• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ما من جبّار إلاّ وعلى بابه ولي لنا


14ـ وقال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: ما من جبّار إلاّ وعلى بابه ولي لنا، يدفع الله [ به ] عن أوليائنا، اولئك لهم أوفر حظّ من الثواب يوم القيامة(1).
15ـ وقال عليه السلام: المؤمن المحتاج رسول الله تعالى إلى الغنّي القويّ، فإذا خرج الرسول بغير حاجته، غفرت للرسول ذنوبه، وسّلط الله على الغنيّ القويّ، شياطين تنهشه [ قال: قلت: كيف تنهشه؟ ](2) قال: يخلّى بينه وبين أصحاب الدنيا، فلا يرضون بما عنده حتى يتكلّف لهم: يدخل عليه(3) الشاعر فيسمعه فيعطيه ماشاء، فلا يؤجر عليه، فهذه الشياطين الذي تنهشه(4).
16ـ وعنه عليه السلام أنّه قال: ما على أحدكم أن ينال الخير كلّه باليسير، قال الراوي: قلت: بماذا جعلت فداك؟ قال: يسرّنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا(5).
17ـ وعنه عليه السلام أنّه قال لرفاعة بن موسى(6) وقد دخل عليه: يا رفاعة ألا اُخبرك بأكثر الناس وزراً؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: من أعان على مؤمن بفضل كلمة ثم قال: ألا اُخبركم بأقلّهم أجراً؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: من ادّخر عن أخيه شيئاً ممّا يحتاج إليه في أمر آخرته ودنياه، ثم قال: ألا اُخبركم بأوفرهم نصيباً من الاِثم؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: من عاب عليه شيئاً من قوله وفعله، أو ردّ عليه احتقاراً له وتكبراً عليه.
ثم قال: أزيدك حرفاً آخر يا رفاعة، ما آمن بالله، ولا بمحمد، ولا بعلي من إذا أتاه أخوه المؤمن في حاجة لم يضحك في وجهه، فإن كانت حاجته عنده سارع إلى قضائها، وإن لم يكن عنده تكلّف من عند غيره(7)حتى يقضيها له، فإذا كان بخلاف ما وصفته(8) فلا ولاية بيننا وبينه(9).
18ـ وعنه عليه السلام في حديث طويل، قال في آخره: إذا علم الرجل أنّ أخاه المؤمن محتاج فلم يعطه شيئاً حتى يسأله ثم أعطاه لم يؤجر عليه(10).
19ـ وعنه عليه السلام أنّه قال لبعض أصحابه: خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، فمن صالح الاَعمال برّ الاِخوان، والسعي(11) في حوائجهم، ففي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان، اخبر بهذا غررأصحابك، قال: قلت: من غرر أصحابي جعلت فداك؟ قال: هم البررة بالاِخوان(12) في العسر واليسر(13).
20ـ وعنه عليه السلام أنّه قال: من مشى في حاجة أخيه المؤمن، كتب الله عزّ وجلّ له عشر حسنات، ورفع له عشر درجات، وحطّ عنه عشر سيّئات، وأعطاه عشر شفاعات(14).
21ـ وقال عليه السلام: إحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين، وإدخال السرور عليهم، ودفع المكروه عنهم، فإنّه ليس من الاَعمال عندالله عزّ وجلّ بعد الاِيمان أفضل من إدخال السرور على المؤمنين(15).
22ـ وعن الباقر محمد بن علي عليهما السلام، أنّ بعض أصحابه (سأله فقال)(16) : جعلت فداك إنّ الشيعة عندنا كثيرون، فقال: هل يعطف الغني على الفقير؟ ويتجاوز المحسن عن المسيء؟ ويتواسون؟ قلت: لا، قال عليه السلام: ليس هؤلاء الشيعة، الشيعة من يفعل هذا(17).
23ـ وقال الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فأنما هي رحمة من الله ساقها إليه، فان فعل ذلك فقد وصله بولايتنا، وهي موصلة بولاية الله عزّ وجلّ، واّن ردّه عن حاجته وهو يقدر عليها، فقد ظلم نفسه وأساء إليها(18).
24ـ قال رجل من أهل الري: ولّي علينا بعض كتّاب يحيى بن خالد(19)، وكان عليّ بقايا يطالبني بها، وخفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي وقيل لي: اّنّه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه وأمت به إليه، فلا يكون كذلك، فأقع فيما لا أحبّ، فاجتمع رأيي على أنّي هربت إلى الله تعالى وحججت ولقيت مولاي الصابر(20) ـ يعني موسى بن جعفر عليهما السلام ـ فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوباً نسخته:
«بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أنّ لله تحت عرشه ظلاً لا يسكنه إلاّ من أسدى إلى أخيه معروفا، أو نفّس عنه كربة، أو أدخل على قبله سروراً، وهذا أخوك والسلام».
قال: فعدت من الحج إلى بلدي، ومضيت إلى الرجل ليلاً وساتأذنت عليه،
وقلت: رسول الصابر عليه السلام، فخرج إليّ حافياً ماشياً، ففتح لي بابه، وقبّلني، وضمّني إليه، وجعل يقبّل عيني، ويكرّر ذلك، كلما سألني عن رؤيته عليه السلام، وكلّما أخبرته بسلامته وصلاح أحواله استبشر وشكرالله تعالى.
ثم أدخلني داره، وصدّرني في مجلسه، وجلس بين يديّ، فأخبرجت إليه كتابه عليه السلام، فقبّله قائماً، وقرأه، ثم استدعى بماله وثيابه فقاسمني ديناراً ديناراً، ودرهماً درهماً، وثوباً ثوباً، وأعطاني قيمة مالم يمكن قسمته، وفي كل شيء من ذلك يقول: يا أخي هل سررتك؟ فأقول: إي والله، وزدت على السرور، ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي، وأعطاني براءة ممّا يوجبه(21)عليَّ منه وودّعته وانصرفت عنه.
فقلت: لا اقدر على مكافاة هذاالرجل إلاّ بأن أحج في قابل وأدعو له، وألقى الصابر عليه السلام واُعرّفه فعله، ففعلت، ولقيت مولاي الصابر ـ عليه السلام ـ وجعلت اُحدّثه، ووجهه يتهلّل فرحاً، فقلت: يا مولاي هل سرّك ذلك؟ فقال: اي والله لقد سرَّني، وسرَّ أميرالمؤمنين، والله لقد سرَّ جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله، ولقد سرّ الله تعالى(22).
25ـ واستأذن علي بن يقطين مولانا الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام في ترك عمل السلطان، فلم يأذن له، وقال: لا تفعل، فإنّ لنا بك أنساً، ولاِخوانك بك عزّاً، وعسى أن يجبرالله بك كسراً، أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه.
يا علي كفارة أعمالكم الاِحسان إلى اخوانكم، إضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثاً، إضمن لي أن [ لا ] تلقى أحداً من أوليائنا إلاّ قضيت حاجته، وأكرمته، وأضمن لك أن لا يظلّك سقف سجن أبداً، ولا ينالك حدّ سيف أبداً، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً، يا علي من سرَّ مؤمناً فبالله بدأ، وبالنبيّ صلّى الله عليه وآله ثنّى، وبنا ثلّث(23).

____________

(1) البحار ج 75 ص 379 ح 40، وروى الكليني في الكافي ج 5 ص 111 ح 5 والطوسي في التهذيب ج 6 ص 336 ح 50 نحوه.
(2) ما بين المعقوفين من مستدرك الوسائل.
(3) في نسخة «ش» و «د» والبحار: عليهم، تصحيف، صوابه من مستدرك الوسائل.
(4) أخرجه المجلسي في البحار ج 75 ص 176 ح 12، وعنه في المستدرك ج 2 ص 412 ب 37 ح1.
(5) أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 312.
(6) رفاعة بن موسى الاَسدي النخاس، ثقة في الحديث، ذكره النجاشي بما يدلّ على علو شأنه، وجلالة قدره، وعدّه ممّن يروي عن الصادق، والكاظم عليهما السلام،ووثّقه الشيخ وعدّه من أصحاب الصادق عليه السلام اُنظر «رجال النجاشي ص 119، ورجال الطوسي ص 194 رقم 37، والفهرست ص 71 رقم 286».
(7) في نسخة «ش» و «د»: «غيري»، تصحيف، صوابه من البحار.
(8) في نسخة «ش» و «د»: «ما وضعته»، تصحيف، صوابه من البحار.
(9) رواه القمي في الغايات ص 99 باختلاف في ألفاظه، والبحار ج 75 ص 176.
(10) أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 312.
(11) في نسخة «ش» و «د»: «ولتسعى»، تصحيف، صوابه من البحار.
(12) في نسخة «ش» و «د»: «الاِخوان»، وما في المتن من البحار، وهوالصواب.
(13) الخصال ص 96 ح 42، وأمالي المفيد ص 291 ح 9، وأمالي الطوسي ج 1 ص 65، وفيها: عن جميل بن دراج، عن أبي عبدالله عليه السلام، باختلاف يسير، وعوالي اللآلي ج1 ص 371 ح 78، ورواه الطبرسي في مشكاة الاَنوار ص 82 باختلاف في ألفاظه، والقمي في الغايات ص 89، عن أبي جعفر عليه السلام، والبحار ج 74، ص 312.
(14) أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 312.
(15) أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 313.
(16) في البحار: «قال له».
(17) رواه الكليني في الكافي ج 2 ص 139 ح 11، بسنده عن أبي إسماعيل، عن الباقر عليه السلام، والديلمي في اعلام الدين ص 37 عن الصادق عليه السلام، والبحار ج 74 ص 313.
(18) رواه الكليني في الكافي ج 2 ص 273 ح 4، والمفيد في الاِختصاص ص 250 باختلاف يسير، والبحار ج 74 ص 313.
(19) أبو علي يحيى بن خالد البرمكي، وزير هارون الرشيد ومعتمده في شؤون الدولة، وروى الكشي، عن الاِمام الرضا عليه السلام أنّ يحيى بن خالد سمّ الاِمام موسى بن جعفر عليه السلام، في ثلاثين رطبة، ولما نكب هاورن البرامكة غضب عليه، وخلّده في الحبس إلى أن مات فيه، وقتل جعفراً ابنه، توفّي في الثالث من محرّم سنة 190 هـ، وهوابن سبعين سنة، اُنظر «رجال الكشي ج 2 ص 864، وتاريخ بغداد ج 14 ص 128 وشذرات الذهب ج 1 ص 227».
(20) في اعلام الدين وعدّة الداعي: الصادق عليه السلام، واستظهر المجلسي في البحار ما في المتن.
(21) كذا في نسخة «ش» و «د»، وفي نسخة من البحار «يتوجه»، والظاهر أنّه الصواب.
(22) رواه الديلمي في اعلام الدين ص 92، وابن فهد في عدّة الداعي ص 179، والبحار ج 48 ص 174 ح 16 و ج 74 ص 313.
(23) أخرجه المجلسي في البحار ج 48 ص 136 ح 10، و ج 75 ص 379 ح 40.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page