• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الرسالة الرابعة في الغيبة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاته على سيدنا محمد وآله الطاهرين وبعد سأل بعض المخالفين فقال ما السبب الموجب لاستتار إمام الزمان عليه السلام وغيبته التي قد طالت مدتها وامتدت بها الأيام ثم قال فإن قلتم إن سبب ذلك صعوبة الزمان عليه بكثرة أعدائه وخوفه منهم على نفسه قيل لكم فقد كان الزمان الأول على آبائه عليه السلام أصعب وأعداؤهم فيما مضى أكثر وخوفهم على نفسهم أشد وأكثر ولم يستتروا مع ذلك ولا غابوا عن أشياعهم بل كانوا ظاهرين حتى أتاهم اليقين وهذا يبطل اعتلالكم في غيبة صاحب الزمان عنكم واستتاره فيما ذكرتموه وسألتك أدام الله عزك. الجواب عن ذلك الجواب وبالله التوفيق إن اختلاف حالتي صاحب الزمان وآبائه عليه السلام فيما يقتضيه استتاره اليوم وظهوره إذ ذاك يقضي بطلان ما توهمه الخصم وادعاه من سهولة هذا الزمان على صاحب الأمر عليه السلام وصعوبته على آبائه عليه السلام فيما سلف وقلة خوفه اليوم وكثرة خوف آبائه فيما سلف وذلك أنه لم يكن أحد من آبائه عليه السلام كلف القيام بالسيف مع ظهوره ولا ألزم بترك التقية ولا ألزم الدعاء إلى نفسه حسبما كلفه إمام زماننا هذا بشرط ظهوره عليه السلام وكان من مضى من آبائه صلى الله عليه وآله وسلم قد أبيحوا التقية من أعدائهم والمخالطة لهم والحضور في مجالسهم وأذاعوا تحريم إشهار السيوف على أنفسهم وخطر الدعوة إليها وأشاروا إلى منتظر يكون في آخر الزمان منهم يكشف الله به الغمة ويحيي ويهدي به الأمة لا تسعه التقية عند ظهوره ينادي باسمه في السماء الملائكة الكرام ويدعوا إلى بيعته جبرئيل وميكائيل في الأنام وتظهر قبله أمارات القيامة في الأرض والسماء يحيا عند ظهوره أموات وتروع آيات قيامه ونهوضه بالأمر الأبصار. فلما ظهر ذلك عن السلف الصالح من آبائه عليه السلام وتحقق ذلك عند سلطان كل زمان وملك كل أوان وعلموا أنهم لا يتدينون بالقيام بالسيف ولا يرون الدعاء إلى مثله على أحد من أهل الخلاف وأن دينهم الذي يتقربون به إلى الله عز وجل التقية وكف اليد وحفظ اللسان والتوفر على العبادات والانقطاع إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحات آمنوهم على أنفسهم مطمئنين بذلك إلى ما يدبرونه من شأنهم ويحققونه من دياناتهم وكفوا بذلك عن الظهور والانتشار واستغنوا به عن التغيب والاستتار. ولما كان إمام هذا الزمان عليه السلام هو المشار إليه بسل السيف من أول الدهر في تقادم الأيام المذكورة والجهاد لأعداء الله عند ظهوره ورفع التقية عن أوليائه وإلزامه لهم بالجهاد وأنه المهدي الذي يظهر الله به الحق ويبيد بسيفه الضلال وكان المعلوم أنه لا يقوم بالسيف إلا مع وجود الأنصار واجتماع الحفدة والأعوان ولم يكن أنصاره عليه السلام عند وجوده متهيئين إلى هذا الوقت موجودين ولا على نصرته مجمعين ولا كان في الأرض من شيعته طرا من يصلح للجهاد وإن كانوا يصلحون لنقل الآثار وحفظ الأحكام والدعاء له بحصول التمكن من ذلك إلى الله عز وجل لزمته التقية ووجب فرضها عليه كما فرضت على آبائه عليه السلام لأنه لو ظهر بغير أعوان لألقى بيده إلى التهلكة ولو أبدى شخصه للأعداء لم يألوا جهدا في إيقاع الضرر به واستئصال شيعته وإراقة دمائهم على الاستحلال فيكون في ذلك أعظم الفساد في الدين والدنيا ويخرج به عليه السلام عن أحكام الدين وتدبير الحكماء. ولما ثبت عصمته وجب استتاره حتى يعلم يقينا لا شك فيه حضور الأعوان له واجتماع الأنصار وتكون المصلحة العامة في ظهوره بالسيف ويعلم تمكنه من إقامة الحدود وتنفيذ الأحكام وإذا كان الأمر على ما بيناه سقط ما ظنه المخالف من مناقضة أصحابنا الإمامية فيما يعتقدونه من علة ظهور السلف من أئمة الهدى عليه السلام وغيبة صاحب زماننا هذا عليه التحية والرضوان وأفضل الرحمة والسلام والصلاة. وبان مما ذكرناه فرق ما بين حاله وأحوالهم فيما جوز لهم الظهور وأوجب عليه الاستتار.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page