• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

القيامة يحكم بها العقل


القيامة يحكم بها العقل
لنفرض أنه لم يكن لدينا أدلّة نقلية بأن الأنبياء جميعهم لم يأتوا ليقولوا للناس أنّ هناك قيامة وأنهم سيطالبون بما قالوا وفعلوا وإعتقدوا، فإن العقل هو اكبر شاهد ودليل على أنّ دوران عالم الأفلاك والخلق الأوّل لكل موجود لن يكون دون نتيجة وغاية. كل عاقل إذا ما نظر حواليه فإنه يرى أنّ الليل يصبح نهاراً، والنهار يصبح ليلاً، يأكل، وينام، ويتخلّى، ويقضي شهواته، يكبرُ، ويُصبح شاباً، ثم يصبح شيخاً، ثم بعد ذلك يموت.
هذا النظام اللامتناهي، والطويل، والعريض الذي يُرى، هل القصد منه هو هذا فقط؟! إذاً فقد خلقوا الإنسان معملاً لصناعة النجاسة! هذا عبثٌ ولغو. من أجل الأكل وقضاء الشهوة هناك الحيوانات ولم يكن من حاجة لخلق الإنسان.
إن أولئك الذين ينكرون الآخرة لا يقبلون الله على أنه حكيم (أستغفر الله) لأن معناه أنّ هذا النظام لغوٌ وغير ذي نتيجة ولكنهم أخطأوا ففي أيّ مكان وأيّ شيءٍ نراه فهو مترافق مع آلاف الحكم التي يمكن للانسان أنْ يتوصّل إلى عددٍ منها.
إن أقّل الأشياء في عالم الوجود لا يخلو من مصلحة حتى الأشياء الزائدة، كالشعر والظفر لا يخلوان من حكمة.
مثلاً من بين الحكم التي هي للظفر هذا العضو الصغير والمهمل هي أنه بمنزلة المتكأ والدعامة لاصابع اليد فعندما يحاول الإنسان رفع شيءٍ ما فإنه يرفعه بفضل هذا الظفر حيث إنه يتحمل الضغط الذي يحدث عليه من جرّاء ذلك وإلاّ لما أمكن القيام بذلك العمل كما إذا قلّمتم الأظافر في بعض الأحيان فإنه يشقُّ عليكم حينئذٍ رفع بعض الأشياء فكيف إذا لم يكن هناك ظفراً أصلاً.
ثم إن هذا الظفر يستعمل لحكّ البدن، بالإضافة إلى ذلك فإن المواد الزائدة، والقذرة يتم دفعها عن طريق هذا الظفر نفسه، ولهذا أمرنا بتقليمها على الأقل مرة واحدة في الأسبوع (خاصة يوم الجمعة).
إنه لا يوجد حتى شعرة واحدة في الجسم لا تخلو من مصلحة. يقول الإمام الصادق(ع) للمفضّل:
إن بعض الجهّال قالوا: إنه لو لم ينبت الشعر في بعض أماكن الجسم لكان أفضل. إنّهم لم يعلموا أنّ تلك الأماكن هي محلٌ لتجمع السوائل، والأوساخ، ولو لم يتم دفع المواد الزائدة، والقذرة، على شكل شعر لكان مَرِض الإنسان .
ولهذا فقد أمرنا أن نتعجل إزالته (كل أسبوعين كحدٍّ أقصى).
إن أجزاء عالم الوجود كلّها إذا ما نظر إليها الإنسان فإنه يرى أنها غارقة في الحكمة. من المشهور إنه عندما إعترض (جالينوس الحكيم) على خلق جعل وقال: إنني لا أرى فيه أية فائدة تذكر، فلماذا خلقه الله؟ إلى أنْ ابتلي بألمٍ شديد في عينه، ومع أنه نفسه كان من بين أفضل الأطباء، واستعمل كل ما كان يعرفه من الأدوية، إلاّ أنّ كلّ ذلك لم يُفده. داواه الآخرون كذلك، لم ينفع ذلك، إلى أنْ جاءت إمرأة عجوز وقالت: أنا عندي رمادٌ يشفي ألم عينك! فاستعمله وشُفيت عينه. سأل عن تركيبة هذا الرماد فأُعلم أنه كان خليطاً فيه شيء من جسم ذلك الجعل .
لا توجد حتى ذرةّ من ذرّات عالم الوجود دون حكمة فهل عالم الوجود نفسه دون حكمة؟! لم يخلق حتى ولا جزء واحد من أجزاء الجسم دون مصلحة حتى الظفر والشعر. إذاً فهل جسم الإنسان نفسه قد خلق دون غاية ومصلحة؟! هيهات.
إن العلماء المحدثون يتفقون جميعهم على أنهم لم يطّلعوا على كلّ حكم وعلل نظام الخلق ثم بعد ذلك الله وحده يعلم أيُّ عجائب تكشف... كما أنه في الثلاثين والأربعين سنة الأخيرة كانوا يظنون في (أوروبا) أنّ (الزائدة العوراء) إضافية في الجسم التي هي نفسها الـ (آپانديست) تلك، ولهذا كان قد راج أنه أيضاً الأفراد السالمين كانوا يذهبون، ويخضعون لعملية جراحية، ويستأصلون هذه الزائدة!! إلى أنْ أعلنوا أنّ الشخص المعافى لا يجب أنْ يقوم بهذا العمل، لأنهم علموا أنّ هذه هي في حكم بوق الخطر للأمعاء (قد يكون لها حكمٌ عديدة أخرى لم يدركوها).
إنه لا يوجد في الجسم حتى ولا سنٌّ واحد دون حكمة فما تقوم به الطواحن لا يمكن للقواطع أنْ تقوم به. من الـ (248) عظماً لا يوجد حتى ولا عظماً واحداً دون مصلحة بمعنى أنه لم يكن فالجسم يكون ناقصاً وكذلك العروق والأعصاب إذاً فهل أنّ الجسم كلّه دون حكمة؟! وبعد أن اعتبرنا أنّ خالق الكون حكيم، وأنّ أقلّ شيء في عالم الخلق لا يخلو من الحكمة.. حينئذٍ نتدبّر في الغاية والحكمة وأصل إيجاد هذا العالم، نرى أنّ الغاية من إيجاد الجمادات والنباتات والحيوانات، هي المنافع التي تحصل للإنسان.
يقول الشاعر ما مضمونه: إن الغيم والرياح والقمر والشمس بل والكون كلُّه في عملٍ دائب لكي تحصل على خبزك وتأكله. إلهي إن الجميع حائرٌ لما تُنعم عليه، وهو لذلك لك مطيع، فليس من الإنصاف أبداً أنْ لا تكون مطيعاً أيها الإنسان.
هل إن الغاية من إيجاد الإنسان هو هذه الحياة الدنيوية والمادية على نحو أنه يقدم بعد الموت؟ إذا حتى لو فرضنا ـ وفرض المحال ليس بمحال ـ أنّ حياة الإنسان في هذا العالم من أولها إلى آخرها كلّها راحة وعيش رغيد، خالية من كلّ ألم ونصب، لكانت مع ذلك عبثاً ولهواً، لأنها مهما كانت حسنة فهي لن تكون ذات اعتبار لأنها فانية ومن المحال أنْ يكون نظام الخلق هذا الذي هو بهذه السعة والعظمة... من المحال أنْ يكون لغاية فانية في الوقت الذي فيه الحياة المادية البشرية مملؤة من أقصاها إلى أقصاها بالآلام، والمصائب، والمتاعب المختلفة وكما يقول (آسوده) (أي بمعنى مرتاح):
لم أر في هذا العالم كلّه إلا شخصاً واحداً إسمه (مرتاح) مع ذلك فإن راحته هي في خلاصه منه.
وكما يقول شاعر آخر ما مضمونه: ليس في هذا العالم قلبٌ خالٍ من الغم وهو إن وجد فلن يكون ذلك قلب إنسان.
حقاً إذا كان وجود الإنسان يُعدم بالموت وتكون حياته منحصرة بالحياة المادية الدنيوية التي هي ممزوجة بأنواع المكدّرات الجسمية، والروحية، والمصائب، والمحن، والأمراض، والفتن، والخسارة، وغصب الأموال، والمرض، وموت الأبناء والأحبة، وسائر المكدّرات، فإن أصل الخلق والإيجاد سوف يكون عبثاً ومنافياً للحكمة، والكرم، وسائر الصفات الكمالية الإلهية.
وفي هذه الحالة فإن خلق الإنسان في هذا العالم يكون مشابهاً لأن يستضيف كريمٌ ما شخصاً في بيت مملوءٍ بالحيوانات المفترسة، والمؤذية على أنواعها، كالأسد، والفهد، والنمر، والحية، والعقرب، والدبّور، وما إلى ذلك، وعندما يدخل يقدمون له الطعام، ومع كل لقمة يأكلها تتجمع عليه عدة كائنات حية، وتلدغه في يده، ولسانه، وحملة السيوف يقفون أمامه، يهجمون عليه في كل حين،وقبل أنْ يصل إلى الذي يريد الوصول إليه، يقطعون رأسه.
إذاً لا بد أنه سيكون للإنسان في ما يأتي حياة أخرى وعالمٌ أفضل، حيث تظهر فيه سعادته كلُّها أي إنه ينتهي إلى نعيم لا يخالطه جحيم أبداً، وإلى راحة لا يرى بعدها أية مشقّة، وإلى سرورٍ لا يعترضه أي حزن، أو غم أو ملالة أبداً، وإلى لذة وحظوة ليس لهما فناء ولا زوال أبداً. يقول الشاعر ما مضمونه:
ما أجمل ذلك اليوم الذي أرحل فيه عن هذه الدنيا، وهؤلاء الأحبة، إنني بذلك أطلب راحة نفسي، واللحاق بمن أحب.
إذاً لقد تأكد بالبرهان العقلي القاطع أنّ الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان لحياة خالدة، وسعادة ونعيم دائمين، وهو إنما استوقفه في هذه الحياة العارية، حتى يؤمن مستقبله القطعي، ولكي يتزود من هذا العالم لحياته الأبدية، ولكي يطير من هذا العالم بجناحي العلم والعمل، اللذين وهبهما له إلى العالم الأبدي، ولو أنّ الإنسان حقاً راجع وجدانه، وعقله، وفطرته، لأدرك أنه ربما يشك أو يتردّد في كل شيء، ما عدا مسألة المبدأ والمعاد، أي إنه ما من شكٍ أو ترديد في هاتين المسألتين، الإعتقاد برب العالمين والإعتقاد بالحياة الأبدية بعد الموت وعالم الجزاء (وإن السّاعة آتيه لا ريب فيها). السائد هو أنّ أكثر الناس على أثر الغرق في الشهوات، والإشتغال بالماديات وارتكاب الذنوب... قد فقدوا فطرتهم وامتلأت قلوبهم بالريب والشك. (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه). إذاً بحكم العقل هناك غاية من خلق هذه الأفلاك والعوالم وجسم كل واحدٍ منّا يُعرف في اليوم الآخر. بناءً على هذا يجب أن نسعى وراء هذا العالم الآخر.

الصادقون يخبرون عن يوم القيامة
لأن الأنبياء هم أصدق الخلق وقيل إنهم هم لنا جميعنا حجة وبرهان (كما ذكرنا ذلك بالتفصيل في بحث النبوة) قد أخبروا بحلول يوم القيامة وجميع متديني العالم من كل دين وأمة إعتقدوا ويعتقدون باليوم الآخر.
أساساً أسُّ الديانة ومرجعها إلى أصلين إثنين: (المبدأ والمعاد) وفي أكثر آيات القرآن التي تتحدّث عن الإيمان بالله تنتقل على الفور للحديث عن الإيمان بيوم الجزاء (يؤمنون بالله واليوم الآخر)، وجميع المذاهب والأديان هي في هذين الأصلين واحدة أي إن الكل مؤمن بالمبدأ أو المعاد.
إجمالاً المخبرون الصادقون ليسوا واحداً وليسوا عشرة... الألوف يخبرون بحلول يوم الجزاء (إذاً بحكم التواتر) يعترف العقل أنه لا بد من القبول بأن هكذا يوم سوف يجيء.
أفضل دليل هو (إمكان الوقوع)
كما قيل سابقاً قضية المعاد ليست محالاً عقلياً وعندما يقوم العقل بحساباته فإنه يحكم بأن القيامة أمرٌ ممكن، إضافة إلى أنّ المخبرين الصادقين أي الـ (124) ألف نبي وأوصيائهم قد أخبروا بذلك بحيث إنّ كل واحد منهم يكفي لوحده لتصديق العقل السليم.
بعض الرسُل قد ألقوا الشبهة في أنّ (إعادة المعدوم مما امتنعا) أي أنه كيف يمكن لشيء صار لا شيئاً أنْ يصير مرة أخرى شيئاً طبعاً هم لا يملكون أيّ دليلٍ على هذا الإدعاء وهم يتمسكون فقط بالضرورة ويقولون: دليلنا هو كينونة هذا الأمر ضرورياً وواضحاً!! ولنفرض أنّ شخصاً إستطاع أنْ يأتي بالدليل فقط أعطي الجواب مسبقاً.
أولاً: كما يقول (المحقق الطوسي الخواجة نصير الدين) ـ عليه الرحمة ـ: (إنه ليس في المعاد إعادة للمعدوم بل هو جمع للمتفرِّق). وتوضيح قوله هو التالي: إن الجسم الذي هو مركب من أجزاء وذرّات قد تفكك، صار قطعاً صغيرة جداً ومتناثرة، وعندما تحدث القيامة تجتمع هذه الذرّات المتناثرة بقدرة الله. إذاً فالمعاد يعني جمع الأجزاء وجمع الروح والجسد بعد الإنفصال.
إذاً فالمعاد ليس إعادة للمعدوم حتى يكون ممتنعاً أو غير ممتنع (إضافة إلى أنّ أصل الموضوع ليس صحيحاً).
وثانياً: أكبر وأفضل دليل على إمكان كلّ شيء وقوع مثله. فلو أنّ كل إنسان تفكّر في حالة جسده الأوليّة فإنه سوف يدرك أنه في البداية كان هناك جزيئات متفرقة لا حصر لها بعضها من التراب والهواء والماء قد تجمّعت بالقدرة الإلهية وظهرت في شكل أنواع من المأكولات كالخضار، والحبوب،والبقول، والحيوانات، ثم دخلت عن طريق بلعوم الأب إلى المعدة، وتفرّقت للمرة الثانية في جميع أجزاء جسم الأب حينئذٍ وأثناء هيجان الشهوة، تؤخذ خلاصة الأكل المهضوم ومن ذرات الرطوبة وتستخلص السوائل المتفرقة من كل الاعضاء، ثم وعن طريق الأوعية المنوية تخرج من ظهر الأب لتستقرّ في الرحم ولهذا وجب غسل الجسم كله بعد هذه الحالة لأن جزيئات النطفة قد أخذت من الجسم كله.
وإجمالاً كل جسم كان في البداية أجزاء متفرقة لمرتين حيث جمعتها يد القدرة أولاً في قلب التراب والماء والهواء (إنا خلقناكم من ترابٍ) المرة الثانية في كل أجزاء جسم الأب وبعد مشاهدة هاتين المرّتين والعلم بهما هل يبقى هناك من عجب في جمع وتركيب هذه الجزيئات بالنسبة إلى المرة الثالثة حيث تكون قد تحلّل في القبر وتفرّقت (ولقد علمتم النّشأة الأولى فلولا تذكّرون) . أي: أيها الإنسان، أنت كنت تراباً ويد قدرتنا هي التي جمعتك، أي صرت على شكل مادة غذائية هي جزء لا يتجزأ من جسم الأب، وبعد التوزُّع في أنحاء جسم الأب، جمعناك مرّة أخرى وأخرجناك من الأب على شكل نطفة، وأقررناك في رحم الأم.
لقد رأيت هذا الجمع والتفريق في هذا العالم إذاً فلماذا تتعجّب إذ يجمعونك للمرّة الثالثة بعد تفرّق أجزائك في أنحاء العالم؟ وأيضاً كثيراً ما يحدث الإحياء بعد الموت فأنتم تشاهدون حياة النبات في الربيع حيث يبقى هناك من عجب في جمع وتركيب هذه الجزئيات بالنّسبة إلى المرة الثالثة الأشجار النباتية تعود إليها الروح بعد الموت، واليباس، والأرض، إذ تكون ميتة فتدب فيها الحياة مرّة أخرى (يُحيي الأرض بعد موتها) ونفس الإنسان حدثٌ أن أحيي بعد الموت... إحياء الموتى على يد السيد المسيح(ع) وكذلك أئمتنا عليهم السلام فكثيراً ما إتفق أن أدرج بعض ذلك في كتب الأخبار. وكمثالٍ على إحياء الموتى فلنذكر قصّتين من القرآن الكريم:

عُزَير.. مات مئة سنة
يذكر الله سبحانه وتعالى قصة (عزير) في سورة البقرة حيث خلاصة الآيات وشأن النزول وتفسيرها هو التالي:
كان عزير من بين أنبياء بني إسرائيل، وحافظاً للتوراة كلّها، وكان معلماً، وقدوة اليهود في بيت المقدس.
عندما سافر بحماره كان معه كمية من الخبز والعنب. وصل إلى قرية كان أهلها قد هلكوا منذ سنوات كثيرة ولم يكن قد بقي منهم إلاّ عظام نخرة. عزير، ومن باب الحيرة والتّعجُّب، ألقى نظرة إلى هذه العظام وقال:
(أنّى يحيي هذه الله بعد موتها).
طبعاً كان ذلك من باب الدهشة والإستعجاب لا أنه كان قد أنكر القيامة والبعث.
الله سبحانه وتعالى، وحتى يفهمه بالحس أنّ القيامة التي هي عندك محيّرة وعظيمة ولكنها بالنسبة إلى الله لا أهمية لها، أماته في مكانه وهو كان قد بقي على حاله هذه مئة سنة أما حماره فقد كانت عظامه قد صارت هي الأخرى نخرة، ولكن العجب هنا! فالعنب الذي هو بتلك الرّقة، بقي طازجاً.
وبعد مئة سنة أحيا الله عزيراً، فرأى أمامه ملكاً على شكل إنسان فسأله الملك، منذ متى أتيت إلى هنا؟
قال عزير: منذ يوم أو ربما اقل.
فقال الملك: لقد مضى عليك مئة عام وأنت هنا.
فنظر إلى حماره فرآه قد صار عظاماً نخرة. حينئذٍ قال الملك:
أنظر إلى حمارك وشاهد ماذا يفعل الله!
نظر عزير فرأى أجزاء وذرات جسم الحمار تحركت لتوّها، وتلاصقت ببعضها البعض... اليد، الرأس، الرجل العين، الأنف، وغيرها من الأعضاء، إتصلت ببعضها البعض وفجأة صار هناك حمار كامل قام من مكانه.
ثم إنه قال لعزير: أنظر إلى هذا العنب الذي لم يفسد أصلاً، وانظر قدرة الله سبحانه وتعالى فعلم أنّ الله على كل شيء قدير.
عاد عزير إلى بيت المقدس فرآى أنّ وضع المدينة قد تغير، لم ير أولئك الذين كان يعرفهم، جاء إلى منزله على العنوان الذي كان يملكه، دقّ الباب فجاء الصوت من داخل البيت يسأل: مَن؟
قال: أنا عزير.
قالوا: إنّك تمزح فعزير قد انقطعت عنّا أخباره منذ مئة سنة فهل أنت تملك العلامة التي كانت له (إذ كان عزير مستجاب الدعوة) وأنا خالتك وقد فقدت بصري فاطلب من الله أنّ يعيده إليّ.
فدعا عزير وعاد النور إلى عيني خالته.
فقصّ ما حدث له وصار عبرة لنفسه وللآخرين.
القصة الأخرى التي جاء ذكرها في القرآن الكريم تتعلق بالنبي إبراهيم(ع) الذي طلب من الله أنْ يرى كيف يحيي الموتى حتى يطمئن قلبه، فأُمر أنّ يأخذ أربعة من الطّير مختلفة الأنواع ثم: إذبحها، وقطّعها قطعة قطعة، وإجعل كل قطعة من هذه القطع على رأس جبل، ثم إدعهنّ فسوف يأتين إليك مسرعين.
وفي التفسير أنّ إبراهيم(ع) أخذ رؤوس الطير الأربعة بيده، ودعاهم واحداً واحداً، فرأى أنّ أجزاء كل بدن على حدة قد تلاصقت ببعضها البعض، وكل بدن كان يتم تركيبه، يُسرع باتجاه رأسه.
أراد أنْ يقوم باختبار، فأخذ رأس أحدها ووضعه في مواجهة جسد طائر آخر فرأى أنه لا يتصل به بالنهاية، إتصلت الأبدان برؤوسها، ودبّت الحياة في الطيور الأربعة.

إن الله قادرٌ على كل شيء
قد يخطر في البال أنّ الله وحده يعلم كم قد تغيرت وتبدّلت جزئيات الجسم، وكيف تجتمع مع بعضها البعض. هذه الشبهة تكون على أثر الغفلة عن علم وقدرة الله سبحانه وتعالى. فعندما علمنا في بحث التوحيد أنّ الله تعالى قد (أحاط بكل شيءٍ علماً) وليس هناك، حتى ذرّة واحدة من ذرات الوجود، خارجة عن علمه، ومن ثم فهو قادر على كلّ شيء، لا يعود حينئذ لهذه الشبهة مكان.
فهذا الجسم يبقى لفترة ثم يتعفّن ويصبح طعاماً للنمل، والكائنات الحية التي تعيش في المقبرة، أو إنه يبقى حتى يترمّم، ويصبح تراباً تذروه الرياح إلى هذه الجهة وإلى تلك... يصبح جزءاً من القمح، والشعير، وسائر الحبوب... صحيح ذلك ولكن لا يعدم عل

دفع الضرر المحتمل واجب عقلاً
إذا إحتملنا حدوث ضرر كبير لنا فإن العقل يحكم بأن نفكّر في طريقةٍ لتجنّبه مثلاً إذا عبرنا من الصحراء الفلانية، أو من الطريق الفلاني، فهناك إحتمال أن يفترسنا حيوانٌ مفترس، أو أنْ يسلبنا اللّص كلّ ما نملك، أي إن ضرراً ما سيتسبّب لنا وهو ضررٌ كبير.
ومع أنه ليس لدينا يقين بذلك، إلاّ أنّ العقل يحكم علينا بأن لا نذهب من تلك الطريق بل نسلك طريقاً هي يقيناً آمنة. إذاً فالأخطار تختلف فيما بينها فأحياناً يكون هناك إحتمال خطر الوقوع في خندق بسيط، او مثلاً عثور الرجل بحجرٍ ما، حيث لا يهتم الشخص بهذا الأمر كثيراً، ولكن في أحيانٍ أخرى هناك الوقوع في الهاوية، إلى أنْ يبلغ حدّ السقوط في هاوية جهنّم.
وعندما يبلغ الخطر درجة كبيرة، فإن مجرد الإحتمال يكون كافياً للإمتناع. أضرب مثلاً: إذا قال لك طفل إنْ عقرباً على ثوبك يذهب صعوداً. هل تقول له: أنت طفل، لا تفهم، وكلامك لا اعتبار له!! لا أبدا لأن الخطر كبير. هناك عقرب وليس فراشة. إنّك تقلع معطفك على الفور وتبدأ بالبحث [1] مع أنك لم تستيقن ذلك بل ربما لم تظن حتى إحتملت فقط، ولكن العقل يهتم لهذا الإحتمال.
أو مثلاً يُريد السفر فيقول أحدهم: لا يمكن الحصول على الماء في الطريق يأمرك شرط العقل والإحتياط هنا هو أنْ تأخذ إبريقاً وتملأه بالماء، ولكن إذا استطاع الحصول على الماء في الطريق [2] فإنه يهرق الإبريق دون أنْ يكون أصابه الضرر أو لحق به العطش.
إنها القاعدة العقلية التي نعرفها جميعنا. وقد قلنا أنّ مئة وأربعة وعشرين ألف رسولاً جاؤوا وأخطروا الإنسان بلسان واحد أنْ أيها الناس إن أعمالكم وأقوالكم كلّها تسجّل، كل عملٍ يصدر عنكم هناك ملكان مكلفان بأن يسجلوه [3].
لنفترض أنّه لم يحصل لديكم يقين بيوم القيامة أو حتى ظن بيوم الجزاء، إن كنتم تملكون عقولاً فإنها تحكم عليكم أنْ تحتاطوا على الأقل فأنتم تحتملون أنّ يوماً سيأتي فلا تجحفوا بحق بعضكم البعض.. لا تظلموا... لا تهدروا كرامة أحد. لقد أردت ـ على الهامش ـ أنْ يكون ما قدّمت موعظةً وتأكيداً للموضوع وأيضاً دليلاً عقلياً على المعاد. أي أنّ (الإعتقاد بالمعاد هو سبيل الإحتياط العقلي).
في كتاب التوحيد، أصول الكافي، الحديث رقم2، وخلال توجيهات الإمام الصادق(ع) لابن أبي العوجاء قال(ع):
إذا كان الحق ما يقول المتدينون والحق بلا شك هو ما يقولونه إذاً فقد أفلحوا وهلكتم هلاكاً شديداً، وإن كان الحق هو ما تقولونه أنتم وهو بلا شك ليس كذلك، في هذه الحالة تكونوا أنتم وهم متساوون.
قال ابن أبي العوجاء: أو مقولتنا ومقولتهم ليستا واحدة؟
قال(ع): وكيف تكونا واحدة، بينما هم معتقدون أنّ لهم معاداً، وأن لهم ثواباً، وعقاباً، ويعتقدون أنّ السماوات عامرة بوجود ساكنيها، وكلّها والأرض لها إله، وأنتم تقولون إنّ السموات تزول وما من إله إلى آخر الحديث.
وكما تلاحظون فإن الإمام(ع) إستدل في هذه الفترة لإثبات الصانع بدليل الإحتياط هذا هو الحد الأدنى لإستدلالنا، وإلاّ فيجب اليقين بيوم الجزاء، والترديد، والشك، بل حتى الظن أيضاً، ليس كافياً.

القيامة عظيمة
إننا نسمع عن القيامة، ونعتبرها أمراً بسيطاً، بينما عالم الدنيا الذي هو عندنا عظيم ومهم إلى هذا الحدّ يصفه رب العالمين في القرآن الكريم بأنه لعبٌ، ولهو، ولكنه يذكر القيامة على أنها (النّبأ العظيم) [4].
نعم إنّ القيامة عظيمة جداً. إنها اليوم الذي يجتمع فيه الأولون والآخرون. هكذا إجتماع عظيم، الكل فيه متحيرون ومتضايقون من نتائج أعمالهم... الكل جزعون، خائفون ما عدا قلّة سوف نذكرهم فيما بعد. (عمرو بن معدي الكرب) الذي هو من شجعان العرب المشهورين، وينسبون إليه فتوحات كثيرة في تاريخ الإسلام، عندما كان لا يزال مشركاً أتى رسول الله(ص) فدعاه إلى الإسلام وقال:
إنه إنْ يؤمن يكن في أمانٍ من الفزع الأكبر يوم القيامة.
قال: يا محمّد ما هو الفزع الأكبر، إنني جريء إلى حدّ أنني لا أخاف أي شيء مخيف.
قال(ص): يا عمرو! إن الامر ليس كما ظننت، إنه يصاح على الناس صيحة لا يبقى بعدها ميّت إلاّ وقد حيي ولا حيّى إلاّ وقد مات ما عدا أولئك الذين لم يرد الله سبحانه وتعالى أن يموتوا ثم يصاح لهم صيحة أخرى حتى يحيوا جميعهم، ويصطفّوا، وتتشقق السماء، وتزول الجبال، وتتناثر، فلا يبقى ذو روحٍ إلاّ وقد انخلع قلبه، وتذكر ذنبه وانشغل بنفسه، إلاّ من سلّم الله فأين أنت يا عمرو من كل هذا...
باختصار ظلّ(ص) يقول ويقول إلى أنْ أصابت عمرواً رجفة وقال: ماذا افعل لذلك اليوم؟!
قال(ص): قل لا إله إلاّ الله. ومنذ ذلك الوقت أسلم عمرواً وقومه.
في ذلك اليوم نظر الشخص هناك إلى ما يخيفه. حال الأرض يتغيّر بشكل كامل وإضافة إلى الأمور التي ذكرناها فإن أرض القيامة تُدرك وتشعر وهي ذات حياة وتكون هادئة وبيضاء ولامعة تحت أقدام المؤمن، ولكنها تكون قطعة من نارٍ حارقة تحت أقدام الكافر. لا يبقى هناك لا شجر، ولا جبال، ولا سدود، ولا ما يعيق الرؤية، الكُلّ يرون بعضهم البعض، الكلّ بشر ولكن الأشكال تبدّلت. في الدنيا الكلّ متساوون، شكلهم واحد ولكن يوم القيامة تختلف الأشكال بحسب الأعمال والعقائد.

عدم الخضوع، من الجهل
وبعد أنْ عرفت القدرة اللامتناهية للمبدأ، فإنّك تضع رأسك في التراب سواء أردت أو لم تُرد. هؤلاء الذين تراهم لا يصلّون لأنهم لم يعرفوا الله وإلاّ فمحال أن يتعرف أحدٌ إلى خالق العالم ولا يقول: الله أكبر... لا يضع رأسه في التراب. إن هذا كلّه من الجهل. من الذي يعرف الله سبحانه وتعالى بقدرته اللامتناهية ثم لا تأخذه هيبة الحق [5].
الزهراء(ع) عندما كانت تقف للصلاة كان جسدها يرتجف حيث يقول عنها الرسول(ص):
إن الله يباهي الملائكة أن أنظروا إلى أمتي الزهراء كيف ترتجف من خوفي. أنتم تتصورون أنّ الإرتجاف هو من خوف نار جهنّم! ولكن خوف أهل المعرفة أرفع بكثير من هذا الكلام.
نعم إن وُجد خوفٌ في قلوبنا فهو من نار جهنّم، ولكن هم يخشعون بواسطة أعمالهم. أولئك الذين تمكّنت عظمة الله تعالى في قلوبهم، يرتجفون [6] إذا رفعوا رؤوسهم إلى السماء، إذا رأوا مظاهر القدرة، فإن الهيبة تسيطر عليهم.

التأدب في مقابل الحاكم والله
يقول الشيخ (الشوشتري):
أتيت مسافراً إلى طهران فرأيت بعض أقارب السلطان تأخذهم الهيبة في مقابله فيقفون كالتماثيل في مواجهته. يقول الشيخ: يا لنا ما أحقرنا...! هل وقفنا في عمرنا كلّه ولو ليوم واحدٍ هكذا في مقابل الله؟
إن الهيبة لتسيطر عليك من مخلوق كهذا في الوقت الذي أنت تدرك فيه عظمته وقدرته كم هما... فماذا يحدث لك إذاً عندما تدرك القدرة اللامتناهية لله خالق العالم. يا أصحاب العقول إعلموا كم نحن بعيدون عن العلم.

الذنب يذهب بالعقل الروحاني
روي عن الرسول(ص) أنه قال:
(إذا اقترف العبد ذنباً فارقه عقلٌ لم يعد إليه أبداً).
إن أسباب المتاعب كلها هو الذنب إن الذنب قد جعلك غير عارفٍ بالله. أنّ أي ذنب يصدر عن أيّ كان فإن إدراكه يزول... إنّ فهمك يقلّ... الويل لك إذا ارتكبت ذنباً بعد ذنب، هل تستطيع بعدئذٍ أنْ تدرك عظمة الله؟
إنك ترى عظمة الله وليس عظمة نظام الخلقة، تريد أنْ تتأمّن أمور دنياك فمتى تدرك عظمة الله، متى تحصل على ركعتي صلاة وأنت حاضر القلب إنه لمحال، فهما لا يجتمعان.
طالما أنت متلهٍ بنفسك، من أين لك أنْ تدرك عظمة الله...!من أين لك أنْ تعرف خالقك حتى تأخذك الهيبة منه! نعم الزهراء(ع) هي التي تأخذها الهيبة من الله عندما تقف في محراب العبادة. فالخشية ما هي إلاّ خوف مع التعظيم. إن الهيبة إذا سيطرت على أحدٍ ما ثم تبدّلت إلى خشية فذلك ينبع من إدراك وفهم العظمة.
الخشية هي نتيجة للعلم
في الآية الكريمة لا يقول: إنما يخاف.. بل يُعبّر بـ (إنّما يخشى..). إن الخوف أو إدراك العظمة الذي يُعبّر عنه بالخشية يختص بأهل العلم محمّد(ص) وآل محمّد(ع) والشيعة.. يختص بأولئك الذين تضيء قلوبهم من ينبوع آل محمّد(ص). إنه حقاً يصبح عارفاً للعظمة... يصبح مدركاً لله وعظمته فقط حينئذٍ يصبح شبيهاً بالزهراء والعظماء.
لقد سمعنا جميعنا تكراراً أنّ علياً(ع) كان في بعض الأحيان يُغشى عليه في منتصف الليل، لأنه كان يدرك العظمة! إنها فوق فهمي أنا وأنت ومن هم أمثالنا. فأين نحن وأين هذه الأمور؟! نحن نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يكون لدينا على الأقل خوف من نار جهنم. إننا بلا خوف إلى حدّ أننا لا نخاف من جهنم أوليلة القبر الأولى أو حتى عذاب البرزخ بل نحن لا نفكّر بهذه الأمور بتاتاً حتى نعمل لتجنّبها.

رواية عن خشية الزهراء(ع)
يقول(ص): إن ابنتي الزهراء عندما تقف في محراب العبادة فإنها تمنح السموات ضياءً، كما تمنح النجوم أهل الأرض. ويأتي النداء:
أيها الملائكة أنظروا كيف وقفت الزهراء أمتي للصلاة وجسدها يرتجف من خوفي (إنّ لفي هذه الرواية بشارة). أيها الملائكة إشهدوا أني قد غفرت لشيعة الزهراء بحقّها.
ثم يقول في هذه الرواية:
وكأنني أرى الزهراء(ع) التي قد كملت عزّتها قد إغتصبوا حقّها ومنعوها عن إرثها وأسقطت جنينها وكسروا لها ضلعها، وبعدي تنزل بها الهموم والغموم إلى أنْ ترد عليّ مقتولة!!

________________________________________

[1] يقول الشاعر ما مضمونه: إذ قال لك طفل أنْ يا فلان، إعلم أني رأيت عقربا في ثوبك. عندما تسمع ذلك تقلع ثوبك على الفور وتأخذ بما يقول لك حتى ولو كان مجنوناً!!
[2] يقول الشاعر ما مضمونه:
قال أحدهم: في مسير الثمانية أيام هذه لا وجود للماء بل هناك رمال حارقة فقط وقال آخر: إعلم أنّ هذا ليس صحيحاً إذ إنك تجد عينا صافية بعد كل مسافة محدّدة. إن الحزم في هذه الحالة أنْ تحمل معك قدراً من الماء حتى تكون في مأمن من العطش أثناء السفر. فإن وجدت ماءً في الطريق أهرقت الذي معك  منه وإن لم تجد ولم يكن معك منه شيئاً فالويل لك مما إقترفته يداك.
[3] (ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد) ق/17.
[4] (عمّ يتساءلون عن النّبأ العظيم) النبأ 1و2.
[5] من الذي يعلم ما أنت فلا يهابك... (دعاء الصباح).
[6] (إنما يخشى الله من عباده العلماءُ) فاطر: 28.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page