عدالة الصحابة عند المستبصر محمّد علي المتوكّل(1)
دليل القائلين بعدالة كل الصحابة
لا دليل للقائلين بعدالة كلّ الصحابة إلاّ:
1 ـ التأويل الخاطىء لبعض آيات القرآن وتجاهل البعض الآخر، والإعتماد على المفتريات من الروايات، وتخصيص الأحاديث التي تذكر الصفات السلبيّة لبعضهم والتي تتنبّأ بردة بعض وإنقلابهم وإنحرافهم عن الخط.
2 ـ دليل آخر هو الذي يقوم على الدور المفترض للصحابة بعد النبيّ (ص)، كرواة لحديثه، ونقله لأحكام الدين عنه، وبتعبير السلف هم الشهود على ذلك، غير أنّ هذا الإفتراض إنّما يرد إذا تحقّق إفتراض آخر، هو وفاة النبيّ (ص) دون وصيّه ودون تعيين لمَن يشغل مكانه بعد رحيله، وهو افتراض يقوم بدوره على القول بعدالة الصحابة واستبعاد مخالفتهم لوصية نبيّهم، والإجتهاد في مقابل كلامه، وتمردهم على الوصىّ.
أمّا الصحابة فواجبهم بعد النبيّ (ص) هو اتباع مَن نصبه النبيّ لهم وأمرهم بطاعته فإن فعلوا ذلك، ثبتت عدالتهم وتوثقت روايتهم، وإنْ لم يفعلوا فقد أخلو بأهمّ شروط العدالة وهكذا لا يمكن الإعتماد على نقلهم أو آرائهم الشخصيّة التي يراها البعض جزءاً من التشريع.
مجرّد الصحبة أو الرؤية لا يترتّب عليها عدالة، ولذا نجد أنّ القرآن قد سلّط الضوء بصورة مركّزة على أصحاب الأنبياء السابقين وكشف عن نقاط القوة والضعف فيهم، وبين مدى المعاناة التي عاناها الرُسل والأنبياء مع أتباعهم الذين لم يَستقم منهم ـ في الغالب ـ إلاّ القليل.(2)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1) مكان الولادة: السودان. المستوى الدراسي: تخرّج من كلّية الحقوق في فرع جامعة القاهرة بالخرطوم سنة 1988م. خاض مرحلة البحث مع مجموعة من زملائه في الجامعة، حتّى انتهى بهم المطاف إلى الاستبصار عام 1985م. مؤلّفاته: ودخلنا التشيّع سجّداً.
2) ودخلنا التشيّع سُجّداً، محمّد علي المتوكل: 120.
عدالة الصحابة عند المستبصر محمّد علي المتوكّل
- الزيارات: 3372