المهدویة و صراع الحضارات
الدکتور محمّد اخوان
الخلاصة
تلمیح: المقالة الماثلة بین یدیک تقارن بین خطاب «المهدویة» و نظریة «صدام الحضارات» لـ هنتینغتون. ستشرع المقالة بدایةً بعرض نظریة صراع الحضارات بصورة موجزة و نقدها نقداً عاماً ثم تقارن مضامینها بالتفصیل مع نظریة المهدویة من المنظار الإسلامی الشیعی. لقد أثار الإسلام الایدولوجی مع الایدولوجیة المهدویة، حساسیة الغرب و قد خصص جزء من هذه المقالة لدراسة ذلک، ثم تناقش إعادة حیویة الدین فی العصر الحاضر. فی جانبٍ آخر هناک مقارنة بین خطاب المهدویة و الاصلاح الدینی فی الغرب بغیة عرض الإختلافات الأساسیة بینهما. و بعد التعریف بخطاب المهدویة و الدفاع عنه و عن الأصولیة الإسلامیة، قمنا بالدفاع التام عن التوجه المدرسی و الرؤیة التجریدیة إلی الدین و عقیب ذلک نوقشت الرؤیة الفطریة إلی الأنسان کأساسٍ للدین، کذلک نوقش موضوع العالمَ الثنائی الأقطاب، و اخیراً قمنا بتعریف للغرب بصورةٍ ملحضة کأمرٍ لایستغنی عنه.
المصطلحات الرئیسة
صدام الحضارات؛ الإصلاح الدینی؛ إعادة الحیاة إلی الدین (النهضة الدینیة)؛ الأصولیة؛ الدین المجرد؛ الدین التاریخی؛ القومیة؛ الفقه السیاسی؛ أصالة الإنسان؛ الحق و الباطل و المهدویة.
مقدمة
نظم هذا البحث بهدف المقارنة بین الخطاب المهدوی و نظریة صراع الحضارات لصموئیل هنتینغتون.[1] فوجب بدایة أن نبیّن اهمیة الموضوع هذا. إن موضوع المهدویة یحظی بأهمیته بالغة بسبب عرضه لمستقبل التاریخ و ان جمیع الامال و الغیایات العلیا للإسلام یختزل فی هذه العقیدة و یتجلی فیها. و علیه فإن تقبل هذه العقیدة و الالتزام بها یضع الانسان فی المسار السلیم للحیاة و یمضی به فیها. و من ناحیة أخری فإن صراع الحضارات بوجهته التی تجلب الیأس و التشاؤم بالنسبة للمستقبل، قد عرض من قبل المنظر الامریکی الکبیر السابق الذکر. إن أهمیة الموضوع هذا تنبع من أن الولایات المتحدة تدعی فی الوقت الراهن قیادة النظام العالمی الجدید و تری نفسها القائدة اللائقة لهذا العالم و هی فی نفس الوقت تدافع عن نظریة یبنی علیها مستقبل مهول و معتم و لا أثر فیه لحقوق الانسان الغربیة والدیموقراطیة الامریکیة.
إنّ منظر صراع الحضارت له مکانة بارزة فی الغرب و الولایات المتحدة
«إن أهمیة نظریة صراع الحضارات تکمن فی کون منظره من ذوی النفوذ و القدرة و إن رؤاه تتماشی و التوجیهات الإستراتیجیة للغرب و خصوصاً الولایات المتحدة. إن هذه النظریة هی أقرب إلی التوجهات الإستراتیجیة منها إلی کونها نظریة محضة و تحتاج کذلک إلی تقییم سیاسی و إن حصرها فی التحلیلات التجردیة لایکون کافیاً».[2]
[1]. استاذ آمریکی معاصر.
[2]. مجتبی أمیری، نظریة برخورد تمدن ها (نظریة صدام الحضارات)، ص27، 28 و 34.