عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه ذكر الكوفة ، فقال : «ستخلوا الكوفة من المؤمنين ، ويأرز عنها العلم[675] كما تأرز الحيّة في جحرها، ثمّ يظهر العلم ببلدة يقال لها: قم ، وتصير معدناً للعلم والفضل ، حتّى لا يبقى في الأرض مستضعَف في الدين حتّى المخدّرات في الحِجال ، وذلک عند قرب ظهور قائمنا، فيجعل الله قم وأهلها قائمين مقام الحجّة ، ولو لا ذلک لساخت الأرض بأهلها، ولم يبقَ في الأرض حجّة ، فيفيض العلم منها إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فتتمّ حجّة الله على الخلق ، حتّى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم . ثم يظهر القائم عليه السلام، ويصير سبباً لنقمة الله وسخطه على العباد، لأنّ الله لا ينتقم من العباد إلّا بعد إنكارهم الحجّة »[676].
وعن الامام الصادق عليه السلام: «فأمّا الريّ فويل له من جناحيه ، وانّ الأمن فيه من جهة قم وأهله ».
قيل : ما جناحاه ؟ قال عليه السلام: «أحدهما بغداد، والآخر خراسان فانه تلقى فيه سيوف الخراسانيين وسيوف البغداديين فيعجل الله تعالى عقوبتهم ويهلكهم ، فيأوي أهل الري إلى قم ، فيؤويهم أهله ، ثمّ ينتقلون منه إلى موضع يقال له : اردستان »[677]
وفي كتاب البلدان عن البحار: انّ أبا موسى الأشعري روى انّه سئل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن أسلم المدن ، وخير المواضع عند نزول الفتن وظهور السيف .
فقال عليه السلام: «اسلم المواضع يومئذ أرض الجبل ، فاذا اضطربت خراسان ووقعت الحرب بين أهل جرجان وطبرستان ، وخربت سجستان فاسلم المواضع يومئذ قصبة قم »[678]
____________________________________________
675- ينضمّ ويجتمع بعضه إلى بعض .
676- بحار الأنوار: 57/213، ح23.
677- بحار الأنوار: 57/212، ح20.
678- بحار الأنوار: 57/217، ح47.