هدفهم كشف الحقائق للقرّاء، فمن جهة يحذّرون الآخرين من الشيعة ويدعونهم إلى التريّت، ومن جهة أخرى يضعون أنفسهم في زمرة الناصحين الشفيقين، ويدعون الشيعة إلى التحدي والتوبة والتبرؤ من كتب الحديث والتفسير بالمأثور(1).
وهؤلاء الأشخاص ـ مثل أسلافهم ـ ليسوا حياديين في بحوثهم كما أنّهم ليسوا بصدد كشف الحقائق وبيان الواقعيات، حيث يستغلون وجود حديث في كتب الشيعة يدل ظاهره على التحريف ويتجاهلون وجود هذا الحديث نفسه في مصادر كتب أهل السنة الحديثية فينادون بحماس وحرارة ويكيلون الشتائم والألفاظ البذيئة والمستهجنة وتوجيه الإهانات الركيكة والمبتذلة للشيعة، متهمين إيّاهم بتحريف القرآن، وما أن يُجبهوا بوجود هذا الحديث بعينه في كتب حديث أهل السنة ومصادرهم إلاّ وتخمد أصواتهم وراحوا بهدوء يعالجون هذه الأحاديث بأساليب شتى فتارة يقولون بأنّه موضوع وأخرى يقولون إنّها نسخ التلاوة أو إنّه قراءة شاذة وبهذا وأمثاله ينهون الأمر.
وإليكم نماذج من هذه الأساليب الجائرة:

أ ـ كتب عبد الرحمن عبد الله الزرعي في كتابه "رجال الشيعة في الميزان" ما يأتي: "ألف رواية شيعية تطعن في القرآن في كتبهم التي نشرها إحسان إلهي ظهير بعنوان "الشيعة والقرآن" فعلى أهل الخير أن يجودوا بما لديهم من أجل ترويج هذا الكتاب ونشره [أي: كتاب إحسان إلهي ظهير ]بين المسلمين، وأن يتبنّوا ترجمته إلى اللغات الحية ليعمَّ النفع به"(2).
لاحظتم في نقد نظرية إحسان إلهي ظهير أن أكثر هذه الألف رواية المزعومة موجودة بعينها في كتب أهل السنة، وبما أن مؤلف كتاب "رجال الشيعة في الميزان" يتجاهل هذه الأمور فقد كتب: "ألف رواية شيعية تطعن في القرآن".

ب ـ كتب ربيع بن محمد السعودي في مقام كشف التناقض والكذب في آراء الشيخ أبي جعفر الصدوق (رض) ما يأتي:
"كتب القمي الصدوق في كتابه معاني الأخبار بسنده عن أبي يونس قال: "كتبت لعائشة مصحفاً فقالت: إذا مررت بآية الصلاة فلا تكتبها حتى أُمليها عليك. فلما مررت بها أملتها علىّ: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ـ وصلاة العصر ـ) فأي القولين يُصدّق؟ قول الصدوق بصيانة القرآن من التحريف أم وجود تلك الروايات في كتبه؟ أم إنها التقية والكذب المكشوف؟"(3).
وبعد أن اطّلع عبد الرحمن السيف مؤلف كتاب "الشيعة الاثنا عشرية وتحريف القرآن" على هذه الروايات بعينها في كتب أهل السنة ومن جملتها سبعة عشر رواية من الألف رواية المزعومة(4) (من الرقم 107 إلى 123) التي جاء فيها: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ـ وهي صلاة العصر ـ وقوموا لله قانتين)(البقرة: 238) بزيادة ـ وهي صلاة العصر، للتفسير والبيان فقد قال:
"ونقول: إنّ "صلاة العصر" ممّا نسخ تلاوته، وتعتبر من القراءات الشاذة غير المتواترة"(5).

ج ـ اعتبر محمد عبد الرحمن السيف وكذلك ربيع بن محمد السعودي قراءة "وآل محمد" في آية (إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران ـ وآل محمّد ـ على العالمين) (آل عمران / 33) في زمرة روايات تحريف القرآن التي وردت في كتب الشيعة(6) متغافلا في البداية عن وجودها في كتب أهل السنة كذلك، ولكنه بعد أن أطلع مؤلف كتاب "موقف الرافضة من القرآن الكريم" على وجود هذه القراءة بعينها في كتب أهل السنة كتب ما يلي:
"إنّه كان في مصحف عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) هذه الآية هكذا: (إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران ـ وآل محمّد ـ على العالمين) وهي من القراءات التي خالفوا فيها القراءات المشهورة"(7).
على هذا فليس مهمّاً في نظر هؤلاء الأفراد أىّ تأويل لهذه الروايات يقع موقع القبول بل المهم عندهم والمعيار الحق لديهم أن كلّ رواية وردت في كتب الشيعة تُعدّ في باب تحريف القرآن ولا تقبل أية معالجة أو توجيه لها من قبل علماء الشيعة.
أما إذا وردت هذه الروايات عينها في كتب أهل السنة فإنّها تخرج من زمرة روايات التحريف وتوجيه علماء السنة لها سيقع موقع القبول الحسن.

د ـ وكنموذج على ذلك انظر مرّة أخرى إلى مؤلف كتاب "موقف الرافضة من القرآن الكريم" حيث يكتب:
"ومن الأخبار التي أوردها هذا الرافضي (أي علي بن عيسى الأربلي) ما رواه بسنده عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود حيث قال: كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: (يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك ـ إنّ عليّاً مولى المؤمنين ـ وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته) فجملة "إنّ عليّاً مولى المؤمنين" هي ممّا تختلقه الرافضة من الكلمات في القرآن لخدمة أغراضهم الباطلة..."(8).
لكن هذه الرواية بعينها موجودة في كتب أهل السنة كذلك، فقد أوردها السيوطي عن ابن مردويه عن ابن مسعود بهذه الصورة(9) وكذلك لما كان مامادوا كار امبيرى جاهلاً بهذا الأمر فقد عدّها من مختلقات الروافض.

هـ ـ ونموذج آخر لهذا المؤلف نفسه انظر إلى ما يقول:
"أمّا الرافضة الإثنا عشرية فقد ذهبوا ـ على عادتهم في سلسلة من محاولاتهم النيل من عظمة القرآن الكريم وقدره ـ إلى أنّ القرآن الكريم وقع فيه تحريف في ترتيب آياته وسوره على يد أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم..."(10).
ثم وعلى سبيل المثال حول التحريف في ترتيب آيات القرآن وسوره استناداً إلى كتب الشيعة حيث يكتب:
"ومنها قوله تعالى: (يا مريم اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الراكعين) (آل عمران / 43) قالوا: [أي الشيعة] هي اركعي واسجدي"(11).
غافلاً عن أنّ هذا الترتيب بعينه الذي ورد في هذه الآية والذي اعتبره تحريفاً للقرآن ومحاولة الرافضة النيل من عظمة القرآن وقدره... إلى آخر ادعاءاته; موجودة كذلك في كتب أهل السنة كذلك، انظر إلى كلام السيوطي حيث يقول:
"اخرج ابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود إنّه كان يقرأ... واركعي واسجدي في الساجدين"(12). ولابد إنّ مامادوا كار امبيرى لو اطلع على ذلك لقال إنّها خارجة عن موارد تحريف القرآن أو إنّها من القراءات الشاذة.

و ـ وكذلك نموذج آخر حول رواية مزعومة لسورة الإنشراح بالشكل الآتي: (ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك ـ بعلي صهرك ـ).
فمؤلف كتاب: "الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في ميزان الإسلام" يعني: ربيع بن محمد السعودي بعد أن أورد هذه الرواية من كتاب فصل الخطاب كتب ما يلي: هذا في حين إنّ مامادوا كار امبيرى هو نفسه نقل حديثاً من صحيح البخاري يروي فيه عن عبد الله بن عمرو العاص إنّه يقول: "سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول: "خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبي بن كعب" (صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الفضائل القرآن: ج 9، ص 46).
"نسي هؤلاء الدجاجلة [أي الشيعة] إنّ علياً رضي الله عنه تزوّج فاطمة رضي الله عنها بعد الهجرة، والسورة مكية، إلاّ ما أعمى قلوب الكذّابين"(13).
غافلاً عن أنّ مصدر هذا الحديث هو كتاب "الأربعين" لاسعد بن ابراهيم الأربلي الحنبلي من علماء أهل السنة(14) وليس هناك أيّ مصدر آخر للحديث.

ز ـ ونموذج آخر فقد قالوا عن كبار علماء الشيعة أعني الشيخ أبا جعفر الصدوق (ت / 381 هـ.) والسيّد المرتضى (ت / 436 هـ.) والشيخ الطوسي (ت / 460 هـ.) وأبا علي الطبرسي (ت / 544 هـ.) الذين صرّحوا بكل وضوح بعدم وقوع التحريف لا بالزيادة ولا بالنقصان:
"هؤلاء متظاهرون بالإنكار لأنّ هؤلاء القائلين بعدم التحريف قد أثبتوا في كتبهم ماهو مناقض لذلك... فلا محالة هذا القول صدر عنهم تقية..."(15).
ألا يعلم هؤلاء القائلون بأنّ هذه الروايات قد أثبتت بعينها في كتب أهل السنة؟ فهل يذكرون أهل السنة كذلك بهذه الأوصاف؟ فعلى سبيل المثال قال "ربيع بن محمد السعودي":
"فالصدوق الذي أنكر التحريف هو الذي يروي بنفسه في كتاب الخصال حديثاً مسنداً متصلاً عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: يجىء يوم القيامة ثلاثة يشكون: المصحف والمسجد والعترة،

يقول المصحف: يا ربّ حرقوني ومزقوني...
وأبو علي الطبرسي الذي ينكر بشدة التحريف هو نفسه يروي في تفسيره أحاديث يعتمد فيها على وقوع التحريف. ففي سورة النساء يعتمد على نقصان كلمة (أجل مسمّى) من آية النكاح فيقول: وقد روى جماعة عن الصحابة منهم أُبىّ بن كعب وعبد الله بن مسعود إنّهم قرأوا: (فما استمتعتم به منهن ـ إلى أجل مسمّى ـ فآتوهنّ أجورهن)فهل تاب هؤلاء القائلون بعدم وقوع التحريف...
وورد في كتاب تحرير الوسيلة للخميني 1 / 152 النص السابق ويقول: يكره تعطيل المسجد وقد ورد إنّه أحد الثلاثة الذين يشكون إلى الله عزّ وجل. وهي نفس رواية القمي في الثلاثة.
وأخيراً انظر إلى كلام الطوسي... المتحمس لنفس التحريف قال في تفسير قوله تعالى: (إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) قال: في قراءة "وآل محمد على العالمين" وهذا تحريف ظاهر وليست قراءة، وإذا كانت قراءة فأين هي؟!"(16).
ومامادوا كار امبيرى كتب في كتاب "موقف الرافضة من القرآن حول هذا الموضوع مايلي:
"فهذا الصدوق الذي من أبرز المتظاهرين بالإنكار والذي صارت أقواله في ذلك مرجع كل من جاء بعده... فقد نقل في كتبه اخباراً صريحةً في تحريف القرآن لا تقبل أي تأويل.
وفي كتاب ثواب الأعمال روى بسنده عن أبي عبد الله قال: "...إنّ سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها"(17).
نعم هؤلاء يصدرون أحكاماً كهذه دون تأمّل وتريث لأنّهم يتجاهلون أنّ هذه الروايات نفسها وردت في كتب أهل السنة بأسانيد متصلة(18) فلذا لو واجههم أحدٌ بتلك الأحاديث التي وردت في مصادر أهل السنة لسارعوا إلى القول بأنّ هذه الأحاديث خارجة من زمرة أحاديث تحريف القرآن ولَوجّهوها وأوّلوها بأنّها تقعُ موقع القبول!!
هذا، ولو أردنا أن نذكر أمثلة أخرى عن كتمان الحقايق ونذكر غفلاتهم لطال بنا المقام مثل "حديث مصحف الإمام علي" الذي لو نقله أي واحد من الشيعة لاتهمه هؤلاء بتحريف القرآن(19).
غافلاً عن أنّ الحديث عن هذا المصحف قد ورد كثيراً في مصادر أهل السنة بحيث لم يستطع أي أحد انكاره ولكن هؤلاء لا يبحثون عن الحق وليست لهم أذن صاغية للحق.
على أي حال هناك أدلّة كثيرة أخرى تظهر أنّ هؤلاء الأشخاص غير منصفين في أحكامهم ولا علم لهم بعمق المواضيع وليسوا في صدد كشف الحقيقة بل يُقلّدُ كلّ منهم الآخر ويحاولون التشهير والتسقيط.
ولو أردنا هنا أن نشرع بذكر هؤلاء فرداً فرداً مع ذكر الشواهد لأصبحت المواضيع مكررّة ومملّة.
على هذا فنكتفي من هذه الجهة بذكر فهرس للمباحث والتشبثات لهؤلاء الأشخاص الذين قد ناقشنا أقوالهم من قبل وفنّدناها في نقدنا لآراء الدكتور القفاري ومحمد مال الله وإحسان إلهي ظهير كما لاحظتم من قبل، وسأورد الفهرس لمباحثهم في مايلي ليتضح للجميع أنّه ليس هناك نقطة جديدة تستحق البحث من آراء هؤلاء:
1 ـ الضرب على طبل "التقية" والتشبث بعبارات بعض الأخباريين من دون أن يعرف حدود التقية حيث تلاحظون إنّ موضوع التقية هنا منتف أساساً(20).
2 ـ إدعاؤهم بأنّ من قال بعدم التحريف من الشيعة ليس إلاّ نزرٌ قليل وفي قولهم هذا متظاهرون بعدم التحريف وهم الصدوق والمرتضى والطوسي والطبرسي(21) ويكفي في هذا الباب مطالعة مبحث "شهادة علماء الإمامية بنزاهة القرآن عن التحريف" للوقوف على حقيقة الأمر.
3 ـ عدم فهم لمعنى "حرّفوا كتاب الله" في الروايات والأدعية(22) التي اثبتنا بالشواهد والقرائن أنّ المراد بهذا التعبير في أكثر الروايات هو تحريف المعنى وتفسير الآيات بغير ما أنزل الله.
4 ـ الخلط البيّن بين كتب الحديث والتفسير بالمأثور; وكتب فقه الحديث أي الكتب التي هي في صدد معالجة الروايات عن طريق دراسة أسانيدها ومضامينها، وبسبب هذا الخلط فقد اتهم هؤلاء من حيث لا يشعرون كثيراً من علماء أهل السنة من أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن والتفسير بالمأثور بالتحريف إذ بحسب رأيهم فإنّ مجرد إيراد حديث ظاهر الدلالة على التحريف (مهما كان هذا الحديث ضعيفاً أو كان ممكن التأويل) في كتاب روائي فهو دالٌّ عندهم على عقيدة صاحب الكتاب بتحريف القرآن(23).
5 ـ التشبث بالسورتين المزعومتين النورين والولاية(24) اللتين كما لاحظتم هما من صنع أيدي أعداء الدين وليس لها أي ذكر إلى ما قبل القرن الحادي عشر للهجرة(25).
6 ـ عدم معرفة هؤلاء بكلمة "مصحف" في باب "مصحف فاطمة سلام الله عليها" وخلطهم بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي(26).
7 ـ سرد الروايات من كتب الأحاديث والتفاسير بالمأثور للشيعة: كالكافي، الاحتجاج للطبرسي، بصائر الدرجات، تفسير العياشي، تفسير البرهان، التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم القمي واتهام مؤلفيها بالقول بالتحريف(26).
8 ـ إنكارهم على من قال بأنّ من أهل السنة أيضاً من يقول بالتحريف(27).
9 ـ إتهامهم سليم بن قيس، وأبي جعفر الأحول (مؤمن الطاق) بلا دليل وتقطيع عبارات الشيخ المفيد والفيض الكاشاني وآية الله الخوئي(28) و... لغرض الوصول إلى هدفهم.
10 ـ التشبث بكلام الصوفية الذين لم يتفقهوا في الدين ولا خبرة لهم به(29).
11 ـ الدفاع عن نظرية "نسخ التلاوة" والهجوم المشفوع بالشتائم على آية الله الخوئي لقوله: بأنّ القول "بنسخ التلاوة" والقول "بالتحريف": واحدٌ، (علماً بأنّ أحداً منهم لم يجروا على ذكر أدلّة السيد الخوئي على إبطال مقولة "نسخ التلاوة"(1)والردّ عليها وإبطالها.
12 ـ ادعاؤهم باشتراك الشيعة والسنة في نظرية "نسخ التلاوة"(32) للتغطية على ضعفها، والتغاضي عن الإشكالات الواردة عليها من قبل بعض علماء السنة والشيعة.
هذه هي مباحث وادعاءات وأقاويل هؤلاء الأشخاص وكنّا قد تحدثنا عنها بشكل مفصّل ولا حاجة بنا إلى تكرارها، بل انّ أكثر مطالبهم مستندة بشكل تقليدي وبحسب الظاهر إلى كتاب "فصل الخطاب" للشيخ النوري من غير تدبر وتفكر وامعان بل من غير نصفة واعتدال وموضوعية(33) بل واستغلّوا عثرة النوري ليعمموه على طائفة كبيرة من المسلمين لها دور كبير ريادىّ في حفظ كيان الأمّة وتراثها.
وفي الختام لا يسعني إلاّ أن أدعو كافة المخلصين والمنصفين من أبناء الأمّة الإسلامية للوقوف أمام الشبهات التي يثيرها المتعنتون الجاهلون للنيل من كرامة الأمّة وتراثها ووحدتها، كما وأدعوهم إلى التمسك بحبل الله وهو القرآن العظيم والاهتداء بهدي سيد المرسلين محمد عليه وعلى أصحابه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان الصلاة والسلام إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
____________
1 ـ انظر: "الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في ميزان الإسلام" ص 3، و"موقف الرافضة من القرآن الكريم" ص 31، و"الشيعة الاثنا عشرية وتحريف القرآن" ص 90.
2 ـ رجال الشيعة في القرآن: ص 8 ـ 9.
3 ـ الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في ميزان الإسلام: ص 68.
4 ـ انظر: "الباب الرابع، ألف حديث شيعي في إثبات تحريف القرآن" في مبحث "دراسة ونقد آراء إحسان إلهي ظهير".
5 ـ الشيعة الاثنا عشرية وتحريف القرآن: ص 70.
6 ـ نفس المصدر: ص 55 والشيعة الإمامية الاثنا عشرية في ميزان الإسلام: ص 68.
7 ـ موقف الرافضة من القرآن الكريم: ص 242.
8 ـ موقف الرافضة من القرآن الكريم: ص 92.
9 ـ الدرّ المنثور: ج 3، ص 117.
10 ـ موقف الرافضة من القرآن الكريم: ص 206.
11 ـ نفس المصدر: ص 206.
12 ـ الدرّ المنثور: ج 3، ص 195.
13 ـ الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في ميزان الإسلام: ص 52.
14 ـ انظر: مبحث "صلة القدامى بالمعاصرين"، ص 568 من هذا الكتاب.
15 ـ موقف الرافضة من القرآن الكريم: ص 129 ـ 132، الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في ميزان الإسلام: ص 66 و180، الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن: ص 54 ـ 55.
16 ـ الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في ميزان الإسلام: ص 67 ـ 68.
17 ـ موقف الرافضة من القرآن الكريم: ص 129 ـ 130.
18 ـ انظر مبحث: "هل إنكار المنكرين لهذا الكفر من الشيعة من قبيل التقية"، ص 456 ـ 494 من هذا الكتاب.
19 ـ "الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في ميزان الإسلام: ص 43" و"الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن: ص 7 و8 و49 و50" و"موقف الرافضة من القرآن الكريم: ص 52 ـ 54، 66، 111، 116 و118، انظر حول مصحف الإمام في مصادر الفريقين مبحث: "مصحف [الإمام] علي" في دراسة ونقد آراء الدكتور القفاري.
20 ـ "الشيعة الإثنا عشرية في ميزان الإسلام: ص 43" و"الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن: ص 7، 8، 52، 55 ـ 58" و"موقف الرافضة من القرآن الكريم: ص 139 و141".
لماذا لا يتعقّل هؤلاء الأشخاص ولو لحظة واحدة بأنّه لو كان الشيعة يراعون التقية حول القرآن إذن لماذا ألّفوا مئات الكتب حول هذا القرآن نفسه وحفظوا لفظه وأفنوا أعمارهم في حفظه والبحث فيه والكشف عن أسراره، وألّفوا المؤلفات الكثيرة في تفسيره ورسمه وقراءته واستنباط أحكامه وناسخه ومنسوخه ومجازه ومحكمه ومتشابهه و...لو أنّ الشيعة قائلون بتحريف القرآن ويراعون التقية في هذا المجال إذن فلماذا كلّ هذه الدراسات والتحقيقات والمؤلفات التي ألّفها الشيعة حول القرآن الكريم؟!
21 ـ "موقف الرافضة من القرآن الكريم: ص 49 و121 ـ 129 و146 ـ 149" و"الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن" ص 54 ـ 55، و"الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في ميزان الإسلام: ص 66".
22 ـ "الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في ميزان الإسلام: ص 67" و"موقف الرافضة من القرآن الكريم: ص 90 و130" و"الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن: ص 23 و40 و41".
23 ـ "موقف الرافضة من القرآن الكريم" ص: 96، 129، 168 ـ 169، و"مامادوا كار امبيرى" من جملة هؤلاء الأشخاص: محمد بن الحسن الحرّ العاملي من محدّثي الشيعة وأحد الأشخاص الذين يعتبرهم معتقدين بتحريف القرآن فتراه يقول في حقّه:
"محمد بن الحسن الحرّ العاملي فقد أورد في كتابه "وسائل الشيعة" أخباراً صريحة!! في وقوع التحريف في القرآن الكريم من غير أن يتعرّض لها بالنقد ممّا يدلّ على صحّتها عنده والتسليم بما دلّت عليه تلك الأخبار..." (موقف الرافضة... ص 96 و129).
إنّ كتاب وسائل الشيعة للشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي كتاب روائي بالمأثور فعلى هذا فإنّ كل من ينقل رواية في كتابه فيها دلالة على تحريف القرآن ولم يتعرض لها بالنقد; يجب أن يتهم بالتحريف للقرآن. وفي هذه الحال ـ وكما قلنا ـ فإنّ كلّ أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن والتفسير بالمأثور من أهل السنة الذين نقلوا هذا النوع من الروايات ولم يتعرّضوا لها بالنقد (لأنّهم لم يكونوا في مقام النقد والتحقيق بل كانوا في مقام جمع الأحاديث فقط) وكلّهم سيكونون وحسب زعم هؤلاء قائلين بالتحريف.
24 ـ "التشيع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي": ص 98 و"دراسة عن الفرق وتاريخ المسلمين": ص 226، و"الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في ميزان الإسلام": ص 45 و"الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن": ص 52، و"موقف الرافضة من القرآن الكريم": ص 101 و165.
25 ـ انظر مبحث: "هل لدى الشيعة مصحف سرّيٌ يتداولونه" في دراسة ونقد آراء الدكتور القفاري.
26 ـ "الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن": ص 23، و"دراسة عن الفرق وتاريخ المسلمين": ص 232، حول هذا المصحف ودفع الشبهات عنه انظر: "دراسة ونقد آراء محمد مال الله": ص 700 ـ 702.
27 ـ جدير بالذكر إنّ أكثر الأحاديث التي نقلها هؤلاء من الكافي للكليني من باب "فيه نكت ونتف من التنزيل" حيث فيه 92 حديثاً، والعلاّمة المجلسي وغيره عدّا فيها سبعة أحاديث فقط بين موثق وصحيح. (أرقامه 17، 65، 67، 72، 74، 80، 83، 89 ولا مساس تلك الأحاديث بتحريف القرآن. انظر: مرآة العقول: ج 5، ص 2 ـ 160).
28 ـ "دراسة عن الفرق وتاريخ المسلمين": ص 232، و"الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن": ص 62، و"موقف الرافضة من القرآن الكريم": ص 177 ـ 178.
29 ـ "الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن": ص 9، 11، 28، 57 ـ 58، و"موقف الرافضة من القرآن الكريم": ص 72 و141، و"الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في ميزان الإسلام": ص 72.
30 ـ "الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن": ص 17، 24، 27 و56.
31 ـ الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن": ص 57 ـ 58 و"موقف الرافضة من القرآن الكريم": ص 141، انظر: حول مدى اعتبار وحقيقة نظرية نسخ التلاوة "دراسة في نسخ التلاوة" ص 209 ـ 221.
32 ـ "الشيعة الإثنا عشرية وتحريف القرآن": ص 62 ـ 72.
33 ـ بل إنّ من بينهم اشخاص مثل "مامادوا كار امبيرى" قد أفرط إفراطاً كثيراً، فقد أورد كل ما قاله الشيخ النوري صواباً أو خطأً وكأنّ آراء الشيعة متمثلة فقط في الشيخ النوري.
لقد اتخذ هذا الكاتب من مزاعم المحدث النوري عنواناً على أدلّة الشيعة على التحريف، ومن هذه الجهة اتخذ في كتابه فصلاً سمّاه: "الفصل الثالث: شبههم في القول بالتحريف وردّها" في الصفحات من 215 ـ 273 ذكر فيه فقط توهمات المحدث النوري وعرضها بعنوان شبهات الشيعة واعتبر ردّه عليها ردّاً على الشيعة بأجمعهم (المصدر نفسه: ص 131) وكذلك نسبته خطأ عبارة المحدث النوري "احراق المصاحف على يد عثمان" إلى الشريف المرتضى (في الواقع إنّ عبارة الشريف المرتضى كما رأيتم في مبحث: "هل إنكار المنكرين لهذا الكفر من الشيعة من قبيل التقية؟" في بحث الشريف المرتضى وانكاره لهذه الفرية منقولة من كتاب "المغني" للقاضي عبد الجبار الهمداني) لكن يعدّ مامادوا الشريف المرتضى في زمرة القائلين بالتحريف (المصدر نفسه: ص 131) وتبعاً للمحدث النوري (كما قلّده من قبل ذلك إحسان إلهي ظهير) كتب: "هؤلاء الذين هم من قدماء الشيعة القائلون بالتحريف هم أربعة أشخاص ولا خامس لهم" (المصدر السابق نفسه: ص 121) في حين إنّكم لو لاحظتم شهادات علماء الإمامية بعدم التحريف لتبين لكم منزلة المحدث النوري وانتهازيّة هؤلاء.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page