عن أبي حمزة الثمالي قال : كنت عند أبي جعفر محمّد الباقر عليه السلام ذات يوم ، فلمّا تفرّق من كان عنده قال لي : «يا أبا حمزة ، من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شکّ فيما أقول لقي الله وهو به كافر، وله جاحد»، ثمّ قال : «بأبي واُمّي المسمّى باسمي ، والمكنّى بكنيتي[737]، السابع من بعدي[738]، بأبي مَن يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت ظلماً وجوراً».
ثمّ قال : «يا أبا حمزة ، من أدركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمّدٍ وعلي عليهما السلام، وقد حرّم الله عليه الجنّة ، ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين »[739]
وعن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال : «لا تذهب الدنيا حتّى يملک رجل من أهل بيتي ، يوافق اسمه اسمي »[740]
قال ابن حجر الهيتمي : أخرج أحمد، وأبو داود، والترمذي ، وابن ماجة : «لو لم يبقَ من الدهر إلّا يوم لبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً، كما ملئت جوراً»[741]
وقال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة في شرحه لآخر خطبة خطبها أميرالمؤمنين عليه السلام في المدينة ، قال فيها: «بنا يفتح الله لا بكم ، وبنا يختم لا بكم »، إنّه أشار إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان .
وقال ابن أبي الحديد في الإمام المهدي المنتظر عليه السلام:
ولقد عَلِمتُ بأنّه لابدّ مِن مَهدِيِّكُم ولِيَومِهِ أتوقَّعُ
تَحمِيهِ من جُندِ الإلهِ كَتائِبٌ كاليمِّ أقبل زاخراً يتدفّعُ
فيها لآلِ أبي الحديدِ صَوارمٌ مشهورةٌ ورماحُ خطٍّ شُرّعُ
ورجالُ موتٍ مُقدِمونَ كأنّهم اُسدُ العَرينِ الرُبدُ لا تَتَكَعكَعُ
تلک المُنى امّا أغِب عنها فلي نفس تنازعني وشوق ينزع[742]
وقالت مجلّة العشيرة المحمّديّة المصريّة : لابدّ من مجيء مهديٍّ من أهل البيت يحقّق الآمال ، وتستقيم به الأحوال ، وبه يلتئم شمل الاُمّة ، ويكشف الله به الغمّة[743].
______________________
737- الصواب : بكنية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، كما قال صلي الله عليه و آله و سلم.
738- الظاهر السابع من ولدي .
739- الغيبة للنعماني: 85، ح17، عنه بحار الانوار: 51/139، ح13.
740- الملاحم والفتن: 318، ح454، عن الفتن لأبي يحيى زكريا، المعجم الصغير للطبراني :2/148.
741- المسلم ، مجلة العشيرة المحمديّة العدد الأول عام 1387، الصواعق المحرقة: 163، معاختلاف يسير.
742- الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع ) لابن أبي الحديد: 144.
743- العدد الأول عام 1387 ه .