فصل ـ 10 ـ
44 ـ أخبرنا السّيد أبو حرب بن المجتبى بن الدّاعي الحسني (1) ، أخبرنا الدوريستي (2) عن أبيه ، عن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، الحسن بن علي ، عن عمرو (3) ، عن أبان بن عثمان ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : أرسل (4) آدم ابنه إلى جبرئيل عليه السلام فقال له : يقول لك أبي : أطعمني من زيت الزّيتون التي في موضع كذا وكذا من الجنّة ، فلقيه جبرئيل عليه السلام ، فقال له : ارجع إلى أبيك فقد قبض واُمرنا باجهازه والصّلاة عليه .
قال : فلمّا جهّزوه (5) قال جبرئيل عليه السلام : تقدّم يا هبة الله ، فصلّ على أبيك ، فتقدّم وكبّر عليه خمساً وسبعين تكبيرة سبعين تفضيلاً (6) لآدم عليه السلام وخمساً للسنّة .
قال : وآدم عليه السّلام لم يزل يعبد الله بمكة حتّى إذا أراد أن يقبضه بعث (7) اليه الملائكة معهم سرير وحنوط وكفن من الجنّة ، فما رأت حوّا عليها السلام الملائكة ذهبت لتدخل بينه وبينهم ، فقال لها آدم : خلّي بيني وبين رسل ربّي ، فقبض ، فغسلوه بالسدر والماء ، ثمّ لحّدوا قبره وقال : هذا سنّة ولده من بعده فكان عمره منذ خلقه الله تعالى إلى أن قبضه سبعمائة وستاً وثلاثين سنة ودفن بمكّة ، وكان بين آدم ونوح صلوات الله عليهما ألف وخمسمائة سنة (8) .
45 ـ وبهذا الاسناد عن محمد بن الحسن ، حدّثنا محمد بن الحسن الصّفار ، حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، خدّثنا محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : قبض (9) آدم صلوات الله عليه وكبّر عليه ثلاثين (10) تكبيرة ، فرفع خمس وعشرون ، بقي السنّة علينا خمساً ، وكان رسول الله عليه وآله وسلم يكبّر على أهل بدر سبعاً وتسعاً (11) .
46 ـ وبهذا الأسناد عن ابن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ان قابيل أتى هبة الله عليه السلام ، فقال : ان أبي قد أعطاك العلم الذي كان عنده ، وأنا كنت أكبر منك وأحق به منك ، ولكن قتلت ابنه فغضب عليّ فآثرك بذلك العلم عليّ وأنّك والله إن ذكرت شيئاً ممّا عندك من العلم الّذي ورثك أبوك لتتكبّر به عليّ ولتفتخر عليّ لاقتلنّك كما قتلت أخاك .
فاستخفى هبة الله بما عنده من العلم لينقضي دولة قابيل ، ولذلك يسعنا في قومنا التّقية ، لأنّ لنا في ابن آدم اُسوة ، قال : فحدّث هبة الله ولده بالميثاق سرّاً ، فجرت والله السّنة بالوصيّة (12) من هبة الله في ولده ، ومن يتّخذه يتوارثونها عالم بعد عالم ، وكانوا يفتحون الوصيّة كلّ سنة يوماً فيحدّثون أنّ أباهم قد بشّرهم بنوح عليه السّلام .
قال : وإنّ قابيل لمّا رأى النّار الّتي قبلت قربان هابيل ظنّ قابيل أنّ هابيل كان يعبد تلك النار ولم يكن له علم بربّه ، فقال قابيل : لا أعبد النار التي عبدها هابيل ، ولكن أعبد ناراً وأقرب قرباناً لها فبنى بيوت النيران (13) .
47 ـ وعن ابن بابويه ، حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، حدثنا محمّد ابن أبي عبدالله الكوفي ، حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كان أبو جعفر الباقر عليه الصّلاة والسّلام جالساً في الحرم وحوله عصابة من أوليائه اذ أقبل طاوُس اليماني في جماعة ، فقال من صاحب الحلقة ؟ قيل : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : إيّاه أردت فوقف بحياله وسلّم وجلس .
ثم قال : أتأذن لي في السّؤال ؟ فقال الباقر عليه السلام : قد آذنّاك فسل قال : أخبرني بيوم هلك ثلث النّاس فقال : وهمت يا شيخ أردت أن تقول : ربع النّاس وذلك يوم قتل قابيل هابيل ، كانوا أربعة : قابيل ، وهابيل ، وآدم وحوّا عليهم السلام ، فهلك ربعهم ، فقال : أصبت ووهمت أنا ، فأيّهما كان الأب للنّاس القاتل أو المقتول ؟ قال : لا واحد منهما ،بل أبوهم شيث ابن آدم عليهما السّلام (14) .
____________
(1) هكذا في جميع النسخ المخطوطة وموضع في الرياض ( 2 | 435 ) وفي موضعين منه ( 429 و434 ) وأيضاً في أمل الآمل ( 2 | 227 ) عن فهرس منتجب الدين : أبو حرب المجتبى بن الداعي ( بن القاسم ) الحسني وهذا هو الصّحيح .
(2) هو الشّيخ أبو عبدالله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي معاصر للشيخ الطوسي تعرّض له في رجاله ص ( 459 ) ووثّقه .
(3) في ق 3 : عن عمّه ، وفي ق 5 : عن عمر بن عثمان .
(4) في ق 2 وق 4 : لما أرسل .
(5) في ق 3 : فلما جهزه .
(6) في ق 2 وق 3 : تفضلاً
(7) في ق 3 : إذا أراد أن يقبضه فبعث .
(8) بحار الأنوار ( 11 | 266 ـ 267 ) ، برقم : ( 15 ) .
(9) في ق 2 وق 4 : لما قبض .
(10) في ق 1 : ثلاثون .
(11) البحار ، الجزء ( 11 | 268 ) ، برقم : ( 16 ) . والجزء ( 19 | 320 ) ، برقم : ( 73 ) .
(12) والله الوصيّة : ق 1 .
(13) بحار الأنوار ( 3 | 249 ) من قوله : قال : وإنّ قابيل ، إلى آخره . و( 11 | 241 ) ، برقم : ( 31 ) أورد فيه تمام الخبر و( 75 | 419 ) ، برقم : ( 74 ) . ذكر فيه من صدره إلى قوله : أسوة .
(14) بحار الأنوار ( 11 | 241 ـ 242 ) ، برقم : ( 32 ) و( 46 | 354 ـ 355 ) ، برقم : ( 8 ) .