• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فضَائِل أهْل البيت في القرآن الكريم

يرى العلماء أن هناك كثيراً من آيات القرآن الكريم إنما تشير إلى أفضل أهل البيت و (ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء و اللَّه ذو الفضل العظيم)، و من هذه الآيات (أولاً) آية الأحزاب 33، يقول تعالى: (إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)، و هذا الآية، فيما يرى جمهور العلماء، أنها منبع فضائل أهل البيت لا شتمالها على غرر مآثرهم و اعتناء الباري عزوجل بهم حيث أنزلها في حقهم و يقول العارف باللَّه «ميحي الدين بن عربي» في الباب 29 من الفتوحات: و لما كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله عبداً محضاً قد طهره اللَّه و أهل بيته تطهيراً، و أذهب عنهم الرجس، فلا يضاف إليهم إلا مطهر، فأهل البيت الشريف هم المطهرون، بل هم عين الطاهرة، و هكذا يدخل أبناء فاطمة، رضي اللَّه عنها كلهم إلى يوم القيامة في حكم هذا الآية من الغفر، فهم المطهرون اختصاصاً من اللَّه، و عناية بهم، لشرف سيدنا محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم و عناية اللَّه به، و لا يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت، إلا في الدار الآخرة، فإنهم يحشرون مغفوراً لهم، و أما في الدنيا فمن أتى منهم حدّاً أقيم عليه، لقوله صلى اللَّه عليه و آله «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»، و قد أعاذها اللَّه تعالى من ذلك. و منها (ثانياً) آيه الشورى 23،يقول تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا الموادة في القربى)، و روى الإمام أحمد في المناقب و الطبراني في الكبير و ابن أبي حاتم في تفسيره و الحاكم من مناقب الشافعي و الواحدي في الوسيط عن ابن عباس أنه قال: لما نزلت هذا الآية قالوا «يا رسول اللَّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم، قال: على و فاطمة و إبناهما»، و يشهد له ما أخرجه الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس قال: «و من يقترف حسنه نزد له فيها حسناً» قال المودة لآل محمد صلى اللَّه عليه و آله، و أخرج البزار و الطبراني عن الحسن ابن علي عليه السلام في حديث طويل، ذكر فيه قوله «و أنا من أهل البيت الذين افترض اللَّه عزوجل موالاتهم فقال فيما أنزل على محمد صلى اللَّه عليه و آله (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)، و في روايه «و أنا من أهل البيت الذين افترض اللَّه مودتهم على كل مسلم، و أنزل فيهم (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) و من يقترف حسنة نزد له فيها حسناً و اقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت،و أخرج الإمام أحمد «و من يقترف حسنة نزد له فيها حسناً، قال الحسنة مودة آل محمد صلى اللَّه عليه و آله و كان قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) من المميزات التي اختص اللَّه تعالى بها نبيه صلى اللَّه عليه و آله، فقد قالت الرسل لأممهم.

(قل ما سألتكم من أجر فهو لكم، أن أجري إلا على اللَّه) (سبأ آية 47)، فتعيّن على أمته- كما يقول الأستاذ الملطاوي- أداء ما أوجبه اللَّه عليهم من أجر التبيلغ، فوجب عليهم حب قرابة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و أهل بيته الطاهرين، و جعله باسم «المودة» وهو الثبات على المحبة.

و منها (ثالثاً) آية الأحزاب 56، قال تعالى: (أن اللَّه و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما)، روى البخاري في صحيحه عند تفسير هذه الآية عن كعب بن عجزه قال، قيل يا رسول اللَّه أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال، قالوا: اللهم صل على محمد و على آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد و آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» و عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول اللَّه هذا التسليم، فكيف نصلي عليك، قال قولوا: اللهم صل على محمد عبدك و رسولك، كما صليت على آل إبراهيم، و بارك على محمد و على آل محمد، كما باركت على إبراهيم، قال أبوصالح عن الليث: على محمد و على آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، و عن يزيد، و قال: «كما صليت على إبراهيم، و بارك على محمد و ال محمد، كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم». و روى ابن أبي حاتم عن كعب بن عجزه قال: «لما نزلت (إن اللَّه و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلو عليه و سلموا تسليما)، قال، قلنا يا رسول اللَّه قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك، قال، قالوا: اللهم صل على محمد و آل محمد، كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد»، و روى مسلم و أبوداود و الترمذي و النسائي عن أبي مسعود الأنصاري قال: «أتانا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و نحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد أمرنا اللَّه أن نصلي عليك يا رسول اللَّه، فكيف نصلي عليك، قال فسكت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله قالوا: اللهم صل على محمد و على آل محمد، كما صليت على إبراهيم، و بارك على محمد و على آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العابدين إنك حميد مجيد، و السلام كما قد علمتم».

و في هذا دليل على أن الأمر بالصلاة على آل محمد، مراد من الآية، و إلا لما سألوا عن الصلاة على أهل البيت عقب نزولها، و لم يجابوا بما ذكر، على أنه صلى اللَّه عليه و آله أقام أهل البيت مقام نفسه في ذلك، ذلك لأن القصد من الصلاة عليه صلى اللَّه عليه و آله أن ينيله مولاه عزوجل من الرحمة المقرونة بتعظيمه بما يليق به، و من ذلك ما يقيضه عزوجل منه على أهل بيته، فإنه من جملة تعظيمه و تكريمه صلى اللَّه عليه و آله، و يؤيد ذلك ما جاء من طرق أحاديث الكساء من قوله صلى اللَّه عليه و آله «اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على آل محمد»، و قد روى الإمام أحمد و الترمذي و الطبرأني و أبويعلى عن أم سلمه، زوج النبي صلى اللَّه عليه و آله أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله قال لفاطمة: إئتني بزوجك و ابنيك فجاءت بهم، فألقى عليهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله كساء كان تحتي خيبرياً- أصبناه من خيبر- ثم قال «اللهم هؤلاء آل محمد عليه السلام فاجعل صلواتك و بركاتك على آل محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد»، و روى عنه صلى اللَّه عليه و آله أنه قال: «اللهم إنهم مني و أنا منهم فاجعل صلواتك و بركاتك عليهم».

و منها (رابعاً) آية (103) آل عمران، قال تعالى: (و اعتصموا بحبل اللَّه جميعاً)، قال ابن حجر الهيثمي في صواعقه، أخرج الثعلبي في تفسيره عن جعفر الصادق أنه قال: نحن حبل اللَّه الذي قال اللَّه فيه (و اعتصموا بحبل اللَّه جميعاً و لا تفرقوا) و منها (خامساً) آية النساء(59)، قال تعالى: (أطيعوا اللَّه و الرسول و أولي الأمر منكم)، قال ابن شهر آشوب في المناقب: دخل الحسن بن صالح بن حي على الإمام جعفر الصادق فقال: يا ابن رسول اللَّه ما تقول في قوله تعالى: (أطيعوا اللَّه و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم)، من أولي الأمر الذين أمر اللَّه بطاعتهم، قال العلماء، فلما خرجوا قال الحسن: ما صنعنا شيئاً، ألا سألناه: من هؤلاء العلماء فرجعوا إليه فسألوه فقال: الأئمه منا أهل البيت، و منها (سادساً) آية الصافات (130)، قال تعالى: (سلام على آل ياسين) نقل جمع من المفسرين عن ابن عباس أن المراد آل محمد صلى اللَّه عليه و آله، و أكثر المفسرين على أن المراد إلياس عليه السلام، و منها (سابعاً) آية الصافات (24) قال تعالى: (و قفوهم إنهم مسؤولون)، قال الواحدي مسؤولون عن ولاية أهل البيت، و يعضده ما أخرجه الديملي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى اللَّه عليه و آله قال في قوله تعالى: (و قفوهم إنهم مسئوولون)، قال مسؤولون عن ولاية علي و أهل البيت.

و منها (ثامناً) آية النساء (54) قال تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم اللَّه من فضله)، أخرج أبوالحسن المغازلى عن الإمام محمد الباقر أنه قال في هذه الآية «نحن الناس»، و منها (تاسعاً) آية (82) طه: قال تعالى: (و أني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثم اهتدى)، قال ثابت البناني: اهتدى إلى ولاية أهل البيت، كما روى ذلك عن الإمام الباقر أيضاً، و منها (عاشراً) آية الضحى (5)، قال تعالى: (و لسوف يعطيك ربك فترضي)، أخرج أن جرير في تفسيره و غيره عن ابن عباس قال رضي محمد صلى اللَّه عليه و آله «أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار»، و أخرج ابن كثير في تفسيره عن السدي عن ابن عباس «من رضا محمد صلى اللَّه عليه و آله أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار»، قال الحسن: «يعني بذلك الشفاعة» و هكذا قال الإمام أبوجعفر الباقر، وروى أبوبكر عن أبي شيبه عن عبداللَّه، قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله «إنا أهل بيت اختار اللَّه لنا الآخره على الدنيا، فلسوف يعطيك ربك فترضي)».

و روى الإمام القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» عن الإمام على، رضي اللَّه عنه، و كرم اللَّه وجهه في الجنة، لأهل العراق: إنكم تقولون إن أرجى آية في كتاب اللَّه تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمةاللَّه) (الزمر: آية 53)، و لكنا أهل البيت نقول: إن أرجى آية في كتاب اللَّه قوله تعالى: (و لسوف يعطيك ربك فترضي)، و في الحديث: لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى اللَّه عليه و آله «إذا لا أرضى و واحد من أمتي في النار».

و منها (حادي عشر) آية الانفال (41)، قال تعالى: (و اعملوا أنما غنمتم من شي ء فإن اللَّه خمسه و للرسول ولذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل)، و قد اتققت المذاهب الإسلامية على أن المراد بالقربى إنما هم أهل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و أن لهم سهماً في الغنيمة»، و منها (ثاني عشر)آية 36 من النور، قال تعالى: (في بيوت أذن اللَّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال)، قرأ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله هذه الآية، فقال إليه رجل و قال: أي بيوت هذه يا رسول اللَّه، فقال: بيوت الأنبياء، فقال إليه أبوبكر و قال يا رسول اللَّه: هذا البيت منها، و أشار إلى بيت علي و فاطمة، فقال الرسول صلى اللَّه عليه و آله: «نعم من أفضلها».

  


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page