• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هل كان الحسين (عليه السّلام) عالماً بمصيره المعروف ؟ لماذا يأذن الحسين (عليه السّلام) لأصحابه بالتفرّق عنه ؟


هل كان الحسين (عليه السّلام) عالماً بمصيره المعروف ؟
يكثر التساؤل حول علم الحسين (عليه السّلام) بما صار إليه عاقبة أمره حسب ما هو معروف ، هل كان من باب الاحتمال ، أو الظن الذي يحتمل العكس والخلاف ؛ فيكون حينئذ قد خُدع بكتب أهل العراق وغُرّر به من قبلهم ؟ أم كان ذلك العلم من باب القطع والجزم واليقين الذي لا شك فيه ؛ فيكون حينئذ قد أقدم على حركة انتحارية ؟
نقول : أجل ، كان عالماً بما جرى علماً يقينياً قاطعاً لا يشوبه شك ، وقد أعلن عنه في مكّة قُبيل الخروج بخطبته التي قال فيها (عليه السّلام) : (( وكأنّي بأوصالي هذه تقطّعها . . . )) . ولكن مع ذلك لم يكن خروجه عملاً انتحارياًً ، بل كان قتله نتيجة طبيعية للظروف والأحداث العادية التي أوجدها الناس بجهلهم وسوء تصرفهم ، من قبيل علم الطبيب مثلاً بموت هذا المريض في النهاية ؛ بسبب تطوّر المرض ومضاعفاته الطبيعية التي لا خيار للطبيب فيها وجوداً ولا عدماً ، وإنّما عليه أن يراقبها ويساير مراحلها بما عنده من مخففات ومسكنات فقط ، وهو بانتظار نتيجتها الطبيعية القصوى .
كذلك علم الحسين (عليه السّلام) بذلك المصير ، فهو (عليه السّلام) كان يعلم من البداية أنّ يزيد سيتولى على الخلافة ويطلب منه البيعة ، وهو يمتنع من البيعة فيأمر بقتله في المدينة ؛ فيخرج منها حفظاً لدمه ودفاعاً عن كرامته ، ويكتب إليه أهل العراق بالطاعة والبيعة له فتتم عليه الحجّة الظاهرية بحسب القوانين الشرعية ، فإذا وصل إليهم يغدرون به ويحصرونه في وادي كربلاء . وهكذا تتسلسل الحوادث حسب مجراها الطبيعي حتّى تؤدّي إلى العاقبة التي حصلت ، ولم يكن بوسع الحسين (عليه السّلام) أنْ يغيّر أو يدفع شيئاً منها .
نعم ، حاول بكلّ ما استطاع أنْ يخفف من وطأتها ويؤخّر من حدوثها فما استطاع ؛ لوجود الموانع والدوافع الشرعية والزمنية .
صحيح إنّه لو كان قد بايع ليزيد لتغيّر وجه مصيره إلى حد كبير ، ولكن قد أثبتنا سابقاً أنّ ذلك كان حراماً على الحسين (عليه السّلام) من الوجهة الشرعية والأخلاقية والعرفية ، وجريمة كبرى على شرفه ودينه واُمّة جده (صلّى الله عليه وآله) .
وعلى هذا فقس باقي الحوادث المتتابعة بعدها التي ما كان باستطاعة الحسين (عليه السّلام) دفعها إلاّ بالتنازل عن كرامته ، والتخلّي عن مسؤوليته ، والخيانة لرسالته والأمانة الملقاة على عاتقه من قبل الله ورسوله والاُمّة .
والخلاصة : كان علم الحسين (عليه السّلام) علماً بترتب الحوادث على عواملها الطبيعية ، والمعلولات على عللها ، أو المسببات على أسبابها ؛ تلك الأسباب والعلل التي أوجدها الناس بسوء اختيارهم وضعف الوازع الديني في نفوسهم ، فهم محاسبون عليها ومعاقبون بها يوم تجزى فيه كلّ نفس ما كسبت : ( وَسَيَعْلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )(1) .
ومن هنا قيل : إنّه (عليه السّلام) جمع بين التكليفين في آن واحد ؛ التكليف الباطني : وهو تكليفه من الله بأنْ يفدي الدين بنفسه وأنّه شهيد هذه الاُمّة ، والتكليف الظاهري : وهو تكليفه العرفي الطبيعي ، أي مسايرة الأحداث والتطوّرات حسب متطلباتها العادية . وهذا من خصائصه (عليه السّلام) .
ولعلك تقول : من أين علم الحسين (عليه السّلام) بتلك القضايا الغيبية قبل وقوعها ؟
فأقول : وصلت إليه من أبيه علي (عليه السّلام) وجده محمد (صلّى الله عليه وآله) ، وبالتالي عن الله سبحانه وتعالى الذي هو وحده علاّم الغيوب . وقد أوحى سبحانه إلى رسوله (صلّى الله عليه وآله) بكلّ ما يجري على الحسين (عليه السّلام) .
فإنْ قلت : فلماذا لمْ يحفظ الله تعالى وليّه الحسين (عليه السّلام) ، ولم يدفع عنه القتل وهو العالم بكلّ شيء والقادر على كلّ شيء ؟
قلت في الجواب : لأنّ بقتله إحياء الدين ، وبدمه حفظ شريعة الإسلام ، فدار الأمر بين حياة الحسين (عليه السّلام) أو حياة الدين ؛ لأنّ الجمع بينهما يؤدي إلى الجبر وسلب الحرية الإنسانية ، وهو ممنوع في شريعة الله تعالى ، فكان الدين أولى بالحياة ؛ فالحسين (عليه السّلام) فداء الدين .
وبهذا صرّحت اُخته العقيلة زينب (عليها السّلام) لما جلست عند رأسه وهو صريع ، ورفعت طرفها نحو السماء وقالت : اللّهمَّ تقبل منّا هذا الفداء . وإلى هذا المعنى يرمز الحديث الشريف المشهور القائل : (( حسين منّي وأنا من حسين )) . فحسين منّي واضح ، أي ابني وولدي ، ولكن قوله (صلّى الله عليه وآله) : (( أنا من حسين )) . يعني أنّ بقاء ذكري وشريعتي وديني بالحسين ، أي بتضحية الحسين وشهادته .
ولقد قال بعض الخبراء ، وهو السيّد جمال الدين الأفغاني (رحمه الله) : إنّ الإسلام محمدي الوجود والحدوث ، وحسيني البقاء والاستمرار .
وقال المستشرق الألماني ماربين في الحسين (عليه السّلام) كلمته المعروفة : وإنّي أعتقد بأنّ بقاء القانون الإسلامي ، وظهور الديانة الإسلاميّة ، وترقّي المسلمين هو مسبب عن قتل الحسين (عليه السّلام) وحدوث تلك الفجائع المحزنة ، وكذلك ما نراه اليوم بين المسلمين من حس سياسي وإباء الضيم .
وقال أيضاً : لا يشك صاحب الوجدان إذا دقّق النظر في أوضاع ذلك العصر ونجاح بني اُميّة في مقاصدهم ، لا يشك أنّ الحسين (عليه السّلام) قد أحيا بقتله دين جدّه وقوانين الإسلام ، ولو لمْ تقع تلك الواقعة لمْ يكن الإسلام على ما هو عليه الآن قطعاً ، بل كان من الممكن ضياع رسومه وقوانينه حيث كان يومئذ جديد عهد . انتهى محلّ الشاهد من كلام ماربين المستشرق الألماني .
وأحسن تعبير عن هذا الواقع هو ما قاله ذلك الشاعر عن لسان الحسين (عليه السّلام) يوم عاشوراء :
إنْ كان دينُ محمدٍ لمْ يستقمْ             إلاّ بقتلي يا سوفُ خذيني
وقال السيد جعفر الحلي :
بقتلهِ فاح للإسلام طيبُ شذى            وكلّما ذكرتهُ المسلمونَ ذكا

لماذا يأذن الحسين (عليه السّلام) لأصحابه بالتفرّق عنه ؟
أثبتنا في البحث السابق أنّ الإمرة والحكم كانا على رأس متطلّبات الحسين (عليه السّلام) من وراء ثورته الخالدة ؛ لأجل الوصول بهما إلى غايته الكبرى وهدفه الأعلى على أكمل وجه ، وهو إصلاح المجتمع وإعادة نظام الإسلام إلى المجتمع الإسلامي .
وطبعاً ، إنّ هذا الهدف لا يتمّ إلاّ من طريق السلطة ، فالسلطة إذاً كانت الطريق الأمثل أمام الحسين (عليه السّلام) للوصول إلى أداء رسالته وتحقيقها كاملة . والحسين (عليه السّلام) طلب السلطة وسعى إليها قطعاً وبلا شك .
وهنا يبرز سؤال ويعترضنا استفهام حساس وهو : لماذا إذاً أجاز لأتباعه وأصحابه الذين خرجوا معه وانضموا إليه أن يتفرّقوا عنه وهو في أمس حاجة إلى الاستكثار من الأعوان ؛ تحقيقاًَ لما طلب من الحكم والسلطان ؟! وفعلاً تفرّقوا عنه قبل لقاء العدو حتّى لمْ يبقَ معه منهم إلاّ القليل الذي لمْ يتجاوز النيف وسبعين رجلاً ، بعد أن كانوا معه حوالي ستة آلاف رجل تقريباً . فهل هذا سلوك ثائر يريد الاستيلاء على الحكم ؟
نقول : أجل ، إنّ الحسين (عليه السّلام) ثائر لأجل إحقاق الحقّ ونشر العدل والخير ، والحقّ لا يتحقّق من طريق الباطل ، والعدل لا ينشر بواسطة الظلم ، والخير لا يُعطى على أيدي المبطلين .
وبكلمة واحدة : الورد لا يُجنى من العوسج ، والعسل لا يُنال من الحنظل .
ومكلّف الأيامَ ضد طباعِها         متطلبٌ في الماء جذوةَ نارِ
إنّ الحسين (عليه السّلام) أراد السلطة لاستخدامها في مصلحة المجتمع ، ولخدمة الدين والإسلام ، فلا يجوزأنْ يطلبها بطريق خداع الجماهير والتغرير بهم ، وإغفالهم عن حقائق الاُمور وواقع الحوادث ، ورفع الشعارات الكاذبة والدعايات المضللة .
مثله مثل أبيه الإمام علي (عليه السّلام) الذي رفض الخلافة يوم الشورى لمّا توقّف حصولها على كلمة كذب واحدة ، حيث قيل له : نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله ، وعلى سيرة الشيخين أبي بكر وعمر . فقال (عليه السّلام) : (( كلا ، بل على كتاب الله وسنة رسوله فقط )) .
وكان (عليه السّلام) يسعه أنْ يقول نعم وينال الخلافة ، ثمّ يسير بعد ذلك حسب كتاب الله وسنة رسوله لا غير ، ولمْ يكن ملزماً بالشرط الأخير شرعاً ؛ لأنّ سيرة الشيخين إنْ كانت موافقة لكتاب الله وسنة رسوله فهي داخلة في الشرط حتماً ، وإنْ كانت مخالفة لهما فلا يجوز للمسلم أنْ يعمل بها ، ولكنّ الإمام (عليه السّلام) مع ذلك كره أنْ يقول لشيء نعم وهو يعلم من نفسه أنّه لا يلتزم به ، وبذلك فوّت الخلافة على نفسه مدّة اثني عشر سنة تقريباً ، وهي مدّة خلافة عثمان بن عفان .
فسياسة الحسين هي بعينها سياسة أبيه علي (عليه السّلام) وجدّه النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وهي سياسة الإسلام والحقّ التي ترتكز على الصراحة والصدق والواقعية ، وتأبى الكذب والانتهازية واللف والدوران .
ثمّ إنّ الستة آلاف رجل الذين كانوا مع الحسين (عليه السّلام) كان أكثرهم من الأعراب وأهل الأطماع والمرتزقة ، الذين يتبعون القادة طمعاً في الغنائم والمناصب والأرزاق ، خرجوا مع الحسين (عليه السّلام) والتحقوا به في أثناء الطريق ، علماً منهم بأنّ الحسين (عليه السّلام) قادم على بلد قد دان له أهلها بالطاعة والولاء وبايعه أهلها بالإجماع ، وسوف ينتصر بهم حتماً ويصلون باتّباعه إلى مغانم وأرباح .
وكان الحسين (عليه السّلام) يعرف ذلك في نفوسهم ، فلمّا تجلّى غدر أهل العراق وظهر انقلابهم ، ولمْ يبقَ هناك أمل في انتصاره بهم على الأعداء ، بل أصبحوا هم من الأعداء والمحاربين له ؛ وذلك بقتلهم سفيره مسلم بن عقيل (عليه السّلام) ، وقتل رسوليه عبد الله بن يقطر وقيس بن مسهر الصيداوي (رحمهما الله تعالى) ، عند ذلك تغيّر مجرى الثورة السابق وتحوّلت من حرب هجومية متكافئة ، وجهاد منظم مفروض حسب المقاييس الشرعية إلى حرب فدائية استشهادية ليس فيها أمل في الانتصار العسكري ، وإنّما المقصود منها التضحية والشهادة ؛ لغرض التوعية وتنبيه الرأي العام ، ولفت الأنظار إلى حقيقة الحكم القائم وواقع الزمرة الحاكمة ، وعزلهم عن الاُمّة المسلمة فيحبط بذلك مؤامراتهم العدوانية ضد الإسلام ومصلحة المسلمين .
قال العقاد : وعلى هذا النحو تكون حركة الحسين (عليه السّلام) قد سلكت طريقها الذي لا بدّ لها أن تسلكه ، وما كان لها قطّ من مسلك سواه ؛ حيث وصل الأمر إلى حدٍّ لا يعالج بغير الاستشهاد(2) .
لذا فقد كره الحسين (عليه السّلام) أنْ يترك أتباعه غافلين عن هذا التطوّر ، وجاهلين لهذا التحوّل المصيري الهام ؛ خوف أنْ يُباغتوا بالمصير الذي لا يرغبون فيه فيسلّموه عند الوثبة ، ويُهزمون من الميدان عند اللقاء ، ويتفرّقون عنه ساعة بدء المعركة ، وفي ذلك وهن كبير يصيب معنوية القائد ، ويضعف مقاومة المخلصين من أصحابه . وإنّ تلك الإجازة لهم بالانصراف إذا شاؤوا كانت من الحسين (عليه السّلام) بالنسبة لهم :
أولاً : للاختيار والامتحان .
ثانياً : بمثابة مخض وغربلة ، فاستخرج الزبدة منهم وهم نيف وسبعون رجلاً ، وقد بلغوا إلى ليلة عاشوراء إلى ما يقارب الثلاثمئة رجل ، كلّ منهم فدائي مخلص للحسين (عليه السّلام) بايعوه على الموت ، واختاروا الشهادة على الحياة ، والقتل على البقاء في الدنيا .
ولقد اختبرهم مراراً فما وجد فيهم إلاّ الأشوس الأقعس ، يستأنسون بالمنيّة دونه استئناس الطفل بلبن اُمّه ، حسب شهادة الحسين (عليه السّلام) في حقّهم . قالوا له في بعض تلك الاختبارات : يا سيدنا ، لو كانت الدنيا لنا باقية وكنّا فيها مخلّدين ، لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها . فقال لهم الحسين (عليه السّلام) : (( اعلموا أنّكم كلّكم تُقتلون ، ولا يفلت منكم أحد )) . فقالوا : الحمد لله الذي مَنّ علينا بشرف القتل معك ، ولا أرانا الله العيش بعدك أبداً .
وقال له مسلم بن عوسجة الأسدي (رحمه الله) : أنحن نتخلّى عنك ؟! وبماذا نعتذر إلى الله في أداء حقّك ؟! أما والله ، لا اُفارقك حتّى أطعن في صدورهم برمحي ، وأضرب بسيفي ما ثبت قائمة بيدي . ولو لمْ يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم ٍٍٍٍٍٍٍبالحجارة حتّى أموت معك .
وقال له سعيد بن عبد الله الحنفي : والله ، لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسوله فيك . أما والله ، لو علمت أنّي اُقتل ثمّ أحيا ، ثمّ اُحرق حياً ثمّ أُذرى ، ويُفعل بي ذلك سبعين مرّة لما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك . وكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة ، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً ؟!
وقال له زهير بن القين البجلي (رحمه الله) : والله ، لوددت أنّي قُتلت ثمّ نُشرت ثمّ قُتلت ، حتّى أُقتل كذلك ألف مرّة ، وأنّ الله (عزّ وجلّ) يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك . وهكذا تكلّم الباقون من أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضاً ، فجزاهم الحسين (عليه السّلام) خيراً .
أجل والله ، جزاهم الله خيراً ؛ لقد سجّلوا بموقفهم هذا رقماً قياسياً خالداً ، وضربوا أروع مثال للتضحية في سبيل الكرامة وللعمل الفدائي الصحيح ، ألا هكذا فليكن العمل الفدائي وإلاّ فلا .
فهم قدوة كلّ عمل فدائي مثمر ومخلص ، ولا يمكن أن ينجح أي عمل فدائي ما لمْ يكن الحسين (عليه السّلام) وأصحابه مثله الأعلى وقدوته المُثلى ؛ إخلاص للقضية ، واستصغار لكلّ غال وعزيز في سبيلها ودون تحقيقها .
ولقد أجاد مَنْ وصفهم بقوله :
فـسـامـوهم  iiإمّـا الـحياة بذلةٍ      أو الـموت فاختاروا أعزّ iiالمراتبِ
بـنفسي  iiهُمُ من مستميتين كسّروا      جفون iiالمواضي في وجوهِ الكتائبِ
وصالوا على الأعداء أُسداً ضوارياً      بعوج  iiالمواضي لا بعوج المخالبِ
أُصـيـبـوا ولكن مقبلينَ دماؤهمii      تـسيل  iiعلى الأقدامِ دون العراقبِ

وأخيراً نقول : إنّ الحسين (عليه السّلام) حافظ على قدسية ثورته ونبل نهضته وشرف تضحيته بذلك العمل ، أي بأنْ أبعد عنها الأوباش وأهل الأطماع والانتهازيين ؛ عملاً بمضمون الآية الكريمة : ( وَمَا كُنتُ مُتّخِذَ الْمُضِلّينَ عَضُداً )(3) . وعملاً بالقاعدة المعروفة : فاقد الشيء لا يعطيه .
أجل ، إنّ شرف كلّ ثورة يتوقّف إلى حدّ كبير على شرف الثائرين وحسن نواياهم وإخلاص نياتهم ، ثمّ إنّ الإصلاح لا يأتي على أيدي غير الصالحين ، وهذا من أعظم الدروس نفعاً للأجيال في ثورة الحسين (عليه السّلام) .

________________________________________

(1) سورة الشعراء / 227 .
(2) أبو الشهداء الحسين بن علي / 193 .
(3) سورة الكهف / 51 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page