فصل ( 54 ) فيما نذكره من صلاة ليلة النصف من شعبان عند الحسين عليه السلام
اعلم اننا كنا نؤثر ان نذكر هذه الصلاة قبل وداع زيارة نصف شعبان لئلا يقع الاشتغال عنها بالزيارة والوداع ومفارقة الامكان ، ولكنا رأينا تقدم لفظ الزيارة هاهنامن المهمات وتأخير وداعها عنها خلاف العادات ، فذكرناها بالقرب مما يختص بالحسين صلوات الله عليه ليقطع نظر الراغب في عملها فيعتمد عليه ، وهي صلاة الحسين صلوات الله عليه.
وقد قدمناها في عمل يوم الجمعة من عمل الاسبوع في الجزء الرابع في دعائها زيادة على ما أشرنا إليه ( 1 ) ، وهي منقولةمن خط محمد بن علي الطرازي في كتابه فقال ما هذا لفظه : ونقلت من خط الشيخ أبي الحسن محمد بن هارون احسن الله توفيقه ما ذكر انه حذف اسناده قال : ومن صلاة ليلة النصف من شعبان عند قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليه اربع ركعات ، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة و ( قل هو الله أحد ) خمسين مرة ويقرأهما في الركوع عشر مرات ، وإذا استويت من الركوع مثل ذلك وفي السجدتين وبينهما مثل ذلك ، كما تفعل في صلاة التسبيح ، وتدعو بعدها وتقول : انت الله الذي استجبت لادم وحوا حين قالا : ( ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) ( 2 ) ، وناداك نوح فاستجبت له ونجيته وآله من الكرب العظيم ، واطفأت نار نمرود عن خليلك ابراهيم فجعلتها عليه بردا وسلاما . وأنت الذي استجبت لأيوب حين ناداك : ( اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين ) ( 3 ) ، فكشفت ما به من ضر وآتيته اهله ومثلهم معهم رحمة من عندك وذكرى لاولي الالباب ، وانت الذي استجبت لذي النون حين ناداك في الظلمات : ( ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الضالمين ) . ( 4 ) فنجيته من الغم . وانت الذي استجبت لموسى وهارون دعوتهما حين قلت : ( قد اجيبت دعوتكما ) ( 5 ) ، وأغرقت فرعون وقومه وغفرت لداود ذنبه ، ونبهت قلبه
وارضيت خصمه رحمة منك وذكرى . وانت الذي فديت الذبيح بذبح عظيم حين اسلما وتله(6) للجبين ، فناديته بالفرج والروح ، وانت الذي ناداك زكريا نداء خفيا قال : ( رب اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم اكن بدعائك رب شقيا ) ( 7 ) ،
وقلت ( ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) (8 ) . وانت الذي استجبت للذين آمنوا وعملوا الصالحات لتزيدهم من فضلك ، رب فلا تجعلني اهون الراغبين اليك ، واستجب لي كما استجبت لهم بحقهم عليك ، وطهرني وتقبل صلاتي وحسناتي وطيب بقية حياتي : وطيب وفاتي ، واخلفني فيمن اخلف واحفظهم رب بدعائي ، واجعل ذريتي ذرية طيبة تحوطها بحياطتك من كل ما حطت منه ذرية اوليائك واهل طاعتك ، برحمتك يا رحيم ، يا من هو على كل شئ قدير ، وهو على كل شئ رقيب ، ومن كل سائل قريب ، ومن كل داع من خلقه ، مجيب . انت الله لا اله الا انت الحي القيوم ، الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ، تملك القدرة التي علوت بها فوق عرشك ، ورفعت بها سماواتك ، وارسيت بها جبالك ، وفرشت بها ارضك ، واجريت بها الانهار وسخرت بها السحاب والشمس والقمر والليل والنهار ، وخلقت بها الخلائق . أسألك بعظمة وجهك الكريم الذي اشرقت به السماوات واضائت به الظلمات ان تصلي على محمد وآل محمد وان تكفيني امر من يعاديني وامر معادي ومعاشي . واصلح يا رب شأني ولا تكلني الى فنسي طرفة عين ، واصلح امر ولدي وعيالي ، واغنني واياهم من خزائنك وسعة رزق وفضلك ، وارزقني الفقه في دينك ، وانفعني بما نفعت به من ارتضيت من
عبادك ، واجعلني للمتقين اماما كما جعلت ابراهيم ، فان بتوفيقك يفوز المتقون ويتوب التائبون ويعبدك العابدون ، وبتسديدك وارشادك نجى الصالحون . اللهم ات نفسي تقواها وانت وليها ومولاها ، وانت خير من زكاها ، اللهم بين لها رشادها وتقواها ونزلها من الجنان اعلاها ، وطيب وفاتها ومحياها واكرم منقلبها ومثواها ومستقرها ومأواها ، انت ربها ومولاها . اللهم اسمع واستجب برحمتك ومنزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ،
وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد والحسن بن علي ، والحجة القائم صلوات الله عليه وعليهم عندك ، وبمنزلتهم لديك يا ارحم الراحمين ( 9 ) .
* ( هامش ) *
1 - جمال الاسبوع : 165 ، عنه البحار 91 : 185 . ( * )
2- الاعراف: 23.
3 - الانبياء: 83.
4 - الانبياء: 87.
5 - يونس: 89.
6 - تله: صرعه أو ألقاه على عنقه وخده.
7 - مريم: 4. 8
8 - الانبياء: 90 (*).
9 - عنه البحار 91 : 191 ، 101 : 343 . ( * )