فصل ( 4 ) فيما نذكره من احاديث في صوم شهر شعبان كله
فمن ذلك ما رويناه باسنادنا الى أبي جعفر ابن بابويه من كتاب ثواب الاعمال فقال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله : أي الصيام افضل ؟ قال : شعبان تعظيما لشهر رمضان (1 ) .
وفي حديث آخر من كتاب ثواب الاعمال عن ام سلمة رضي الله عنها : ان النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما الا شعبان يصل به شهر رمضان ( 2 ) . ومن ذلك ما رويناه عن عدة طرق بها من كتاب من لا يحضره الفقيه عن أبي جعفر عليه السلام قال : من صام شعبان كان له طهرا من كل زلة ووصمة وبادرة ، قال أبو حمزة : فقلت لأبي جعفر عليه السلام : ما الوصمة ؟ قال : اليمين في المعصية والنذر في المعصية ، قلت : فما البادرة ؟ قال : اليمين عند الغظب والتوبة ، بها الندم عليها ( 3 ) . ومن ذلك باسنادنا الى أبي جعفر ابن بابويه من الكتاب فيما رواه عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم شعبان وشهر رمضان يصلهما وينهى الناس ان يصلوهما ، وكان يقول : هما شهر الله وهما كفارة لما قبلهما وما بعدهما من الذنوب (4 ) .
اقول : هما شهر الله ، وفي الاحاديث : شعبان شهره عليه السلام ، لانه كلما كان له فهو لله جل جلاله ، وقوله صلوات الله عليه : وينهى الناس ان يصلوهما ، لعل المراد بذلك التخفيف عن الناس من موالات شهرين متتابعين ، فيراد منهم ان يفصلوا بينهما بيوم أو يومين .
وينبه على ذلك ما رويناه باسنادنا الى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أبي يفصل بين شعبان وشهر رمضان بيوم (5 ) .
ومن ذلك ما روينا باسنادنا الى الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صوم شعبان حسن ولكن افصل بينهما بيوم ، وفي حديث آخر : بيوم أو اثنين .
اقول : فان كنت تريد كمال السعادات بصوم شعبان كله والظفر بما فيه من العنايات ، فانت المستظهر لنفسه قبل الممات ، وان كان لك مانع مما أشرنا إليه فنحن ذاكرون فضائل ايام من شعبان فانظر ما تقدر على صومه منها ، فاعتمد عليها .
* ( هامش ) *
1- ثواب الاعمال : 86 . ( * )
2 - ثواب الاعمال : 86 .
3 - ثواب الاعمال : 83 ، معاني الاخبار : 169 ، عنهما البحار 97 : 74 ، مصباح المتهجد 2 : 825 .
4- ثواب الاعمال : 85 ، مصباح المتهجد 2 : 828 .
5 - ثواب الاعمال : 84 ، عنه البحار 97 : 76 . ( * )
فصل ( 4 ) فيما نذكره من احاديث في صوم شهر شعبان كله
- الزيارات: 1242