فصل ( 47 ) فيما نذكره من رواية سجدات ودعوات عن الصادق عليه السلام ليلة النصف من شعبان
رويناها باسنادها إلى جدي أبي جفعر الطوسي فيما رواه عن حماد بن عيسى عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : لما كان ليلة النصف من شعبان كان رسول الله صلى الله عليه وآله عند بعض نسائه .
وروى الزمخشري في كتاب الفائق أن ام سلمة قال : تبعت النبي صلى الله عليه وآله فوجدته قد قصد البقيع ثم رجعت وعاد ، فوجد فيها اثر السرعة في عودها ، ولم يذكر الدعوات .
ثم قال الطوسي في رواية الصادق عليه السلام : فلما انتصف الليل قام رسول الله صلى الله عليه وآله عن فراشها ، فلما انتبهت وجدت رسول الله صلى الله عليه وآله قد قام عن فراشها ، فدخلها ما يتداخل النساء وظنت أنه قد قام إلى بعض نسائه
، فقامت ( 1 ) وتلفقت بشملتها ( 2 ) ، وأيم الله ما كان قزا ولا كتانا ولا قطنا ولكن كان سداه شعرا ولحمته أو بار الابل ، فقامت تطلب رسول الله صلى الله عليه وآله في حجر نسائه حجرة حجرة ، فبينا هي كذلك أذ نظرت إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله ساجدا كثوب متلبط ( 3 ) بوجه الأرض ، فدنت منه قريبا فسمعته في سجوده وهو يقول : سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، هذه يداي وما جنيته على نفسي ، يا عظيم يرجى لكل عظيم ، اغفر لي العظيم ، فانه لا يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم .
ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فسمعته يقول : أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السماوات والأرضون ، وانكشفت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الأولين والاخرين من فجأة نقمتك ، ومن تحويل عافيتك ، ومن زوال نعمتك ، اللهم ارزقني قلبا تقيا نقيا ، ومن الشرك بريئا ، لا كافرا ولا شقيا .
ثم عفر خديه في التراب فقال : عفرت وجهي في التراب ، وحق لي أن أسجد لك . فلما هم رسول الله صلى الله عليه وآله بالانصراف هرولت إلى فراشها ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فراشها وإذا لها نفس عال ، فقال لها رسول الله : ما هذا النفس العالي أما تعلمين أي ليلة هذه ؟ هذه ليلة النصف من شعبان ، فيها تقسم الأرزاق ، وفيها تكتب الاجال ، وفيها يكتب وفد الحاج ، وإن الله ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزي كلب ( 4 ) وينزل الله تعالى ملائكته من السماء إلى الأرض بمكة ( 5 ) .
* ( هامش ) *
1 - قامت ( خ ل ) .
2- تلفق الشملة : ضم شقه منه الى اخرى فخاطهما .
3 - تلبط الرجل : اضطجع وتمرغ . ( * )
4 - يعنى معزي بنى كلب وكانوا هم صاحب معزي .
5 - ( عنه البحار 98 : 415 - 417 ، رواه الصدوق في فضائل الاشهر الثلاثة : 3 : عنه البحار 97 : 88
اورده ايضا في مصباح المتهجد 2 : 841 . ( * ) .